فن

ما جرى للعراق في مسرحية من فصل واحد.

بيدر ..

ما جرى للعراق في مسرحية من فصل واحد

 

ألم تقرأ أبدا مسرحية من فصل واحد …

كتب لكم حسين الطائي …..  وليد الهندي مشكورين هذه المسرحية ذات الفصل الواحد (في ذكرى رحيل الدكتور أحمد الچلبي) هذه مسرحية رائعة من فصل واحد، يختلط فيها الكوميدي بالتراجيدي … ووضعت الكل في صيغة سوريالية …. بدون مبالغة أنها من أجمل النصوص التي قرأت بما حل بالوطن العزيز على أيدي أنصاف متعلمين، خونة يعلمون ماذا يفعلون، .. شذاذ آفاق … .. إمعات … وسرسرية صايعين في البارات والجايخانات ….وجهلة لا يعلمون ما يفعلون … مأساة ملهاة … تحالف بين هتلية هذا الزمان … عاشت أيد الكاتب فقد تمكن بجهد قليل، ولكن بعمق كبير أن يعرض على مسرح الفيسبوك … ما حدث … وهول ما حدث … حين وجد أعداء العراق بضعة معتوهين .. ومعقدين .. ومعوقين .. وحرامية … وسلموهم مفتاح القاصة …… على حسب المثل البغدادي …. أودع البزون شحمة ….! هذه المسخرة تستحق أن نجتهد بتصويرها شعرياً وفنياً ومسرحياً ……أسمح لي أخي الكريم أن أستخدم هذا النص ودائما مع الإشارة إلى الذكاء الفني لحضرتكم … مع خالص تقديري.

 

ضرغام الدباغ

 

 

النص ….

“” وقف احمد الچلبي على منصة ساحة احتفال محافظة ذي قار بعد سقوط نظام (صدام) مخاطبا الجموع الجماهيرية :

 

” اليوم انتهى عصر الظلم والظلام اليوم انتهى صدام وحكم البعثية، فهلموا لبناء عراق مدني متحضر بلا خوف ولا عسكرة ولا حروب واحذروا أن يخدعونكم بأسم الدين فهناك من سيقول لكم دوله إسلامية وسيخدعونكم مثل هدام ” .

وكانت ابنته بجنبه تنظر إلى الجموع الغفيرة المتهرئة الملابس، والوجوه الشاحبة التي لاح عليها التعب والمرض .. مرتدية بنطال وقميص وشعرها الطويل يتدلى على كتفيها …

 

فانبرى له احد الحضور يرتدي (دشداشه وصخه وغتره مزرفه) قائلا :

وهاي بنتك شنو لابسه ؟

 

فهتف الجميع لا شرقية  ولا غربية نريد دوله أسلاميه

فامر الچلبي ابنته بالرجوع إلى المبنى ..

وتكلم الجلبي بصوت عال قائلا :

 

الا تريدون الحياة والتغيير والرخاء والمدنية الم تتعبوا من الحروب فصاح احدهم :

وين ثار الصدر وينه ؟ ضيّعوا دمه علينه …

ولطم الجميع بحرارة .

وصاح آخر :

نعم نعم للحكيم فهتف الجميع : وينه الحاربك وينه …. صدام النذل وينه ؟ ..

وصرخ احدهم تاج تاج على الراس … سيد علي السيستاني ..

الجلبي ابتسم هادئا ودخل الى المبنى ..

 

وخرج معمما اشقر هو السيد (علي العلاق) فهتف الجميع :

 

واحسيناه.. واحسيناه ..

 

وتجمعوا حول العلاق كأنه (نبي)

وتكلم بزهو عن حب الحسين .. وذكر شهداء من المراجع والناس تلطم طبعا … وهتف ابو دشداشه المزرفه :

 

ماكو ولي الا علي ونريد حاكم جعفري .. ويالثارات الحسين

 

والكل يهتف مرددا ما قال …

 

وخرج احمد الجلبي مبتسما قائلا :

اذهبوا لدياركم امنين لا بعث بعد اليوم ولا توغلوا بالدماء والثارات وانتظروا تاسيس الدولة وعودة الدوائر الخدمية ونظفوا شوارعكم واهتموا بمدينتكم وانتظروا الخير بعون الله ……

فهتف ابو دشداشه المزرفه : دوله دولة اسلامية .. دولة دولة إسلامية ..

 

فهز الجلبي يديه وانسحب وانسحبت الجموع …

 

يا ترى اين هذا الرجل ابو دشداشة مزرفه الان، هل شبع من الدولة الاسلامية، هل حقق شعار: هيهات منا الذله!!

 

ام بقي متمسكا بالذله ؟

 

سلاباتك ياوطن ….  “”

 

أنتهى النص …..  وا أسفاه عليك يا عراق ….!

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com