رأي

بهجت العطيّة .. سيرة مثيرة  للجدل.

بيدر ميديا.."

بهجت العطيّة .. سيرة مثيرة  للجدل

بهجت العطيّة .. سيرة مثيرة  للجدل

شكيب كاظم

قرأت المقال الذي كتبه الأستاذ أكرم عبد الرزاق المشهداني وعنوانه ( من البصرة إلى التحقيقات الجنائية ثم الأمن العامة. الرجل الصارم بهجت العطية..سيرة مثيرة للجدل) ، وقد نشرته جريدة (الزمان) يوم الأربعاء 29 من شهر ذي القعدة عام 1443ه الموافق ليوم  29من شهر حزيران سنة  2022، وقد ذكر الأستاذ المشهداني إنه إعتمد على الويكبيديا، والكتابة الرصينة المسؤولة لا تستد على مثل هذه الوسائل الصم، التي تعتمد على مايلقم لها من معلومات، غالبها يعاني كساحا معلوماتيا، في زمن الفوضى المعلوماتية، وإلا أين ذهبت الكتب والمصنفات والدوريات والمدونات المحكمة الرصينة، وهو رجل الشرطة الحقوقي القانوني الباحث؟!

ماأردت تصويبه والتعليق عليه قوله:” بعد ثورة 14/ تموز 1958،وسقوط النظام الملكي في العراق، اعتقل بهجت العطية، وأحيل إلى محكمة الشعب برئاسة فاضل عباس المهداوي، والتي أصدرت حكمها عليه بالإعدام، وتم تنفيذ حكم الإعدام فيه رميا بالرصاص يوم  20أيلول 1959،وكان العطية أحد أربعة من رموز العهد الملكي تم إعدامهم مع المحكوم عليهم، بقضية أحداث ثورة الشواف في الموصل، وليس لهم أية صلة أو علاقة بها وهم كل من سعيد قزاز وزير الداخلية في العهد الملكي، وعبد الجبار فهمي متصرف لواء بغداد، والزعيم الركن ناظم الطبقجلي، والعقيد رفعت الحاج سري وآخرين “”. إنتهى المقبوس.

إذا طويت كشحا وصرفت نظرا عن هذه الفقرة التي تعاني ارتباكا معلوماتيا، وركة في التعبير ورصف الكلمات، إذا صرفنا النظر عن هذه الهنة غير الهينة، فإني وبتوفيق الله تعالى أقول:

قائد فرقة

أولا- إن الدقة في الكتابة تقتضي منا النص على الإسم الرسمي للمحكمة وهو( المحكمة العسكرية العليا الخاصة ) فهي ليست محكمة الشعب كما يسميها المتعاطفون معها، وليست محكمة المهداوي كما يطلق علبها كارهوها.

ثانيا- إن الزعيم الركن ناظم الطبقجلي، ألذي كان قائدا للفرقة الثانية ومقرها مدينة كركوك، والعقيد رفعت الحاج سري، ليسا من رموز العهد الملكي، ولقد عجبت من قوله هذا، بل كانا متهمين في حوادث حركة الشواف في الموصل، يوم 8 من شهر آذار 1959،وسحقت في اليوم الثاني 9 اذار بعد أن قصفت أربع طائرات لمقر العقيد الركن عبد الوهاب الشواف آمر جحفل لواء المشاة الخامس، في الثكنة الحجرية، يقودهم الرئيس الطيار خالد سارة، ويعاونه في القصف الرئيس الطيار يونس محمد صالح والملازم الأول الطيار مصطفى أحمد، ورابعهم الملازم الأول الطيار صباح نوري الموسوي، ألذي ستسقط به طائرته صباح يوم 14تموز 1959 ،لدى العرض العسكري الجوي احتفاء بالذكرى الأولى للثورة!

ثالثا- إن المرحوم بهجت العطية لم يعدم بالرصاص، يوم  20أيلول 1959، بل أعدم شنقا في سجن بغداد المركزي، ألذي هو الآن مبنى وزارة الصحة، واعدم معه الرجل الشجاع سعيد القزاز، ألذي كان له شرف إنقاذ مدينة بغداد من الغرق، أثناء تداعيات فيضان دجلة في نهاية شهر آذار 1954المدمر، ولولاه ولولا جرأته وصرامته في الحق لغرقت عاصمة العراق، واختل الأمن فيها، ولو كانت ثمة عدالة وقانون لما أعدم هذا الرجل الرجل.

كما أعدم ثالثهم متصرف لواء بغداد عبد الجبار فهمي، ألذي اتهم بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، أثناء انتفاضة تشرين الأول/ تشرين الثاني 1956،دعما لمصر عبد الناصر، وضد العدوان البريطاني الفرنسي الصهيوني على مدن القناة، مع إن إطلاق الرصاص ليس من صلاحية المتصرف ‘ بل من صلاحية الجهات العليا.

أما رابع من اعدموا من رجالات العهد الملكي؛ فهو عبد الجبار أيوب مدير سجن بغداد المركزي، ألذي كتب عزيز الحاج مقالات نارية تحريضية ضده، في جريدة ( إتحاد الشعب ) جريدة الشيوعيين  ،في شهر آذار من تلك السنة، مما يعني التحريض على إعدامه،بذريعة أنه أطلق الرصاص على السجناء المضربين في السجن سنة 1953.

إذن الذين اعدموا في ذلك اليوم  20 ايلول 1959 من رجال العهد الملكي، أربعة هم: سعيد القزاز، وبهجت العطية، وعبد الجبار فهمي، وعبد الجبار أيوب. أما الزعيم الركن ناظم الطبقجلي، والعقيد رفعت الحاج سري، والعقيد خليل سلمان، والمقدم الركن عزيز أحمد شهاب- ولهذا الرجل الشجاع قصة ليس هنا أوان شرحها-، والمقدم الركن علي توفيق، والمقدم إسماعيل هرمز،والرئيس الأول مجيد حميد الجلبي، والرئيس الركن داود سيد خليل، والرئيس يحيى حسين الحماوي، والملازم الأول زكريا طه، والملازم الأول حازم خطاب. فقد اعدموا رميا بالرصاص في ميدان رمي الجيش في أم الطبول، في العشرين من أيلول 1959، والذي شيد على أرضه مسجد أم الطبول وهم الوجبة الثالثة والأخيرة من ضباط جحفل لواء المشاة الخامس، ،إذ كانت الوجبة الثانية قد أعدمت رميا بالرصاص في أم الطبول كذلك في الخامس والعشرين من شهر آب 1959وهم كل من: الرئيس نافع داود- ألذي فقد البصر بشظايا قصف مقر الشواف، ومحمد أمين عبد القادر، وسالم حسين، ومحسن حسين عموري، ومظفر صالح، في حين نفذ حكم الإعدام بالوقت ذاته بالمدني ألذي تولى إذاعة بيانات الحركة من إذاعة محلية بالموصل، فاضل فهد الشكرة، في سجن بغداد المركزي. مع أنهم وعدوه بالعفو عنه لو قال مايريدون،وقد ظهر بالمحكمة ليلة إعدامه حليق الرأس مما يعني الإعدام، وقال ألذي يريدون منه- في لحظة ضعف بشري، خوفا من الموت- ومع ذلك فقد أعدم فاضل الشكرة،.

قاعدة جوية

فضلا عن أربعة طيارين من قاعدة الموصل الجوية، اغاروا على وزارة الدفاع ومرسلات الإذاعة في أبو غريب، لكن سوء الأحوال الجوية، أدى إلى فشل مهمتهم، فقدموا أمام المحكمة العسكرية العليا الخاصة فحكمت في يوم  28من آذار 1959 باعدام كل من: عقيد الجو عبدالله ناجي، آمر قاعدة الموصل الجوية، والرئيس الطيار قاسم محمد علي العزاوي، والملازم الطيار أحمد مهدي صالح العاشور، والملازم الطيار فاضل ناصر، ونفذ الحكم سريعا في الثلاثين من آذار  1959الموافق للحادي والعشرين من شهر الصيام الفضيل عام 1378.

تلك أمة خلت لها ماكسبت وعليها مااكتسبت. ومن هناك بدأ الدم يسفك رويدا رويدا. حتى أمسى علامة في الحياة العراقية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com