مقالات

المرجئة .. بين المرونة والتوفيقية .

تتواصل الحاجة إلى دراسة الفكر السياسي العربي ا/س-مي، وأعمال المفكرين الرواد، وبالضرورة
الحركات السياسية التي انبثقت عن تلك ا9فكار والتيارات السياسية، ومثلت في زمنھا، أدوات العمل
السياسي، كما عكست بنفس الوقت المشك-ت اCجتماعية والفكرية التي كانت رائجة في تلك العھود .

وبتقديرنا أن اشتداد حركة البحث العلمي في أقطارنا العربية تحتم تلك الحاجة، تعززھا أتساع حركة
الثقافة، والضرورة التي تطرح نفسھا في البحث عن جذور الفكر السياسي العربي ا/س-مي، من ا9جيال
الجديدة من الشباب تبدى تعطشاً إلى التفتيش عن تلك الينابيع ودراستھا ومعرفة أبعادھا، وا9ساليب التي
تصدت بھا لحل المعض-ت وا9زمات السياسية واCجتماعية واCقتصادية .

وقد مثلت :

* الموضوعات السياسية واحتلت مسألة امامة والخفة وامارة وفروعھا : البيعة، الشورى، أھل
الحل والعقد، اCستخ-ف، أداء ا9مانات، المسؤولية، العمل، ومؤسسة الدولة والوزارة، والحكم المركزي
وال-مركزي، أبرز محاورھا.

* والتوجھات ا!قتصادية / ا!جتماعية وفروعھا : الدعوة إلى العمران (التنمية)، وقضايا ا9رض
(ملكية واستثماراً) والخراج، فروع الدراسات اCقتصادية، العدل والمساواة، وا9مر بالمعروف والنھي
عن المنكر، والطاعة، ونزع العصبية والوCء للجماعة، والتعاون. وغيرھا.

وفي الحياة السياسية والثقافية، نتناول التاريخ السياسي العربي (في العصر القديم والوسيط) ومفرداته،
فيحلو لبعضنا إط-ق النعوت وا9وصاف على ھذه الحركة أو تلك، كالخوارج بأعتبارھا حركة متطرفة،
والمعتزلة كحركة يسار ديمقراطي، أو حركة المرجئة التي كان ھناك من يصفھا بالحركة التوفيقية
(Compromise (التي تعوزھا الروح الثورية والوضوح، أو الحلول الجذرية، لكن مع نضج الحركة
الوطنية والقومية العربية، بسبب لھيب تجاربھا، وأتساع حركة الثقافة والتعليم في الب-د العربية كما
أسلفنا، كان لھ ا ا9ثر الفعال في تجددت الرؤية إلى تلك الحركات ودراستھا دراسة موضوعية علمية،
فالتطرف الذي ينغلق على الرأي اcخر، كان دائماً وأبداً تأسيسا فكرية واسعة النطاق. العامل ً لنھضة
3
الذي يقود أفضل الحركات إخ-صاً للعقائد والشعب في التاريخ إلى النھاية المحتومة، سواء في ب-دنا
العربية / ا/س-مية أو حتى على صعيد التجارب العالمية .

وقد حاولنا أن نتناول بعض من تلك الموضوعات الرئيسية في الفكر السياسي العربي ا/س-مي، فتناولنا
فكر: الماوردي وأبن خلدون وأبن تيمية، والحركات كالمعتزلة والزنج والقرامطة، واليوم نتقدم ببحثنا ھذا
عن المرجئة، نأمل أن يجد مكانه بين البحوث عن ھذه الحركة .

ولكن Cبد لنا بادئ ذي بدء من أن نذكر وبدرجة مھمة، أن القاموس السياسي لكل عصر، كما له مفرداته
ومصطلحاته، له أيضاً خصائصه، وينبغي 9ن C يغفل عن ذھن القارئ إنما نحن نتحدث عن حقب تعود
إلى حوالي أربعة عشر قرناً خلت، أو ما يزيد، والموقف اCجتماعي لم يكن بطبيعة الحال بدرجة
الوضوح والتبلور الحالية، وكذلك ا9وضاع اCقتصادية .

ومن البديھي وا9مر على ھذا النحو، أن يكون الدين ومصدريه الرئيسيين (الكتاب والسنة) مصدراً
ومرجعاً لدراسات وانبثاق أراء، ولذلك ن-حظ وھو أمر يؤكده كافة العلماء في التاريخ والسياسة، أن
القرآن والسنة مث- 9مد طويل جدا وحيد في البحوث السياسية واCجتماعية واCقتصادية، ً المرجع ال
ولذلك كان من البديھي أيضاً أن يلجأ إلى الدين كل مطالب بالقيادة والرئاسة والخفة، ناھيك عن
امامة. وھو أمر لجأ إليه القرامطة والزنج رغم أن الحركتان كانتا ثورتان يغلب عليھما الطابع
السياسي / اCجتماعي .

ومن البديھي أن تكون ا/مارة، ا/مامة، الخ-فة، نقطة صراع في المشھد السياسي العربي / ا/س-مي،
وC سيما بفعل تأثيرات أھمية العوامل القبلية، كعامل رئيسي، وقد استمرت قضية ا/مامة وا/مارة
بوصفھا مسألة ساخنة في الحياة السياسية ا/س-مية، بل يذھب الع-مة الشھرستاني إلى القول ” ما سل
سيف في ا/س-م على قاعدة دينية مثلما سل على ا/مامة في كل زمان “.(1(

وتواصلت اcراء في انبثاق سلطة ا/مامة، فھناك من قال أن ا/مامة تثبت باCتفاق واCختيار(البيعة)
والثاني من قال : أن ا/مامة تثبت بالنص والتعين(اCستخ-ف ـ وCية العھد).(2(

وفي خضم ھذه اcراء الكثيرة، والتعدي-ت عليھا، ن-حظ أن المرجئة كانوا أقل تلك التيارات اھتماماً
بأسم ا9مير أو الخليفة أو ا/مام، إذ اعتبروا أن ا9مر الجوھري ھو العمل بالشريعة، وليس التعلق
وھو موقف يمثل توجھا . ً ديمقراطياً بأھدابھا،

د&ل  :
يحق لنا اCعتبار، أن واحدة من أھم النتائج التي تمخضت عنھا الثورة ا/س-مية الشاملة على مختلف
ا9صعدة، وھو ما نحن بصدد دراسته، انبثاق الحركات وا9حزاب السياسية التي لم تكن تطرح نفسھا في
ميدان العمل السياسي بھذه القوة لوC توفر المعطيات والظروف ال-زمة والشروط الموضوعية لقيامھا .

ويقودنا التحليل العلمي بادئ ذي بدء، إلى حقيقة موضوعية ھامة ھي، أن الحركات وا9حزاب إنما ھي
ضرورات تقررھا التطورات اCجتماعية / الطبقية، إضافة إلى مؤشرات أخرى أبرزھا، درجة ومستوى
الوعي السياسي / الثقافي، وطبيعة المرحلة وا9حداث التاريخية . وتفرز عموم إرھاصات ھذه المعطيات،
الحركات وا9حزاب السياسية. وبحسب ھذه التوترات والتبلورات السياسية / اCجتماعية وتناقض
المصالح اCجتماعية / الطبقية وتفجرھا، تكتسب الحركات السياسية وا9حزاب طابعھا الحاد والعنيف،
ويكون اCلتھاب ھو صفة الحياة السياسية. وقد ينجم عن ذلك أيضاً حركات سياسية تتخذ مواقف وسط
4
بين الفئات المتناحرة، وعلى ھذا ا9ساس تكتسب الدراسات حول طبيعة ومحتوى ھذه الحركات دCCت
مھمة وطابعا . ً شيقاً

ومثل ھذه المعطيات بدأت تتوفر في الحياة السياسية العربية على اثر المنجزات الھائلة التي حققتھا الثورة
ا/س-مية، وفي مقدمتھا : الدولة التي تم تأسيسھا في المدينة (يثرب) التي ما برحت ترسخ من وجودھا
وتوسع من دائرة تأثيراتھا ونفوذھا وسيطرتھا والتي تكللت في عھد الرسول(ص) بالسيطرة الشاملة على
شبه الجزيرة العربية بأسرھا، وبدأت تتطلع إلى ا9مصار العربية لتحريرھا من القوى ا9جنبية(الروم ـ
، ا9مر الذي تحقق فع-ً الفرس) خ-ل بضعة سنوات، ففي أواسط العقد الثاني من عمر الدولة العربية
ا/س-مية وھيمنتھا على رقعة شاسعة تمتد من أواسط آسيا حتى سواحل المحيط ا9طلسي .

إن تحوCت شاملة وعلى ھذه الدرجة من ا9تساع، كان C بد أن تكون له نتائجه وأصداؤه في كافة
المجاCت في الحياة الجديدة. فقد توفرت مناصب سياسية رفيعة سواء في عاصمة الخ-فة أو في
الوCيات التي يتمتع معظمھا بالثراء والرخاء الذي لم يكن معروفا : العراق / فارس ً لھم في وCيات مثل
/ الشام / مصر وغيرھا، كما توفرت امتيازات اقتصادية غير محددة تمثلت باكتساب أراضي زراعية
خصبة تدر غ-ل وأرباح وفيرة، وفعاليات اقتصادية في مقدمتھا، والتي اتسعت على نحو غير معھود.
والنفوذ اCجتماعي الذي أفرز فئات جديدة. وبدا أن التنافس على إحراز النفوذ السياسي واCقتصادي
واCجتماعي قد غدا محموما رز ويعبر عن أدواته وصوره وتعبيراته على مختلف ا9صعدة . ً، وراح يف

وإذا كانت شخصية الرسول محمد(ص)، النبي القائد مؤسس الدولة وطبيعة المرحلة الجھادية قد أجلت
اندCع التناقضات السياسية / اCجتماعية، إC أن تلك التناقضات طفت على السطح فور رحيل
في حركات ارتدادية تحمل جميعھا طابعا ا يھدف إلى ً سياسياً واجتماعياً الرسول(ص) ، بعضھا كان ارتداد
استعادة ھيمنة ا9رستقراطية القبلية. وبعض تلك الحركات كانت تريد التملص من اCلتزامات
وا/ص-حات اCجتماعية واCقتصادية التي جاء بھا ا/س-م من خ-ل التخلي عن تلك اCلتزامات مثل:
إلغاء أو تقليصا). وبعض آخر طرح النبوة بقصد تحقيق الھيمنة ً الزكاة وسائر اCلتزامات المالية ا9خرى(
السياسية (مسيلمة الكذاب).

بيد أن ھذه الحركات اCرتدادية واجھت الفشل بسبب حتمية التطور التاريخي الذي جاء به ا/س-م والذي
طور نظاماً سياسياً بدائياً قائماً على قيادات قبلية أرستقراطية إلى دولة مركزية قوية يشع نفوذھا إلى
خارج شبه الجزيرة، وتحول القبائل العربية من الوCءات القبلية / ا9سرية إلى الوCء للدولة والعقيدة في
فلم يكن صعباً نظام ثوري حديث يعد لمستقبل باھر لlمة بأسرھا. تلمس ھذه ا9بعاد لدى الغالبية العظمى
من الجماھير العربية ولدى القيادات ا/س-مية التي واجھت بقيادة الخليفة الراشدي ا9ول حركة اCرتداد
بالحزم والقوة المطلوبين .

وطرحت المھمة ا9ساسي ة الثانية نفسھا باستكمال إستراتيجية الثورة ا/س-مية لتحرير ا9مصار العربية،
وتوسيع النظام العربي ا/س-مي الجديد، وھو ما تم تحقيقه فع-ً في عھد الخليفة ألراشدي الثاني عمر بن
الخطاب. وما كاد عھد الخليفة ألراشدي الثالث قد حل، إC وكانت الثمار الشھية الوفيرة لlوضاع الجديدة
قد أينعت وحان قطافھا، فالمناصب القيادية قد ازدادت وھي على درجة من الدعة والرخاء، وكذ لك
المصالح اCقتصادية من أراضي وأم-ك، ومن كان إلى قبل سنوات قليلة في فقر مدقع، تحول إلى ثراء
واسع، ومن كان أجيرا / اجتماعية ً مھم-ً في مجتمع أرستقراطية قريش ومكة، قد أصبح شخصية سياسية
نافذة، فكان والحال كذلك من التنافس والتناقض، أن يذر الخ-ف، بل والصراع (بدرجاته) قرنه بين
القيادات والزعامات ا/س-مية، وھكذا فإن سحب تناقضات بدأت تتجمع وتتكاثف، ونزاعات سوف
تتطور إلى صراعات، وستكون في بعض المراحل دموية بسبب احتدام التناقضات وتفجرھا حول أكثر
الموضوعات حساسية وحيوية، أC وھي موضوعة الخ-فة وانتقال السلطة الشرعية الدستورية .
5

وبسبب خلو الشريعة من نصوص حول انتقال السلطة، وقد تعرضنا لذلك بصورة تفصيلية في الفصل
سياسية، اشتدت واكتسبت طابعاً حاسماً ا9ول، فإن النزاعات السياسية كانت تعبر عن مواقف اجتماعية/
في ا9حداث التي أطلق عليھا (الفتنة الكبرى) والتي كانت تنطوي على إشكاCت دستورية وقانونية
جنائية، قادت إلى تباين في وجھات النظر حيال تلك ا9زمة .

ودون ريب فإن وجھات النظر تلك كانت في أعماقھا تعبر عن تطلعات اجتماعية، فانبثقت مواقف
تطورت إلى اتجاھات ثم مضت تتبلور في أحزاب وحركات، سنحرص على إبرازھا ونتوقف عندھا
شرحا : ً وتحلي-ً، تلك التي كانت بدايتھا قد تكونت بفعل أحداث الفتنة الكبرى

ال: معارضة الشامية / المصرية : مع عمرو
والتي قادھا معاوية بن أبي سفيان حاكم الشام متحالفاً أو!ً
بن العاص حاكم مصر، بامتناعھا عن مبايعة الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب وھي تستند في
مواقفھا إلى خلفية شرعية، واستغلت إشكالية قانونية / دستورية حول مقتل الخليفة الراشدي الثالث،
ولكنھا في الواقع كانت تمثل تطلعات الطبقات والفئات الجديدة الطامعة بالحكم وبالمكتسبات اCقتصادية
واCجتماعية .

ثانياً : المعارضة المكية : وھي التي قادھا اثنان من أبرز الصحابة، بل ممن كانوا حتى ا9مس القريب
في معسكر الخليفة الرابع علي بن أبي طالب، وھما الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد n وھما من أقدم
الزعامات ا/س-مية والعشرة المبشرة بالجنة من الرسول(ص) وأعضاء مجلس الشورى الستة
وتساندھما في موقفھما السيدة عائشة زوج الرسول(ص). وتستند ھذه المعارضة في خلفية موقفھا أيضاً
على ا/شكالية الدستورية ا/ لقانونية، ومقتل الخليفة عثمان بن عفان، ولكنھا في الواقع كانت تعبر عن
طموحات أرستقراطية .

ثالثا : ومن البديھي أن يفرز الموقف بين القوى التي تمثل طموحات الفئات الجديدة (معسكر المعارضة ُ
الشامية / المصرية)، وبين ا9رستقراطية التي مثلتھا المعارضة المكية (الزبير وطلحة)، قوى غير
واضحة المعالم، لم يكن بوسعھا أن تتبين طريقا / الشرعية التي مثلھا معسكر الخليفة ً بين العقائدية
موقفاً سلبياً الراشدي علي بن أبي طالب ومعارضيه، فاتخذت حيال ا9طراف متمسكين بأحاديث تعبر
عن رؤية مبكرة تتنبأ بالتناقضات والصراعات المقبلة، كان الرسول(ص) قد توقع حدوثھا، ومن تلك
سياسيا) ” ستكون فتنة، القاعد فيھا خير من الماشي، والماشي خير من الساعي ً ا9حاديث أكثر تعبيرا(ً
إليھا، إC إذا نزلت أو وقعت، فمن كان له أبل فليلحق بأبله، ومن كان له غنم فليلحق بغنمه، ومن كان له
أرض فليلحق بأرضه” حديث ).

وقد أتخذ ھذا الموقف الكثير من القيادات ا/س-مية أبرزھم سعد بن أبي وقاص، وھو أحد أعضاء مجلس
الشورى. وقد عبر أحد أبرز السياسيي ن العرب(المغيرة بن شعبة) عن ھذا الموقف بقوله للخليفة علي
بن أبي طالب ” إني وD يا أمير المؤمنين ما رأيت عثمان مصيباً و! قتله صواباً، وإنھا ظلمة ستتلوھا
ظلمات، فأريد يا أمير المؤمنين ـ إن أذنت لي ـ أن أضع سيفي وأنام في بيتي حتى تنجلي الظلمة ويطلع
قمرھا، فنرى مبصرين ونقفوا آثار المھتدين ونتقي سبيل الجائرين”. (3 (

بيد أن تداعيات الموقف المتنافرة، أفرزت مواقف جديدة اتخذت شعارات جديدة وواجھات سياسية، كانت
الموضوعات السياسية وتفرعاتھا، وأبرزھا كانت: الخ-فة / ا/مامة وشروطھا وأساليب انتقالھا، ثم أبعاد
تطبيق الحدود، والمقصود ھنا بالحدود ذات المعنى السياسي، فما ھي الكبائر..؟ وما ھو الموقف من
مرتكب الكبائر، ثم الموقف من أحداث سياسية رئيسية لھا ع-قة مباشرة بشرعية النظام السياسي مثل
الموقف من مؤتمر سقيفة بني ساعدة، ثم الموقف من الفتنة الكبرى وأحداثه الجسيمة، القانونية
6
والدستورية، ثم الموقف من الصراعات السياسية الدموية، وأخيراً وليس آخراً، الموقف من معطيات
حديثة أفرزت نفسھا على مسرح الع-قات اCجتماعية/ السياسية / الثقافية، منھا على سبيل المثال C
الحصر، الموقف من الفلسفة ( العقل)، وتلك مسألة قادت إلى جملة مسائل بالغة ا9ھمية والخطورة في آن
واحد مثل :

* مسألة خلق القرآن،
* الموقف السياسي واCقتصادي والثقافي،
* الموالي ودورھم في الحياة السياسية العربية ا/س-مية،
* الموقف من فئات مسحوقة كانت تھدف بھذه الصورة أو تلك المطالبة بحقوقھا اCجتماعية تحسين
شروط معيشتھا، فاتخذت انتفاضتھا شعارات وواجھات دينية،

وكان ذلك ضرورياً بحكم ضرورات العمل السياسي وقاموس مفردات العمل السياسي لتلك المرحلة
التي C بد أن يكون الدين واجھته ا9ساسية .

وإذا كانت الحركات وا9حزاب التي أفرزتھا ھذه ا/رھاصات وا9حداث كثيرة على مدى عمر الدول
العربية الكبيرة منھا والصغيرة، فإننا سوف نقتصر على أربعة منھا، تمثل كل واحدة منھا اتجاھا مھماً،
وھذه ا9حزاب ھي: المرجئة والمعتزلة، با/ضافة إلى القرامطة والزنج كحركات .

 ***********************
كان المدخل والمقدمة الذي استھلينا به ھذا المبحث ضرورة لطرح المقدمات السياسية والنظرية، وإلقاء
ا9ضواء على المسرح السياسي في مرحلة حساسة من التاريخ السياسي العربي ا/س-مي، وھي المرحلة
التي أفرزت أولى الحركات السياسية، ومن ثم، وفي مزيد من التبلور واشتداد وضوح الموقف السياسي
لlحزاب، ومنھا حركة المرجئة موضوعة بحثنا ھذا التي نعدھا من أقدم ا9حزاب السياسية العربية
ا/س-مية .

فالمرجئة حركة فكرية / سياسية ا، نبثقت أس يتسم باC
اسا عتدال وتجنب التطرف، ً كموقف يتخذ موقفاً
والعنف المسلح، بين ا9طراف المتطرفة في نزاع ھو سياسي الطابع بالدرجة ا9ولى، يتمثل بالخ-ف
حول الخ-فة وأحقيتھا، وھو موقف تطور Cحقاً إلى ما عرف بالتاريخ السياسي للخ-فة ا/س-مية
بالفتنة. أي الخ-ف حول: ذيول اغتيال الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان، وما نجم عنه من صراع
سياسي حول تبوء الخ-فة، والصراعات السياسية/ العسكرية التي اكتنفتھا، وھو موقف كان له اتجاھات
متعددة .

وأستھل المرتجئة بتعميم نظرية أن الخ-ف بين المتنازعين على أمر الخ-فة ھم في رحاب n ،وn
سيحكم بينھم، كما سيقضي في شؤون الدنيا وما ھي أكبر منھا أو أدنى .

ومن تلك اCتجاھات التي أكتفت بأتخاذ موقف شخصي من القيادات ا/س-مية بأعتزال ا9مر، وعدم
اتخاذ موقف حاسم، كسعد بن أبي وقاص عضو مجلس شورى الخ-فة، وأحد كبار الصحابة، والمغيرة
بن شعبة، وسواھما وھناك من بلور موقفه المؤيد أو الرافض، المتمثل بموقف حركات :
* معسكر الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب .
* الخوارج (فيما بعد) الخارجين على الخليفة الراشدي الرابع، فالخوارج كانوا يعتقدون أن مرتكب
الكبيرة كافر مخل كل من قبل بالتحكيم بين الخليفة علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي rد في النار، وتكفر و
سفيان .
7
* معسكر معاوية بن أبي سفيان حاكم وCية الشام، الذي أسس Cحقاً وبعد نھاية الدولة الراشدية الخ-فة
ا9موية في دمشق بعد اغتيال الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب .
* حركة المعتزلة التي كان لھا نظرة أكثر شمولية في الشؤون السياسية .
* حركة المرجئة موضوعة بحثنا .

وعلى الرغم من أن C يمكن تحديد تاريخ دقيق لنشوء حركة المرجئة، إC أن الرأي ا9قرب إلى الصواب
في نشأة المرجئة أنھا نشأت بعد ظھور الخوارج والمعتزلة في خضم التيارات التي شغلت العالم العربي
وا/س-مي، أي في المرحلة بين خ-فة الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب / ومطلع الخ-فة
ا9موية .

تلك ھي التيارات الرئيسية الفكرية / السياسية التي انبثقت في تلك الحقبة، ولكن Cبد من التذكير أن لكل
من ھذه الحركات فروع عنھا وتكت-ت تقترب منھا في الرأي، وتيارات جانبية، وأراء مؤيدة وأخرى
مناھضة. وكان موقف المرجئة مخالفاً لرأي الخوارج في مرتكب الكبيرة ف ، قالوا بأن C يمكن الحكم
بالكفر على كل من آمن بوحدانية n ، ذلك أن الحكم عليه إلى n تعالى وحده له أن يغفر وله دون ذلك،
يوم القيامة ، مھما كانت الذنوب التي اقترفھا .

ِ والمرجئة بذلك يفسرون ما ورد في القرآن ( : َو َ آخرون مرجئ َ 9 ون rم َ ا يُع
إِ n r
ِ
ِ مر ذب rم َ ا يتوب
ھم وإ عليھم
r وn ِ عليم
ِحكيم ــ التوبة ــ 106 .(إلى السنة النبوية الشريفة، في حادثة الث-ثة المتخلفين
ويستندون أيضاً
قعدوا عن غزوة تبوك في جملة من قعد كس-ً ومي-ً الذين إلى الدعة والحفظ وطيب الثمار والظ-ل، C
شكا والذين أرجأ الرسول أمرھم وت بو تھم إلى n ً . وC نفاقاً،

شكل ھذا التفسير قاعدة الموقف السياسي للمرجئة بعدم جواز تكفير أي إنسان طالما ھو على ا/س-م
ويؤدي الشھادتين، أما المعاصي وما ينجم عنھا فھي حكم n سبحانه يوم القيامة، أن يغفر أو C يغفر،
الفصل في ھذا n سبحانه. لذلك صاغوا القاعدة التاليالمختلفة تتفقيمان معصية، كما ! ينفع مع الكفر
طاعة .

بيد أن المرجئة بتياراتھا المختلفة تتفق على موضوعات جوھرية منھا : تعريف ا/يمان بأنه التصديق أو
ل ليس داخ-ً المعرفة أو التسليم بالقلب أو ا/قرار. وأن ا9 اعم فى حقيقة ا/يمان، وC ھو جزء منه، مع
لعمل من ا/يمان تماما، ورأى بعض المرجئة كالجھميون (جھم بن صفوان) وأن ً أنھم C يغفلون منزلة ا
ا/يمان C يزيد وC ينقص، 9ن التصديق بالشئ والجزم به C يدخله زيادة وC نقصان.وأن أصحاب
ا/يمان بكمال تصديقھم وأنھم حتما ي اcخرة . ً المعاصى مؤمنون كاملو ا C يدخلون النار ف

ولھم اعتقادات أخرى: كالقول بأن ا/نسان يخلق فعله، وأن n C يرى ف ي اcخرة، وقد تأثروا ف ي ھذه
اcراء بالمعتزلة، وكذا رأيھم ف ي أن ا/مامة ليست واجبة، أو أي مسلم صالح أو من أى جنس كان و إن
كان غير قرش ي يمكن أن يتوCھا، وقد تأثروا بھذا الرأى من الخوارج الذين كانوا ينادون (.به 4(
وC بد لنا ابتداء، التأكيد، أن الكثير من المؤرخين يسمون المرجئة ” فرقة ” فرقة المرجئة، وھذه صفة
تعبر عن التكتل المذھبي الديني أكثر مما السياسي، بيد أننا نعتبر المرجئة، حزباً سياسياً يستخدم
الشعارات والواجھات الدينية وكذلك المفردات الدينية/ السياسية بوصفھا القاموس السياسي الوحيد السائد
في ذلك العصر وأداة تعبئة للجماھير .
وإذا كان الكثير من الصحابة والقيادات ا/س-مية قد تعذر عليھا اتخاذ الموقف الواضح كما أسلفنا، بسبب
التشابك الشديد بين العناصر الشرعية القانونية، والدستورية وا9خ-قية التي اكتنفت أحداث الفتنة، فھو
موقف كان يوحي با9رجاء، أي إرجاء اتخاذ القرار الحاسم بحقھا إلى يوم الدين. وھذا الموقف الذي
8
أتخذه الكثيرون عفوياً، تبلور تدريجياً إلى موقف سياسي ناضج، ولكن موقف ا/رجاء ھذا كان سياسياً
منذ البدء وإن لم تتبلور بصفة حزب سياسي، ويكتسب مضامين أيديولوجية كما سنرى Cحقاً.(5(

والفكرة البسيطة لlرجاء تطورت بتطور المواقف السياسية واكتسابھا طابع الحدة والتطرف، فالمرجئة
الذين عرفناھم كحزب سياسي ظھروا في العقود ا9خيرة من القرن الھجري ا9ول، وربما قبل ظھور
المعتزلة بفترة بسيطة، وقد تطور موقفھم السياسي والنظري كرد فعل على تطرف الخوارج .

والخوارج، فرقة غادرت معسكر الخليفة الراشدي علي بن أبي طالب احتجاجاً على قبوله التحكيم أوC ،ً
ومن ثم طوروا ھم أيضا مواقفھم السياسية والنظرية، ولكنھم مثلوا على الدوام الطرف ا9كثر غلوا. ومن ً
جملة ما تطرفوا فيه بصفة خاصة، أنھم كانوا يكفرون بسھولة ويدعون أن مرتكب الكبائر ليس بمؤمن،
وأنھم بذلك أجازوا قتل خصومھم، بل وتعدوا ذلك إلى عوائلھم من النساء وا9طفال .

وفي حمى ھذا التطرف كان بديھياً أن يبرز طرف آخر يدعو إلى العق-نية، فكان المرجئة ھم الحزب
أساسا ” إن ا/يمان ھو ً ا9كثر مرشحا . فالمرجئة طرحوا عكس أراء الخوارج وقالوا ً لھذه المھمة
المعرفة باv والخضوع له والمحبة بالقلب، وما سوى ذلك من الطاعة ليس من ا/يمان، وC يضر تركھا
حقيقة ا/يمان، وC يعذب إذا كان ا/يمان خالصا ” ثم صاغوا قاعدتھم الشھيرة ” أنه ! ً واليقين صادقاً
يضر مع ايمان معصية، كما ! يضر مع الكفر طاعة”.(6(

سياسية، فلم يكن ھناك أساساً نعم، يستخدم المرجئة مصطلحات دينية / غيرھا من قاموس ذلك العصر،
وكان كل شيء ينظر إليه من خ-ل الشريعة، وليس بوسعنا أن نطالب المرجئة بتفصيل أكثر من ذلك،
وھم الذين طوروا موقفا بين التيارات. وللدكتور الريس وھو من العلماء العرب ً كما ذكرنا وسط
المعاصرين رأي عن المرجئة يعبر عنه ” أنه مذھب ديني فلسفي موضوعة البحث عن حقيقة ا9يمان
وع-قة العمل به “.(7(

وبرأينا أن مذھب المرجئة سياسي ولكنھم كانوا يتعاملون في موضوعات تداخلت فيھا السياسة بالدين
تداخ-ً يصعب فصمه، لذلك فأنھم كونوا أراء سياسية بالدرجة ا9ولى في قضايا ا/مامة، ثم في مسألة
السلطان الجائر، مناھضته أم خلعه، بل وشاركوا في العديد من الحركات الثورية ولكنھم كانوا C يصلون
درجة التطرف والتعصب وھو موقف سياسي نعده سليما . ً وصحيحاً

ومن ا9ھمية بمكان، وھو ما سوف يعيننا على فھم أوضح لتطور حركة وفكر ا9رجاء، والتي غالباً ما
تعرضت إلى سوء فھم من المؤرخين والباحثين في الفكر السياسي العربي، فكما نشأ الخوارج (وھم
حركة سياسية) نشأة سياسية في الصراع على السلطة، كذلك كانت نشأة حركة المرجئة ، نشأة سياسية
ارتبطت منذ البدء بقضايا سياسية سواء في الموقف من الصراع على الخ-فة أو في موقفھا المتطور
ال-حق من حركات الشعوب ا/س-مية غير العربية .

ويصيب د. عمارة، الخبير في الفلسفة والسياسة ا/س-مية بقوله ” ويعتقد أن مفتاح الخروج من
اCضطراب والجدل في أفكارھم، ھو في إدراك الطابع السياسي لنشأة فكرة ا9رجاء، بينما كانت السياسة
والصراعات حول السلطة ھي التي أفرزت فكر المرجئة وتياراتھا، ومن ثم C سبيل إلى فھمھم إC إذا
وضعناھم في ا/طار الذي نشأوا فيه، وأبصرنا تياراتھم على ضوء الظروف السياسية التي بلورتھا”(8 (
وإذا كان جذر حركة ا/رجاء ھو الموقف من الخ-فة وشرعيتھا، وھو موقف سياسي بالطبع، وإن كانت
بعضكم يقول عثمان قتل مظلوماً الخ-فة موضوع ديني أيضا ” ، وكان أولى ً، فقد قال أوائل المرجئة
بالعدل، وبعضكم يقول، كان علي أولى بالحق وأصحابه كلھم ثقة عندنا نصدق، فنحن C نتبرأ منھما وC
نلعنھما وC نشھد عليھم، ونرجئ أمرھما إلى n حتى يكون n ھو الذي يحكم بينھما”.(9(
9

ونرى أن ھذا الموقف C يعبر عن انتھازية وC عن توفيقية، بل أنه موقف سياسي بحت، يرفض زج
ا9مة والب-د ومصالحھا في صراعات دموية على السلطة، إنه موقف يؤثر س-مة الب-د ووحدة الموقف.
فا9حداث العنيفة والمعارك الدامية مثل حروب الجمل وصفين والنخيلة والنھروان، وھي جميعھا معارك
بين فئات وأحزاب إس-مية أودت بحياة عشرات ا9لوف من المسلمين أوقفت المسيرة ا/س-مية وألحقت
بھا أشد الضرار. فموقف المرجئة والحالة ھذه، ھو الموقف الذي يطفئ نار غلواء الفرق وا9حزاب
المتناحرة .

وبتقديرنا، فإن المرجئة وقفوا مواقف عق-نية تقدمية بصفة عامة حيال أبرز ا9حداث، فلم يكن ضمن
سياستھم تبرير مواقف السلطات على أية حال كانت، بدليل أنھم اصطدموا غالباً بالسلطات عي مختلف
العھود. وا/رجاء كفكر مناھض للتطرف، وكموقف ورأي تطور /لى فكر ثم إلى حركة، نشأ في عھد
بني أمية، وأول من دعا إليه كان الحسين بن محمد(ابن الحنفية) بن علي بن أبي طالب (99 ـ 100 ھج)
أي في وقت نشوء المعتزلة تقريبا ” أداء ً، والحسين بم محمد كان من عق-ء بني ھاشم وقد دعا إلى
الطاعات وترك المعاصي ليس من ا/يمان وC يزول بزوالھا، فھو نوع متميز من ا/رجاء”.(10(

وھذا الموقف بحد ذاته سياسي ويدعو إلى أخذ ا9مور بعق-نية، وليس سھولة التكفير والقتل وإنزال
العقوبات القاسية وا/دانة السريعة اCرتجالية، ولكن الموقف أ/رجائي لم يكن دائماً ليناً أو توفيقياً، فھو
يبدي التصلب عندما يتطلب ا9مر ذلك، بل ويقبل باستخدام العنف الثوري من أجل تصحيح الظلم وجور
ا/مام المنحرف، وھكذا فإن الموقف أ/رجائي بدأ يتسم بالتصعيد في معارضة ا9مويين، فطالبوھم
بالعمل بالقرآن والسنة والشورى واشتركوا في حركات معادية لبني أمية مثل حركة عبد الرحمن ا9شعث
ويزيد بن المھلب”.(11(

وانغماس المرجئة في العمل الثوري المنظم وليس الفوضوي المتطرف، دفعھم إلى تزعم وقيادة حركة
مھمة ضد الدولة ا9موية في عھد ھشام بن عبد الملك وھي ثورة ضد الظلم وتدعوا إلى الفصل بين
ا/يمان والعمل، 9ن الربط بينھما في ا9مصار كان يطلق أيدي عمال الدولة في جباية الضرائب
وا9موال ممن دخلوا ا/س-م حديثا “.(12ً (

ومن تلك الحركات، ثورة الحارث بن سريج في خراسان والتي سميت بثورة المرجئة. وأندغام المرجئة
في الحياة السياسية وموقفھم من التطورات السياسية في مزيد من اCتساق مع أراء المعارضة، فقد كان
في برأيھم أن ا/مامة تثبت بإجماع ا9مة فقط، أي أنھم قرروا أنھا بيعة وحق لكل مسلم من غير قريش
و اقتبسوا بعضاً بالترشيح للخ-فة طالما كان قائما (الكتاب والسنة) من أراء الخوارج ً بالدستور
الديمقراطية ولكن السمات الثورية كانت تعبر عن الضرورة في تطوير وتثوير الموقف السياسي دون أن
يدفعھم ذلك إلى التطرف.(13(

ون-حظ في كافة المصادر التي تناولت المرجئة ( وھي ليست كثيرة على أية حال)، ن-حظ وجود قصيدة
لشاعر مرجئي ھو ثابت بن فطنة، سنوردھا ھنا 9نھا تعبر حقاً وتوضح فكر المرجئة على نحو C يخلو
من الطرافة والمتعة مع :اً
نرجي اLمـور إذا كانـت مشـبھة ونصدق القول فيمن جار أو عندا
وما قضى D من أمر فليس له مرد وما يقضي من شيء يكـن رشدا
أمـا عـلي وعثـمان فإنـھما عبدان لم يشركا باO منذ عبدا
يجزي علي وعثـمان بسعيھما ولست أدري بحق أية وردا
D أعلـم ماذا يحضـران به وكل عبد سيلقى D منفرداً (14(

10
وبتقديرنا، أن المعتزلة ھم أقرب حركة سياسية إلى المرجئة، فالمعتزلة لم تكن لھم مواقف متطرفة أو
نھائية، والمرجئة وكذلك المعتزلة لم يناصبوا ا9مويين العداء في مطلع عصرھم، ولكنھم توجھوا إلى
المعارضة، ونالوا على يد ا9مويين القمع واCضطھاد وكذلك قادتھم ومنھم غي-ن الدمشقي الذي كان
تلميذا (بن الحنفية ). ً للحسن بن محمد

وما كاد القرن الثاني الھجري ينصرم، إC وكانت حركة ا/رجاء منتشرة في ا9قاليم الشرقية للدولة
ا9موية، Cسيما أن المرجئة كانوا قد رفعوا شعارات المساواة دون العصبية والعنصرية، وتطبيق
الشريعة على أساس التسامح بدC). ً15 ( من العنف وسفك الدماء

وقد التقت حركة ا/رجاء مع الخوارج في أمر واحد، (الديمقراطية في مسألة ا/مامة)، واختلفوا معھم
في أشياء(منھا التطرف في استخدام العنف وسفك الدماء والتكفير وقتل النساء وا9طفال) والتقوا مع
المعتزلة في أشياء واختلفوا معھم في أشياء، ولكنھم كانوا على تناقض مع الشيعة ا/مامية التي كانت
تدعو إلى أوليغارشية ھاشمية، وكان الشيعة بدورھم يضمرون عداء مقيت للمرجئة.(16(

وفي ختام بحثنا عن المرجئة، ونحن نعاني من نقص شديد في مراجعھم ا9صلية، نعتقد أن المرجئة من
أبرز ا9حزاب السياسية وأكثرھا تقديرا / اCجتماعية، فنحن أمام حشد متناثر من ً للمواقف السياسية
المعلومات منتشر في المصادر القديمة وأخبار ومعلومات منھا على سبيل المثال C الحصر، أن أبو
حنيفة النعمان إمام أحد المذاھب السنية ا9ربعة، كان على صلة بالمعتزلة وقيل بالمرجئة أيضاَ، وفي ذلك
دليل على حيوية أفكارھم وأرائھم السياسية .

ونحن ربما ن-حظ شكل ومضمون وشعارات تختلف عن شعارات ا9حزاب المعاصرة ذلك أن وضوح
عليه اcن، وليس بوسعنا أن نطالب حزباً الموقف اCجتماعي الطبقي لم يكن كما ھو أو حركة أن يتعامل
ويطرح شعارات وأساليب عمل تنتمي إلى ث-ثة عشر قرنا ..! ً إلى ا9مام

*****
 
א(وאش
1 .الشھرستاني، محمد عبد الكريم أحمد : الملل والنحل، طبعة 7 ، ص 24
2 .الشھرستاني، محمد عبد الكريم أحمد : الملل والنحل، طبعة 7 ، ص 28
3 .الدينوري، أبي عبد n قتيبة : ا/مامة والسياسة .
4 .المرجئة : الموسوعة / ا:نترنيت .
5 .عمارة، د. محمد : الخ@فة ونشأة اEحزاب اBس@مية ، ص169
6 .الريس، د. محمد ضياء الدين : النظريات السياسية ، ص 70
7 .الريس، د. محمد ضياء الدين : نفس المصدر ، ص 72
8 .عمارة، د. محمد : الخ@فة ونشأة اEحزاب ، ص166
9 .إسماعيل، د. محمود : الحركات السرية في اBس@م ، ص 34
10 .عمارة، د. محمد : الخ-فة ونشأة ا9حزاب ، ص166
11 .إسماعيل، د. محمود : الحركات السرية ، ص36
12 .عمارة، د. محمد : الخ-فة ونشأة ا9حزاب ، ص172
13 .إسماعيل، د. محمود : الحركات السرية ، ص36 / 38
11
14 .عمارة، د. محمد : الخ-فة ونشأة ا9حزاب ، ص172
15 .إسماعيل، د. محمود : الحركات السرية ، ص44
16 .إسماعيل، د. محمود : الحركات السرية ، ص43 / 51

*****************************

א*د

1 .الدينوري، أبي عبد n قتيبة : ا/مامة والسياسة .
2 .إسماعيل، د. محمود : الحركات السرية في ا/س-م ، بيروت /
3 .الريس، د. محمد ضياء الدين : النظريات السياسية ، القاھرة ــ/
4 .عمارة، د. محمد : الخ-فة ونشأة ا9حزاب ا/س-مية ، بيروت ــ/
5 .الشھرستاني، محمد عبد الكريم أحمد : الملل والنحل، طبعة 7 ،بيروت ــ/
6 . . المرجئة في الموسوعة / اCنترنيت.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com