قصيدة ( شآم )
شـــآم
ـــــــــــــــ
تسألني فتاة سويدية
من أين أنت . .
فقلت . . أنا حرف من أول أبجدية
وتعود لتسألني تلك . . الغربية
من أين جئت . .
فقلت . . ولدت من رحم أمي سوريا
فتقول لي تلك . . الشقية
لما تركت أرض السلام التي خُلقت فيها أبجديتنا . .
و أتيت إلى أرض تعلمت المحبة و السلام من رحم أمك . . سوريا
فقلت . . عندنا حاكم
أعتقل حروفنا . . و أجهض فكرنا . . و أعدم أرواحنا
و محا أبجديتنا . . و دمر كل تراثنا و حضارتنا
لكي . . يبقى سلطاناً
على عرش تلك الملكة الشرقية
فقالت لي متعجبة . .
أمازال في الأرض من يحكم بسوطه البشرية
فقلت . . عندنا هناك في كل بلادنا العربية
و في غصة و دمعة من عيناها الزرقاوتين . . الطفولية
حضنتني و قالت . . أسردلي أكثر و أكثر
عن أبجديتنا و أمنا و ملكتنا الشرقية
فقلت لها . . آه يا صبية
في مهدها نشأت الحضارات
و إلى حضنها لجئت سيدتنا مريم العذراء
و في كنفها و ربوعها ترعرع
سيدنا عيسى المسيح ابن مريم
و أخر الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد . .
بارك بأهل الشام . . و أرض الشام
و أوصى كل مظلوم و مقهور ,
و مهجر و باحث عن الأمان و الإيمان
أن يلجىء و يقطن . .
أرض المحبة و الطهارة و السلام . . . شآم
و الله . . والله جلّ جلاله
بسط أجنحة ملائكته على . . الشام
فكانت أماً حنونة . . و حبيبة و معشوقة
للشرق و الغرب ,
و ما من إنسان حط رحاله فيها
إلا . . هام فيها
و ملأ قواريره من مياهها
و عطر جسده من نسائمها و عبق ياسمينها . . .
و تمنى لو أنه خُلق فيها
فغمرتني و قبلتني . . تلك الصبية المجنونة
و قالت لي . . هيا بنا
خذني إلى . . شآم
فقلت لها . .
و آسفاه و آسفاه و آسفاه . . يا حلوتي
فلقد سكنها الإرهاب
و دمرها و جعلها . . دولة أشباح
و شرع فيها دين الغاب
و فجر فيها الكنائس و المساجد
و التاريخ و التراث . .
و صلب الصليب . . بالرصاص
و دهس الهلال . . بالدبابات
و أباح فيها السبايا ,
و كفر كل من نادا . .
بالحق و المحبة و السلام ,
فكيف نذهب و نعيش و ننهل
من تاريخ باب الشمس . .
بعد أن دنسوها برجس شيطان الإرهاب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم الشاعر
ثائر العمر
ديوان صهيل الحب