ثقافة

من هو “إنغمار برغمان Ingmar Bergman”؟.

بيدر ميديا.."

من هو “إنغمار برغمان Ingmar Bergman”؟.

محمد السعدي.

يعتبر المخرج الامريكي ”ووري آلن ” أن برغمان هو أعظم مخرج على مر التاريخ ، ويعتبره من أشهر الشخصيات السويدية .

منذ أن توفي أيقونة السينما السويدي، إنغمار برغمان في ٣٠ يوليو  عام ٢٠٠٧ ، تحولت جزيرة فارو السويدية والتي وجد ميتاً بها بعد ١٦ يوماً من الاحتفال بعيد ميلاده ٨٩ عاماً ، التي سُميّت على اسمه، والتي تحولت إلى مركز سياحي يؤمّه معجبوه وعشاق السينما ومخرجوها لزيارة بيته وأماكن تصوير أفلامه وذلك ليستلهموا منه عن قرب قصة حياته وأدوات نتاجاته على مستوى السينما أو المسرح والتلفزيون . فالمخرج العريق كتب نصوص جميع أعماله السينمائية والمسرحية والتلفزيونية بينما كان يعيش على الجزيرة السويدية النائية، كما أنه صوّر معظمها فيها، منذ انتقاله للعيش هناك عام ١٩٦٠. ولد برغمان في ١٤ يوليو عام ١٩١٨ في مدينة ”أوبسالا”السويدية لأب قسيس بروتستاني ” أريك ”متزمت بأفكاره وشديد التصرف مع عائلته ومتقلب المزاج  والدته ” كارين ”كانت تعمل ممرضه ، وصفها بالبرودة والجفاء  . يعد أحد أهمّ الكتّاب والمخرجين السينمائيين والمسرحيين في التاريخ الحديث ، وأشهر شخصية سويدية مشهورة  ، وأحد أشهر الشخصيات السويدية خارج السويد ، ولقد حاز على عدة جوائز عالمية لبصمة أعماله السينمائية وكتابة مسرحياته وكتاباته النقدية والفنية منها جائزة ”أوسكار ” السعفة الذهبية ” جائزة كان للسينما” وغيرها . 

مملكة السويد تعد من البلدان القليلة والتي يشار لها في الاحتفاء بمبدعيها وفنانيها لتبقى صورهم خالدة في الذاكرة عبر أجيال متتالية ، وكان الاهتمام جلياً بسجل السينمائي برغمان من خلال بصم صورته على العملة النقدية السويدية فئة ٢٠٠ كرونه وإحياء تراثه وقمم أعماله عبر عدة منصات وواجهات بطرحه كأيقونة سويدية فخراً لها رغم سبل المقاطعة التي أدت به أن يترك السويد حزيناً ومتذمراً ، وكانت خطوة متأخرة وبمثابة رد اعتبار لرجل أعطى من نفسه ومن فنه لبلده ولمواطنيه . في بداية عام 1976، وأثناء إجراءه تجارب الأداء لمسرحية “الرقص مع الموت”، قدم إليه اثنان يرتديان زياً مدنياً، واعتقلاه. تبيّن بأنّهما شرطيان متخفيان اعتقلاه بتهمة التهرّب الضريبي بحكم القوانين السويدية المعمول بها في بناء أقتصاد البلد وادارة دفة المملكة .

أصيب بيريمان بانهيار عصبي جرّاء ذلك، فقد عزّ عليه الإحساس بالإذلال الذي شعر به، وتمّ وضعه في المستشفى بسبب دخوله حالة من الاكتئاب الشديد. تمّت تبرئة بيريمان من التهمة، وبحسب المدعي العام لا أساس قانوني للتهمة بعد سلسلة مرافعات وجلسات في أروقة المحاكم السويدية .

لم يتعافى بيريمان من الصدمة التي تبعت ذلك ولازمته الى آخر يوم من رحيله ، ورغم محاولة رئيس الوزراء الذي إغتيل في العاصمة السويدية أستوكهولم عام ١٩٨٦ أولوف بالمه تطييب خاطره بنفسه في الذهاب له واللقاء به بمثابة إعتذار رسمي لكنها لم تخفف من وطأة صدمته فقام بإغلاق الستوديو خاصته في جزيرة فارو، وأوقف مشروعي تصوير فيلم ، ومضى تاركاً السويد إلى ميونخ الألمانيّة.

كان برغمان أنساناً قلقاً ومضطرباً ومتقلب المزاج وحاد الطبع وزير نساء كاسر ، حيث أنه تزوج خمسة نساء ولم يحتفظ بواحدة منهن ، وقد خلف بعده ثمانية أبناء وأبنه يان أحد أولاده الثمانية مثل بأحد أفلامه ، لكنه مات بوقت مبكر مصاب باللوكيميا . حياة دوغمان كانت قلقة وتنتابها هاجس الخوف من المجهول وأشكالية الموت والعلاقة بمسيرة حياته .

محمد السعدي

مالمو/آذار٢٠٢٢

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com