صدر حديثا

مذكرات الدكتور محمد جواد فارس في نصف قرن من التخبطات

بيدر ميديا.."

مذكرات الدكتور محمد جواد فارس في نصف قرن من التخبطات

نبيل عبد الأمير الربيعي

الدكتور محمد جواد فارس من مواليد مدينة الحلة عام ١٩٤٧م، اكمل دراسته الأولية والثانوية في مدينة الحلة ثم هاجر إلى سوريا لغرض الدراسة، ثم حصل على زمالة دراسية إلى الإتحاد السوفيتي (سابقاً) من خلال الحزب الشيوعي العراقي، وبتوسط من عائلته. ثم حصل على اختصاص الطب الباطني عام 1980م، وعمل في جمهورية انغولا الشعبية وفي لبنان وسوريا وليبا واليمن الديمقراطية، حالياً مقيم في بريطانيا.

صدرت مؤخرات مذكراته عن دار الرافدين تحت عنوان (نصف قرن في رحاب الحركة الشيوعية) بواقع (186) صفحة من الحجم المتوسط، وكانت المقدمة بقلم الدكتور عبد الحسين شعبان، وقد ذكر شعبان في مقدمته للكتاب ما يلي في ص7-16 قائلاً: (أحيانًا تستهويك المذكرات وأحداثها وتفاصيلها، وفي أحيان أخرى يستهويك صاحبها صانع الحدث أو المشارك فيه أو الشاهد عليه، فما بالك حين تشدّك المذكرات مثلما تتابع سيرة كاتبها. أُعجبت بمذكرات د. محمد جواد فارس مثلما أنا معجب بشخصيته وشجاعته وتواضعه، ولا يمنع ذلك من الاختلاف في بعض توجّهاتنا ووسائلنا في التعبير عنها، ناهيك عن بعض المواقف، لكنني كنت على تواصل مستمرّ معه طيلة ما يزيد عن خمسة عقود من الزمن. يتمتّع فارس بحيوية فائقة، فهو شخصية اجتماعية منفتحة، ولديه علاقات واسعة على الصعيدين العراقي والعربي، وبشكل خاص الفلسطيني، حيث عمل في المستشفيات الفلسطينية، وتطوّع خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان العام 1982 لمعالجة الجرحى وتقديم المساعدة الطبية للمقاومين وعموم الفلسطينيين واللبنانيين، مثلما كان يتحلّى بروح إنسانية باهرة، فقد تطوّع قبل ذلك ضمن الفريق الأممي (كطبيب) للعمل في أنغولا. وكان في الشام مرجعاً لجميع العراقيين بمختلف توجّهاتهم، يحمل سماعته ويواصل فحص مرضاه ويُعيد البسمة إلى وجوه الأمهات بمعالجة الأطفال ويزيل الهم عن الشيوخ بتخفيف الآلام، وفي أغلب الأحيان يوفر الدواء المجاني لهم ويزورهم ليطمئن على صحتهم. وفوق كلّ ذلك، فالدكتور محمد مبادر ومجتهد أخطأ أم أصاب، وهو ما تُظهره مذكراته الغنيّة بالعبر والدروس، فلا يتوان من النقد والنقد الذاتي، فالمواقف والآراء تحتاج إلى مراجعة وتدقيق باستمرار، فما بالك بمسيرة زادت عن خمسة عقود من الزمن في ظلّ السجون والمنافي والاستبداد).

مطلع عام 2019م تعرفت على الدكتور محمد جواد فارس من خلال صفحات الفيس بوك، وقد اشار لي الباحث محمد علي محيي الدين للأتصال به وتوثيق تاريخ (اتحاد الطلبة العام) حقبة الستينيات للبدء مع محيي الدين لتوثيق تاريخ محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي، فكان محمد جواد حقبة الستينيات مسؤول اتحاد الطلبة العام في المدينة ومشارك في أحد مؤتمراتها ومندوباً عن الاتحاد، وقد تعاون معي في توثيق تاريخ اتحاد الطلبة في المدينة، ولم اكن أعلم أن الدكتور محمد جواد قد ساهم في جبهة وطنية وقومية مع تنظيم لحزب البعث العربي الاشتراكي جناح محمد يونس الأحمد كما ذكر ذلك في ص123 وما بعدها في مذكراته، وكان يمثل الدكتور محمد جواد والدكتور فاضل الربيعي الحزب الشيوعي العراقي- جناح اتحاد الشعب كأحد قدامى الشيوعيين، وكانت صدمة لي وهو يكرر في صفحات مذكراته أنه كان داعماً للمقاومة كما يسميها مع حزب البعث ضد الاحتلال الامريكي للعراق، مهما كان الاحتلال جائر والوطن محتل كيف لسياسي محترف ومعروف يتحالف مع قادة حزب ملطخة ايديهم بدماء العراقيين ورفاقه من الشيوعيين.

الكتاب يوثق تاريخ محلية بابل حتى عام 1969 وهي حقائق كما ذكرها محمد جواد، إلا أنه بعد انحرافه عن مسيرة الحزب في المؤتمر الرابع عام 1984م بدأ يتخبط في انتقاد قيادة الحزب والانضمام لعناصر يمينية متطرفة مثل جان محمد يونس الأحمد، وإن اذّكر الدكتور أن للحزب فضل عليه لولا الزمالة الدراسة لدراسة الطب في موسكو لكان اليوم عاملاً أو صاحب مقهى في مدينة الحلة كما كان عمل والده في إحدى محلات الأسطة جابر. لكن أن تذكر الأكاذيب في مذكراتك فهذا معيب على مسيرتك الحزبية. أنا اكتب لست مدافعاً عن الحزب ولكن لتوضيح الحقائق.

عندما اقلب صفحات الكتاب أجد فيه الكثير من الأكاذيب والمغالطات والسذاجة لرجل قد يكون مخرفاً أو فاقد العقل، فالمذكرات خالية من التسلسل الزمني للأحداث، واسلوب الصفحات الأولى ركيكة وفيها الأخطاء الاملائية والمطبعية، وكلمة (كان وكانت) تتكرر اكثر من مرة في السطر الواحد حتى ص81، وما بعد ص82 أجدها قد كتبت بأسلوب آخر قد يكون ساعده كاتب آخر في توثيقها، فضلاً عن اكاذيب سمعتها بنفس الأسلوب وهي من قصص العجائز ومن آخرين أمثال الرهيمي والمخرف ناهي عندما ذكر الدكتور فارس في ص43 عن طريق توزيع منشورات الحزب الشيوعي في مدينة الحلة، قائلاً: (كان لدينا جيران في محلة المهدية، وهم من مربي الطيور كما ندعوهم (مطيرجية)، فقررت الذهاب إلى أحدهم وكان يدعى جحش فقلت له: لدي رهان بأن الطيور الجلدة أي الأصيلة، ترجع إلى محلها من أي مكان تطير؛ لذا طلبت منه عشرة طيور، وأخذتها في سلة إلى بيت رفيق معلم (أبو هيفاء) وموقع بيته في القرب من اليهودية، وهناك ربطت رجل كل طير بسيجارة فلتر بخيط يحمل خمسة بيانات مربوطة بخيط، وحين ينفتح الخيط أثناء طيران الطير وتكون السيجارة مشتعلة لحين الوصول إلى الفلتر ينقطع الخيط، ومن ثم تسقط البيانات في الجو؛ ونجحت العملية؟؟؟؟؟). لا اعرف هل محمد جواد فارس من خلال هذه العملية كان قد حصل على براءة اختراع في توزيع المناشير أم هي كذبة لتنطلي على المغفلين.

أما الكذبة الأخرى وقد تكون ذاكرته قد خانته بسبب تجاوز العمر السبعين وهو من مواليد 1947م، فقد ذكر في ص44 من مذكراته قائلاً: (قد أقدم زملاؤنا في ثانوية كربلاء على سرقة آلة كاتبة من الثانوية المذكورة، وجرت حملة اعتقالات في صفوف زملائنا، حتى إن عدداً منهم تعرض للتعذيب الوحشي في قصر النهاية وأمن كربلاء). وارغب بتذكير الدكتور أن عملية سرقة الطابعة ليست في كربلاء وإنما في مدينة الديوانية، قام بها الشاعر الراحل علي الشباني ورفاقه عام 1964م وقد ألقي القبض عليهم وسجنوا في سجن الحلة المركزي لا في قصر النهاية.

أما في ص 57-58، فيذكر قائلاً عندما كان طالباً في موسكو أنه استلم (رسالة من محمد حمزة (الزبيدي) وكان مسؤولاً في منظمة البعث في الحلة، يخبرني فيها أنه وصل إلى موسكو للدراسة الحزبية، وكان نسيبي جبار معروف قد بعث تمراً، وتحدث معه طالباً منه مساعدتي للحصول على جواز السفارة (السفارة العراقية في موسكو)، وقد أرسل مع الرسالة أنه مغادر موسكو وطلب مني الاتصال بالمدعو فاضل البراك في الملحقية العسكرية، وقد كلمه عني والرسالة التي أوصلها إلى البراك معي…. وكان السفير صالح مهدي عماش، قدمت الطلب… وبالفعل رفع الطلب إلى وزير الخارجية مرتضى سعيد عبد الباقي وبعد فترة جاءت الموافقة على اصدار الجواز لي ولخليل الجزائري وعبد الأمير الموسوي). والكل في تنظيمات الخارج يعلم أن خليل الجزائري كان متعاوناً مع فاضل البراك، في حين أن الدكتور محمد جواد فارس كان معارضاً للنظام فلا اعرف بأي صفة ووسيلة وثمن تم الحصول على جواز سفر عراقي من السفارة العراقية.

ولو نتابع حياة خليل الجزائري اليومية في موسكو وفي فترة عمل البراك في السفارة العراقية، كان الجزائري مسؤول تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي لعموم الاتحاد السوفييتي، ويذكر د. خليل عبد العزيز في ص173 من مذكراته (هارب من الإعدام) قائلاً: (من خلال معرفتي بفاضل وجدت أن الكثير من أفعاله تبعث على الريبة، فقد استطاع بناء علاقات ليست بالبسيطة أو العابرة مع بعض الرفاق في الحزب الشيوعي العراقي، ولوحظ تقربه ولقاءاته الكثيرة بالبعض من هؤلاء، وبالذات خليل الجزائري الذي كان سكرتير منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الاتحاد السوفييتي في سبعينيات القرن الماضي، وهو خريج معهد بليخانوف في موسكو، وعمل آنذاك استاذاً في جامعة قسنطينة بالجزائر. كان فاضل البراك ومنذ بداية قدومه إلى موسكو قد وضع نصب عينيه شخصية خليل الجزائري، وكان له حسب ما يدعي كرهاً شديداً، وقد ألمح لذلك أمامي، وكانت هناك فعلاً مماحكات كثيرة بين الشخصين، رغم أن تلك الفترة كانت فترة الجبهة الوطنية بين البعث وحزبنا الشيوعي، بعد فترة ليست بالقصيرة أخبرني بعض الرفاق في المنظمة الحزبية برؤيتهم لفاضل البراك جالساً في أحد مطاعم العاصمة مع خليل الجزائري، عندها سألت خليل الجزائري عن تلك الجلسة، فأخبرني بأن فاضل البراك قد دعاه على وجبة طعام فلبى دعوته، ودار الحديث بينهما عن طبيعة العلاقة بين الحزبين، والتطورات السياسية في العراق، وسألت فاضل البراك عن تلك الدعوة، فأخبرني بأنه أراد منها أن يكسر جناح خليل الجزائري ونعته بالسافل، بعد تلك الجلسة راح خليل الجزائري يتقرب من البراك ويدخل ويخرج من السفارة العراقية، ثم خرج من تنظيمات الحزب الشيوعي وسافر إلى براغ، وهناك عمل مع مجموعة النهج، ثم سافر إلى بغداد وشكّل هناك مع خالد السلام وماجد عبد الرضا مجموعة أراد حزب البعث تسويقها بديلاً عن الحزب الشيوعي، ولكن بعد مقتل فاضل البراك وصف صدام حسين هذه المجموعة من نتائج العلاقة مع فاضل البراك ومن عوائده الخاصة).

نعود لمذكرات الدكتور محمد جواد فارس، فعندما قرأت العنوان اعتقدت أن الدكتور يوثق مذكراته وفق منهجية تخدم الحركة الشيوعية، ولكن عندما بدأت بمطالعة الكتاب تبين لي أن الدكتور يبث سمومه من خلال الكلمات ويوثق حياته الفكرية من خلال تخبطاته وميوله المتذبذب بين اليسار والبعث والارتماء بأحضان عزت إبراهيم الدوري وطارق عزيز ونظام صدام، ففي زيارته الأخيرة لبغداد عام 2002م كما ذكر ذلك في مذكراته بعد توجيه أحد ممثلي النظام له الدعوة مع رفيق دربه فاضل الربيعي، فيذكر في ص112-113 قائلاً: (وفي أواخر عام 2002م، وعلى وجه التحديد قبل أربعة أشهر من العدوان الأنكلو أميركي على العراق، وفي آخر الليل، وصلتني مكالمة من باريس من الصديق عبد الجبار الكبيسي يفيدني فيها بتوجيه دعوة من الحكومة العراقية لنا، لزيارة بغداد والتحدث معهم حول ما يدور من أمور حول التآمر لضرب العراق، مؤكداً لي أنهم قالوا: نحن نرغب في أن يكون الدكتور معكم. قلت له: أنا على كامل الاستعداد، إن كانوا مستعدين للاستماع إلينا، بشكل ينسجم مع ما يجري الآن من تآمر على ضرب العراق، فقال لي: سوف يكون معك غداً فاضل الربيعي للتوجه إلى بغداد من دمشق، واتفقنا، أنا وفاضل، على أن يكون سفرنا في صباحٍ مبكِّر. وكان الشهر رمضان، وصلنا إلى الحدود العراقية (الحدود العراقية السورية) وكان النظام قد رفع أسماء المطلوبين من قائمة المنع، وبعد سفرة طويلة داخل العراق، وصلنا إلى الفندق المخصص لضيوف الدولة العراقية والمعروف بفندق الرشيد، وهناك ألتقينا مع عبد الجبار الكبيسي وعوني القلمجي ولبيد (الصميدعي)، وعامر الذرب).

هكذا كان موقف محمد جواد وفاضل الربيعي السقوط في احضان نظام صدام الذي احدث المجازر والقتل بآلاف الشيوعيين من رفاقهما، لا اعرف أي سقوط هذا الذي يحدث، لدناءة النفس، أم ليبيع الانسان شرفه ومبادئه مقابل اللقاء مع رأس ازلام الطاغية ويحتفل معهم في بغداد وابناء العراق يتضورون جوعاً من الحصار الذي انهك الحرث والنسل، لا اتمالك نفسي ولا تأتي الكلمات كي اعبر عن موقف انسان خان الحزب والوطن، هكذا يكون الانسان ضعيف امام الفتات من المأكل والمسكن والدولار، ثم يوعده مسؤول المخابرات كما يذكر في ص116-117 قائلاً: (المسؤول الأول عن المخابرات العراقية، طاهر الحبوش بدعوتنا إلى لقاء على جلسة حلويات وفاكهة وكرزات للحديث…. وأراد توديعنا (طاهر حبوش) شد على يدي مازحاً: كل هذا وأنت الآن تريدنا أن نمدد جوازك وهو يبتسم، ونادى على من يرافقنا وهو الرائد أبو فراس، وقال له أمامي: غداً تذهب مع الدكتور إلى مديرية الجوازات، وتصدروا له جوازاً جديداً. وفعلاً جرى ذلك، وتم إصدار جواز جديد لي… وكان آخر لقاء جرى معنا بناءً على طلب طارق عزيز نائب رئيس مجلس الوزراء، وجرى اللقاء في قاعة اجتماعات مجلس الوزراء، فجلسنا وتحدثنا معه… وهنا انتبه طارق عزيز لطلبنا نحن الشيوعيين (علماً انه طرد من الحزب عام 1984م في المؤتمر الرابع للحزب، واليوم يمثل الحزب) متجسداً بما يلي: هناك في رقبتكم أي السلطة 25 ألفاً ممن استشهدوا وغُيبوا، والمطلوب من أجل الوحدة الوطنية، أن يخرج الرئيس ليعتذر من عوائلهم ويعتبرهم شهداء الاحتراب السياسي، ويعوضوا مالياً ومعنوياً… وإجازة أحزاب وطنية وليست إسلامية، الموافقة على إصدار صحافة معارضة وطنية… وقال لنا: ابقوا هنا ونحن على استعداد لنعطيكم إجازة لإصدار جريدة، فقلنا له: لديكم قوميون وشيوعيون وبعثيون يمكن منحهم إجازة صحفية، وقال لي: لماذا لا تبقى هنا، ونحن نعينك مديراً لصحة بابل).

هكذا كانت مطالب هؤلاء من رئيس طاغية الاستهانه بحياة الشعب، أي سذاجة هذه، وأي سياسيين هؤلاء ممن يذهبوا لملاقاة قادة النظام ليعرضوا انفسهم أمامهم للحصول على جواز سفر أو منصب مدير عام. لا اعرف ماذا اكتب فسلسال الكلام توقف عن الكتابة والتعبير.

أما في سوريا فكان دور الدكتور محمد جواد فارس هو تحالفه مع البعثيين وآخرين كما جاء في ص121-122مع ما يسمى (اتحاد قوى تحرير العراق، ضم شيوعيين وطنيين وقوميين وبعثيين وناصريين، وقد اخترت كناطق رسمي باسم اتحاد قوى تحرير العراق. وأصدرنا نشرة دورية تتضمن أخبار المقاومة العراقية للاحتلال. وكنا نجتمع دورياً كل أسبوعين… وكانت هناك صعوبات في توفير أدوات للمقاومين في الداخل. وقد اعتمد الكثير منهم على ما يتوفر من أسلحة فردية كانت موزعة لدى البعض منهم من المنتمين لحزب العربي الاشتراكي، ومن المنتسبين للجيش العراقي والأجهزة الأمنية السابقة، التي قام بحلها الحاكم المدني بول بريمر)، وفي ص125 يذكر محمد جواد قائلاً: (وكنا مشاركين في جبهة وطنية وقومية مع تنظيم لحزب البعث العربي الاشتراكي جناح محمد يونس الأحمد، وكانت لديهم نظرة نقدية لما جرى في العراق إبان حكمهم… وكنا ثلاثة من الشيوعيين وهم: عدنان سليم نائب رئيس الجبهة وفاضل الربيعي ومحمد جواد فارس، وكنا نشارك في الاجتماعات في مكتب البعث). ثم يعاود التحفة محمد جواد فارس في مذكراته الخائبة متذكراً في ص126 قائلاً: (ومن نشاطات الجبهة قمنا بالإعداد لمهرجان للجبهة، وتخلل المهرجان الخطابي إلقاء الكلمات، وأُلقيت كلمات باسم الجبهة وحزب البعث، وكلمة الشيوعيين ألقيتها أنا)، أي كان يحلم أن يلقي كلمة بجبهته مع البعث وما يسمى المقاومة باسم الشيوعيين وهو المطرود من الحزب. ثم يتابع في ص127 قائلاً: (وألقى الرفيق أبو سعيد عبد الوهاب الرشواني كلمة الحزب الشيوعي السوري وهو على مقربة من تاريخ حزبنا وملم بأحداثه، وبعد الحفل الخطابي كُرم عدد من الأصدقاء بدرع الحزب، كان من بينهم الشاعر العراقي المعروف عبد الرزاق عبد الواحد الذي كان عضواً في الحزب الشيوعي العراقي حتى انقلاب شباط 1963م، وبقى معتز بتاريخه على الرغم من أن عدداً غير قليل من العراقيين، يصفونه بشاعر صدام… كنت اشارك في ندوات سياسية وشعرية ومناسبات وطنية وقومية تعقد في البيت العراقي التابع لقيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي، وكان بقيادة فوزي الراوي عضو القيادة القومية). ما هذه الهلوسة يا دكتور هل فقدت عقلك لتتحالف وتوزع الدروع باسم الحزب، لا اعرف بأي كلمات ارد على سذاجتك وتخلفك الفكري.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com