ترجمة

عود على الامثال الروسية (25).

بيدر ميديا..

عود على الامثال الروسية (25)

أ.د. ضياء نافع

الترجمة الحرفية – بالملعقة لا تغرف البحر .

التعليق –  ونحن نقول – بالابرة ما تحفر بير ( بير= البئر ) . صور المبالغة (الجميلة والطريفة) واضحة المعالم جدا في هذه الامثال , وذلك كي تصل الفكرة المقصودة بشكل صادم ولا تقبل اي شك . قال صاحبي , ان الصور الفنية في بنية هذه الامثال مليئة بالخيال الشعبي الحاذق والغريب , وهي تذكرني بقصيدة ( مستحيلات ) لعبود الكرخي – ( ..يصير نملة و تدفع الملوية / ..يصير توضع جبل بقوطية ../ ..يصير من لندن تجي مجارية …)…الخ تلك القصيدة اللاذعة الشهيرة .

+++

الترجمة الحرفية –  السمكة التي لا نصطادها تبدو دائما كبيرة .

التعليق –  هذا صحيح فعلا , فالشئ الذي لا نحصل عليه يبدو لنا دائما أكبر وأفضل وأهم من الاشياء المتوفرة لدينا . توجد عندنا امثال عديدة و طريفة في هذا المعنى , منها – دجاجة الجيران وزّة , او , مركة ( مرق) الجيران اطيب …..الخ.

+++

الترجمة الحرفية – كلمة تكسر العظم , واخرى تجبره .

التعليق – مثل روسي آخر حول الكلمة , وهو يؤكد – مرة اخرى واخرى –  على دور الكلمة واهميتها في حياة الانسان . الصورة الفنية في هذا المثل تذكرنا بالصورة الفنية الموجودة في مفاهمينا حول الكلمة ( التي تجرح ! ) ,وحول الكلمة ( التي تداوي !) .

+++

الترجمة الحرفية – تفطن الى الاحتياجات وتدركها اثناء العمل .

التعليق – التجربة احسن برهان , والنظريات المنعزلة عن التطبيق تبقى بعيدة عن الواقع , وكم شاهدنا (وعانيّنا!) من اناس يثرثرون ويثرثرون دون معرفة الواقع , بل ودون حتى الاعتراف والاقرار به , رغم انه يقف امامهم بكل وضوح .

+++

الترجمة الحرفية – السوق يحدد السعر.

التعليق – كانوا يقولون لنا , ان هذا المبدأ رأسمالي , لكن هذا المثل الروسي يثبت غير ذلك , هكذا قال صاحبي , فقلت له , هو رأسمالي واشتراكي في آن , وينطبق على كل الاسواق , بما فيها (سوق مريدي عندنا والسوق السوداء عندهم), لانه مبدأ صحيح , فالسوق فعلا يحدد السعر في كل مكان وزمان وفي كل نظام , وعدم الاعتراف به رسميا لايعني انه غير موجود على ارض الواقع . صمت صاحبي , ثم قال – نعم , انهم لم يكونوا يعرفون الحقائق على الارض كما يجب , اذ اطلعوا عليها نظريا ليس الا ….

+++

الترجمة الحرفية – قطعة الفحم ليست كبيرة , لكنها  تلطّخ .

التعليق – قال صاحبي , الكلمة المناسبة هنا هي – ( تصخّم ) باللهجة العراقية , وليس ( تلطّخ ) . ضحكت أنا , وقلت , اني متفق معك خصوصا وان كلمة ( سخام ) فصيحة ,  ثم أضفت ضاحكا – ومع ذلك , فان (التلطيخ) هو (صخام) بلهجتنا ايضا , بالمعنى المباشر للكلمة وبالمعنى غير المباشر لها…

+++

الترجمة الحرفية – الفأرة تهدد القطة , لكن من المخبأ .

التعليق – ضحك صاحبي وقال – هذا المثل الروسي هو كاريكاتير رائع لما يجري حولنا من احداث جسام , فقلت له – آه من تفسيراتك السياسية لكل شئ حولنا , اذ انك ترى , ان السياسيين يتغلغلون في كل شعاب حياتنا , وحتى في مخابئ الفئران , فأجاب صاحبي وهو مستمر بالضحك – ان السياسيين يتغلغلون قبل كل شئ في مخابئ الفئران…

+++

الترجمة الحرفية – من يحب شخصا , فانه يدلّعه .

التعليق – ولهذا , فان امهاتنا كانوا ينادوننا دائما باسماء الدلع . قال صاحبي , وانا ايضا انادي حبيبتي دائما باسم الدلع , بل انني افكّر ان أنحت لها اسماء دلع جديدة , اذ ان الاسم الواحد قليل بحقها .

=============================================================

من الطبعة الثانية المزيدة لكتاب – (معجم الامثال الروسية ) ,الذي سيصدر عن دار نوّار للنشر في بغداد وموسكو قريبا .

ض. ن.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com