رياضة

مونديال 2018: المكسيك تحقق مفاجأة كبرى بالفوز على ألمانيا 1-صفر

وفرض المنتخب المكسيكي نفسه خصما قويا منذ بداية المباراة على ملعب لوجنيكي في العاصمة الروسية، والذي يأمل الألمان في ان يعودوا اليه في 15 تموز/يوليو لموعد المباراة النهائية، في مسعاهم لأن يصبحوا أول منتخب يتمكن من الاحتفاظ بلقبه منذ البرازيل (1958 و1962).

وبات المنتخب الألماني ثالث حامل للقب يفشل في الفوز بمباراته الأولى في المونديالات الثلاث الأخيرة، بعد ايطاليا التي تعادلت مع الباراغواي في أول مباراة لها في مونديال جنوب افريقيا 2010، واسبانيا التي خسرت مباراتها الأولى أمام هولندا (1-5) في مونديال البرازيل 2014.

ولم يكن أشد المتفائلين يتوقع ان تحقق المكسيك هذه النتيجة.

وقال لوسانو بعد المباراة “لا أعرف اذا كان هذا الفوز الأكبر في تاريخ المكسيك، الا انه من الأكبر بالتأكيد (…) من الرائع ان تبدأ بشكل صحيح عندما تلعب ضد أبطال العالم. اعتقد انه بالتأكيد أفضل هدف سجلته في حياتي، نحلم جميعا بأن نلعب في كأس العالم”.

مشجعة للمنتخب المكسيكي لكرة القدم تحتفل بفوزه على ألمانيا ضمن منافسات مونديال 2018 في موسكو، في 17 حزيران/يونيو.

ولم يتوقف آلاف المشجعين المكسيكيين عن الهتاف والاحتفال منذ الدقيقة الخامسة والثلاثين، عندما توج لوسانو مجهود زملائه الذين فرضوا شبكة دفاعية صلبة في مواجهة الهجوم الألماني، واعتمدوا على هجمات مرتدة سريعة أربكت دفاع المانشافت، لاسيما العائد من الاصابة جيروم بواتنغ.

وأتى الهدف من هجمة سريعة انطلقت بعد قطع المكسيك محاولة هجومية ألمانية، لتصل الكرة الى خافيير هرنانديز “تشيتشاريتو” الذي تقدم بها سريعا نحو المنطقة الألمانية، قبل تمريرها أرضية نحو لوسانو المتقدم من الخلف. ومن لمسة واحدة بالقدم اليسرى، تلاعب لوسانو، لاعب نادي ايندهوفن الهولندي، بلاعب أرسنال الانكليزي مسعود أوزيل، وسدد الكرة بيمناه قوية على يمين قائد ألمانيا مانويل نوير الذي كان يخوض أول مباراة رسمية منذ عودته من إصابة في القدم أبعدته منذ أيلول/سبتمبر الماضي.

وضغط المنتخب الألماني بشكل مكثف بعد الهدف، وكاد ان ينال مبتغاه بهدف تعادل سريع، وذلك عبر ركلة حرة مباشرة من على حافة المنطقة نفذها طوني كروس، الا ان الحارس المكسيكي غييرمو أوتشوا تمكن من إبعادها بأطراف أصابعه لترتد بعدها من العارضة (37).

وطوال الفترة المتبقية من الشوط الأول وكامل الشوط الثاني، عجز المنتخب الألماني عن إيجاد نجاعة هجومية، لاسيما عبر توماس مولر والمهاجم الشاب تيمو فيرنر. وفشل المنتخب بشكل متكرر في إيصال الكرة بشكل مركز الى منطقة الجزاء، واعتمد معظم الوقت على تسديدات بعيدة غير مثمرة من كروس ويوليان دراكسلر، وحتى الظهير الأيمن يوشوا كيميش.

– عقم هجومي ألماني –

الألماني يوشوا كيميش يسدد في اتجاه المرمى المكسيكي خلال مباراة المنتخبين ضمن كأس العالم في كرة القدم، في 17 حزيران/يونيو 2018.


ولم يتأخر المنتخب المكسيكي في إعطاء الاشارة انه لن يكون لقمة سائغة أمام “الماكينات” الألمانية، وذلك بعد اختراق للوسانو في الدقيقة الأولى تطلب تدخل حاسما من بواتنغ لقطع تسديدته من داخل منطقة الجزاء.

وسارع المنتخب الألماني لمحاولة الضغط لاسيما من الجهة اليمنى عبر كيميش الذي سعى مرارا لايصال الكرة الى فيرنر بتمريرات من خلف المدافعين، كانت معظمها تقطع قبل ان تصل الى مرمى أوتشوا.

وتكررت المحاولات الألمانية بعد ربع الساعة الأول. وبعد مرور 20 دقيقة، أفاد فيرنر مهاجم لايبزيغ من تمريرة لكيميش في منطقة الجزاء، فالتف على نفسه وسددها بيسراه بين يدي أوتشوا.

وفي الدقيقة 33، كاد المنتخب المكسيكي يباغت الألمان مرة أولى في ما لو تمكن ليون المتقدم منفردا، من اللحاق بتمريرة قاتلة من كارلوس فيلا. الا ان المنتخب الأميركي عوض هذه الفرصة سريعا بهدف ليون بعد دقيقتين.

وفي الوقت المتبقي من الشوط، كثف الألمان الضغط، الا انهم بدوا متسرعين في التمرير واضاعة الكرة، وسط تركيز مكسيكي على المرتدات.

وبقي الوضع على حاله في الربع الأول من الشوط الثاني، لاسيما وان المدرب الألماني يواكيم لوف والمكسيكي خوان كارلوس أوسوريو لم يجريا أي تبديل بين الشوطين. وسجلت صافرات استهجان من المشجعين الألمان في مطلع الشوط الثاني، لاسيما بعد تسديدة عالية من كيميش، في ظل عقم هجومي ألماني وفشل في ايصال الكرة الى داخل المنطقة.

ودفع لوف بماركو رويس في الدقيقة 60 بدلا من سامي خضيرة سعيا الى زيادة الفعالية في خط الهجوم، الا ان خطوته لم تثمر فعليا. وتقدم كيميش بشكل أكبر لتعويض النقص الهجومي، وكانت له محاولة عبر ركلة مقصية (64)، الا ان تسديدة لاعب بايرن ميونيخ علت العارضة بقليل.

ودفع لوف بكامل أوراقه الهجومية، فأدخل ماريو غوميز بدلا من الظهير الأيسر مارفين بلاتنهاردت (79)، ويوليان براندت بدلا من تيمو فيرنر (86). وأتيحت لبراندت مهاجم بايرن ليفركوزن، أخطر الفرص الألمانية في الشوط الثاني، عندما سدد كرة بعيدة “على الطاير”، ارتدت من القائم.

واضطر نوير في الوقت بدل الضائع، للتقدم الى المنطقة المكسيكية لمتابعة ركنية أملا في الحصول على هدف التعديل، لكن دون جدوى.

أما أسوريو، فكان تبديله الأبرز الدفع في الدقيقة 74 برافايل ماركيز بدلا من أندريس غوادرادو، ليصبح رابع لاعب يخوض المونديال للمرة الخامسة، بعد مواطنه انطونيو كارباخال، والالماني لوثار ماتيوس، والحارس الايطالي جانلويجي بوفون (كان ضمن تشكيلة مونديال 1998 لكن لم يشارك عمليا).

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com