مقالات

متى وكيف وأين نشأت الحركة الصهيونية؟

بيدر ميديا.."

متى وكيف وأين نشأت الحركة الصهيونية؟
علاء اللامي*
نابليون أول صهيوني في العصر الحديث وقبله مارتن لوثر ثم استلم رايتها الساسة والأدباء الانكليز والألمان.. متى وكيف وأين نشأت الحركة الصهيونية، وما دور السلطنة العثمانية في الهجرة اليهودية إلى فلسطين؟  خلاصات من كتاب “تاريخ فلسطين عبر العصور/ ص 159 وما بعدها” للمؤرخ الفلسطيني الراحل يوسف سامي اليوسف:
*اتخذ الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت أول موقف صهيوني في التاريخ الحديث، خلال حصاره لعكا سنة 1799م، ووجه بيانا خاطب فيه اليهود بأنهم هم “ورثة فلسطين الشرعيين”، وأنه سيقدم لهم “إرث إسرائيل” في وقت لا يتوقعه أحد.
*قبل نابليون، يمكن اعتبار مارتن لوثر (مؤسس المذهب البروتستانتي، ولد في 10 نوفمبر 1483 وتوفي في 18 فبراير 1546) أول صهيوني في القرن الخامس عشر، ففي عصره بدأ تحول أوروبا من “اللاسامية” بوصفها معاداة اليهود العميقة الجذور في أوروبا إلى الصهيونية.
*كانت مسرحية شكسبير “تاجر البندقية” عملا يوصف بأنه “لا سامي”، ولكن موقف الإنكليز من اليهود تغير بعد مضي جيل واحد على وفاة شكسبير. وقد هيمنت الحركة البيوريتانية/الطهرانية (حركة دينية مسيحية بروتستانتية متطرفة تؤمن بالتوراة أكثر من الأناجيل وأصبح لها وجود مؤسس في أميركا قبل إبادة السكان الأصليين وخلالها وما يزال تأثيرها كبيرا في الولايات المتحدة) على إنكلترا في أواسط القرن السابع عشر، وكان الطهرانيون يؤمنون بأن “توطين اليهود في فلسطين هو الشرط الوحيد لقدوم المسيح المنتظر وبالتالي لبدء “العهد الألفي السعيد” ثم تقوم القيامة.
*في عام 1861 نشر الحاخام اليهودي الألماني هيرش كاليشر كتابا بعنوان “البحث عن صهيون”. وأسس أول جمعية صهيونية في ألمانيا. وبعد سنة واحد ألف يهودي ألماني آخر هو موسى هس كتابا بعنوان “روما والقدس” يبشر فيه بالدور المجيد الذي ستلعبه فرنسا في مستقبل اليهود وفي تأسيس دولتهم المرتقبة.
*في روسيا استشرت الصهيونية بعد مقتل القيصر الروسي الأسكندر الثاني سنة 1881 ونشر كاتب يهودي هو ليوبنسكر كتابا بعنوان “التحرر الذاتي” وأسس أول جمعية صهيونية سماها “أحباء صهيون”.
في العقد التاسع من القرن التاسع عشر ظهر هرتزل وهو صحفي من بودابست /هنغاريا، عاش في فينا، وألف عدة كتب أهمها “الدولة الصهيونية” والخلاصة التي كررها هرتزل في كل كتبه هي أن الكيان الصهيوني المنشود سوف يكون “خندقاً للدفاع عن الحضارة الأوروبية ضد الهمجية الآسيوية والعربية”.
*ومع ذلك فلم يتحمس الكثيرون للصهيونية على الصعيد السياسي العالمي خارج إنكلترا وظلت الجزر البريطانية القلعة الصهيونية الوحيدة في العالم خلال القرن التاسع عشر. وكان اللورد بالمرستون أول سياسي إنكليزي يتبنى الصهيونية على نحو عصابي. وأسس أول قنصلية بريطانية في القدس سنة 1838 وكانت فلسطين حينها تحت الحماية والاحتلال العثماني. وكلفت هذه القنصلية بحماية اليهود ومساعدتهم وكان عدد اليهود في كل فلسطين في ذلك لوقت لا يتجاوزون عشرة آلاف نسمة في ثلاث مدن فلسطينية هي القدس وطبرية وعكا.
*وفي أواسط القرن التاسع عشر، استطاع بنجامين دزرائيلي المولود في لندن سنة 1868 لأب يهودي إيطالي، أن يستلم رئاسة وزراء بريطانيا، وأسهم في تنشئة جيل بكامله من الساسة المتطرفين في نزوعهم الصهيوني وفي مقدمتهم تشمبرلين وبلفور.
*وفي غضون الحرب العالمية الأولى كانت السياسة البريطانية في قبضة ثلاثة رجال مهوسين بالصهيونية وفي ميلهم إلى إنشاء “الوطن القومي اليهودي” وهم لويد جورج وآرثر بلفور ومارك سايكس.
روسيا القيصرية تضطهد اليهود وفلسطين تدفع الثمن: بدأت روسيا تضطهد اليهود بعد اغتيال القيصر الروسي سنة 1881 فبدأ اليهود بمغادرتها والتوجه نحو فلسطين. كانت هجرتهم الأولى سنة 1882 وارتفع عدد اليهود إلى خمسة وعشرين ألف نسمة في فلسطين.
*أسس المهاجرون اليهود الروس الكثير من المستوطنات بمساعدة الثري اليهودي الألماني روتشيلد ومع أن السلطان العثماني المريض في أسطنبول رفض فكرة “الوطن القومي اليهودي” ولكنه لم يرفض رغبة اليهود في إنشاء المستوطنات في فلسطين إذ أقنعه الإنكليز بأن هذه المستوطنات ستكون درعا يصدر عن مملكته أخطار مصر الطامحة لتأسيس إمبراطورية عربية.” في عهد حاكم مصر محمد علي باشا بين عامي 1805 إلى 1848. (يشكك البعض بهذه الموضوعة المعلومة وينفون أن يكون السلاطين العثمانيين وخاصة عبد المجيد وعبد الحميد الثاني قد وافقوا أو شجعوا تلك الهجرة، وهناك من يقول إنهم سمحوا بها بشكل محدود ولأسباب إنسانية، وقصروا حق شراء الأرض الفلسطينية باليهود الفلسطينيين أي الساكنين فيها منذ قرون. أو أن عددا من المستوطنات اليهودية قد أنشئت نتيجة التحايل الذي قام به أثرياء أوروبيون صهاينة.. ع.ل”.
*تنبه الفلسطينيون الى الخطر الصهيوني بعد هذه الهجرة واصطدم الفلاحون بهم سنة 1886 بالسلاح وسال أول دم بشري في مسلسل الصراع العربي الصهيوني. حدث ذلك حين انتزع اليهود مستوطنة “بتاح تكفا” وهي قرية “ملبس” العربية من الفلاحين الفلسطينيين بالقوة وطرد السكان منها فثاروا ضد المحتلين.
*ثم جاءت الهجرة الثانية من روسيا القيصرية سنة 1905 وجاء معها دافيد بن غوريون.
* ثم تفاقمت الهجرة من أوروبا الشرقية بعد الهزات العنيفة التي ألمت بروسيا وبولونيا وألمانيا في السبعين عاما التالية والتي سبقت إنشاء الكيان الصهيوني سنة 1948.
*عقد الصهاينة مؤتمرهم الأول في مدينة بازل السويسرية سنة 1897، وأعلنوا أن هدفهم هو “إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين” وكثرت مؤتمراتهم بعد ذلك. وتنبه العرب لخطورة هذا المشروع خصوصا بعد الهجرة اليهودية الثانية وبدأت الصحف العربية تواجه الظاهرة الصهيونية وتفضح مقاصدها وكانت جريدة الكرمل الصادرة في حيفا على رأس الصحف النشيطة والآخذة بمبدأ التوعية والتصدي للخطر الداهم.
Svara
Svara alla
Vidarebefordra
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com