أخبار

خطف في ليلة القدر.. حادثة الإيراني خاتمي تضع علامات استفهام حول أداء المخابرات العراقية.

بيدر ميديا/وكالات.

خطف في ليلة القدر.. حادثة الإيراني خاتمي تضع علامات استفهام حول أداء المخابرات العراقية

تحوم الشكوك حول تورط مجموعات مسلحة موالية لإيران، باختطاف رجل الأعمال البريطاني من أصول إيرانية، محمد خاتمي، بين محافظتي النجف وكربلاء، خلال الأيام الماضية، وسط دعوات سياسية لإطلاق سراحه، لما يمثله ذلك من سمعة سلبية على أمن الجاليات الأجنبية في العراق.

ومحمد خاتمي من أسرة دینیة بارزة، إذ كان والده من أصدقاء الخميني ودرس معه بحوزات قم والنجف.

وقبل الثورة الإیرانیة، عاد محمد مع الخمیني إلی إیران وساهم في تأسیس الحرس الثوري وکان مساعداً لعباس زماني الملقب بـ (أبوشریف)، أول قائد للحرس الثوري، وسرعان ما ترك محمد خاتمي الحرس الثوري مع أبوشریف بعد عزل الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر الذي يعيش في منفاه في باريس وغادر إیران نحو سوریا ولبنان.

خطف في ليلة القدر

وأعلن محمد خاتمي ندمه علی مشارکته في الثورة، وبعد فترة خطفه حزب الله وسلمه لإيران في 1988 غیر أن الخمیني أمر بالإفراج عنه وذلك بعد تدخل والده، وغادر محمد إیران مرة أخری بعد الإفراج عنه واختار بریطانیا لیقیم فیها ویزاول التجارة لإعاشة زوجته وولدیه.

بدوره، ذكر استخباري عراقي، أن «خاتمي اختطف في العاشر من الشهر الجاري في الطريق الرابط بين كربلاء والنجف، عندما كان يؤدي مناسك ليلة القدر مع عدد من أصدقائه وأقربائه، ليُطلق سراحهم لاحقاً في منطقة قرب محافظة صلاح الدين، ويبىقى خاتمي قيد الخطف».

وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لـ (باسنيوز) أن «بعض الأجهزة الأمنية العراقية تلقت بلاغاً بالحادثة، لكن الداخلية لم تعرف شيئاً عن الأمر بسبب معرفة المعنيين بالقضية عدم قدرتهم على فعل شيء، وهو ما اضطر أقرباء وأصدقاء خاتمي إلى التوجه لمجموعات مسلحة وميليشيات، لمعرفة على سبب الخطف وملابسات الواقعة».

في السياق ذاته، تحدث السياسي العراقي البارز عزت الشابندر عن تدهور الحالة الصحية للمختطف الذي وصفه بأنه «عراقي يحمل الجنسية البريطانية».

وقال الشابندر عبر حسابه الرسمي على تويتر، إن «تسريبات تفيد أن الحالة الصحية للمُختطَف العراقي (يحمل الجنسية البريطانية) السيد محمد خاتمي في تدهور شديد، علماً أنه كان يخضع لمراقبة طبية منتظمة وعلاج دوائي مستمر في محل إقامته».

وأضاف أن «الجهة الخاطفة ومن يقف خلفها تتحمل كامل المسؤولية عن صحة الرجل وسلامته».

اختطاف رجل أعمال إيراني بريطاني في العراق وتسليمه إلى الحرس الثوري | بوابة  دوت كوم

محمد خاتمي

قبل ذلك، نشر الباحث بالشأن السياسي الإيراني نجاح محمد علي مناشدات لإطلاق سراح خاتمي، مهدداً بما وصفه بـ «تغيير قناعاته ومواقفه في حال استمرار اختطاف خاتمي»، مضيفاً، أن «معلومات تؤكد أن الحالة الصحية للمُختطَف سيد محمد خاتمي في تدهور شديد، وسأضطر للتحدث بصراحة أكبر إذا لم يفرج عنه، وسأغير الكثير من قناعاتي ومواقفي إذا استمر الخطف البربري غير الأخلاقي من قبل الجهة الخاطفة ومن يقف خلفها».

ويقول مراقبون، إن امتلاك خاتمي الجنسية البريطانية، سیزید من قدرة مساومة الحرس الثوري في موضوع دبابات (تشیفتن) التي اشتراها شاه إیران الراحل ورفضت بریطانیا تسلیمها إلی نظام الخمیني بسبب اندلاع الحرب مع العراق.

ویبدو أن محمد خاتمي الملقب بـ (أبو وفاء) بات ورقة مساومة أخری بید الحرس في مفاوضاته مع وزارة الدفاع البریطانية.

سيناريو روح الله زم

وتعيد عملية خطف خاتمي، حادثة استدراج الصحفي الإيراني المعارض روح الله زم إلى بغداد عام 2019، بحجة إجراء لقاء مع المرجعية الدينية في النجف، لكنه اختفى بعد نزوله في مطار بغداد الدولي، لتعلن بعد أيام السلطات الإيرانية القبض على زم ومحاكمته، قبل أن يعلن، العام الماضي، عن تنفيذ حكم الإعدام بحقه.

وعاش زم في المنفى في فرنسا لسنوات عدة قبل أن يوقفه الحرس الثوري الإيراني، في ظروف غامضة.

وأُعلن عن توقيفه في أكتوبر/تشرين الاول 2019، لكن إيران لم تحدد لا مكان ولا زمان اعتقاله، متهمة المعارض الأربعيني بأنه «مُدار من الاستخبارات الفرنسية ومدعوم من الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية».

إلا أن المعلومات تؤكد أن الصحفي جاء إلى العراق بعدما استدرج من تركيا، بدعوة من رجل دين ادّعى أنه مقرب من المرجعية الدينية في النجف، ثم جرى تسليمه للأجهزة الإيرانية.

وكان زم الذي يحمل صفة لاجئ في فرنسا، يدير قناة على تطبيق تلغرام للتراسل تحمل اسم «آمَد نيوز» وتتهمه طهران بأداء دور نشط في تحريك حركة الاحتجاج خلال شتاء 2017-2018.

بدوره، يرى المحلل الأمني، اللواء المتقاعد ميثاق القيسي، إن «الحادثة تكشف دور الحرس الثوري في العراق، وارتباطه الواضح بالميليشيات العراقية، وتحويله تلك المليليشيات إلى أدوات لتصفية الحسابات مع الأطراف الأخرى، وهو ما يمثل خطورة على الأمن القومي العراقي، وأمن الأفراد الأجانب الداخلين إلى البلاد، سواءً كرجال أعمال، أو للسياحة، خاصة وأن العراق يتمتع بسياحة دينية، على مدار العام».

وأضاف القيسي أن «صمت الأجهزة الأمنية على الحادثة مستغرب، على رغم مرور عدة أيام عليها، وهو ما يضع علامة استفهام حول طبيعة أداء الأجهزة الأمنية، ودور المخابرات العراقية في الكشف عن مثل تلك الجرائم».

ولفت إلى «ضرورة إقناع الإيرانيين بإبعاد نشاطاتهم عن العراق، وعدم تنفيذ مثل تلك الأعمال التي تضر بسمعة البلاد».

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com