رأي

ماهي البعثة الدبلوماسية وما تعني الدبلوماسية.1

بيدر ميديا.."

إلى دبلوماسي، تصدى لمن يريد الاعتداء على سفارة بلاد، وحرق العلم، عانق هذا الدبلوماسي
العلم بكلتا ذراعيه، فأحبط محاولة الإرهابيين، فزينت الدولة صدره بوسام الشجاعة.
محتويات
مقدم ة
.1 ماهي البعثة الدبلوماسية وما تعني الدبلوماسية.
.2 الابنية : آ / تمليك:، ب/ ا ستئجار.
.3 مهمات الدبلوماسي المعاصر
آ : دور الدبلوماسي في القرار السياسي وتنفيذه.
ب : التطورات في عمل البعثات الدبلوماسية.
ج : صفات ومزايا الدبلوماسي المعاصر.
.4 الموظفون : دبلوماسيون، إداريون، ملحقون
.5 المستخدمون المحليون : آ / مواطنون، ب/ أجانب
.6 الافراد :آ /زوجاتهم ب/ أولادهم ، ج / خدمهم.
.7 الملحقيات الفنية : العسكرية، الثقافية، التجارية، الاعلامي، العمالي، الصحي.
.8 سياقات العمل: آ / الشفرة . ب/ الحقيبة الدبلوماسية. ج/ البريد السري. البريد العادي.
.9 الدول المضيفة:
.10 العجلات )الآليات( :
.11 العلاقة مع البعثات الاخرى : الشقيقة، الصديقة، المحايدة، المعادية، في حالة الحرب.
.12 النشاط الاستخباري المعادي.
4
المقدمة
هذا الكتاب هو أحدث أعمالنا، والفراغ منه ثم يوم أمس فقط، وطبعه سيكون بطبعات وتوزيع
خاص وهو يتناول موضوع فريد في بابه لم أجد مثله لا في اللغة العربية ولا في الألمانية,
وكتابي بعنوان، ” أمن البعثات الخارجية “.
تتعرض البعثات الدبلوماسية إلى شتى مظاهر الخرق الأمني، والسيادي للبعثة، ومنها سيادة
الدولة، وفي جميع الأحوال فإن تعريض أمن البعثات والعاملين فيها للخطر هو أمر غير مقبول،
ولا طائل منه. وقد تفاوتت هوية المعتدين على السفارات من إرهابيين، ابتزاز سياسي ومالي،
حركات تحرر، ولكنه عمل يستحق الشجب، لأنه يوجه العنف، لمن لا يؤمن بالعنف، فالدبلوماسي
هو آخر رجل في العالم يفكر بالعنف والأساليب الدموية كطريقة للحوار …!
ولكن هذا الشخص الأنيق ، المهذب، المثقف، يتعرض احياتاً للعنف وأحياناً إلى جولات دموية
مؤسفة، هذه تدفع الدول إلى وضع خطط لسلامة موظفيها وعائلاتهم، وربما لإجلائهم من دائرة
الخطر. والموظف الأمني ليس بوسعه منع الأعتداء، ولكن ربما بتقليل الخسائر والأضرار، وأحياناً
ينجحون بمنع وقوع الحوادث.
حماية البعثة أمر مشروع، ومن المؤكد أننا لم نتمكن من تسجيل مل ما هو ضروري، لأن العالم
الأمني لا يظهر للعلن لأسباب عديدة، وحتى الموظف الأمني في البعثة هو شخص غير واضح
في العلن، وأكثر من ذلك بودي القول أن أمن البعثة الخارجي هي مسؤولية جماعية لكل أفراد
البعثة، بل وحتى عائلاتهم والمستخدمون الفنيون.
لذلك ومن أجل منح العمل صفة الاستفادة العامة، تطرقنا لدور الدبلوماسيين ومهامهم، أرجو أن
يكن الكتاب مفيداً لأوسع قدر ممكن. وإليكم فهرس المحتويات ومقدمة الكتاب.
لسنا متيقنين على وجه الدقة ظهور الحاجة إلى وضع خطط أو مستلزمات حفظ أمن البعثات
الدبلوماسية في العواصم الأجنبية، ولكننا نرجح أن مثل هذه الأفكار والإجراءات، بدأت تظهر
بصفة ملحوظة بعد الحرب العالمية الأولى، والثانية على وجه الدقة والخصوص.
لقد تعرض دبلوماسيون كثيرون )من بينهم سفراء( من شتى الدول للا غتيال، أو لل اختطاف،
لأسباب سياسية، أو من أجل الا بتزاز السياسي أو المالي، أو تعرضت سفارات لإعمال إرهابية،
كأعمال تفجيرات، واقتحام، والدوافع لهذه الأعمال مختلفة، ولكنها بالإجمال تشير إلى أن العمل
الدبلوماسي دخل مرحلة جديدة، غي دبلوماسية القرن التاسع عشر، أو الثا من عشر. بل وتعرضت
سفارة في دولة أوربية إلى قصف جوي، وتعرضت سفارة في الشرق الأوسط إلى نسف كبير،
تقوضت فيها بناية السفارة بشكل كامل نتيجة عمل إرهابي، وحصلت لمرات عديدة اقتحام
س فارات واحتلالها من قبل مت ظ اهرين، نجم عنها أضرار معنوية و سياسية م ؤثرة .
أحداث أخرى مهمة حدثت منها، اغتيال سفير خلال إلقائه لخطاب في مناسبة ثقافية ومصرعه، كما
حدث أن لاحق شبان على دراجة بخارية، سيارة دبلوماسية، وأوقفوها عنوة، وأعتدوا على
الموظفان الإثنان اللذان كان في مهمة دبلوماسية لجلب الحقيبة الدبلوماسية من المطار،
واستولوا على الحقيبة وفروا. ولم تستعد السفارة الحقيبة إلا بعد أيام.
أحداث كثيرة )اختراقات طابعها العام أمني(، لمحاولات بهذا القدر من النجاح أو ذاك ضد بعثات
ديلوماسية في أرجاء العالم، تعرضت فيها بعثات الولايات المتحدة )فقدت 7 سفراء( وأعداد كبير
من الدبلوماسيين، وسفارات تركيا، وإيران، وروسيا، ويندر عدم التعرض بعثات دول العالم
لهجمات، وهذه الأحداث يمكن اعتبارها أنها حدثت في المئة أو المئة والخمسون عام الأخيرة،
5
تسببت بمصرع العشرات، وجر ح أضع افهم، وإلحاق أضرار متفاوتة الحجم بأبنية البعثات. دفعت
المعنيين إلى تحصين البعثات، ووضع خطط أمنية لحماية البعثة وأفرادها، وربما قلصت من حجم
الهجمات، ولكنها لم توقفها.
وبالطبع تتفاوت الدول في تدابيرها الاحترازية، لحماية بعثاتها، والأفراد العاملين بمختلف
درجاتهم، وبحسب قدرات الدول، وثقلها الدولي يتفاوت حجم ونوع الإجراءات الأمنية. فالولايات
المتحدة مثلاً تعتبر وجود قوة من مشاة البحرية وبلباسهم العسكري وسلاحهم في بعثاتها، مسألة
ضرورية في البعثة ، وافقت عليها دول العالم، وكث ير من الدول تعين ك موظف أ مني ، شخصية
معلنة بهذا العنوان كمسؤول )لمحطة المخابرات(، ودولاً أخرى تمنحه عنواناً شكليا كدبلوماسي، أو
كعضو في الملحقيات الفنية. ولكنه في الواقع يدير العمل الأمني، أو ربما يدير العمل الاستخباري
إصافة لمهامه الرسمية الأخرى، كموظف في الملحقيات الفنية، أو كدبلوماسي، ولبست هناك
قاعدة نهائية بهذا الأمر. ولكنه في جميع الأحوال يمنح جواز س فر دبلوماسي، وعنوان بصفة
دبلوماسية لحمايته قانونياً .
أما المل حق العسكري، فل هذا العنوان شأن آخر. فالملحق العسكري هو موظف رفيع المستوى،
بمثل وزارة الدفاع في بلاده لدى الدولة المضيفة،. و يعتبر في مرتبة متقدمة في سلسلة القائمة
الدبلوماسية لبعثة البلاد، وقد ينال المرتبة الرابعة بعد السفير، والوزير المفوض، والمستشار،
ليكون في المرتبة الرابعة. إلا إذا كان بدرجة فريق، فيكون في هذه الحالة بالمرتبة الثالثة.
ومن بين دوائر وزارة الدفاع التي يمثلها الملحق العسكري، مديرية الاستخبارات العسكرية، وهي
دائرة معنية بالمعلومات التي تخص الأمن الدفاعي والعسكري، بالطبع يمكن أن يدخل في
اختصاصها أيضاً أمن البلاد، والتخطيط لا ستراتيجية الأمن الوطني. وهناك من يقول ” أن الملحق
العسكري هو جاسوس برخصة …!( وبعضهم يذهب للقول أن )الدبلوماسي هو جاسوس برخصة( .
وفي الواقع فإن جميع الموظفين الدبلوماسيين هم في خدمة بلادهم ب مختلف دوائرها، وفي
بعض الدول يدخل كافة الموظفين في دورات على مختلف نشاطات البعثات، لتكون لك بعثة
دبلوماسية يتخذ من شعار تدريب كرة القدم : قريق يهاجم جميع لاعبيه، ويدافع جميع لاعبيه. أي
سنستعير هذا المصطلح الرياضي كرة قدم شاملة ) Footboll Total):
ع دا الملحق العسكري، الذي قد يشترك بخطة أمن البعثة، يتعاون سائر الموظفون دبلوماسيون،
وإداريون، وموظفون محليون، وتنفيذ ما يتعلق بهم وبوظائفهم من احترازات أمنية، وينبغي تربية
وتوطيد حس أمني لدى الكادر الدبلوماسي والإداري، بحيث ي تجنبون ارتكاب أخطاء، قد يكون
إصلاح بعضها صعبا.ً
بالطبع يمكن أن تقع أخطاء، أو هفوات غير مقصودة، فطالما العنصر البشر ي له دور مهم في
العملية، يبقى الخطأ البشري قضية واردة بنسبة ما، وعلينا تقليص هذه النسبة، لذلك مثلاً في
التكليف بقضايا أمنية، كإ يصال البريد الدبلوماسي من مقر البعثة إلى المطار، يجب أن يكونان
شخصان إثنان، وتجنب تكليف شخص واحد مهما كانت درجته. محاذير أخ ر ى سنأتي عليها.
أعتقد أني أوصلت القارئ إلى قناعة، أن البعثة الدبلوماسية موجودة وتعملا لصالح بلادنا، في
بلدان أجنبية تتفاوت في درجة علاقتها الودية مع بلادنا، وعلينا أن نلتزم جانب الحيطة والحذر
والانتباه بأعلى الدرجات لكن ننجو من محاذير ا ختراق الأمن وال حاق الضرر بالبعثة والبلاد,
6
وننوه مرة أخرى، أن القنصل العام هو رئيس بعثة بدرجة قنصلية، ويعمل في ظروف دبلوماسية
نصت عليها اتفاقية فيينا، أم القنصل في السفارة، فربما يكون موظفاً إدارياً أو قد تمنحه بلاده
الصفة الدبلوماسية، وهو غير القنصل العام والفرق بينهما كما هو واضح كبير.
ونقول لكل موظف وطني يعمل في البعثات الخارجية : أنت هنا ليس من أن تستمتع، ولا لتقضي
إجازة مريحة، بل من أجل خدمة بلادك، وأعلم أن هناك من يزعجه أن يشاهد عملك يبلغ درجات
عالية من الكفاءة، فيحاول أن يبعثر جهدك .
نتمنى للجميع النجاح والتوفيق في أداء أعمالهم.
المؤلف
د. ضرغام الدباغ
drdurgham@yahoo.de

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com