منوعات

فلسطين في القلب… دائماً

بيدر ميديا.."

فلسطين في القلب… دائماً

غادة السمان

 

لن أشفى يوماً من لعنة الاضطهاد الإسرائيلي للفلسطينيين وغضبي الشديد لذلك، وكلما قرأت خبراً في بعض الصحف العربية (كهذا المنبر) عن قتل الجنود الإسرائيليين حتى للفتيان الفلسطينيين بذرائع مختلفة أشعر بالغضب العاجز عن تغيير واقع الحال والاحتجاج على ذلك، بالأبجدية على الأقل. وكعربية، من واجبي ذلك.. ولكن يسرني أن بعض الغربيين يدركون الظلم اللاحق بالفلسطينيين منذ (النكبة).

دعونا نهتم بحلفاء قضيتنا

المغني البريطاني روجر ووترز، وهو فنان من مؤسسي فرقة «بينك فلويد» الغنائية الشهيرة، أدلى بتصريح سبب غضب الإسرائيليين حيث يتحدث عن زوال إسرائيلي إذا كان ذلك هو الحل للمأساة الفلسطينية، بل إنه وصف رئيس الجمهورية الأمريكية بـ «مجرم حرب» لأنه يدعم إسرائيل!
أتمنى علينا كعرب أن نحاول احتضان فن الذين يحتضنون قضايانا، وأولاها القضية الفلسطينية التي تخص كل عربي وتقيم في قلبي من زمان. بل إن المغني روجر ووترز قال في تصريح لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية! إذا كان الحل في فلسطين هو زوال إسرائيل، فليكن!

زمن العنف

ممرضة فرنسية قتلها أحد المرضى بالسكين، لكن تم تكريمها (بعد موتها!) أطباء فرنسيون يشكون من اعتداء بعض المرضى عليهم، كما لو كان الطبيب هو جرثومة المرض، والحقيقة ببساطة أن جرثومة العنف هي السبب الحقيقي لهذا المناخ غير الودي، وبالأحرى العدواني.
وأساتذة المدارس لا ينجون من ذلك، و13% من المدرسين تعرضوا للاعتداء البدني من الطلاب في فرنسا، على النقيض من بيت شعر عربي: «قم للمعلم وفه التبجيل/كاد المعلم أن يكون رسولاً». في بلادنا العربية لا تحدث أمور كهذه لحسن الحظ، وما زلنا (غالباً) نحترم الأستاذ أو المعلمة، ولم أسمع بعربي ضرب أستاذه!
ولا أدري كيف يستطيع أستاذ بريطاني أن يذهب لتعليم الطلاب وهو يتوقع إمكانية اعتداء جسدي من أحد الطلبة. فماذا يحدث؟ أهو زمن عدم احترام بعض الرموز في زمن العنف؟

القتل المتبادل

وإذا كان ذلك المريض قتل ممرضته في فرنسا وأثار ذلك ضجة كبيرة، فإن العكس يحدث أحياناً؛ ففي ألمانيا (ميونيخ) تم الحكم بالسجن المؤبد على ممرض ألماني قتل مريضين.. حيث حقنهم بأدوية فتاكة منها مهدئات، قائلاً إنه كان يريد العمل بهدوء وألا يزعجه أحد!
واعترف أن كثيرين صاروا يفضلون الموت في بيوتهم، وحين يتحول (ملائكة الرحمة) أي بعض الممرضات والممرضين، إلى قاتلين يخاف المرء حتى من دخول المستشفى.. ويبدو أن بعض الممرضين يقتلون مرضاهم، والرقم القياسي لذلك مازال للممرض الألماني نيلز هوغل، الذي قتل 85 مريضاً كان يرعاهم! وحكم عليه بالسجن المؤبد.
لم يحدث شيء كهذا في مستشفياتنا العربية، بل نشكو من نقص الأدوية وهجرة الأطباء. وفي الأحوال كلها، من الأفضل أن نمرض في بيوتنا ونستدعي الطبيب لوصف العلاج وعسى أن نجد الأدوية!

الأطفال يدخنون!

حين كنا صغاراً، كنا أحياناً نسرق (سيجارة) ونحاول تقليد الكبار بتدخينها أو القليل منها. أذكر في دمشق حين كنت صغيرة أن كانت هنالك سجائر خاصة بالنساء اسمها «خانم»، وأذكر أن والدة نزار قباني كانت تدخن سيجارة حين أزورها وتجلس على شرفتها المقابلة لبيتي في «ساحة النجمة» يومئذ.. وكنت شابة لكن كان التدخين للمسنات فقط.. ربما سيجارة «خانم» في اليوم. أما اليوم فقد تبدل كل شيء مع الزمن، ولمنع مضار التدخين ولدت «السيجارة الإلكترونية» لكنها تنتشر حتى عند الأطفال في بريطانيا وهم هناك يكافحون هذه الظاهرة.
وأعترف أنني لا أعرف ما هو «التدخين الإلكتروني» وبالذات لدى الأطفال الذي تكافح الحكومة البريطانية لمنعه لدى الصغار.
زوجي (رحمه الله) كان مدخناً (جداً) وقال له الطبيب في المستشفى الأمريكي في باريس إنه سيعيش عشرة أعوام أقل إذا لم يتوقف عن التدخين، ولم يتوقف ورحل وانكسر قلبي.

السجائر الملونة

إكراماً لزوجي، حين كنا نذهب للغداء في أحد المطاعم، سرني أنه منذ عشرة أعوام تم تخصيص مكان للمدخنين لحماية الذين لا يريدون (التسمم) بدخان السيجارة.. وكانوا يعطون المدخن في المطاعم الفخمة (علبة كبريت) ليشعل بها سيجارته وجمعتها، ولم يخطر ببالي أنها ستصير ذات سعر مرتفع كتذكار، وبالذات حين ذهبنا في نيويورك إلى مطعم في الطابق الأخير رقم 105 الذي يطل على المدينة وأعطونا كبريتاً صار اليوم هواة جمع التذكارات يدفعون الكثير ثمناً لها، كما علمت من الإنترنت، وبالذات بعد هدم المبنى بطائرة انفجرت به! من طرفي، دعماً لزوجي (ولي !) كنت أشتري من جنيف سجائر ملونة وشبه أدخن بعضها، وما زلت أحتفظ بها تذكاراً لتلك اللحظات مع المرحوم زوجي. والطريف أنني اشتريت من نيويورك من (دراغ ستور) مقابل فندق والتر استوريا حيث نزلنا، سجائر تحمل علبتها صورة الموت؛ أي جمجمة! ومرت السنوات، وانقضى على رحيل زوجي أكثر من 15 سنة وما زلت أحتفظ بها في البراد، ولم أدخن منها سيجارة واحدة (كما سبق وذكرت لأنني لست مدخنة). لكن لي بعض الصور، حيث كنت صبية صغيرة في دمشق وبيروت وأنا أدخن، وهي فقط لضرورات الصورة!
أما حكاية السيجارة الإلكترونية وتدخين الصغار، فأتمنى أن يجدوا الكثير من أمثالي الذين ينبهون إلى مضار التدخين، وإذا دخن الصغار اليوم السجائر الإلكترونية أتخيل ماذا سيدخنون حين يكبرون!

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com