مقالات

ستة طرق تحمي بها ذاتك في حال خذلك الأخرون!

في دراسة نشرتها مجلة علم النفس اليوم للدكتورة مالين غرينبرغ، عرضت فيها

زينب كاظم

أن كل شخص منا معرض لا محالة للأحباط او خيبة الامل من الاخرين المحيطين به في كثير من الاحيان . سواء كان ذلك من خلال صديق قام بألغاء موعد في اللحظة الاخيرة , او تصرف مؤذي صدر من جار , او لا مبالاة و عدم اهتمام افراد الأسرة بمناسبة ما , او خيانة الشريك , او خداع زميل لنا في العمل ….الخ . أذ تبدو خيبة الأمل احدى الحقائق المسلم بها في الحياة .

فأن ضغوطات الحياة و معدلات التوتر في ارتفاع متزايد يوما بعد اخر لدرجة قد لا يمكنك معها منع الاخرين من التصرف بشكل سيء نحوك او احباطك , و لكن في الوقت ذاته لا يمكن ان تسمح لهم بأعاقتك عن عيش حياة سعيدة و ناجحة.

لذا يمكن لهذه الأستراتيجيات ان تساعدك في  التعافي من الأذى و الغضب و المضي قدما بثقة :

1-عبر عن مشاعرك

يمكن أن يؤدي الرفض او الاحباط او الهزيمة او الخيانة الى مشاعر الحزن و القلق او الغضب , لذا من المهم الإقرار بهذه المشاعر بدلا من محاولة نكرانها و إخفاءها.  أن  البشر بطبيعتهم  يرتبطون بعلاقات مبنية على الثقة و الاستقرار و ذلك لغرض اللجوء الى الأشخاص الذين نثق بإهتمامهم و حبهم لنا لتلقي الدعم خلال الاوقات الصعبة.أذ عاش اسلافنا على هيئة قبائل في ما مضى و قد عززت الروابط الاجتماعية القوية  التي كانت تربط افراد القبيلة من فرص الجميع في النجاة من هجوم العدو او الجوع او سوء الاحوال الجوية.

عبر عن مشاعرك

لذا من الطبيعي ان تشعر بخيبة الأمل و الأخفاق عندما لا يقدموا الأشخاص الذين تثق بهم المساعدة المرجوة . يمكنك عندها التعبير عن مشاعرك المؤلمة الناجمة عن ذلك بكلمات , و ايضا عليك ان تسأل نفسك عما اذا كانت حدة مشاعرك تتلائم و الموقف الحالي ام أنها تتغذى من خيبة امل سابقة . حاول التركيز على الوضع الحالي , و اللحظة الراهنة.

2-الأقرار بإحتياجاتك غير الملباة

الخطوة الأخرى لمعرفة السبب وراء شعورك بالخيبة او الخذلان , هي التفكير بالأحتياجات التي لم تُلبى من قبل الشخص المسؤول , على سبيل المثال , هل انت بحاجة الى الدعم , او التعاطف , او الفهم , او الأحترام و المراعاة ؟

دع نفسك تستشعر الحاجة غير الملباة , ربما سيتضح لك انها ذات صلة بخبرات طفولية سابقة . لتكتشف ما اذا كانت حاجتك ناتجة عن الموقف الحالي فقط , ام ان خبرات الماضي هي التي تجعلك اكثر حساسية و تأثرا بهذه الحاجة غير المُلباة. حاول الفصل بين الماضي و الحاضر . تقبل شعورك بالخيبة و الاحباط من عدم تلبية حاجتك , ثم تسائل عما يمكنك فعله حيال ذلك.

3-أعتن بنفسك

هل هناك طريقة يمكنك تلبية حاجاتك بنفسك من خلالها؟ على سبيل المثال , اذا كنت قد خططت لمشاهدة فلم مع صديقك و قام الأخير بإلغاء الموعد في اللحظة الأخيرة , يمكنك التفيكر بصديق اخر قد يرغب بمرافقتك , او قد تشاهده بمفردك .

او اذا كانت لديك حاجة للدعم و لشخص يخفف من كربك , ابحث عن طرق لتقديم العون لنفسك دون الحاجة للاخرين , بأمكانك مثلا ان تأخذ حمام ساخن , او ان تذهب للتنزه في الطبيعة.

الشيء المهم هو عدم الأستسلام لليأس و الأستياء و التفكير السلبي, بدلا عن ذلك فكر فيما يمكن ان يفعله البالغ السوي في ظروف مشابهة . ايضا يمكن ان تساعدك الكتابة في التعبير عن المشاعر السلبية و التخلص منها بدلا من تفاقم الاذى عن طريق توجيه اللوم و النقد للذات اذا ما أساء شخص اليك.

4-قرر ما اذا كنت بحاجة الى التحدث

فكر هل من المجدي ان تتحدث عن مشاعر الاحباط و خيبة الامل , و هل الشخص الذي ستتحدث اليه قادر على فهم الرسالة و الأصغاء اليك , ام انه سيتخذ موقفا هجوميا و دفاعيا مضاد ؟ فكر في مدى اهمية المحادثة بالنسبة اليك , ما الذي تريد تحقيقه من وراء حديثك , على سبيل المثال , الاعتذار او محاولة تدارك الموقف او الحصول على وعد بعدم قيام الاخر بفعل معين مجددا ..و ما الى ذلك .

هل انت بحاجة للتحدث لأحد ما؟

اذا ما كان يصعب عليك القيام بالمحادثة فقد ترغب في التمرن على ما ستقوله مسبقا.

5-إختبر توقعاتك

فكر فيما اذا كانت توقعاتك منطقية حيال هذا الموقف او ذاك , او ما اذا كان الشخص قادرا على القيام بما تتوقعه منه , على سبيل المثال , قد تكون اختك مشغولة جدا مع طفلها حديث الولادة او ملزمة بأعمال يجب إتمامها خلال موعد محدد , لذا فهي لم تتصل بك كثيرا. حاول ان لا تأخذ الامر على محمل شخصي , لذا قد ترغب في إجراء تعديل لتوقعاتك و سلوكك نحو الاخرين .

حاول دائما ان تكون حسن النية تجاه تصرفات أصدقائك او حبيبك ما لم يكن في حوزتك دليل يؤكد خلاف ذلك.

6-أحط نفسك بحيز شخصي “ضع حدودا أذا تطلب الأمر”

اذا كان الشخص الذي تتعامل معه من النمط المخيب للأمال و الذي يسبب لك الخذلان و الاحباط طوال الوقت , اذن عليك التفكير بما يمكنك القيام به لحماية نفسك , اذا كنت قد تحدثت اليه بشكل واضح و ناقشت الأمر معه , لكنه لا يزال يتهرب من تحمل المسؤولية او يمتنع عن تغيير سلوكه , كيف اذن يمكنك حماية نفسك من أذاه بشكل اكثر فعالية؟

بأمكانك على سبيل المثال التفكير بمدى ضرورة رؤية هذا الشخص طوال الوقت ام هل يمكنك الابقاء على العلاقة سطحية و عرضية معه ؟ قرر اذا كنت تريد ابعاده عن حياتك بصورة نهائية . ابتعد و وضح له انك لن تتسامح بعد اليوم و لن تتقبل الوعود الكاذبة و الخداع و عدم الأحترام , دعه يدرك  ما ستكون النتيجة اذا ما استمر في اساءة معاملتك.

يمكن ان تساعدك الحدود او الحيز الشخصي الذي تقيمه على الشعور بالأمان العاطفي , كما تساعدك على إستعادة تقديرك و إحترامك لذاتك .

 

في النهاية تعلم دائما عندما يحبطك الاخرون ان تكون سيد نفسك و المسؤول عن سعادتك , تقبل مشاعرك و كن لطيفا مع ذاتك , تحدث عما تشعر به , ضع الحدود , و الاهم من ذلك كله , حاول ان تتعلم من التجربة و لا تدع قضايا الاخرين و مشكلاتهم تحبطك , تذكر ان لك حرية الاستجابة و ردة الفعل حتى و ان لم يكن لك حرية إختيار الموقف.

المصدر:

Melanie Greenberg Ph.D.

https://www.psychologytoday.com/us/blog/the-mindful-self-express/201803/6-ways-take-care-yourself-when-people-disappoint-you

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com