مقالات

كارل ماركس غادر الحياة ، و لكن الماركسية كنظرية بقيت ترفعها عاليا البروليتارية بأحزبها الشيوعية و العمالية العالمية ٠

بيدر ميديا.."

كارل ماركس غادر الحياة ، و لكن الماركسية كنظرية بقيت ترفعها عاليا البروليتارية بأحزبها الشيوعية و العمالية العالمية ٠

                                             محمدجواد فارس / طبيب وكاتب
لا تفرحوا عندما يكرر التاريخ نفسه، فأن دل هذا على شيئ فأنه يدل  على غبائنا وعدم تعلمنا من أخطأنا السابقة ٠
                                          كارل ماركس
وكانت الماركسية اللينينية و ماتزال تقول بمبدأ واسع جدا و هو مبدأ الجمع بين الاممية البرولتارية و الروح الوطنية لدى كل شعب ، فيجب على الأحزاب الشيوعية في جميع البلدان  أن تربي أعضائها على الروح الاممية نظرا إلى أن المصالح القومية الحقة  لشعوب  جميع البلدان تتطلب تعاونا وديا بين الأمم ٠
                                               سلام عادل
                                   سكرتير الحزب الشيوعي العراقي
                      1963.    _    1955
ولد كارل هانرتش ماركس في مدينة ترير  الألمانية في الخامس من شهر أيار/ مايو عام 1818 وتوفي في لندن في 14اذار / مارس 1883 ودفن فيها درس القانون و الفلسفة في جامعتي بون و برلين ، وفي عام 1843 انتقل إلى باريس بعد ان تزوج من الناقدة المسرحية و الناشطة السياسية الألمانية جيني فون ويستفالين واشتغل بالصحافة وفي عام  1845 التقى برفيق دربه فريدريك انجلس و انتقل معه الى بروكسل عاصمة بلجيكا  حيث  كانت ثمرة جهدهما المشترك كتاب الايدلوجية الألمانية ،  زار ماركس الامبراطورية البريطانية لأول مرة عام 1847 ممثلا للإتحاد  الديمقراطي للقارة ،  فهي منظمة  اشتراكية في مؤتمر الديمقراطيين البريطانيين ، أصدر ماركس و أنجلس البيان  الشيوعي الاول  ( المانفيستو ) الذي نشر في لندن عام1848   وبممارسته السياسية ضد السلطات الحاكمة فقد أسقطوا  عنه  الجنسية و عاش في لندن  مع زوجته و أطفاله لسنوات حتى وفاته  في 14 آذار  1883 بعد إصابته بالتهاب رئوي  حاد و انكب كارل ماركس في حياته على دراسة المصادر الثلاث :
1- الفلسفة اليونانية  من خلال قرأته للفلاسفة مثل ، ارسطو و  هيغل و فيورباغ ٠
2- الاقتصاد الإنكليزي درس كتاب ثروة الأمم و استفاد من نظريات ادم سمث و ديفادو  ريكاردو  ٠
3- الاشتراكية الطوباوية الفرنسية و كان أبرز منظريها ،  سان سيمون و شارل فورية و روبرت أوين  ٠
و من خلال دراسته للفلسفة اخذ من هيكل الديالكتيك و من فيورباغ المادية و جمعهما وأطلق عليهم المادية الديالكتيكية ٠
اما في مجال الاقتصاد السياسي فقد طرح نظريته  التي سميت  بنظرية  فائض  القيمة او القيمة الزائدة لتصبح  هكذا [ نقد-بضاعة- نقد- اي النقد بالحالة الثانية يعني النقد الأول زائد الربح ] ٠
اما في الاشتراكية الفرنسية ( الطوباوية) و يعني الخيالية فقد درس مؤلفات الاشتراكيين  الفرنسين   هم سان سيمون و شارل فورية و روبرت أوين وصاغ نظرية الاشتراكية العلمية و اسسها  الاقتصادية ٠
و قد عمل كارل ماركس لوضع أسس قانونية مهمة و سميت بالقوانين  الثلاث : 1- قانون التغير الكمي يؤدي إلى التغير النوعي ٠
2- قانون  وحدة وصراع  الاضداد  ٠
3- قانون نفي النفي ،
و للتأكيد على صحة  هذه القوانين ممكن أن اسوق  أمثلة  عليها ،
ففي القانون الأول ناخذ مثل كمية معينة من الماء و نغليها  سوف نجد بعد وقت سيتحول الماء و هو سائل إلى بخار و هذا تغير نوعي ويصبح الماء اقل كمية مما كان  عليه و هذا تغير كمي ٠
اما القانون  الثاني  فوحدة الطبقة العاملة مع الفلاحين في صراعهما ضد الرأسمالية ٠
اما القانون الثالث و هو قانون نفي النفي  ، ناخذ مثل في الطبيعة  ( الزراعة )  نزرع البذرة لتعطينا جذر و ساق و أوراق ثم ثمرة و داخلها بذور و هكذا العودة إلى الأصل ٠
وهناك مثل في علم الاجتماع كما هو معروف تسلسل المجتمعات البشرية في التاريخ كالتالي : المشاعية  البدائية ، ثم تطورت إلى مجتمع  الرق والعبودية ، وتلاها مجتمع الاقطاع ، و بعده الرأسمالية و من ثم ،  الاشتراكية كمرحلة أولى تعبقها الشيوعية  ٠
كتب ماركس : إن  الروح نفسها التي تبني نظريات  فلسفية في عقل  الفيلسوف  تبني خطوط  سكك بأيدي عمال ، فالفلسفة  لا تقف خارج العالم  مثلما أن  عقل الإنسان لا يكون خارجه  لانه معدته ، فالرأس  أيضا  ينتمي إلى العالم ٠
يقول الشيوعي المصري  الماركسي اللينيني ، محمود امين العالم في دراسة له حول الماركسية :  [لنعترف أن معرفتنا  الحقيقية بالماركسية هي معرفة محدودة مسطحة  هشة ، ولاشك انها امتداد لمعرفتنا  النظرية العامة التي تتسم بالمحدودية و التسطح و الهشاشة  ، فما أشد  ضعف  وتخلف الفكر النظري عامة في ثقافتنا  العامة ٠
فماركس لم يترجم ترجمة كاملة شاملة في لغتنا العربية، أي  أنه حتى اليوم لم يدخل في ثقافتنا العامة فظلا على أنه لم يجد طريقه بشكل  موضوعي في أعلامنا، وتعليمنا  و مدارسنا و جامعاتنا وحتى  مجلاتنا و كتاباتنا العلمية ، الا  في صورة عكسية او ضربة في أغلب الأحيان ، لقد حوربت  كتبه و صودرت في أغلب الأوقات ، المترجم  منها طوال سنوات السبعين  الماضية،  ولهذا لم يتم حوار فكري حقيقي علني مجتمعي حول الماركسية ، مما كان من الممكن أن يغني ثقافتنا و ينمي معارفنا الموضوعية والنقدية فيها  ، ولعل أغلبنا قد  اكتفى  أو  لم يجد أمامه الا بعض ماترجم  من كتب  ماركسية أغلبها ترجمة  ركيكة ، أو تبسيطات و ملخصات مرت على المصفاة السوفيتية الايدلوجية ٠
الماركسية ليست كل ما قاله ماركس، فلقد عالج ماركس قضايا متعددة و بمستويات مختلفة وعبر مراحل زمنية و متنوعة ، فقد  تكون النظرة  التاريخية و الموضوعية لماركسية ماركس  ، هي متابعة تطوره  لفكر لا من حيث ماجاء في كتاباته و مواقفه فحسب  بل من حيث علاقة هذه الكتابات  و المواقف بالسياق الاجتماعي و التاريخي و الثقافي الذي نشأ وعاش فيه و تأثيريه ٠هذا معنى انها نظرية أي انها نسق متجانس مترابط موحد من الأفكار التي تسعى لتفسير  المشاكل الأساسية التي تواجهها الإنسانية و تضمنها منهجا  كلها او محل  جانب منها ٠  ولو تتبعنا  تطور فكر ماركس لوجدناه يتنقل  من الايدلوجيه الهيغلية إلى الاقتصاد السياسي عبر المشاركة النضالية السياسية ٠ أن مفهوم المادية عند الفلاسفة السابقين عليه  و بخاصة الفلاسفة التجربيين الحسنين في الفلسفة الانجليزية ( مثل هوبر و لوك و هيوم  ) او فلسفة الأنوار الفرنسية ( عند هيرلياخ و غيرها ) ]٠
كتب ليون تروتسكي عن الماركسية قائلا : تعد الماركسية في أي  دراسة  موضوعية منهجا للتفكير السياسي و المعرفي ، و لد على يد كارل ماركس  ، الرجل الذي اذهل الناس بقدرته على الإبداع الايدلوجي المتميز من الايجاز ،  و بشكل مثال، لقد فهم الناس  إشتغالات ماركس الأولى بأنها تفسير للتاريخ يشير  إلى أن  الاشتراكية هي نتيجة  حتمية للتطور التاريخي للبشرية  ، ثم  وجدوا مفكرا رأى في البرولتارية الصناعية حفارة قبر الرأسمالية ٠
وهنا استعين  ببعض المقولات التي تنم على دور ماركس في شرح  مايدور في عقله  من تصورات ، تدلل على عمق تفكيره بحل هذه القضية او تلك في الفلسفة او الاقتصاد  من خلال كتبه و اولها كتاب ( رأس المال ) و كتاب ( بؤس الفلسفة ) و ( العائلة المقدسة ) و مشاركة رفيق دربه  فريدريك انجلس في بعض مؤلفاتهم و خاصة ( البيان  الشيوعي ) ٠ واقتبس بعض منها : أن الاقتصادين  يفسرون لنا
كيف  يتم الإنتاج في الصلات المغطات هذه ، تجلى أن ما لايفسرونه لنا ، هو كيف تتم  هذه الصلات ، أي  الحركة التاريخية التي خلقتها ٠ من ( كتاب بؤس الفلسفة)  ٠
ليس المقصود ، أن  أحد أفراد  البرولتاريا بكمالها تمثل في فترة كهدف ، بل المقصود ماهي البرولتاريا و ما هو الدور بالنسبة لكينها الملزمة على  العالم  به ٠ من كتاب ( العائلة المقدسة ) ٠
وهناك مقولات  أخرى كتبها هي : إن تراكم الثروة  في قطب واحد من المجتمع هو نفس الوقت  تراكم الفقر و البؤس  في القطب  الآخر ٠.
وفي مقولة مهمة وجدتها هي :  الطاغية مهمته  أن يجعلك فقيرا و شيخ الطاغية يجعل و عيك غائبا ٠
يقول ماركس عن الاديان ؛ الاديان تؤدي وضيفة مزدوجة فهي  تعوض الفقراء عن فقرهم بالمعنى الروحي ، بينما تعطي الشرعية اللازمة لطبقة  الاغنياء  ٠
و ترك كارل ماركس  ورفيقه فريدريك أنجلس ثروة كبيرة للانسانية حتى وقتنا الحاضر ، الا  وهي : النظرية الماركسية ، قال انجلس وهو يودع  رفيق  دربه ماركس في مقبرة ( هاي جيت) في لندن عام 1883 قائلا :  ( سيظل  اسمك على مر الزمن وكذلك أعمالك) ٠ وها نحن اليوم وفي ذكرى وفاته   140 يعيش في ذاكرة الشيوعيون الوطنييون في العالم ٠
 وقال لينين مودعا أنجلس: (أي  مشعل للفكر قد  أنطفأ، أي قلب توقف عن الخفقان  ) ٠
و سيبقى شعارهم  الذي أصبح بحق  متصدرا شعار الأحزاب الشيوعية و العمالية  العالمية :  ياعمال  العالم  اتحدوا
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com