منوعات

ج13/ والأخير: مختارات أخرى من مفردات عربية فصيحة في اللهجة العراقية اعتُبِرَت مندائية خطأً.

بيدر ميديا.."

ج13/ والأخير: مختارات أخرى من مفردات عربية فصيحة في اللهجة العراقية اعتُبِرَت مندائية خطأً. 

علاء اللامي

أنشر أدناه الجزء الأخير من المختارات التي انتقيتها لكم من مسودات كتابي ” معجم اللهجة العراقية؛ الجذور العربية الفصحى والرواسب الرافدانية” شاكر لجميع الأصدقاء والصديقات صبرهم ومتابعتهم وتفضلهم بالتعليقات والملاحظات المفيدة وإني لأعلم أن متابعة منشورات طويلة ومكررة في موضوع واحد هو مفردات اللهجة العامية أمر ليس سهلا ولكنه يدل على حب وتضامن وإخلاص للروح العلمية والمنهج البحثي العقلاني ممن داوموا على متابعة هذه السلسلة. وقبل أن أدرج مفردات هذا الجزء أنشر هنا فقرة من مقدمة الكتاب عسى أن تكون كلمة وداع وتعبير عن الامتنان لكم ولكن:

من المقدمة: أختم بالقول؛ إنني لا أروم في هذا الكتاب، والذي سبقه “الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام”، إعطاء موضوع اللهجات العامية أهمية أكبر مما يستحق من اهتمام وترويج على حساب اللغة العربية الفصيحة السائدة اليوم، أو اللغة العربية الفصحى شبه المنقرضة من لغتيِّ الكتابة والتخاطب[1] في العصر الإسلامي وما سبقه. كما أنني لست متحمسا لإصدار المزيد من المعاجم في اللهجات لانعدام ضرورتها العملية إلا في مجالات بحثية نادرة، ولأن ذلك قد يدخل في باب إنعاش وترويج اللهجات على حساب اللغة العربية الوسيطة “الفصيحة” والتي أحسب نفسي ضمن الساعين لهيمنتها من خلال تبسيطها وبهدف ردم الهوة بين اللغة المنطوقة “العامية” والمكتوبة “الفصيحة”.

ثم إنَّ هذا الكتاب ليس معجماً شاملاً لكل مفردات اللهجة العامية العراقية، ولا فائدة أصلا ولا حاجة من وجود معاجم كهذه، بل هو معجم خاص بتأثيل – لا بترجمة – مئات المفردات المهمة (أكثر من تسعمائة مفردة) حاول السيد قيس مغشغش السعدي – مؤلف المعجم المندائي سالف الذكر – إخراجها من أصولها وجذورها ومعجميتها العربية إلى معجم اللهجة المندائية الآرامية، أو إنها مفردات مشتركة في عدة لغات جزيرية “سامية” شقيقة أراد المؤلف حصرها في اللهجة المندائية قسرا، إضافة إلى نزر يسير من المفردات الدخيلة من لغات أجنبية غير جزيرية “سامية” أخرى كالفارسية والتركية وغيرهما. أي أن معجمي هذا ليس أكثر من محاولة سجالية للرد التفصيلي والتأثيلي الموثق وفق مبادئ العلوم الحديثة اللغوية واللهجوية على معجم السيد السعدي، على أمل أن يكون هذا الجهد خطوة على طريق تطوير وتبسيط وتأثيل مفردات لهجتنا العامية العراقية وإعادة موضعتها وتبيين جذورها العربية الفصحى والفصيحة وردع الساعين للتشكيك بـ، أو تشويش على هذه الجذور وتلك الهوية اللغوية، يحدوني امل قوي أن يكون هذا السجال تنبيه وتحذير غير مباشرة لأية محاولات مستقبلية قد يتورط أصحابها بمحاولة النيل من عروبة لهجة العراقيين الجميلة وغناها بالجواهر المترسبة من اللغات الرافدانية المنقرضة في معجميتها الحية.

مفردات هذا الجزء الأخير: “- شكبان – مچلح – شيته -تكفه -تفو -تمَّ- تنور – ثبر – تنحر -توا –توث”. شكرا لكم مقدماً على تعليقاتكم انطلاقا من لهجاتكم العربية الجميلة تصحيحاً وإضافة… سيكون ترتيب الفقرات أدناه كما يلي: رقم الفقرة ثم الكلمة كما تلفظ في اللهجة العراقية ثم علامة مساواة وبعدها لفظ الكلمة في اللهجة المندائية بين قوسين ثم معنى الكلمة في المندائية فمعناها في العراقية فرأيي الشخصي بهذا التخريج مع التوثيق المعجمي:

870- شكبان =(شكب) وتعني في المندائية يتمدد، يتسع، يستلقي. والشكبان في العامية كما يقول المؤلف (الإزار وكل ما يبسط من أجل تعبئته بمواد وأشياء يحمل لنقلها، والشخص المحمل بأغراضه يقال له مشكبن. والكلمة عربية فصيحة، نقرأ في لسان العرب (والشُّكْبانُ شِـبَاكٌ يُسَوِّيه الـحَشَّاشونَ في البادِية من اللِّيفِ والـخُوصِ، تُجْعَلُ لها عُـرًى واسعةٌ، يَتَقَلَّدُها الـحَشَّاشُ، فيَضَعُ فيها الـحَشيشَ؛ والنُّونُ في شُكْبان نونُ جَمْعٍ، وكأَنها في الأَصل شُبْكَانٌ، فقُلِـبَت إِلى الشُّكْبان).

وفي العربية أيضا: الشكبان هي المخلاة، وعن المخلاة نقرأ في المعجم الغني (كيس يعلَّق على رقبة الدَّابّة يُوضع فيه عَلَفُها (انظر: خ ل ي – مِخْلاة) “رفع المخلاة من رقبة الفَرَس“. وهي أيضا كيسٌ يحوِي لوازم ومُهمَّات الجنديّ.

879- مچلح= ويربط المؤلف بين كلمة “شله” وكلمة (مچلح) التي تعني في العامية كما يقول (مچلح) التي تطلق على الشيء الذي تغير لونه … فبعض الأمراض تترك آثارها على بشرة الشخص بحيث تكون بعض المناطق بيضاء عند ذوي البشرة السمراء فيقال له “شمال وجهك (مچلخ). والكلمة هنا عربية فصيحة وتتعلق بتغير اللون الطبيعي إلى لون كالح وصيغة المفعول منها ” مكلح ” وتلفظ بكشكشة ربيعة التي تكول الكاف إلى جيم ثلاثية. والكالح هو اللون الشاحب والفعل منه أكلح. نقرأ عنه في معجم المعاني (أكلحه الهمُّ: أضناه وأسقمه فشحَب وجهُه). وَجْهٌ كَالِحٌ: مُعَبَّسٌ، أَيْ شَدِيدُ العُبُوسِ. وُجُوهٌ كَالِحَةٌ : عَمَاهُ أَرَاحَهُ مِنَ النَّظَرِ فِي وَجْهِهِ الكَالِحِ. وفي القرآن نقرأ: “تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ…سورة المؤمنون آية 104”.

890- شيته =(شيدا) وتعني في المندائية شيطان. ويضرب لها مثال في العامية قولهم “هذا الشخص مثل الشيته” والمعنى واللفظ متطابق مع المورد في اللغة المندائية/ ص 454″ وهذا كلام غير صحيح تماما. فلا يوجد تطابق تمام من حيث اللفظ بين “شيته” و”شيدا” ولا يوجد تطابق بين معنى الكلمة في المندائية “الشيطان” وفي العامية حيث تعني الكلمة القرد أو “الشاذي” والكلمة الأخيرة من اللغة الأكدية الحية في العامية العراقية، وغابا ما يجمع الأطفال العراقيون والعرب عموما بين “طرزان وشيتا”. وشيتا اسم علم لقرد حقيقي من نوع الشمبانزي كان يقوم بدور رفيق بطل الغابات الخيالي طرزان في العديد من الأفلام السينمائية وقد نفق شيتا سنة 2011.

896-تكفه =(تقفا) ويقول إنها تعني في المندائية قوة، قدرة، شدة. وفي العامية يقول إنها تعني “فيك الكفاية” وهذه الكلمة نادرة الاستعمال في العامية العراقية، ولكنها شائعة جدا في لهجات الجزيرة العربية والخليج وخصوصا في المملكة العربية السعودية وتعني كما قال المؤلف ” فيك الكفاية”، أو تعني في صيغة المبني للمجهول “قد كُفيتَ قبل أن تطلب الطلب”، والكلمة عربية وممعجمة نقرأ في معجم المعاني (كفَى الشّيءُ/ كفَى به/ كفَى له: اكتفى وغنِي؛ حصل به الاستغناءُ عن سواه).

903-تفو =(تفو) يقول المؤلف إنها تعني في المندائية تبا، سحقا، بئس، ويجمع بينها بين الصوت الذي يلفظ في أغلب العاميات العربية كناية عن البصاق “تفو”، وهي لفظة مختصرة من يتفل ويتف بمعنى يبصق. نقرأ في اللسان (تَفَل يَتْفُل ويَتْفِل تَفْلاً: بَصَق والتُّفَال: البُصاق والزَّبَد ونحوُهما)، وفي معجم المعاني والمعاصرة والغني (تفُل ويَتفِل، تَفْلاً، فهو تافِل، والمفعول متفول (للمتعدِّي)، تفَلَ الشَّخصُ: تفَّ، بصَق). وفي تاج العروس نقرأ (تَفَل يَتْفُل ويَتْفِل تَفْلاً بَصَق. قال الشاعر ذو الرمة:

وَمِن جَوفِ ماءٍ عَرمَضُ الحَولِ فَوقَهُ ………مَتى يَحسُ مِنهُ مائِحُ القَومِ يَتفُلِ

والعرمض حو الطحلب. ومنه تَفْل الرّاقي والتُّفْل والتُّفَال البُصاق).

905تمَّ=(تميت -تمم) وتعني في المندائية يصبح، يغدو، يبقى، يمكث. ولتوضيح معناها في العامية يضرب لها مثلا في بيت من الشعر الشعبي يقول (تميت أحومي على شوفك بس أروحن ورد) والكلمة “تميت” تعني حصرا بقيتُ، واستمررت. وتلك من معاني الفعل تمَّ المضعف في اللغة العربية الفصحى. نقرأ في معجم المعاني (تمَّ على الأَمر تَمّاً: استمرَّ عليه) و (تَمَّ عَلَى قَوْلِهِ: لَمْ يَرْجِعْ عَنْهُ). وفي الغني نقرأ (تَمَّ على سَيْرِهِ: اِسْتَمَرَّ عَلَيْهِ).

906- تنور= (تـ+نور) وتعني في المندائية والعامية التنور الذي يخبز فيه الخبز. والغريب هو أن المؤلف يعرف أن الكلمة عربية ويأتي بتعريفها من معجم تاج العروس فيقول (وفي التاج: التنور: الكانون الذي يخبز فيه)، ويضيف (ويقال إنه في جميع اللغات ولذا يشار إلى إنه في الأصل غير عربي)، ويختم بالقول (وترد الكلمة في اللغة الأكدية بصيغة “تنورو”، ونحن نرى أن الكلمة جاءت من كلمة نورا التي تعني النار في المندائية …إلخ) وهذا يعني أن المؤلف جعلت اللغة الأكدية الأقدم من المندائية تأريخيا والتي شاعت وانتشرت قبل 3000 سنة من ميلاد المسيح، تأخذ بعض مفرداتها من اللهجة المندائية في اللغة الآرامية التي ولدت وانتشرت بعد الأكدية  بأكثر من ألف وخمسمائة سنة (ظهرت الآرامية في الفترة التي ما بين القرنين العاشر والثامن قبل الميلاد، وعثر على كتابات آرامية في شمال سوريا الحالية والتي ترقى إلى الفترة التي ما بين القرنين العاشر والثامن قبل الميلاد. وهذا تنسحب على اللهجة المندائية “الآرامية الشرقية/ الموسوعة الحرة -المعرفة” طبعا إن لم تكن أحدث عهدا من الآرامية الأم) والمؤلف نفسه يفيدنا بالمعلومة التالية التي تقول إن التنقيبات الآثارية في العراق اكتشفت تنانير من الطين تعود إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد، فهل كانت اللهجة المندائية موجودة آنذاك إذا كانت الاسم ذاته يطلق على التنور!

909- ثبر =(تبر) وتعني في المندائية يضعف يوهن يشق يمزق وتعني في العامية العراقية يتدخل بشكل فج ولجوج فيقال له (لا تثبرنا) بمعنى لا تستحوذ على الحديث) وشرح المؤلف ليس دقيقا فثبر بمعنى استمر وألح في الفعل أو القول وهو الفعل العربي ثابر وجذره ثبر ومنه المثابرة. وتعني المثابرة على الأمر: المواظبة عليه وثبره عن كذا، يثبره ثبرا: حبسه فيه” وفي اللسان نقرأ (وَالْمُثَابَرَةُ عَلَى الْأَمْرِ: الْمُوَاظَبَةُ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ ثَابَرَ عَلَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ السُّنَّةِ; الْمُثَابَرَةُ: الْحِرْصُ عَلَى الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ وَمُلَازَمَتُهُمَا. وَثَابَرَ عَلَى الشَّيْءِ: وَاظَبَ).

911- تنحر =(أتان+هرن) وتعني الكلمة في العامية الحمار حين يحرن. أما في المندائية فقد جمع المؤلف كلمتين هما أتان وتعني أنثى الحمار وكلمة حرن “هرن” أي امتنع عن السير” وإذا أخذنا بهذه الطريقة في تأثيل المفردة فسنجد أن الكلمتين (أتان وحرن) عربيتان قديمتان: نقرأ في المعاجم القديمة والحديثة؛ ففي القاموس المحيط نقرأ (الأتان: الحِمارة. والجمع: أُتُنٌ، وأُتْنٌ). وعن حرن نقرأ في مختار الصحاح ([ح ر ن]. (ف: ثلاثي لازم، متعد بحرف). حَرُنَ، يَحْرُنُ، مصدر حَرُونٌ، حِرَانٌ، حَرُنَ الحِمَارُ: وَقَفَ جَامِداً لاَ يَتَحَرَّكُ، حَرَنَ.

912-توا =(تيهوا) وتعني في المندائية رعب فزع ذهول هلال، وفي العامية ومن خلال المثال الذي جاء به المؤلف (تواه توي) تعني تمكن منه وأهلكه. والكلمة عربية ولكن المؤلف كتبها إملائيا خطأ بالألف الممدودة فهي توى يتوي وعنها نقرأ في القاموس المحيط (تَوًى، كَرَضِيَ: هَلَكَ، وأتْواهُ اللُّه، فهو تَو)ٍ، وفي معجم المعاني والمعجم الوسيط (فعل: ثلاثي لازم). تَوِيَ، يَتْوَى، مصدر تَوىً – تَوِيَ الإِنْسانُ: هَلَكَ).

914-توث = (توث) وتعني في المندائية والعامية شجرة التوت. ولكن المؤلف يعتبر الكلمة مندائية لأن العراقيين يلفظونها بالثاء وليس بالتاء. وهذه الكلمة فيها رأيان في المعاجم القديمة كما يخبرنا ابن منظور في اللسان. فتوت وتوث كلاهما عربية في الرأي الأول، وتوث في الرأي الثاني فارسية وهي في العربية الفرصاد. لنقرأ ما كتبه في اللسان: “التوت: الفرصاد، واحدته توتة، بالتاء المثناة، ولا تقل التوث، بالثاء. قال ابن بري: ذكر أبو حنيفة الدينوري أنه بالثاء، وحكي عن بعض النحويين أيضا، أنه بالثاء. قال أبو حنيفة: ولم يسمع في الشعر إلا بالثاء، وأنشد لمحبوب بن النهشلي:

أَحْلَى وأشْهَى لِعَيْني إن مَرَرْتُ به … من كَرْخِ بَغْدَادَ ذي الرُّمَّانِ والتّوثِ

والليْلُ نِصْفان نِصفٌ للهُمُوم فمَا …    أقضِي الرُّقادَ ونِصْفٌ للبراغِيثِ.

وهذا الشاهد الشعري يؤكد ان الكلمة بالثاء عربية. أما الأصمعي فقد نقل عنه ابن منظور أن الكلمة بالثاء في اللغة الفارسية، وبالتاء في اللغة العربية. وفي المصباح المنير نقرأ ” التُّوتُ: الفرصاد وعن أهل البصرة “التُّوتُ” هو الفاكهة وشجرته الفرصاد وهذا هو المعروف، وربما قيل “تُوثٌ” بثاء مثلثة. أخيرا قال الأزهري: كأنه فارسي والعرب تقوله بتاءين ومنع من الثاء المثلثة ابن السكيت”. ويلاحظ القارئ مقدار التداخل والاختلاف في تأثيل هذه الكلمة. أما إذا تبث وجودها في الآرامية أو ما قبلها كالأكدية فهذا يعني أنها مشتركة في الساميات وقد انتقلت الى الفارسية ثم عادت الى العربية سواء كانت بالتاء او بالحرف الرديف لها الثاء العربية.  



[1] – حول الفرق بين الفصحى والفصيحة: اللغة الفصيحة هي كل لغة أفصحت عن المُراد، ووافقت القواعد المقررة لها. أما اللغة الفصحى فهي اللغة العربية بصورتها المتفق عليها؛ لأن كلمة فصحى تعني التفضيل بمعنى “هي الأفصح من غيرها”. أي أن فصيحة بمنزلة صحيحة، وفصحى بمنزلة أصح، وحين يُقارَن بين لغتين أو لهجتين يقول: هذه فصيحة، أما تلك فهي فصحى.

بالعودة إلى المعجم يتضح أنّ كلتا اللفظتين مأخوذة من الجذر الثلاثي “فَ صُ حَ”، فيُقال أفصَحَ عن فكرهِ، أي أظهره وأبانه بلغة سليمة واضحة خالية من الأخطاء، ولكن بالنظر إلى وزن كل من الكلمتين يتبين أن الفُصحى اسم تفضيل ومُذكَّره الأفصح، أي أعلى بلاغةً ولغةً وتعبيراً وبيانا. وبناءً على هذا، لا يمكن اعتبار اللغة العربية المعاصرة، المستعملة في المدارس والصحافة وما إلى ذلك، لغة عربية فصحى، وهناك كُثُرٌ – وأنا من بينهم – يسمونها اللغة الوسيطة؛ أي التي تقع وسطا بين الفصحى والعامية، وتسمى أحيانا المدرسية. اللغة العربية الفصحى التي كانت سائدة ومستعملة في عصر ما قبل الإسلام “الجاهلية” كلغة المعلقات السبع، ثم في العصر الإسلامي كلغة القرآن والفقه والآداب والعلوم في العصر الإسلامي لاحقا. هل يمكن أن نسمي اللغة العربية السائدة في عصرنا اللغة الفصيحة؟ لا أعتقد ذلك لأن الجمهور في عصرنا لا يميز بين الفصحى والفصيحة، وحين يشيع ويُفْهَم الفرق يمكن ذلك بناء على ما تقدم من تفريق بين الفصحى والفصيحة. 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com