أبحاث

الحروب على أشكالها تقع.

بيدر ميديا.."

 

 

 

 

 

 

 

المركز العربي الألماني

برلين

 

 

 

 

الحروب على أشكالها تقع …!

 

د. ضرغام الدباغ

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراسلات :

Dr. Dergham Al Dabak : E-Mail: drdurgham@yahoo.de

 

 

 

 

 

 

 

دراسات ـ إعلام ـ معلومات

العدد : 287

التاريخ :  /   2022

 

الحروب على أشكالها تقع

ضرغام الدباغ

 

الحرب عمل سياسي، بل هي مرحلة من مراحل تطور ملف سياسي معين، وتدور الحروب بين دولتين أو مجاميع من الدول، وتكرس السياسة / الدبلوماسية النتائج النهائية للصراع في الميدان العسكري. فالحرب هي مواصلة للسياسة بوسائل أخرى. وقد تفرض معطيات معينة أن تكتسب الحرب طابعاً خاصاً، فليست كل الحروب علنية، كما أنها لا تدور حتماً بين دولتين فقط، ولا تشترط المعاهدات التي تتوصل لها الدبلوماسية، أن تكون بين دولتين، ولا يشترط أن تكون كلها علنية، فقد تكون سرية بالكامل أو جزئياً. والقوى التي تدعي أنها مسالمة أو أنها تنبذ الدبلوماسية السرية، قد تلجأ إلى التحالفات السرية أو العلنية، وتعقد المعاهدات، أو تبقى طي الكتمان في الخزائن الحديدية، كمعاهدة كامبل ــ  لندن/ 1905 ، أو كمعاهدة سايكس بيكو / 1919. (1) (2).

 

وهناك من المؤرخين من يعتقد أن الحروب التي كانت تدور في العصور القديمة والوسيطة، دون أن يتبلور الشكل السياسي لها، حتى بدأ العالم يتعرف على أسلوب سياسة المؤتمرات الدولية، والمقررات والنتائج، وحقوق المنتصرين، أو المهزومين، وذلك عندما بدأت القوى الدولية تتعرف على نظم العلاقات، التي أخذت تبرز على مسرح العلاقات الدولية كقواعد عمل ومؤسسات دولية، وذلك  بعد مؤتمر أكس لاشابل 1818 (Congress of Aix-la-Chapelle). (3)

 

ولم يكن مؤتمر اكس لاشابل سرياً، ولكنه أسس ومهد لما سيطلق عليه من الآن فصاعداً بمصطلح القوى العظمى، التي أسست تفاهمات وباشرت بتقسيم العالم إلى مناطق نفوذ وهيمنة، واستيطان واستعمار، وهيمنة على البحار والمضائق، ولاحقا تقاسم الثروات الطبيعية.

 

كانت الحرب العالمية الأولى ذروة تلك المرحلة وانهيار أسس أكس دي لاشابل، إذ لم تعهد معطيات أكس لاشابل السابقة لعهد الاستعمار، تكفي للمرحلة الاستعمارية الجديدة، وبهذا المعنى، فقد كان التطور التكنيكي يمثل التحدي الأعظم الذي واجه الدول، والذي أدى إلى الاستعمار والتوسع، وأيضاً إلى ضعف إمبراطوريات ودول استعمارية عجزت عن مواكبة التطور الفعلي، أو عجزت عن كبح جماح قوى استعمارية أقوى منها، وهكذا انطفأ مجد أو تقلص حجم إمبراطوريات استعمارية مثل: الدولة العثمانية، أسبانيا، البرتغال، هولندا، ألمانيا.. إلخ . وكان الوجود الاستعماري يشمل 67% من مساحة اليابسة في الكرة الأرضية، ما لبث أن اتسع إلى 85% عام 1914.

 

وتشير الإحصائيات أيضاً، أن بضعة دول قد تحكمت بالعالم بفعل تطورها الاقتصادي (بفعل تطورها الصناعي) والسياسي، وفي مراجعة مصادر تلك المرحلة نستنتج أن مستقبل وأمن الشعوب والأمم المغلوبة لم يكن وارداً في حسابات الاستراتيجية الاستعمارية التي وجهت كافة مساعيها إلى التوسع والحصول على المزيد من المكاسب، في وقت غدا فيه التنافس لكسب الأراضي من مظاهر القوة ومن ضرورات المصالح الحيوية الاستراتيجية للدول الاستعمارية الكبرى مثل بريطانيا وفرنسا، التي توسعت في القرة الأفريقية، وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى لم يكن في القارة الأفريقية أية دولة مستقلة.

 

وحتى نهاية القرن التاسع عشر، كانت المؤشرات السياسية تشير، أن الحملات الاستعمارية قد بلغت أوجها، كما كانت الدول الأوربية قد أنجزت تدعيم كياناتها السياسية (إقامة أنظمة دستورية) وقد أفرزت في غضون ذلك خارطة سياسية جديدة في أوربا بفعل الصراعات والحروب، كما ظهرت إلى الوجود دولتان صناعيتان جديدتان كقوى مهمة نتيجة لتضافر عوامل عديدة أبرزها الوحدة القومية وهما ألمانيا وإيطاليا، وراحت تطالب بأمتيازات الدول العظمى.

 

ولما لم يعد هناك ما يمكن التنافس والتزاحم عليه، إذ كان قد تم الاستيلاء على 85% من مساحة اليابسة في الكرة الأرضية، أخذت الدول الاستعمارية تخطط لسلب الامتيازات والممتلكات الاستعمارية بعضها البعض، وتفتش عن الذرائع حتى الواهية منها، وبذلك كان الموقف الدولي عشية الحرب العالمية الأولى قد غدا شديد التوتر.

 

وحتى نهاية القرن التاسع عشر، كانت المؤشرات السياسية تشير، أن الحملة الاستعمارية قد بلغت أوجها، كما كانت الدول الأوربية قد أنجزت تدعيم كياناتها السياسية وقد أفرزت في غضون ذلك خارطة سياسية جديدة في أوربا بفعل الصراعات والحروب، كما ظهرت إلى الوجود دولتان جديدتان كقوى مهمة نتيجة لتضافر عوامل عديدة أبرزها الوحدة القومية وهما ألمانيا وإيطاليا.

 

ولما لم يعد هناك ما يمكن التنافس والتزاحم عليه، إذ كان قد تم الاستيلاء على 85% من مساحة اليابسة في الكرة الأرضية، أخذت الدول الاستعمارية تخطط لسلب الامتيازات والممتلكات الاستعمارية لبعضها البعض، وتفتش عن الذرائع حتى الواهية منها، وبذلك كان الموقف الدولي عشية الحرب العالمية الأولى قد غدا شديد التوتر. إذا كانت القارة الآسيوية لا تضم سوى دولة مستقلة واحدة (اليابان)، والقارة الأفريقية على دولتان (مصر وساحل العاج).

 

وبعد الحرب العالمية الثانية نشأ موقف سياسي له طابعه الخاص في منطقة البلقان، وهي المنطقة التي تم من شرقي الدانوب وحتى نهاية القارة الأوربية من جهة تركيا وتشمل : رومانيا، بلغاريا، البانيا، بلاد الصرب، اليونان، مقدونيا، كرواتيا، البوسنة والهرسك، سلوفينيا، الجبل الأسود، كوسوفو.

 

وبأعتبار أن هذه المنطقة متقاربة في الخصائص الاقتصادية تتميز بالضعف الاقتصادي (قياسا إلى أوربا الغربية)، والثقافية (ومعظمهم يتبعون الطائفة الأرثوذوكسية)، يشتد التنافس لقيادة المنطقة، والصرب هم القومية الأكبر، وكذلك العنصر اليوناني والمقدوني، والألباني، لذلك كان، وما يزال من السهولة التدخل في شؤون المنطقة، والتنافس قاد لحروب اشتركت فيها أطراف من غير المنطقة، كالروس (الأرثودوكس)، والنمساويين، والإيطاليين، والأتراك (دعما للكيانات المسلمة)،  وقوى بعيدة كبريطانيا وفرنسا وألمانيا. ما لبث التدخل الخارجي أن وجد ممثلين له من كيانات المنطقة، فتحولت إلى حروب أهلية ، وهكذا أطلق عليها ” بلقنة الأزمة ” أي أنها تحولت أي حرب بين عناصر المنطقة.

 

وقد تنجح الدول الكبرى في (لهشاشة الموقف الداخلي)، في تحويل الصراع الذي يدور لمصالحها، بين أطراف المنطقة أنفسهم، وقد مارست الولايات المتحدة هذه السياسة (البلقنة) في فيثنام حين حولت فيثنام إلى ساحة صراع دولية، ثم جعلت الفيثناميين أنفسهم وقوداً للحرب، (فثنمة الحرب) ومثل هذه السياسة مورست في لبنان، حين وجدت من الأطراف اللبنانية من يحارب خدمة لمصالحها (لبننة الصراع)  ومثل هذه التوجهات تدور حالياً أيضا في سوريا والعراق.(4)

 

بعد أقل من عقدين من الزمان، كانت المقدمات الموضوعية تتجمع وتتراكم، فكان لنهوض ألمانيا كدولة صناعية كبيرة، ومثلها إيطاليا، وتوافرت على قيادات طموحة تسعى لتقسيم جديد تنال فيه بتقديرها ما تستحقه كدول عظمى، وتزيل ألمانيا عن كاهلها العقوبات القاسية التي فرضتها معاهدة فرساي (1919)  لذلك كانت سحب ونذر الحرب العالمية الثانية تتراكم، وحالة السلام الهش في أوربا لم يكن سلماً بقدر ما كان فرضاً للهيمنة البريطانية. وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، أسفرت عن نتائج وصورة لموقف وقوى سياسية وتوازن سياسي جديد في أوربا، وانقسمت القوى العظمى إلى معسكرين: الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة، والاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي.

 

وحين تمكن الاتحاد السوفيتي من كسر الاحتكار الأمريكي/الغربي لصناعة السلاح الذري وحيازته، (1949)، كان ذلك يمثل العامل الوحيد الذي أرغم الولايات المتحدة على وضع نهاية للحرب الكورية، ثم قادت النجاحات السوفيتية في مجال العلوم (الفضاء خاصة) إلى أن تدرك الولايات المتحدة والغرب أن الحرب لم تعد لعبتها المفضلة، فلجأت إلى ما أطلق عليه بالحرب الباردة (Cold War)، والتي تواصلت حتى لقاء القمة بين الرئيسان الأمريكي بوش والسوفيتي غورباتشوف، وبعدها تفكك الاتحاد السوفيت وقام بحل حلف وارسو، دون أن يقوم الأمريكان بالمثل بحل حلف الناتو، وهو ما يمثل مؤشراً هاماً في السجال الاستراتيجي بين القوى العظمى. (5)

 

خلال مرحلة الحرب الباردة كانت الحرب بين القوتين الأعظم خياراً مستبعداً، بسبب الخزين الهائل من أسلحة الدمار الشامل : الذرية والهيدروجينية والنيوترونية، وأيضاً تطور الوسائل الناقلة لها من الصواريخ من حيث المدى والدقة، لذلك كان الطرفان يعمدان إلى خلق، أو تشجيع ودعم بؤر التوتر، وهكذا نشب مصطلح الحروب بالوكالة (Proxy warوهذه دارت في شتى قارات العالم، وكانت خسائرها المادية (بالعتاد والمال) كما خسائرها بالأرواح لا تقل عن الحروب المفتوحة المباشرة (دون الخيار النووي). وهذه دارت في كوريا وفيثنام، ولاوؤس وكمبوديا، والشرق الأوسط وكوبا (بدرجة ما)، فهذه ساحات مثل الصراع فيها، صداماً غير مباشراً بين القوتين الأعظم. (6)

 

جرائم دولية خارج الحرب : وفي أواخر حقبة الحرب الباردة، حين كان التعايش السلمي وحل المشكلات يجري نقاشها خلال مؤتمرات قمة بين القطبيين الأعظم، وبعدها، مارست الولايات المتحدة، والغرب عموماً التدخل المسلح بوسائل مختلفة، سواء اتفقت مع القانون الدولة وشريعة الأمم المتحدة أم لم تتفق. فافتتحت الولايات المتحدة الأمريكية مرحلة العولمة (Globalisation) واحتكرت تفسير هذا المصطلح، أن قوة عظمى واحدة في العالم تفعل ما تشاء، خارجة عن القانون الدولي، والقوانين الجنائية، وطبقت تفسيرها بأعتداءات عسكرية واسعة في أفغانستان (2001)، ثم في العراق (2003)، واعتداءات محدودة في أرجاء مختلفة (تنفيذ أغتيالات، وقصف بالصواريخ البعيدة المدى)، دون أن تمتلك سلطة قضائية محلية أو دولية مقاضاتها عن مئات ألوف الجرائم التي ارتكبت في شتى أرجاء العالم. فالولايات المتحدة استبقت هذا بإعلانها الصريح أن الأمريكيين لا يخضعون للمساءلة القانونية لا في الدول ولا أمام المحاكم الدولية. ومن تلك مثلاً أنها قصفت ملجأ العامرية المخصص للمواطنين المدنيين(فبراير ــ شباط / 1991)، رغم أنه مؤشر في الخرائط الدولية، لقى فيه أكثر من 400 شخص مدني مصرعه. وقصفت معمل كيماويات (أدوية) في السودان، وليبيا. (7)

 

وللدول الاستعمارية سجل كبير في جرائم الحرب، ولكنها تضع نفسها فوق القانون، وتحاكم خصومها من السياسيين والقادة وتنزل بهم العقوبات، في حين يفلت من العدالة مجرمون، ارتكبوا جرائم الإبادة، وهم لا ينكرونها، ولكن هناك حماية سياسية تحول دون تقديمهم للعدالة.

 

الحرب عمل سياسي، بل مرحلة من مراحل تطور ملف سياسي معين، هذه تسمية التي بوسعي أن أقدم لها وأصفها وأثبت صدق وصحة أطروحتي، هي حروب تدور حين تهدف الدولة المحاربة إخفاء غاياتها الحقيقية، ربما لدناءتها، أو همجيتها، أو ربما لمقتضيات سياسية، وأهداف سرية، الإعلان عنها ينطوي على الضرر أكثر من الفائدة. وكنا قد تعرفنا على أصناف من المعاهدات والحروب.

 

الحروب السرية  (Secret Wars) : هناك الحروب السرية، وهي خطط تفصيلية تضعها دولة ما تستهدف كياناً سياسياً، لإلحاق الضرر أو التدمير الشامل، ولكن دون إعلان حرب. لأغراض تكتيكية، وتتولي الأجهزة الاستخبارية تنفيذ مهام الحرب السرية، وتتولى تلفيق وترتيب اتهامات بحق الدول والأفراد المسؤولين، التحقق منها سيتطلب وقتاً طويلاً، ترزح فيه الدول المستهدفة في حقل الاتهام، وضغط سياسي وإعلامي واقتصادي تتكبد فيه خسائر مادية ومعنوية.

 

والحروب السرية قد تبدأ بحرب إعلامية، بتجميع مبررات عدوان، ثم تشجيع جماعات وكتل انشقاقية ودعمها بالمال والسلاح والتدريب، وفرض أنظمة معاقبة اقتصادية والية من أجل الإضرار بالاقتصادات الوطنية، وقد تقوم مجاميع عمل سرية بالقيام بعمليات تخريب واغتيالات، وصولاً إلى إقامة مناطق خارج سيطرة الحكومات الوطنية، وفي قائمة الأعمال التي تؤدي هذا الغرض واسعة وكثيرة، وجميعها تعتبر من وجهة النظر القانونية الدولية تدخلاً فاضحاً في الشؤون الدولية، تحضره القوانين والأعراف الدولية.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش

 

  1. مؤتمر كامبل بنرمان 1907 (Campbell-Bannerman Conference) هو مؤتمر أنعقد في لندن عام 1905 واستمرت جلساته حتى1907، بدعوة سرية منحزب المحافظين البريطانيين بهدف إلى إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية إلى أطول أمد ممكن. وقدم فكرة المشروع لحزب الأحرار البريطاني الحاكم في ذلك الوقت، وضم الدول الاستعمارية في ذاك الوقت وهي: بريطانيا ، فرنسا، هولندا، بلجيكا، إسبانيا، إيطاليا. وفي نهاية المؤتمر خرجوا بوثيقة سرية سموها “وثيقة كامبل” نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل بانرمان. وهو أخطر مؤتمر حصل لتدمير الأمة العربية خاصة (الإسلامية عامة) وكان هدفه إسقاط النهضة وعدم استقرار المنطقة.

 

  1. اتفاقية سايكس بيكوفي1916(Sykes–Picot Agreement): هي معاهدة سرية  بين  فرنسا  والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية وإيطاليا على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا، ولتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا وتقسيم الدولة العثمانية التي كانت المسيطرة على تلك المنطقة في الحرب العالمية الأولى. اعتمدت الاتفاقية على فرضية أن الوفاق الثلاثي سينجح في هزيمة الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى ويشكل جزءًا من سلسلة من الاتفاقات السرية التي تأمل في تقسيمها. وقد جرت المفاوضات الأولية التي أدت إلى الاتفاق بين 23 نوفمبر 1915 و 3 يناير 1916، وهو التاريخ الذي وقع فيه الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو  والبريطاني مارك سايكس على وثائق مذكرات تفاهم بين وزارات خارجية  فرنسا وبريطانيا    وروسيا القيصرية آنذاك.  وصادقت حكومات تلك البلدان على الاتفاقية في 9 و 16 مايو / أيار 1916.

 

  1. مؤتمر اكس لاشابيل 1818 (Congress of Aix-la-Chapelle) : وحضرهرئيس الوزراءالفرنسي الدوق دي ريشيلو ممثل  لفرنسا  وتضمن سحب قوات الاحتلال من الأراضي الفرنسية فطلب رئيس وزراء فرنسا ضرورة سحب قوات الاحتلال قبل ال 5 سنوات، وذلك لكي لا يتضايق الفرنسيين وتستيقظ روح الثورة،  اضطر ولنجتن قائد قوات الاحتلال لإرسال محققين لدراسة حال الرأي العام الفرنسي وسرعان ما كان الصواب مع رئيس الوزراء الفرنسي وأعلن الحلفاء عن  استعدادهم لسحب هذه القوات بشرط: أن يدفع الفرنسيون غرامة الحرب التي حددتها  معاهدة الصلح ولكن رئيس وزراء فرنسا لم يكتف بذلك، فراح يطالب القوى الأربع الكبرى بأن يقبلوا فرنسا أن تنظم إليهم كعضو في زمرة القوى الكبرى، مؤكداً أن في ذلك: إرضاء العزة القومية للفرنسيين، ثم تدعيم النظام الملكي الفرنسي,  ووافقت الدول الكبرى على انضمام فرنسا لهم وصارت المحالفة الرباعية محالفة خماسية بعد انضمام فرنسا لعصبة الكبار تم تأسيس صرح التظافر الأوروبي ولكنه كان المسمار الأول في نعش ذلك التظافر فانخفضت درجة تحمسهم للتحالف الرباعي فحدث بعد ذلك ثورات عديدة في  إيطاليا  وأسبانيا  وغيرها ولم يجلس الخمسة الكبار مكتوفو الأيدي، إذ سرعان ما دعوا إلى عقد مؤتمر تروباو، بهدف مناقشة المستجدات المشار إليها على الساحة الأوروبية. حيث قررت الدول المشاركة في هذا المؤتمر بتوجيه ضربة عسكرية مشتركة ضد الجزائر لإجبارها على التخلي عن سيادتها البحرية.

 

  1. البلقنة (Balkanization): البلقنةمصطلح ظهر في نهايةالحرب العالمية الأولى لوصف التجزء الإثني والسياسي لمنطقة البلقان نتيجة انحلال الدولة العثمانية  وقد أعيد استخدام المصطلح في الحديث على منطقة البلقان للمرة الثانية إبان الحروب اليوغسلافية في تسعينيات القرن 20 م، وهي التي اتسمت بعنف وصل إلى حد التطهير العرقي. يستخدم هذا المصطلح اليوم للتعبير عن انشطا دولة ما تحوي إثنيات مختلفة، وسقوطها في الحرب الأهلية والتطهير العرقي، بشكل يشابه ما حدث في منطقة البلقان.

 

  1. الحرب الباردة Cold War)): هي فترةالحرب الباردة الممتدة من إعلان مبدأ ترومان في عام 1947 وحتى انتهاء الحرب الكورية في عام 1953. نشأت الحرب الباردة في أوروبا بعد سنوات قليلة من فوز التحالف الناجح بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة بالحرب العالمية الثانية في أوروبا، وامتدت إلى 1989-1991. في عام 1947، صاغ برنارد باروخ، الممول المليونير والمستشار لعدة رؤساء من وودرو ويلسون إلى هاري ترومان، مصطلح “الحرب الباردة” لوصف العلاقات الباردة بشكل متزايد بين حليفي الحرب العالمية الثانيةالولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي

 

  1. حرب بالوكالة(Proxy war) : هي حرب تنشأ عندما تستخدم القوى المتحاربة أطرافا أخرى للقتال بدلا عنها بشكل مباشر. رغم أن القوى استخدمت حكومات أخرى كوكلاء للحرب، إلا أنالمرتزقة والأطراف العنيفة غير القانونية وأطراف أخرى يتم استخدامها بشكل أكثر، حيث تأمل القوى أن تتمكن هذه الأطراف من ضرب أطراف أخرى دون الانجرار إلى حرب شاملة.

حدثت بعض الحروب بالوكالة في نفس الوقت الذي حدثت فيه حروب شاملة. من شبه المستحيل أن تحدث حروب خالصة بالوكالة، حيث أن الأطراف الوكيلة قد يكون لها أهدافها الخاصة التي قد تنحرف عن مصالح الأطراف التي وظفتها. وعادة ما يكون استخدام حروب الوكالة أفضل استخدام خلال الحروب الباردة، حين تصبح ضرورة لإجراء نزاع عسكري مسلح بين طرفين متحاربين بينما تستمر الحرب الباردة.

 

  1. جرائم دولية: جريمة ملجأ العامريةأورقم خمسة وعشرين هو ملجأ يقع بحي العامرية  في  بغداد، العراق، قصف أثناء حرب الخليج الثانية. فقد أدت إحدى الغارات الأميرية يوم 13 فبراير، 1991 على بغداد بواسطة طائرتين من نوع أف-117 تحمل قنابل ذكية إلى تدمير الملجأ مما أدى إلى مقتل أكثر من 400 مدنيٍ عراقيٍ من نساء وأطفال.  وقد بررت قوات التحالف المهاجمة هذا القصف بانه كان يستهدف مراكز قيادية عراقية لكن أثبتت الأحداث أن تدمير الملجأ كان متعمدًا خاصة وأن الطائرات الأميركية ظلت تحوم فوقه لمدة يومين.  الملجأ أخذ اسمه من الحي الذي يقع فيه بين البيوت السكنية، بجوار مسجد ومدرسة ابتدائية، إنه ملجأ مجهز للتحصن ضد الضربات الكتلوية أي الضربات بالأسلحة غير التقليدية الكيماوية أو الجرثومية، محكم ضد الإشعاع الذري  والنووي والتلوث الجوي بهذه الإشعاعات، ولقد أعلن الأردن الحداد على الضحايا لمدة ثلاث أيام وطلب مع أسبانيا بتحقيق دولي بالجريمة. الملجأ يتسع لألف وخمسمائة شخص، يمكن أن يلجأوا داخله لأيام دون الحاجة إلى العالم الخارجي، فهو مجهز بالماء والغذاء والكهرباء والهواء النقي غير الملوث. البناية ثلاثة طوابق، مساحة الطابق 500 متر مربع، سمك جداره يزيد على متر ونصف المتر كذلك سقفه المسلح بعوارض حديدية سمكها أربعة سنتيمترات، تؤدي أبواب الطوارئ الخلفية إلى السرداب وتؤدي سلالمه الداخلية إلى الطابق الأرضي حيث كان يقيم الملتجؤون.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com