فساد

من قضايا النصب والاحتيال: امراة في مصر تزعم انها ابنة الصحاف.

بيدر ميديا/صحافة.

من قضايا النصب والاحتيال: امراة في مصر تزعم انها ابنة الصحاف

قبل ايام نشر في وسائل التواصل الاجتماعي خبر ملفق يقول ان وزير الاعلام قبل احتلال العراق عام 2003 محمد سعيد الصحاف قد توفي. ولاتي اعرف الصحاف صديقا وزميلا فقد اسرعت وانا في لبنان الى تكذيب الخبر واتصلت بعائلة الصحاف في الامارات لابلغهم بذلك وكان الرد من الصحاف ان هذه الاخبار المزيفة التي لا يعرف اسبابها ومطلقيها تصدر موسمية وفي كل عام.

 الصحاف كان موظفا في واع
تعود معرفتي بالصحاف الى الايام الاولى لتاسيس وكالة الانباء العراقية عام 1956 وكان ما زال طالبا في الجامعة ويبحث عن عمل كي يستمر في الدراسة، وهكذا فقد تم تعيينه في قسم الانصات اذ كانت الوكالة تنصت الى عدد من الاذاعات وتعد نشرة مطبوعه ترسل الى كبار الشخصيات في الدولة كما تنقل منها اهم الاخبار العربية والعالمية في نشرات الاذاعة والتلفزيون اذ تقوم الوكالة باعداد النشرات الاخبارية وترسلها باليد الى الاذاعة القريبة من مقر الوكالة في الصالحية. ولم يكن في الاذاعة اي قسم يعد تلك النشرات بموجب قرار من الحكومة بـ (مركزية الاخبار) اي تعطى الاخبار الرسمية للوكالة فقط وهذا كان قرارا اساء للصحف والى الوكالة نفسها وقضى على التنافس في نقل المعلومات الى قراء الصحف ومستمعي ومشاهدي الاذاعة والتلفزيون.
وعمل الصحاف في الوكالة لحين تخرجه واعتبر ذلك مساعدة مهمة له في حياته وبعد سنوات عين الصحاف مديرا للاذاعة والتلفزيون من 17 تموز 1968 الى 13 حزيران 1974 فتجددت العلاقة بيننا وفي عهده هناك تخلت الوكالة عن قرار مركزية الاخبار وانشات الاذاعة والتلفزيون اقساما للاخبار خاصة بها.

سافرنا معا الى ليبيا وايطاليا ولبنان
وكنت دائم الاتصال به وعند قيام الثورة الليبية في الاول من ايلول عام 1969 كنت والصحاف ضمن وفد التهنئة برئاسة نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في العراق صدام حسين وبعد انتهاء زيارة الوفد طلبت قيادة الثورة الليبية ان نبقى انا والصحاف وممثل وزراة الداخلية لننظم العمل في وكالة الانباء الليبية والاذاعة ووزارة الداخلية فبقينا عدة ايام وانجزنا المهمة ثم توجهنا انا والصحاف الى ايطاليا لعدة ايام ثم الى لبنان لايام اخرى قبل العودة الى بغداد.
وهكذا تجددت الصداقة والزمالة ولم تنقطع حتى بعد ان تولى مناصب دبلوماسية ووزارية فكان سفير العراق في الهند والسويد وايطاليا ومندوب العراق الدائم في الامم المتحدة ووكيل وزارة الخارجية ثم وزير الدولة للشؤون الخارجية ثم وزير الخارجية وكان احر منصب له وزير الاعلام لحين الغزو الامريكي للعراق عام 2003.
واذكر ان الصحاف في عدد من المؤتمرات الصحفية حين يراني وكنت امثل مجلة الف باء يقول للصحفيين ان محسن حسين له الفضل عليه في حياته.
الصحاف كما اعرفه رجل ذكي ونشط وكفوء ويحب عمله ويبذل كل جهده لانجاز ما يتوجب عليه انجازه.

امراة تزعم انها ابنته
واعود الى الخبر المزيف بوفاته (اطال الله في عمره) فقد اتصلت بي حفيدة الرئيس عبد السلام عارف ( السيدة رشا ) من القاهرة وهي من اصدقائي على الفيسبوك متزوجة من مصري وتعيش هناك وسالتني عن صحة الخبر فلما اكدت لها ان الخبر غير صحيح ابلغتني ان هناك امراة موجودة في مصر تقول انها ابنة الصحاف ارسلت لي صورتها وتزعم ان اسمها (مايا سعيد الصحاف) وتدعي ان والدها توفي قبل سنوات وانها تعيش على مساعدة الاخرين اي انها تتسول باسم الصحاف.
تقول السيدة رشا انها تعرفت منذ اكثر من سنة على سيدة تزعم انها ابنة الصحاف وهي الان تعيش في مصر وتدخل المجتمعات من رجال الاعمال والفنانين والصحفيين وقد شعرت انها نصابة وبلغت الاجهزة الامنية التي كانت بحاجة الى تاكيدات ملموسة.
وحسب ما قالته لي السيدة رشا ان الابنة المزيفة تقول لمن تلتقي بهم انها ابنة الصحاف وهو متوفي وان العائلة بقيت في حالة غير مقتدرة ماليا وانها كانت في لبنان وجاءت الى مصر تتسول من هنا وهناك وان ظروفها وحشة وتكرر مقولة (ارحموا عزيز قوم ذل). السيدة رشا لا تعرف احدا من عائلة الصحاف ولذلك تتصل بي بعد ان اطلعت على ما نشرته في وقت سابق عن الصحاف.

بيان من العائلة عن البنت النصابة
ولما كنت اعلم ان الخبر غير صحيح برمته وان للصحاف ابنة واحدة هي طبيبة اسنان في ابوظبي اسمها الدكتورة ضفاف فقد ارسلت المعلومات عن البنت المزيفة الى عائلة الصحاف التي اصدرت بيانا هذا نصه:
الى جميع الاصدقاء والمعارف.
نحن عائلة محمد سعيد الصحاف
نعلن انه لا يوجد من ينتسب الينا او يمثلنا في مصر وسوريا والاردن او في اي بلد آخر وكل من يدعي ذلك فهو كاذب.
مع تحياتنا للجميع.
واتصل بي شقيق زوجة الصحاف (ام زياد) قائلا ان ام زياد نشرت التكذيب على موقعها في الفيسبوك وكما تعلم ان ابنتهم الوحيدة الدكتورة ضفاف طبيبة اسنان وعيادتها قائمة في أبو ظبي. وحملوني تحياتهم لمقامكم ومقام عائلة المرحوم الرئيس عبد السلام عارف وشكرهم لهذا التنبيه.
هذه قصة النصب والاحتيال لم يسلم منها حتى الذين ابتعدوا عن العراق.

إقرأ المزيد: شبكة الاعلام في الدانمارك https://iraqi.dk/maqalat/m-alseyasia/2021-03-24-16-18-43#ixzz6qA7aJ4X1

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com