ترجمة

التقاليد والابتكار في خلق شخصية البطل الخارق في الأدب لإندونيسي

بقلم: بولينا أليكساندروفنا زيزا

الدكتور تحسين رزاق عزيز

جسَّد بطل العمل الأدبي في أطوار مختلفة من التطور التاريخي والأدبي، بأفكاره وأفعاله، الشيء الأهم من وجهة نظر القيم الاجتماعية والثقافية. وقد لوحظ في الآونة الأخيرة، في الأدب الإندونيسي، اهتمام ثابت بإرث الأدبيات القديمة: محاولات إحياء التقاليد بالوسائل الحديثة. الغرض من هذه الدراسة هو مقارنة بطل رواية الكاتب الإندونيسي مختار لوبيس «النمر! النمر!»، وهي من روايات القرن العشرين، مع بطل العمل الشهير لأدب الملايو القديم «قصة هانغ تواه» لكي نكشف السمات التقليدية في صورة البطل الخارق المثالي التي بقيت مطلوبة بالنسبة للكاتب الإندونيسي في بداية القرن العشرين.

     إحدى سمات الأدب الإندونيسي الحديث هو الاهتمام المتزايد بتقاليد الأدب القديم. يتجلى هذا الاهتمام ليس في توجه المؤلفين نحو المكونات المختلفة للبنية الفنية للأعمال الأدبية التقليدية فحسب، بل وأيضاً في الطريقة التي انعكس بها فهم القيم الروحية وفهم الله والعالم والإنسان؛ وشكل الصورة التي وصلت فيها هذه المفاهيم إلى القارئ وتأويل الكُتّاب لها. سبب هذا الاهتمام يعود إلى حاجتهم إلى إعادة التقاليد بالوسائل الحديثة لحل مهامهم الفنية ورؤيتهم للعالم التي يمليها الزمن والحوادث. يطرح كل أديبٍ تصوره الشخصي للواقع، عندما يقدم تفسيره الخاص لتجربة أسلافه وعندما يجرب تأثير العوامل التاريخية والاجتماعية والسياسية وغيرها، وبالتالي يخلق في أغلب الأحوال اتجاهات جديدة في الأدب.

    في هذه المقالة قمنا وفق أمثلة من اثنين من الأعمال الأدبية – من أدب القرون الوسطى «قصة هانغ تواه» ورواية «النمر! النمر!» للكاتب الإندونيسي مختار لوبيس، اللتين تُعَدّان في طليعة قمم الأدب الإندونيسي التقليدي والحديث – قمنا بمحاولة لتحليل مدى الحفاظ على ملامح البطل الخارق التقليدي في شخصية البطل الأساسي الحديث. سوف نرى إلى أي مدى في نتاج أدبي حديث «ينشط» المفهوم القديم لشخصية البطل ذي القوة الخارقة، وبأي وسائل ولأي غرض يبعثه الكاتب من جديد.

     البطل الرئيس في الأدب القديم (القوة الأساسية التي تضمن انتصار الخير على الشر) كان محل البطولة والشجاعة والإخلاص والحكمة والكياسة المتجسدة في شخصية واحدة. مما لا شك فيه، أنَّ ميزات البطل الرئيس هذه قد حظيت بالتقديس. والاختلاف المهم في تشكيل الصورة الحديثة للبطل الرئيس، التي لا تحظى بالتقديس، يكمن في النظرة إليه بوصفه ظاهرة جمالية وانبثاقاً من التجريد وتكويناً «لوحدة ملموسة… تمتلك قيمة رمزية متزايدة وقادرة بالتالي على تمثيل فكرة معينة».

    إن تقاليد خلق النموذج الخارق لبطل القرون الوسطى الملاوي يتمتع بخصائص مهمة وثابتة وفي الوقت نفسه مرنة، مرتبطة بالنزعة نحو التطور والتحول في مختلف الظروف الاجتماعية السياسية. التقاليد هي أيضاً تحمل بعض المبادئ الأخلاقية والجمالية للمؤلف، التي تمتاز بها تلك الحقبة التاريخية من تطور المجتمع والهوية الوطنية. وفي ضوء ذلك، من المثير للاهتمام أن نرى ما هي الوسائل الفنية التي استعملها مؤلفان من حقبتين زمنيتين مختلفتين لتصوير بطل يتمتع بميزات خارقة ويمتلك الجرأة والشجاعة والإقدام.

     الخبير البارز في تقاليد الأدب الشعبي والفلكلوري لشعوب إندونيسيا القديمة بوريس بارنيكيل حدد في الإبداع الشعبي الشفهي لتلك المنطقة طبقة كبيرة من الأدب الملحمي البطولي التي تتركز نواتها في الحكاية عن البطل الخارق. وعلى أساس الحكاية الخيالية من هذا النوع بالذات  تتكون شخصية البطل وتتطور. إنَّ واحدة من السمات الرئيسة للملحمة البطولية هي الخلفية التاريخية، لأن «في الملحمة دائماً ثمة اهتمام عميق بالمصير التاريخي للشعب، وتحتوي الملحمة على تصوّر شعري لماضي الشعب، وفيها فكرة حماسية جماعية تعاونية… ووطنية». ففي كثير من الأحيان يتحتم على البطل الخارق في بحثه عن خطيبته أو زوجته وفي سعيه من أجل الأخذ بثأر القبلية وحماية الأبرياء مواجهة مجموعة متنوعة من المناوئين له، الذين يدخل معهم في صراع وقتال. يتجلى ذلك في النتاجات الملحمية القديمة في «الوحش» الشيطاني الأسطوري الخرافي، وفي الملحمة البطولية الكلاسيكية يكتسب هؤلاء المناوئين ملامح الأعداء التاريخيين للشعب وهذا بالذات ما تبدو عليه الحماسة الوطنية «من أجل حماية أرض الوطن من الغزاة الأجانب». وسوف نرى في أدناه مدى أهمية هذه الحماسة في كل من السرد التقليدي وفي الرواية الحديثة.

    إنَّ تشكيل «الطابع البطولي» المبني على الملامح الموروثة للبطل الملحمي، هو ذروة تبلور نمط البطل الخارق. فبالنسبة للملحمة، التي يتغلب فيها التنميط (التعميم الفني) على وصف السمات النفسية الفردية، «تُرسَم في الغالب أفعال الإنسان وتصرفاته، وليس حالته الروحية. وهذه الطريقة الملحمية للتصوير… خاصة بالملحمة البطولية لأن الصفات البطولية للأبطال الخارقين تتميز بكمال استثنائي، وهي من حيث المبدأ غريبة عن أي انعكاس وتشعب روحي لأنَّ الأبطال ذوي القوى الخارقة حصراً “رجالُ فعلٍ”». هذه الملامح الملحمية بقيت مُتَّبَعَة إلى حد كبير في أدب العصور الوسطى، الذي تكمن رسالة البطل الخارق فيه في – دعم العرش وحماية الدولة – ولهذا تتطلب كذلك التركيز على الفعل.

    البطل الخارق في الملحمة لديه قوة بدنية استثنائية ، ولكن هذه القوة ليست غير محدودة، لأن البطل الخارق ليس شخصية أسطورية. خلال تشكيل النوع الأدبي الملحمي البطولي تتراجع المبالغة بالقوة، والنقطة المثالية الرئيسة تكون هي الشجاعة والاستعداد الداخلي لمواجهة أي خطر. البطل الخارق – شخصية استثنائية، وكقاعدة عامة، مدركة لأهميتها، وذات سجايا صلبة وواضحة، وتسعى إلى تطبيق طاقتها البطولية. إنَّ هذا التصوير للبطل الخارق المثالي ظل ثابتاً في الأدب التقليدي للملايو على امتداد عدة قرون. وقد سعى المؤلفون إلى السير على هذا المنوال بهدف خلق عمل أدبي مثالي وبطل مثالي. ومع بداية الحداثة، وتحت تأثير التبدلات التاريخية والسياسية والثقافية، بدأ هذا القانون يتعرض لعمليات تحويل حتمية.

    إنَّ عوامل الهيمنة الاستعمارية الهولندية، والتوسع الأوروبي، والنظام الإقطاعي الذي حدَّ من تنمية الاقتصاد، ونتيجة لذلك، أدى إلى إضعاف الدولة المحلية، عملت مجتمعة على إعادة النظر بالتقاليد الأدبية.  وكان تخليق الفن التقليدي بالفن الأوروبي سمة أخرى هامة من سمات تطور الثقافة الأدبية والفنية لإندونيسيا ودول الشرق ككل في القرنين التاسع عشر والعشرين… مثل هذه العملية أدت بلا ريب إلى الخروج عن التقاليد، وإلى ظهور الأفكار المبتكرة في الأدب.

    لوحظت تغييرات داخل الأنواع الأدبية التقليدية، إذ بدأ النظام المقنن للنوع الأدبي نفسه في الانهيار. وجرت تغيرات عميقة، بما في ذلك، في صورة البطل الأدبي: فقد أصبح البطل أكثر استقلالاً ومبادرةً وهمةً، ويسعى من أجل تحقيق سعادته الشخصية، الأمر الذي «يعكس الاتجاه الأساسي للتطور الأدبي والفولكلوري في العصر الحديث». وكانت جميع هذه الصفات واضحة بشكل جيد بالنسبة للقراء وقريبة منهم، ولأن الكتّاب الجدد يسعون لتلبية رغباته ولإرضائه، فقد خلقوا أدباً تتشابك فيه الاتجاهات الجديدة مع الصيغ والأشكال التقليدية القديمة المألوفة.

    التوليف الجديد للقديم الحديث هو ظاهرة مميزة في الأدب، ليس في إندونيسيا فقط، بل كذلك في بلدان الشرق الأخرى في القرن العشرين. «فاذا بقيت التقاليد في أدب العقود السابقة الذي يسعى للتجديد وفق الطراز الغربي، كشيء متأصل بشكل طبيعي في عقل الكاتب… فإن العديد من كتاب الشرق وشعرائه الذين يبحثون عن سبل لتأكيد الهوية الوطنية، وطرق “إنهاء الاستعمار الروحي” عازمون الآن على العودة إلى قواعد الثقافة التقليدية التي صارت تُقيَّم عالياً من جديد. ومع ذلك، فإنهم ينظرون إلى هذه القواعد عادة من زاوية واحدة، ومن مسافة معينة، التي تطرحها، أولاً وقبل كل شيء، الثقافة الأوروبية، وتجربةُ شخصيةِ مثقفِ القرن العشرين التي تختلف عن تجربة الجيل السابق».

     وهكذا ، فإن آثار التقاليد في وصف ورؤية صورة البطل صاحب الملامح البطولية الخارقة موجودة في أعمال الكتّاب الإندونيسيين في تأويل فردي خاص.

    «قصة هانغ تواه» التي نقوم بتحليلها والتي كُتِبَتْ في المدة من نهاية القرن السادس عشر إلى بداية القرن السابع عشر تقريباً، تمثل عينةً للتوليف بين ملحمة البطل الخارق وسجل وقائع الأيام، وتنتمي إلى نموذج النوع الأدبي التقليدي المسمى بالحكايات. والسمة الهامة المميزة لهذا النتاج الأدبي هي الفكرة الحماسية الوطنية والارتباط الوثيق بالتقاليد الاجتماعية والسياسية للمجتمع. إنَّ «قصة هانغ تواخ»، التي تبدو في روحها ملاوية بحتة، لها أهمية ثقافية كبيرة لجميع الشعوب القاطنة في الأرخبيل الإندونيسي، بسبب تقاربهم الثقافي واللغوي والروحي مع بعضهم البعض. المهم في سياق هذه الدراسة هو شخصية هانغ تواخ، الذي يُنظر إليه على مدى عدة قرون على أنه معيار للبطولة الخارقة.

    إن سبب اختيار رواية مختار لوبيس (1922-2004) «النمر! النمر!» (1975)  بالذات للمقارنة من بين عدد كبير من الأعمال المعاصرة يكمن في وجود التوليفة فيها: فمن جهة، انعكست فيها بشكل واضح النزعات الجديدة في رؤية شخصية البطل الرئيس، ولكن من جهة أخرى – اقتفي البطل أثر الصفات البطولية الخارقة والتقليدية. وهذه الحقيقة، في حد ذاتها، لا يمكن أن تثير فينا الاندهاش: لأن في عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، التي كُتِبّت فيها الرواية، ثمة تنامي واضح لعدم التخلي عن النزعة التقليدية في الأدب الإندونيسي. وفي الوقت نفسه تتميز هذه الرواية باهتمامها الكبير بالقضايا الأخلاقية والمعنوية، وتحمل نزعةً تعليمية واضحة إلى حد ما. فالتعاليم غير المباشرة ترتبط أيضاً بالتقاليد الأدبية في العصور الوسطى. وبهذا الصدد يعطي فهم المؤلف لشخصية البطل الخارق المثالية الوهمية أهمية خاصة لهذه الرواية.

    من أجل تحليل أهمية الصورة التقليدية المتأصلة في البطل الحديث، سنقارن صفات الشخصيات المركزية في هذين العملين الأدبيين كليهما، من أجل أن نحدد مقدار وكيفية التغيرات التي تعرضت لها السمات البطولية الخارقة خلال عدة قرون التي تفصل مؤلف «قصة هانغ تواه» المجهول عن مختار لوبيس.

    العم كاتوك (واحد من الشخصيات الرئيسة في رواية «النمر! النمر!») وهانغ تواه (البطل الرئيس في «قصة هانغ تواخ») من البداية يُصَوَّران في النتاجين الأدبيين كليهما بطلَين خارقَيْن: رجلين شجاعين باسلين وذوَيْ مروءة، يتمتعان بمظهر خارجي ساحر يُحسدان عليه. حكايات القرون الوسطى لا تعطي وصفاً مباشراً لمظهر البطل. ومع ذلك، طوال الحديث عن هانغ تواخ نصادف إشارات إلى أن العديد من الناس معجبون به ويحبونه، لأعماله البطولية ولمساعدته للناس ولقوته ولسحر بيانه وتأثير كلماته. وكذلك العم كاتوك في الرواية رغم كبر سنه «لكنه قوي البنية وشعره لا يزال أسوداً، وشاربه طويل وسميك، وعضلاته على الذراعين والساقين بارزة بوضوح. وشفتاه ممتلئتان وراويتان، وعينيه لامعتان…»

     إنَّ الإشارة إلى جاذبية المظهر الخارجي للبطل – هو عنصر مهم من عناصر الشخصية الشاملة التي يجري تطويرها طوال السرد. وبالنسبة لنا، من المهم بشكل أساسي أن يحدث هذا التطوير في اتجاهين متعاكسين. بالإضافة إلى المظهر الخارجي غير المألوف، يتشابه البطلين بانحدارهما الطبقي أيضاً: كلاهما من عامة الناس. وقد عمل مختار لوبيس ومؤلف «قصة هانغ تواخ» المجهول كلاهما على خلق بطل اعتيادي مألوف وابن الناس البسطاء، لكنه مقاتل حقيقي وخارق، وتقديمة إلى الشعب ليعطي حكمه عليه. وثمة شيء آخر هو أنه في سياق السرد تبدأ الشخصيتان في الانتقال إلى جوانب جديدة، وهذا يؤدي إلى نتائج مختلفة. فالخصائص الإيجابية للهانغ تواه تتضاعف وتتشعب والتعميم الفني عند العم كاتوك يبدأ يتطور في الاتجاه السلبي، الأمر الذي كان مستحيلاً تماماً في النتاجات الأدبية في القرون الوسطى. وتبين أن كاتوك ليس فقط لا يتوافق مع المثل الأعلى للبطل الخارق، بل هو الخيار الإندونيسي الأسوأ  (manusia Indonesia)، كما صوره مختار لوبيس في كلامه الشهير.

    يزداد طوال الوقت خلال السردِ الكشفُ عن صورة البطل التقليدي الخارق. إنَّ ترقي هانغ تواه إلى قمة السلطة والقوة والمجد يجري بوتيرة متواصلة وهادفة. وهو جدير بهذا الارتقاء، لأن هذا البطل هو تجسيد لأفضل ميزات شعب الملايو، عبيد البطل الخارق، الذين يدعمون توازن الدولة ببسالة وإخلاص. يُجيد تواخ منذ صباه الفنون القتالية واستعمال الأسلحة ببراعة، وتعلَّمَ مختلف العلوم والفنون وأعمال الخير عند النساك، ودرس كذلك الميزات العسكرية التي تساعد على معرفة نوعية قتال العدو وفنونه الحربية.

    العم كاتوك في بداية رواية «النمر! النمر!» أيضا يبدو بطلاً من نوع خاص – في نظر أهل قريته هو محارب ماهر وشجاع، وأيضاً لديه سحره، وكان قد حقق في السابق الكثير من المآثر التي يُفتَخَرُ بها. وخلافاً لـ «قصة هانغ تواه»، لا يوجد ثمة وصف لأفعاله الماضية بصورة مباشرة، ولا يتحدث بها إلا أصحاب كاتوك ورفاقه الذين يكنّون له احتراماً كبيراً. في البداية، لا يعطي المؤلف للقارئ أي سبب للشك والريبة في الحكايات عن أفعال كاتوك الرائعة في الماضي. تناقلت الألسن الكثير من الحكايات عن قوته. «فعلى سبيل المثال، يُقال أنه في الزمن القديم عندما كان العم كاتوك شاباً، شاهد دباً في الغابة، حاول الهجوم عليه فأمسكه بكل سهولة وضربه، ولم ينجُ الدب إلا بالهروب في دروب الغابة الضيقة».

    إن تحليل شخصيات البطلين الرئيسين في النتاجين الأدبيين – «قصة هانغ تواه» ورواية مختار لوبيس «النمر! النمر!» – يكشف لنا أنَّ الرغبة في إعطاء الأبطال ملامح البطل الخارق المثالي موجودة في جميع مراحل التطور الأدبي. هذه الشخصية أساسية لأدب القرون الوسطى، عندما يجري تفصيلها ليس من خلال التطور الداخلي، بل من خلال تفصيل أفعالها. وفي الآونة الأخيرة، من جهة، تتغير الحالة بشكل جذري، ومن جهة أخرى تجري المحافظة على عناصر التواصل مع الماضي. تخفي مظاهر البطولة في العمل الأدبي الحديثِ العالمَ الداخلي المعقد للشخصية؛ وعلاوة على ذلك، تبين أن إضفاء الصفات البطولية الخارجية ضروري لكبح جماح القبح الداخلي الكلي. ومع ذلك، المهم من حيث المبدأ أن السمات البطولية التقليدية الخارقة لا تزال ذات أهمية في نظر مؤلف من الربع الأخير من القرن العشرين مثل مختار لوبيس. وتلك السمات البطولية لم تصبح قديمة في حد ذاتها وبقيت مفهومة في كثير من الجوانب كسابق عهدها، لكن في حالات معينة فقط، يمكن للشخصية أن تدَّعيها زوراً وخداعاً من دون أن يكون لديها أساس حقيقي لذلك.

    يبدو أن النظر في السمات البطولية الخارقة للبطل التقليدي وللبطل الحديث يسمح لنا بالحديث عن تعدد أوجه علاقة أدب إندونيسيا في العقود الأخيرة بتقاليد الأدب القديم. وفي هذه الحالة، نرى أنَّ العناصر الأساسية للشخصية البطولية الخارقة بقيت محفوظة في رواية من روايات القرن العشرين وما زالت تؤدي دوراً مهماً، لكنها مع ذلك تتطور بشكل غير مقنن تماماً. ونتيجة لذلك، تولد شخصية غير متوقعة ومعقدة للبطل، والتي هي سمة بارزة في النثر الإندونيسي الحديث.

المراجع:

Брагинский В.И. История малайской литературы VII-XIX веков. М.: Наука, 1983. 470 с.

Брагинский В.И. Послесловие // Современная индонезийская проза. 70-е годы: сб. / сост.

В.И.Брагинский М.: Радуга, 1988. С.557–567.

Брагинский В.И. Предисловие // Художественные традиции литератур Востока и современность: традиционализм на современном этапе /отв. ред. В.И.Брагинский, Е.П.Челышев. М.: Наука, 1986. C.3–5.

Брагинский В.И. Сказания о доблестных, влюбленных и мудрых: Антология классической малайской прозы / пер. с малайск., сост. и предисл. В.И.Брагинского М.:Наука, 1982. С.391.

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com