مقالات

شيوعيان خالدان من الموصل الحدباء ام الربيعين ، عبد الرحمن القصاب ( أبو أحمد) و عادل سفر ( أبو شاكر ) .

بيدر ميديا.."

شيوعيان خالدان من الموصل الحدباء ام الربيعين ، عبد الرحمن القصاب ( أبو أحمد) و عادل سفر ( أبو شاكر )

                                                         محمد جواد فارس

.و استدعيت العناصر  المتخبية من القوميين من أهالي الموصل و العشائر إلى  معسكر الغزلاني لتسلم  السلاح و  الملابس العسكرية ، فتألفت منهم جماعات  مسلحة ، فقامت بألقاء  القبض على  الزعماء الشيوعيين و اليسارين و اودعوا  السجون في الثكنات العسكرية التي اعدت لذلك  ٠
                                                        أسماعيل العارف
في الأيام التي يحتفل  بها الشيوعيين الوطنيين بذكرى ميلاد حزبهم المجيد في ذكراه التاسعة و الثمانين، نتذكر  رفاق لعبوا دورا مهما ونشطا في حياتهم الحزبية ، وسطروا اروع الصفحات في سفر الحزب  الشيوعي العراقي ٠ ودخلوا التاريخ الحديث لما انجزوه في الحفاظ على ثورة تموز 1958 المجيدة ومكتسباتها ٠
الموصل الحدباء وأم الربعين هكذا كانت   لازالت تسمى ،  وهي ثاني أكبر  مدن  العراق من حيث عدد  سكانها  ، وهي مدينة حضارية في القدم كانت  عاصمة الدولة الاشورية ، حيث كان  أبرز حكامها هو أشور بنيبال  مؤسس اول مكتبة في العالم و في وادي الرافدين، والموصل الحضارية تتمتع بوجود متاحف واماكن أثرية منها منارة الحدباء والجامع الكبير ، وضم متحفها  تماثيل للحقبة الاشورية ، كالثور المجنح و ما له من دلالات  رمزية يمثل الانتصار والقوة ،  و لكن بعد أن سيطر  الدواعش المتخلفين، على المدينة  قاموا  بتكسير التماثيل التي هي رمز للحضارة ، و جمعوا الكتب  من مكتبة الموصل  و حرقوها و أرادوا فرض الشريعة الإسلامية على المجتمع الموصلي  من المسحين واليزيدين و الاشورين ، هذا المدينة عانت الكثير بتاريخها و لا ننسى اليوم أحداث الموصل بعد قطار السلام القادم من بغداد و المدن الاخرى ، وكانت المشاركة هي احتفالية في ثورة تموز ومكتسباتها ،   و ما تبعه  من أحداث  وتطورات  في المجتمع  الموصلي بين الأحزاب السياسية  بين القوميين والبعثين وهم أصحاب شعار الوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة ( مصر وسوريا ) و الشيوعيين والديمقراطيين  اصحاب شعار الإتحاد  الفدرالي  ، و هذا ما حدث عام 1959 بعد ثورة تموز المجيدة عام 1958   ، صاحبة المكاسب  التي طالب بها الشعب ، وظهر التامر عليها من قبل الدوائر الاستعمارية و الاقطاع والرجعية ، ظهر هذا التامر بحركة العقيد عبد الوهاب الشواف  وهو احد الضباط الاحرار  ، مدعوم وبتحريض من عبد الناصر و حكومة سوريا المنظمة تحت لواء الجمهورية العربية المتحدة  انذاك ،وللتاكيد على دور عبد الناصر في حركة الشواف  انقل ماجاء في كتاب  د٠ علي كريم سعيد ( في كتاب عراق 8 شباط 1963 من حوار المفاهيم إلى حوار الدم  مراجعات في ذاكرة طالب شبيب ) ، وعن لسان طالب شبيب عضو القيادتين القطرية والقومية و وزير خارجية حكومة  انقلاب شباط مايلي [ و للامانة اذكر إن بعض الاسلحة التي قدمتها مصر لعبد الوهاب الشواف ، استلمها حزب البعث بطريقة  أو  اخرى  و اوصلها الى بغداد و كانت هي اسلحة التنفيذ في محاولة الاغتيال ، و قد جاءت الى الشواف ضمن اسلحة اخرى و محطة اذاعة سرية من مصر عبر الأراضي السورية في بداية عام 1959 باشراف مباشر من  عبد الحميد السراج وتم تنسيق الأمر  مع السفارة المصرية من قبل فؤاد الركابي للحصول على بعض ذلك السلاح و كانت  السفارة تعلم علم اليقين بما تخطط  له ٠ كما علمت إن  هناك مبلغ عشرون الف دينار او جنيه مصري قد استلمها الحزب لتمويل و ادارةنشاطه  و اعمال التحضير للتحضير للعملية ٠ ] وجهز المتامرين بالسلاح الفردي رشاشات ( بور سعيد  ) و محطة إذاعة تبث من الموصل ، و لكن هذه  الحركة لم يكتب لها  النجاح  بفضل الشعب و مقاومته  الشعبية وحسن تدبير منظمة الحزب  الشيوعي العراقي في الموصل  بقيادة عبد الرحمن القصاب و عدنان جلميران و عادل سفر وعمر اليأس و عباس هبالة  و مصطفى نجيب العمر  و غيرهم ، و قيادة المنظمات النقابية والتي كان أبرز قادتها النقابي اسماعيل رشيد رئيس نقابة النجارين و نقابة البنائين  مال الله حياوي و اخرين ، قام المتامرون بدعوة قيادين من الشيوعيين  إلى معسكر الغزلاني بعد إنهاء مهرجان أنصار السلام ، وكانت الخطة مدبرة ومرسوم لها هي القضاء على الكوادر الحزبية النشطة  وفعلا قام العسكري المتامر محمود عزيز و هو برتبة مقدم عسكري  مقرب إلى الشواف ، قام بأطلاق الرصاص  على العسكري الشيوعي عبدالله  الشاوي و المحامي كامل قزانجي  بعد أن استدعائهم من بين المحجوزين ، وقد فر إلى سوريا بعد أن جري قصف مقر العقيد عبد الوهاب الشواف في الثكنة  العسكرية لمعسكر  الغزلاني ،  وادى الجرحه ومن ثم تمت تصفيته من قبل العسكر و انتها مشروع انقلاب   عبد الوهاب الشواف ٠
عبد الرحمن القصاب ( أبو أحمد)  : هو احد مسؤولي محلية الموصل و لعب دورا هاما ، في المحافظة على رفاق الحزب من العمليات التي قام بها القوميون و البعثيون و الاقطاع الموصلي ، و ترأس وفدا من منظمة الحزب في لقاء مع  الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس مجلس الوزراء  وكان حاضر اللقاء الزعيم داود سلمان الجنابي  و الاخر شيوعيا وقائدا عسكريا ، و بعد الاتهامات التي شنها قاسم على الشيوعيين في الموصل و كركوك في خطابه بكنيسة مار يوسف ، كانت بمثابة توجيه ،  إلى أجهزة الأمن و كذلك الاستخبارات العسكرية بشن حملات ضد الشيوعيين ، جرى اعتقال الكثير منهم و بقوا معتقلين حتى انقلاب شباط الدموي عام 1963 ، ونكل بهم و حوكموا  من قبل محاكم أمن الدولة باحكام ثقيلة  بما فيها الإعدام، ما أجبر مناضلين اخرين إلى ترك الموصل  واللجوء إلى الاتحاد السوفيتي و منهم عبد الرحمن القصاب و عادل سفر و عباس هبالة و اخرين  وبعد فرط الجبهة الوطنية والقومية التقدمية على يد البعث ،  التحق المناضلان عبد الرحمن القصاب و عادل سفر  في فصائل الأنصار الشيوعيين في منطقة كردستان العراق ،  هناك اختيرا للعمل في مستودع تجهيز فصائل الأنصار  بمواد غذائية مثل [ الطحين والعدس و الرز و الزيت و كذلك المنظفات و غيرها ] وحافظ الرفيقان على عدالة التوزيع و صيانة هذه المواد في التخزين و النقل وحرصا على تلك المواد ، حضيا باحترام و حب وتقدير من  قبل كوادر الانصار ولكن حدث  خلاف بينهم وبين قيادة الحزب في النهج مما قررا ترك كردستان ، والسفر إلى سوريا وسكنا في دمشق  وعملا عمل ليوفر لهم لقمة العيش والسكن،  عبد الرحمن عمل في مخبز لدى صاحب المخبز سوري ، و كن قد تجاوز السبعين من العمر و لكنه ابي النفس ولن يقبل مساعدة أحد من الرفاق الذين يعرفون تاريخه النضالي و ماقدمه للحزب ، و يتمتع بصفات الشيوعي المخلص للمبادئ  التي أمن فيها  و غادر الحياة  أثناء مراجعته في مديرية الضمان العمالي في دمشق بجلطة قلبية لم تمهله  طويلا، وتوفي و دفن في مقبرة الشهداء الفلسطينية في مخيم اليرموك ٠
عادل سفر ( أبو شاكر  ) : كان في لبنان  يقاتل مع الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وفي عام 1982 بعد الاجتياح  الاسرائيلي للبنان و تسعون يوما واستمر حصار بير ت، بعدها  جرى اتفاق بين فليب حبيب و منظمة التحرير  الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات ،  على خروج المقاتلين بأسلحتهم الفردية و كان السلاح هو كلاشنكوف الروسية الصنع ،  عن طريق البحر في بواخر عن طريق ميناء بيروت ،  عادل سفر اختار السفر في الباخرة  الذاهبة إلى ميناء طرطوس في سوريا ،  ومن هناك إلى معسكر للتحقيق بهوية العائدين ،  ومن ثم اعتقل و بعد فترة قصيرة اطلق سراحه و سكن في شارع الأمين مع زوجته ام شاكر و وجد له عمل في سوق يدعى ( سوق الحرامية ) ، و بعد ذلك استأجر  دكان في محلة الحجر الأسود  و كان لديه اصدقاء من اهل المنطقة  من شيوعيين وعمال  وكسبة كان يثقفهم  بأسلوب بسيط يوصل الفكرة لهم حول أهمية العمل في النقابات و التحاقهم بالحزب الشيوعي السوري  ، المعبر عن حقوقهم و كسب عدد منهم ، وفي ايام  الحصار و بعده  قصف العراق واحتلاله كان موقفه من الاحتلال  كموقف اي شيوعي وطني وقف ضد الاحتلال وتدمير ونهب البلد ، و كان عادل سفر يتمتع  بثقافة ماركسية لينينية عالية مستفيدا من تواجده في الاتحاد السوفيتي انذاك ، القى كلمة بمناسبة ميلاد الحزب الشيوعي العراقي وكان الاحتفال في منزل الرفيق  خالد بكداش حضره عدد من العراقيين في دمشق  أضافة لرفاق في الحزب الشيوعي السوري و منظمات  فلسطينية، عادل سفر وعلى رغم سنه حيث بلغ من العمر عتيا ،  كان ينشط في علاقاته  الواسعة مع الأصدقاء والرفاق ،  الفلسطينين  و السورين و جدير بالذكر كان لديه علاقة مع شخصية دينية مسيحية من الموصل لها وزنها الديني والاجتماعي كان يعرفه  من الموصل لانه ابن الموصل الحدباء ، أنه البطريق  زكا عواص الأول، وهو مسؤول عن أكاديمية مسيحية تدريسية تخرج دعاة  مسحيين من كل رجاء  العالم ، و هذا الرجل بعد عن عرفني علية أبو شاكر و جدته وطنيا صادقا و يحترم الشيوعيين و يضرب مثل في عادل سفر  حتى أنه تبرع  بمبلغ من أجل حفل ميلاد الحزب الشيوعي العراقي، كان عادل سفر لدية إمكانية  التواصل مع الناس وخاصة طبقة العمال  ، لأنه كان بوجوده في الاتحاد السوفيتي قد اطلع على الأدب الروسي و كذلك السوفيتي ، كان يتذكر رواية الحرب والسلام لتولستوي وكذلك شعر بوشكن و مايكوفسكي  و من الأدب السوفيتي كان مولع بمتابعة رواية الام لمكسيم غوركي  و الفولاذ سقيناه لاستروفسكي و كذلك رواية ميخائيل شلوخوف الأرض البكر حرثناها ، كان يتذكر الاتحاد السوفيتي و يعتصره  الألم عندما يتذكر كيف أن الامبريالية والصهيونية عملت و دفعت غربتشوف ويلسن و اخرين من الشيوعيين المرتدين لتهديم  الاتحاد السوفيتي ،  باني اول دولة للعمال والفلاحين على يد لينين ورفاقه على حد تعبيره ، و قد داهمه  المرض و لم يمهله  طويلا حتى توفي و أخبرت، البطريق زكا عواص  بوفاته ارسل سيارة دفن الموتى من الكنيسة ونقلناه  انا والرفيق  صاحب الحكيم و فاضل الربيعي إلى مقبرة الكنيسة ؟ حيث دفن هناك في المقبرة  المخصصة لهم بمراسيم كنسية ،
في الساحة المؤدية  إلى شارع مطار دمشق الدولي ( دوار المطار ) ، و لقد ترك عادل سفر ورفيق دربه المناضل عبد الرحمن القصاب ٠  صفحات مجيدة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، حزب فهد وسلام عادل وكل الشهداء ٠
وفي الختام أريد أن  أذكر  معرفتي برفاق  أبطال وبواسل من مدينة الموصل ، فقد تعرفت على مجموعة منهم في معتقل  القلعة الرابعة في الموقف العام المجاور لسجن بغداد المركزي عام 1965_1966 , ومنهم الشاعر والروائي و الفنان  التشكيلي يوسف الصائغ ،و مصطفى نجيب العمر ( أبو عبقر ) و النقابي مال الله حياوي ، وكانوا معتقلين قبل انقلاب شباط عام 1963، بتهم أحداث الموصل وكان معهم الزعيم الركن حسن عبود الجبوري  و هو كان قائد معسكر الغزلاني بعد قمع حركة عبد الوهاب الشواف ، و اعتقل بعد انقلاب شباط الدموي عام 1963  ٠
و في عام 1967 وفي حادث هروب سجناء من سجن الحلة ، كلفت من قبل منظمة  الحزب بنقل رفيقين من الهاربين متواجدين انذاك  في منزل  اهل الشهيد (شهيد خوجة نعمة ) و هما من الموصل  و فعلا نقلتهم من المدينة إلى الريف في دراجتي الهوائية واحد بعد الاخر  و هما من جماعة القيادة المركزية  أحدهم كان  أبو عماد مدير خزينة الموصل قبل الأحداث و الثاني كان قصاب ، نقلوا إلى إلى محطة حزبية يقودها الرفيق الخالد القائد الفلاحي كاظم الجاسم ٠ ومن هناك إلى كردستان العراق ليلتحقوا برفاقهم ٠
لا يمكن لكل وطني شيوعي  أن ينسى أدوار رفاق غادرونا الحياة وتركوا بصماتهم بتاريخ حزبهم المجيد ، لهم كل المجد و الخلود ٠
                                 طبيب وكاتب
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com