مقالات

«كان يا ما كان».. حكواتي عمان والملك العادل.

بيدر ميديا.."

«كان يا ما كان».. حكواتي عمان والملك العادل

 محمد تركي الربيعو

 

في السرديات عن الأنثروبولوجيا وبداياتها، عادة ما ربط العاملون فيها بخدمة المشاريع الاستعمارية ولاحقا بتوظيف أبحاثهم لصالح السلطات الوطنية، لكن أن تتحول الأنثروبولوجيا إلى أداة لمقاومة السلطة فهذا ما لم نره في العالم العربي. إذ ينشغل العاملون في هذا الحقل برصد السياسات اليومية ومتابعة التفاصيل، بيد أنّ الانخراط في سياسات المعارضة اليومية لا نراه عادة، أو لا يمكن رصده بسهولة في كتاباتهم، وإن كان الأنثروبولوجيون غالباً جزءاً من مشروع التغيير، ولاسيما أصحاب الخلفيات اليسارية. واللافت في السنوات الأخيرة، ظهور مجموعة من الأعمال ذات الطابع الأنثروبولوجي، حاولت اللجوء إلى عالم الثقافة والسرديات الشفوية، لفهم التحولات التي عرفتها المدينة العربية في أكثر من سياق، والأهم من ذلك، لأنها وفّرت لأصحابها مدخلا جديدا لاستمرار العراك مع السلطة، من خلال استحضار التاريخ الثقافي والاجتماعي، كأسلوب جديد لمواجهة السلطة، بدلا من لغة الديمقراطية والإصلاح.
وهذا ما نراه في كتاب الأنثروبولوجي الأردني أحمد أبو خليل «حكايا الحسين مع الناس» إذ سيحاول من خلاله توظيف أدواته الإثنوغرافية لدراسة ذاكرة الأردنيين بدلا من واقعهم، فالكلام حول الفقر أو التغيير السياسي والديمقراطي والرغبة بالإصلاح لم يعد ناجعا في البلاد، وهذا ما تشعر به شرائح واسعة من الشارع والنخب الأردنية، فما يجري من تشكيل لجان وخطط إصلاحية يبقى مجرد توصيات وطقوس دون إجراءات تذكر، ولذلك قرر أبو خليل في كتابه هذا خلع ثوبه النضالي التقليدي وارتداء ثوب الحكواتي، ليذهب معنا في اتجاه آخر يتمثّلُ في البحث عن الملك العادل ورواية صورته (الملك حسين المتخيل) التي تشكّلت في مخيال الأردنيين وجلساتهم، فليس هناك بيت في الأردن إلا وله قصة مع هذا الملك.

يظهر الملك الحسين المتخيل في نظر الأردنيين اليوم الأب الحنون والملك الحالم والمسامح، وفي قصصهم عنه نشعر بنوع من الحنين إلى زمان الملك الحسين. ورغم أن وصف عصره بالزمن الذهبي قد لا يكون واقعيا، لكن ارتباط صورة الحسين بالملك العادل، والحنين إلى الزمن الجميل يشابه ما لاحظته كريستا سالامندار في دراستها لروايات الدمشقيين عن الشام القديمة، فلغة الحنين إلى الماضي وصوره لا تعكس الحقيقة بالضرورة، ولا تعبر عن رغبة جادة بالعودة لذلك الزمن، خاصة أنه لا يعود، بل في روايات الماضي ما يساعد على محاولة ترتيب العلاقة مع الحاضر، وفي حالة دمشق مثلا، محاولة ترتيب العلاقة مع السلطة الجديدة بعيد السبعينيات، التي قدم معظم أبنائها من الريف، من خلال رسم صورة مثالية عن الماضي في محاولة لمقاومة السلطة من منطلق الذاكرة، ورفض الحاضر بأسلوب هادئ، وفي حالة الأردنيين وزمن الحسين، يبدو أن شيئا مشابها يعيشه الأردنيون اليوم، ففي كل حدث مفصلي في البلاد تعود المقارنة بين الملك الأب والابن، وإدارتهما للأزمات، ولذلك نرى أن أبو خليل سيقرر رصد هذه الظاهرة التي تتشكل في المجتمع الأردني عن الماضي الجميل مقارنة بالحاضر، مع ذلك، فإنّ ما يختلف به أبو خليل عن سالامندرا في دمشق، أنه لن يكتفي برصد هذه الظاهرة وحسب، وإنما سيشارك فيها أيضا كجزء من مشروع أوسع يتعلق بتدوين الماضي في سبيل تغيير الحاضر، وهذا ما سنعثر على ملامحه ما أن نتخطّى الصفحات الأولى من الكتاب، فالهدف من العودة لزمن الحكايا، أو لزمن «كان ياما كان» يُظهِرُ وكأنّ التاريخ ولغة السياسة قد توقّفا عن التنفس في الأردن، بعد أن خانته أو خذلته النصوص الأكاديمية، ومنطق الغنيمة الضيق، ولذلك يصبح اللجوء إلى عالم الأسطرة والذاكرة سبيلا آخر لمواجهة السلطة.

 قوة الحكاية..

مع كتاب أبو خليل تغدو للحكاية مكانة، إذ يقوم مشروعه الأساسي على جمع حكايا الناس عن الماضي الجميل وفهمها وأيضا على دعوتهم لروايتها وتدوينها، وليس الموضوع جديدا على مستوى اهتماماته، فهو يدير ويشرف منذ سنوات على موقع «زمانكم» وفي إطلالة أخيرة على الموقع (16/3/2022) نقرأ فيه مقالات وتقارير مثل «الصناعة الأردنية أيام عزها» «الاعتقالات والمداهمات قبل مئة عام» «كيف أتاح الملك المرحوم الحسين لبدوي أردني أن يضربه كفا!». وفي صفحة التعريف بالموقع، التي دونها المؤلف، ترد العبارة التالية «سوف يكون تركيزنا على الفترة الممتدة ما بين مطلع القرن العشرين وحتى مطلع ثمانينيات ذلك القرن.

وفي صورة أخرى، نرى أنّ الحسين يعفو عن المعارضين له ويفتح ذراعيه مرحبا بهم عند رؤيتهم في الخارج (كما جرى مع علي أبو نوار المعارض السياسي)  ويروى لنا سليمان القضاة (نقيب الصحافيين الأردنيين الأسبق) في شهادته الشفوية، أنّ الحسين كان يلتقي بالصحافيين أكثر من مرة في الأسبوع أحيانا، وكان يعطي أهمية للرأي المحلي طوال الأزمات، وهي من صفات الملك العادل.

ونحن نرى أن بلدنا منذ نهاية الثمانينيات، دخل في مرحلة اجتماعية وسياسية جديدة.. نحن نقول إن «زمن أول لم يحول» وبالتالي يصبح التركيز على الماضي ليس من باب الحنين، أو مجرد قصص من الماضي، بل محاولة الاستفادة من خيال الماضي، أو صوره الجميلة الحقيقية أو المتخيلة للنضال في الزمن الحاضر، فالذاكرة ليست مجرد إنعاش للنفوس بعاطفة ماضوية لكنه حشد للمضي نحو التغيير. وبالتالي، الجديد هنا في مشروع أبو خليل أنّه ينقل هذه الجهود من العالم الصحافي والكتابي اليومي، ليصبح جزءا من أجندات البحث الأنثروبولوجي، وهنا يصبح تخيل الماضي وصوره وتدوينه والدعوة لولادة صور أخرى، جزءا من مشروع أكبر يدعوه الأنثروبولوجي الهندي أرجون أبادوراي بـ»استعادة الحق في الخيال» ولعل هذا ما يفسر سبب انتشار الرواية هذه الأيام، فهي الملاذ الوحيد للخيال في عالم الكتابة، بعد أن فشلت كل المشاريع الثقافية الأخرى، وفي حالة صور الحسين الجميلة، نرى أنّ المهم ليس دقة الحكايا، بل كيف تستخدم في منافسة أو مقاومة الواقع الحاضر، الذي غدا فيه الملك الابن كما يرى الشارع الأردني، بعيدا أحيانا عن الناس بعد أن منعه العسس الحديثون من الاحتكاك بهم، مقارنة بزمن الأب عندما كان يوبخ حراسه لمنعهم الناس من الوصول إليه وبالتالي نقل مشاكلهم وهمومهم.

 صورة الملك العادل

يقرر أبو خليل أن يبدأ مشروعه الحكائي بأسلوب رمزي، إذ أنّ من شيم حكواتية الزمن الماضي، ألا تكون قصصهم مباشرة، ولذلك يأتي في مقدمة حكاياه عن الحسين على فكرة ذكرها ايريك سيلبين في كتابه «الثورة والتمرد والمقاومة.. قوة الحكاية» إذ يذكر سيلبين أنّ «هناك تاريخا آخر، متجذرا في إدراك الناس لما تواصل الحياة الكشف عنه، ولموقعهم من هذه العملية. هذا تاريخ صاغته أيديولوجيات الناس والآراء التي يعتنقونها وهو يعكس السياق المادي والأيديولوجي للحياة اليومية للناس، تاريخ يجري استلهامه وصياغته بالأدوات المختلفة للثقافة السياسية الشعبية» وتبدو هذه الفقرة التي يعتمدها أبو خليل، وخلافا لأسلوبه المعتاد في الكتابة، غير واضحة، أو كأنها تخفي شيئا ما ولا تروي ما يود البوح به، صحيح أنها تتحدث عن أيديولوجيات الناس والحياة اليومية والثقافة الشعبية، لكنها بدت في مقدمة الكتاب غامضة، ومقصد المؤلف كما يذكر هو كتابة سيرة شعبية أو صورة الحسين لدى الناس العاديين إنّ صح التعبير، مع أننا سنرى أن جزءا من صور هذه السيرة، جمعها من روايات أشخاص لا ينطبق عليهم تصنيف العادي، بل كانوا وزراء ومن حاشية القصر الملكي. ولعل أسلوب أبو خليل هنا مقصود، فهو يبدو أنه كان يخفي من خلال اقتباس فكرة من كتاب سيلبين، السكوت عن فكرته الأساسية من كتاب الأخير، التي جاءت في عنوانه «قوة الحكاية» فالمؤلف (أبو خليل) قرر أخذ فكرة تبدو غامضة قليلا، والسير في خطة سيلبين، دون الكشف عن ذلك، وبالعودة إلى كتاب سيلبين، الذي ترجم للعربية قبل سنوات قليلة يشير الأخير إلى أنه من خلال الخرافة (أسطرة الماضي) والذاكرة يصنع الناس اللحظات الفارقة، ولذلك يرى أنّ مشروعه يقوم على ضرورة التشجيع على عودة الحكايا، وعلى ربط حكايا الناس التي يتداولونها حول ما سلف بالنضال من أجل مستقبل أفضل، فالحكايا تساعد الناس على إضفاء معنى على الماضي وعلى تخيل حيواتنا وتغير واقعنا. وانطلاقا من هذه الفكرة يمكن فهم مقصد أبو خليل الأساسي، فجمع الحكايا عن الحسين وتدوين الحنين إلى الماضي ليس مجرد مادة إثنوغرافية يمكن قراءتها وتفسير أسبابها، بل السير نحو الحكايا وجمعها وتدوينها للناس يأتي في سياق تثوير الماضي من أجل الحاضر، وسواء أكانت هذه الحكايا تصوّر بإخلاص ما جرى بالفعل، أم لا فهي في طابعها الرومانسي تفيد في مقاومة الواقع والتمرد عليه بأشكال عديدة، وفي كسب معارك أحيانا هنا وهناك، باسم صورة الماضي الجميل (الحسين الأب).

في الروايات الشفوية التي جمعها وأعاد تدوينها أبو خليل، لا نعرف حقيقة كيف أعاد تحريرها، أو بالأحرى كيف صاغها، وهنا لا نروم من هذا السؤال التشكيك بصدقية المؤلف، بل محاولة التفكير بطريقة نقل الشفوي إلى الكتابي، وإن كان نقل ما تلاه عليه رواته بحذافيره؟ أم اقتطع ما يخدم فكرته عن صورة الحسين؟ وهذا أسلوب لا يعني أنه غير دقيق، لكن يمكن من خلال المطابقة بين النص الشفوي والنص المدون فهم كيف أنّ الحكواتي يعيد تأويل القصص في صالح مشروعه الباحث عن الملك العادل، وهذا أسلوب أو تكتيك اتبعه كل الرواة تقريباً على مدى قرون، ما دفع العديد من الدارسين لليالي ألف ليلة وليلة مثلا إلى القول إنّ النصوص التي لدينا اليوم ليست نصوصا عباسية، بل هي نصوص مملوكية وعثمانية، أعيدت كتابتها لتناسب واقع رواتها، لكن ما هي صورة الملك العادل كما يرويه الأردنيون؟
نعثر على صورة في إحدى الروايات للطبيب زيد حمزة، وهو وزير سابق وشقيق الطيار الحربي سهل حمزة الذي هرب إلى القاهرة في عام 1961، ويذكر الطبيب أنه وبعد هروب شقيقه سُجِن هو وباقي اخوته ثم أفرج عنهم، لكنهم بقوا يتعرّضون لمضايقات من أجهزة الأمن، فما كان منهم إلا أن طلبوا لقاء الملك حسين وهذا ما جرى فعلا! فالملك العادل إذا يقبل اللقاء بإخوة أحد «الخونة» وفق تعبير السرديات الرسمية الوطنية، ويطلب من أجهزته كف مضايقتهم أيضا، وبعد سنوات سيقرر الملك العفو عن هذا الطيار وإعادته للبلاد، دون محاكمة أو سحل في الشوارع، (كما جرى مع كامل حسين مثلا صهر صدام حسين، الذي طلب مساعدة الملك حسين للتوسط) لا بل أنه سيقرر أيضا تعيين شقيقه وزيرا ويأخذ بعزائهم بعد وفاة والدهم لأنهم «أهل».
وفي صورة أخرى، نرى أنّ الحسين يعفو عن المعارضين له ويفتح ذراعيه مرحبا بهم عند رؤيتهم في الخارج (كما جرى مع علي أبو نوار المعارض السياسي)  ويروى لنا سليمان القضاة (نقيب الصحافيين الأردنيين الأسبق) في شهادته الشفوية، أنّ الحسين كان يلتقي بالصحافيين أكثر من مرة في الأسبوع أحيانا، وكان يعطي أهمية للرأي المحلي طوال الأزمات، وهي من صفات الملك العادل. وفي صورة أخرى، نرى الحسين يجلس على فراش أرضي مسندا ذراعه على مخدة قماشية وخلفه مباشرة يوجد طقم كراس، وهنا نرى أن الملك العادل في مخيال الأردنيين هو ذلك الذي يجلس كما تجلس العامة. وفي رواية أخرى يجلس مع الجنود من الحرس الخاص، ويقوم بالتغميس معهم في أكلة قلاية البندورة مع الفلفل الحار (بيض وبندورة). ولعل قوة حكايا الحسين وتأثيرها لا يقتصر على الرعية فحسب، بل السلطة كذلك، وهذا ما نراه من خلال حديث الملك عبد الله واستعادته للمشهد ذاته، عبر قوله إنه يشتاق إلى تناول قلاية البندورة مع الجند، ما يكشف أنّه حتى السلطة في الأردن غير قادرة أحيانا على التخلّص من تأثير حكايا الملك، ولذلك باتت تلجأ لاقتباسها أو محاكاتها، بعد سنوات من محاولة تنحية صورته عن المؤتمرات والنشاطات الشعبية، وفق ما يرويه لنا أحد الباحثين الأردنيين.
ومن صور الملك العادل (الحسين المتخيل) أنه يزور الأكاديميين في بيوتهم المتواضعة (ناصر الدين الأسد) ويزور الطلاب في حجراتهم، وعندما يجلس في غرفهم ينادي عليهم «أين الشاي». كما أنّ هذا الملك، حين يغطّي الثلج طرقات الجامعة يركب حصانه السريع (طائرة الهليكوبتر التي يقودها بنفسه) لينزل على ظهر الجامعة ويطعم المحاصرين هناك، وكان في جلساته مع الأساتذة يسمع لمختلف «الآراء المخلصة» ويأخذ ببعضها، حتى لو خالفت رأيه، فهذه من شيم الملك العادل، كما أنّ هذا الملك كان يحب صحبة الطعام، وأن يكون بينه وبين رعاياه خبز وملح، ولذلك كان يتناول معهم المنسف وهو ينادي «يا شباب المنسف لا يؤكل بالملاعق، فقط باليد».

إذن فصورة الملك الحسين أو العادل اليوم، وفق ما يتذكره المقربون منه هي صورة الشخص الحكيم والرحيم بالمعارضين، والقريب من الناس والطلبة، بينما لا يرون ذلك اليوم مع الملك الحالي. ويدرك أبو خليل أنّ هذه الصورة قد لا تعكس الواقع بحذافيره أو الماضي بالضرورة، وإنما قد تؤسس لأسطرة ولتورط أكثر من قبل الأنثروبولوجي في تسييس ميدانه وعمله، ولذلك نراه يلمح إلى أنّ الملك الحسين، يبدو في روايات أخرى ملكا قاسيا وغاضبا أحيانا، ولا يقبل بأي مشاركة له في بعض القرارات، مع ذلك بقيت إدارته للسلطة تقوم على مبدأ يدعوه فيليب برو بـ»سلطة التأثير» الذي يقوم على محاولة إقناع الخاضع للسلطة، وكسب وده بدلا من فرض القرارات عليه بخشونة، مع ذلك يقرّر أبو خليل هنا عدم الوقوف على صورة الماضي الحقيقية، فهي لا تفيد الواقع الآن مثلما تفعل صورة الماضي المتخيل الجميل، ولذلك لا بأس إذن من توظيف الحكايا لمقارعة الحاضر وأزلامه وجواسيسه، خاصة أن حكايا الحسين أثبتت فعاليتها في أكثر من مناسبة، ومن بينها مؤخرا ما حدث مع الأمير حمزة (الأقرب إلى صورة الحسين الأب، الذي كثيرا ما يكرر عبارة «يا سيدي» في حديثه مع العامة) والذي تمكن من خلال محاكاته لطقوس والده من الحصول على شعبية واسعة له في الشارع الأردني وربما (لولا قوة حكايا والده في العفو عن المعارضين) لكان لاقى مصيرا آخر شبيها بمصير المصلحين في سوريا، وباقي بلدان العالم العربي، وإلى أن يحين موعد كتابة ماض آخر في واقع آخر، لا يرى أبو خليل في مشروعه من حل سوى جمع وحكاية الأردنيين عن الزمن الماضي (وبالأخص للجيل الشاب) فنحن نخلق العالم ونغيره في ما نرويه من حكايا، ولا بأس إذن من أن يلعب الأنثروبولوجي دور الحكواتي في زمن ألف مصيبة ومصيبة.

كاتب سوري

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com