مقالات

كيف ينظر السودانيون للحزب الشيوعي.

بيدر ميديا.."

كيف ينظر السودانيون للحزب الشيوعي.

ياسر زمراوي

 

الحزب الشيوعي وماادراك ماالحزب الشيوعي، يكثر اللغط حولهم وعليهم، فهم لم يسيروا بعد معلما واضحا على الأرض يقصده الناس، وإذ كان العمل السري اخذ من جهدهم الكثير وجعلهم سيرة تختفي وتعود، الا ان لهم من سيرة العلن في الفن والأدب الكثير ، وبينما تصبح الاقصوصة أو الرواية أو العمل المغني طريقا للتعرف على أفكار ومقاصد الشيوعيين، الا أنهن لا يدخلن الفرد واضحا بين أعضاء الشيوعيين، إذ أن العمل إلفني يوضح الدرب والفكرة ويبقى الدخول رهينا بإمكانيات الفرد واستطاعة وتقبله لمجمل النظرية الشيوعية.
و لمحمد إبراهيم نقد مقولة انه لا تخلو أسرة من خال شيوعي وبينما ترك نقد القرابة المعنية للخال ترك له الأثر الحسي والمعنوي فالعروس لايترك لخالها المشورة في اختيار عريسها لكن يترك له الرأي في زمان العرس ومكانه وكيفيته وبذلك يتضح إعجاب السودانيين بعقلية الشيوعيين ومزاجهم المستنير الجامع بين أفراح الدنيا وعدم المغبة في أمور الدين، اقول ذلك واذكر أن الشيوعيين عندما بدأوا في زمان الاستعمار كانت أسرهم تعاكسهم حينا وتزهو بهم حينا وذلك لأن الشيوعيين ومن معهم من العمال والنقابات والمتعلمين والحرفيين في الجامعة الوحيدة آنذاك وغيرها من المعاهد كانوا يعملون من أجل طرد الاستعمار بينما في وقت اخر كان الشيوعيين ضد الطائفية الغالبة في السودان ومازالت، ولا ندري كيف مسير الحوار في ذلك داخل الحيطان، الا ان ماعاكس الشيوعيين آنذاك هو قانون النشاط الهدام الذي ابتدعه الاستعمار وجند له من المتعلمين والمثقفين العملاء بهمة أكثر من البسطاء الطائفيين، فالبسطاء قوة أن عملوا على تغيير أوضاعهم وأثرهم على الشيوعيين يكون أن لم يتقبلوهم لكن بالأكثر هم لا يفككون وحدات اجتماعية ولا يرقدون عاملا وان كشفوا خبرا يكون من بساطتهم ليس إلا.
بذلك تخلقت وجدانيات مع وضد الشيوعيين وبمثل ما إن الجديد شديد وجاذب كان الشيوعيين جديدين و شديدين وجاذبين وآلتف حولهم الكثير من المتعلمين والمثقفين ووجدوا معاندة وعنتا من أيادي الإمبريالية في بلاد الكولونياليات وهم اليمين الإسلامي الرأسمالي الرابط بين المشاريع الإسلامية القائمة على الضخ الفكري الغير مؤسس والشعارات غير مكتملة فكريا وغير مكتملة الرؤية وبين اقتصاديات السوق الحر ورفع الأسعار والارتباط بالسوق العالمي الذين يسمونه البسطاء بسوق النصراني الكافر، فيحفرون هنا ويدفنون هناك. وقام يمين الإسلاميون المسمى حينها بجبهة الميثاق بعمل كبير واعلام عالي ضد الشيوعيين ربطوا فيه بين مزاج السودانيين وبين مقاصد العلمانية التي دعا لها الشيوعيين تصويرا الشيوعيين كداعين للفسوق بينما كانت العلمانية التي دعا لها الشيوعيين هي إلا تتبنى الدولة أثرا على المجتمع بحيث يصير الفرد ماكينه تصرفها الدولة باسم الدين حينا أو باسم اي معتقدات أرضية أو سماوية ويترك الناس لتعددهم الثقافي و لمسيرات حياتهم وما يرضونه لأنفسهم.
أصبح الشيوعيين بعد ذلك كام بعلو أو الغولة في تسمية السودانيين الشعبية ينوم بها الأطفال ولكن لم نرى أو نسمع طفلا قد رأي ام بعلو أو الغولة. وتناوبت بعد ذلك الحوارات أو الونسات في مجتمعاتنا السودانية في القرى أو الحلال فكان أن يسأل الناس الشيوعي عن فكره فيجيب بذلك عميل يميني مستغلا بساطة الحوارات السودانية وعدم انتظامها ليشوه فكرة الشيوعيين وصورتهم عند الناس، إذا:كان الحل أن يتحرك الشيوعيين ليتحدثوا عن أنفسهم فكان أن واجتههم ضراوة الهجمات الأمنية وقوة العسكر، ولأن السودان يسود فيه أمية وبساطة تفكير وجهل بالأشياء وكيفية تشكل العلاقات الاقتصادية وعلاقات قوي الإنتاج و بالطرق الأفضل المعيشة والتعامل مع الجهات الحكومية والضغط عليها بحيث يختار الشعب من يمثله حقيقة وينتج فكره حقيقة وينتج صحة وتعليم ورخاء وتمدن حقيقي له، لكل ذلك تكالبت حكومات طائفية صغيرة الأمد لا تتعدى السنوات الأربع أو الثلاث فتنتج فوضى لعدم درايتها بتكوين حياة سياسية منتظمة فيكون أن يثور الشعب منتفضا من لغط الحكام فيستغل اليمين الرأسمالي والبرجوازية الصغيرة الفرصة ويصنعوا انقلابات ناجحة تأتي بهم للسلطة.
بعد ذلك يعود الشيوعيين من خانة الدعوة الشيوعية لخانة الدعوة لإسقاط العسكر ويتكالب عليهم الأمن ويصبح الشعب معهم كمن يحب فتاة سرا ولا يستطيع أن يبادلها الحب، ولأن من يحب سرا لا يملك شرعية الحب التي تجعله يلاقي حبيبته علنا وتبادل الحوار وان يصبحوا ذو وجدان واحد، يتغير وجدان الشعب مع الشيوعيين، فسمعنا من يعتقد أن صراع أسر سودانية، وسمعنا من يقول الشيوعيين انتو اطلعوا منها، وسمعنا من يقول الشيوعيين انتم لا تستطيعون إدارة الصراع ليس دحضا لهم وصنع لمكاسب للسلطة الغاشمة لكن لطول الصراع واعتوارات طول المدة،
وجدانيات السودانيين تشكلت أكثر في زمن الإنقاذ إذ أصبحت الشيوعية تهمة تؤدي للاعتقال ودخلوا الشيوعيين بعد ذلك في مناهضة للسلطة دون تسمية أنفسهم شيوعيين، فبينما تعابط الكيزان في إخفاء انهم هم أنفسهم الجبهة الإسلامية السابقة، حتى بعد أن تولى الترابي رأس المجلس الوطني المحدد للتشريعات، كان الشيوعيين يقاومون بمنطق الأشياء وبوصف سؤء الوضع وصعوبة المعيشة وكيف أن اليمين الرأسمالي يسرق وينهب، ولم يستطيعوا كثيرا التحدث عن برنامجهم في الشيوعية ودعوتهم لإلغاء التفارق الطبقي، فأصبحوا بذلك جهة معارضة وليس حزبا فكريا أيديولوجيا ذو نظرية علمية واجتماعية لها رأي في كل شكل الحياة البرجوازي في السودان، بذلك أصبح السودانيين أكثر تعجيزا في محافظتهم للحب للخال الشيوعي كمااسماه نقد مع ضراوة وعنف السلطة أمام الشيوعييين
الان انت الثورة ولم تكتمل، أسقط البشير، لكن اليمين الرأسمالي المتشكل في شكل عصابات سارقة وناهبة- ألذي عمل على تحويلات الثروات بعسكرة حتى القطاع الخاص والقطاع العام وتحويلها لأموال تدخل في جيوب السلطة-مازال هذا اليمين متحكما في شكل مجلس السيادة فاقد الهوية والشرعية، ومازال الشيوعيين ينالون يكون معهم النقابات التسييرية والنقابات المشكلة الان والاجسام المطلبية والشباب ولجان المقاومة وتحالفات الحزب التي تخبو حينا وتصحوا حينا لكنها تصحو نشطة وقوية، بذلك تغيير الرأي أكثر عن الشيوعيين، تعلم السودانيين براغماتية مؤصلة، ليست براغماتية الغربيين النفعية المتبرجزة وليست نفعية حلفاء الإمبريالية الغير مرتبطة بالشعب وبالحقوق والوجدان العربي والأفريقي المشترك، هي نفعية ان الوقت قد حان لتسمع من اخفوا عنا سنينا ومن كذب عنهم الكذابون كثيرا
هنالك أطياف من ماركس موجودة عن المثقفين من يرون في الحداثة والتمدن شرطا لتحقق الذات ولكنهم بذلك في طرق تكوينه ابتعدوا عن طريق ماركس والشيوعيين، فأصبحت الصورة المشكلة عن الشيوعيين عن انهم من يلتحمون بالفقراء والفلاحين في مشاكلهم ووسائل إنتاجهم وبمثقفي الحداثة من يلتحمون معهم في طرق معيشتهم لحياتهم وعاداتهم فانشغل مثقفي الحداثة بمكافحة الختان وزواج القاصرات ومحاربة العنصرية والتمييز عبر اللون والقبيلة، والحقيقة اقولها أن الشيوعيين توقفوا كثيرا عن ذلك، رغم أن لهم برنامج ثورة ثقافية وطنية ديمقراطية دعوا لها في مؤتمرهم الرابع، وعادوا كثيرا للمربع الأول وهو التغيير السياسي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com