أبحاث

من مسارات الحروف وكواليس الكـتابة .

بيدر ميديا.."

من مسارات الحروف وكواليس الكـتابة .
د.خيرالله سعيد.
* ولادة المـوال البغـــدادي، بداية التـدوين للأدب الشعبي ح31

19- الجـزء التـاسع عشر ( المـوال البغـدادي ، منـذ ولادتهِ في العصر العباسي وحتى الآن) ج19.
في هـذا الجزء، عرّجنا على ( مضمار هـام من الأدب الشعبي ) الذي انـولد في العصر العباسي ، إبّـان نكبة البرامكة، مما حمل معه تراجيديا الحزن منذ ولادته، وهـو الأمر الذي ما فارقه حتى اللحظة، عـنيـت بـه (الموال البغـدادي ) .
والمــوّال . سـحر جـذبني ، مـذ كنت صغيراً وأنا على مقـاعـد الدراسة الابتدائية في كـرخِ بغـداد ،إذ كـانت مدينتـنا الشعبيـّة ( الشـاكريـة) في مطلع ستينات القرن الماضي، مـولعـة ، أكثر من غيرهـا من المناطق ، بالاستماع الى الغـناء الشعبي ، ومنـه المـوّال . إذ أن أغلب سـكـّانهـا ينحدرون بالأصل من جـنوب العـراق، ذوي الجـذور السومريـة .
المـوّال، يتسـرّب الى روحي شيئـاً فشيئا ، وحينما رُحـّلنا من مدينتـنا العـزيزة ( الشاكرية) وأستقر بنا المقـام في مدينـة (الثـورة) كانت المقاهي الشعبيـّة، عـند أويـقـات المسـاء ، تضـع (البكرات القديمة والكاسيتات الحديثـة) لأغـاني المـوّال ،لاسيما تلك التي يـرتـادهـا عشــّاق المـوّال، بشكل خـاص، وكانت تبـدأ بوضع أغاني الموال بسـاعات متـأخرة من الليـّل، لاسيما في ليالي الخميس/ الجمعـة ،وكنت أحد هـؤلاء ، حتى بـدأت ملامح الموال تظهر في روحي وفي سلوكي ، ثم أخذت طريقـهـا للظهـور في كتـاباتي الأدبيـة ,وأنا في المرحلة الثانوية من الدراسة ، حيث (تصادقنا) أنا والمطرب يـونـس العبـودي منذ مطلع سبعينات القرن الماضي .
وحين أنهيت الدفـاع عن أطروحة الدكـتوراه في موسكو نهاية عام 1999م كانت فكرة المـوال قـد اشتعلت في ذهـني، بشكل غير طبيعي، فرحتُ أجمع من الكتب والمجلات والأنترنت ،الكم الهـائل من الموالات، وأدوّنـها في (كـشـاكيل) خاصة ، وأعتني بهـا أيما اعتناء، فتجمّع عندي وفي ذاكرتي آلاف الموالات حتى بـدأت فكرة ( كــتابـة بحث منهجي- أكاديمي) عن المـوال تـأسـر عقـلي .
و تـعـريف المـوّال : المـــوّال، بالتـشـديد ، على زنـة فعـّـال، وهـذا الـوزن يأتي للمبـالغـة ، كما يقـال: عــلاّم ،ولا يصـح أن يكـون ( مـوّال) على زنـة مفعـال، ليكون أصله من ( وَلّ) لعـدم وجـود مثل هـذه المفردة في العـربيـة .
والمـوّال ، جمعـه في اللغـة- مـوّالات- والعـامـة تجمعـه على ( مــواويـــل) .
وهذه التسمية ( الموّال) هي التي تطلق على لون محدّد من النظم والغناء في أحد أشكال الشعر الشعبي في العراق ، وقد توافق على هذه التسمية جلـّة الباحثين والكتـّاب والشعراء والمغنـّين.
* دراستنا هـذه، للمـوال البغـدادي، انصبت بالأساس على مراقبة التطور التاريخي والفـنـّي لكتابة المـوال العراقي، وظروف تجليات أشكال الصيغ الأولى للنظم ، وقلق الشاعر العراقي في توليد تلك الأشكال، عـبر المراحل التاريخية، بـدءاً من حـادثة ( نـكبة البرامكة عام 187 هـ ) وابتداع جارية الوزير جعفر البرمكي، لذلك النوع الأول من المـوّال الذي أطلق عليه (المواليـا ) ، وصولاً الى الشكل الفنـّي للمـوال الزهـيري، ذو السبعة أشطر، بعد أن اكتملت- تـدريجيـّاً- في النظم من الشكل الربـاعي، ثم الخماسي الأعرج، ثم السداسي الأعرج أو ما يعرف بالنعماني، ثم البناء الكامل للمـوال السـباعي، الذي يعرف ( بالزهيري) والتطورات الشكلية الأخرى التي أضيفت عليـه من ( توشيحة المـوال، الى المـوّال العشيري، ثم المـوال المشط)، وقـد رصدنا بالمتابعـة والتحليل المنهجي، كل هـذه التبدلات، ضمن السياقات التاريخية، واعتماداً على أصول مـرجعية أصيلة، مع الاستئناس والمناقشـة لكل الآراء والنظريات التي سبقت بحثـنا هـذا، ودوّناهـا كما وردت في تلك المصادر والمضان ،كجزء من الأمانة العلمية .
وقـد قسـّمنا العمـل على الأبـواب والفصول التـاليـة:
ا- البــاب الأول : وشمل الفصول التـالية :-
1- الفصل الأول : تعريف المـوّال
2- الفصل الثـاني: إشكالية التسـمية . وزن المـوّال – ولادة المـوّال ونشــأتــه .
3- الفصل الثـالث : المــــواليــــا .
ب- البـاب الثـاني: أنـواع المـوال العراقي وشمل الفصول التـالية:
1- الفصل الأول: المـوال الربـاعي .
2- الفصل الثـاني : المـوال الخمـاسي- الأعـرج .
3- الفصل الثالث :المـوّال السـداسي- الأعـرج ( النعـماني) .
ج- البـاب الثـالث : المـوال الزهـيري- واشتمل على الفصول التالية :
1- الفصل الأول : أولاً- تسمية المـوال الزهـيري .
ثانياً- وزن المـوال الزهـيري وزحـافـاتـه .
2- الفصل الثـاني : استقرار النظم في الموال الزهيري، وظهـور الجنـاس .
3- الفصل الثـالث : التفـنـّن في نظم المـوال الزهيري.
4- الفصل الرابع : توشيحة المـوال الزهيري .
د- البـاب الـرابع : واشتمل على الفصول التـاليـة :
1- الفصل الأول :المـوال العشـيري .
2- الفصل الثاني : المـوال المشـط .
هـ – الباب الخامس: دراسـات قصيرة عن بعض المـوالات المختارة .
و- البـاب السـادس : نــــماذج من المـوال العـراقي : شملت 55 نموذجـاً
ز- الإحـالات والهـوامش: للمصادر والمراجع المعتمدة في الدراسة .
* * *
* ثـمـّة ملاحظـة ، إن ما أدهشني حقـّاً، وأنا أستعرض وأنـقـّب عن المسـار التاريخي لتطور هـذه الظاهـرة العراقية الفريدة ، هـو أن العراقـيّين ظلـّوا ( يشـتغلـون) على تطـوير المـوال لمدة نــافت على ثمانية قرون ( 800 سنة) دون كللٍ أو تراخ في الهـمـّة، وكأنـّهم في( حرب ثقافية) من أجل تـأصيل لهـذه الظاهرة بهـم وحدهـم دون بقية الشعوب العربية .
ومن اللاّفت حقـّاً ،في هـذه الظاهـرة، هي أنـّها انولدت ونشـأت وتطـورت، وحافظت على وجـودهـا، في بيئـة شعبيـة، وخـارج نطـاق المؤسّسة السياسية للـدولة ، وتلك من مؤشـرات البيـئة الحيـّـة التي تصون تـراثـها .
* * *

الجـزء العشرون ( الأبـوذية البغـدادية – وشكل نظمهـا وغـنائها) ج 20 .
إن لكل بيئـة مفـرداتها الخاصة التي تعبّـر بهـا عن ذاتها، بحيث يصبح هـذا التعبير ( هـويّـة مُمَـيّـزة ) تعرف بها هـذه البيئة دون سواهـا .
والتعبير عن ( هـذه الهـوية ) يحتاج الى ( قـاموس لغـوي خاص ) يشتق مفرداتـه من تلك البيئة، ويعلّـم عليها، بحيث أنّـك عندما تقـرأ مفردة معيّـنة ، من ذلك القاموس، فـأنّـك تنسبها الى بيئتها الخاصة .
والأبـوذيّـة ، كانت هي ( المفردة ) التي يتميّـز بها ( قـاموس الجنوب العراقي ) عن بقية مناطق العراق، وهـذا لا يعني أن بقية المناطق ليس لها نصيب في ( نـظم الأبوذيّـة ) وانشادهـا، لكن ( أبوذيّـة الجـنوب ) لها طعمها الخاص ، من حيث – تركيب الجملة الشعرية، ومفرداتها المعبّـرة عن فِطرة أولئـك الناس البسطاء، الذين لا يعرفون من أسـرار البلاغـة اللّـغوية شيئاً، لكنّـهم يدركون ما يجـوس في أفـئدتهم وأرواحهـم ، فيعبّـرون عـنه بلغـتهم الشعبية الدارجة، بحيث يعـجز عن مجـاراتهم ابن المدينة المتعلّم .
* لُـغــة الأبـوذيّـة، سِحرٌ يـأسر القلوب، وهيمـنة المفردة على الحواس، واللّـفظ الذي ينطلق بفطرة الذات الشعبية، دون قـيود. وهي التعبير المكثّـف لِلُـغة العـامـة من الناس في بيئـات العراق الجنوبية، وسـكنة الأهـوار والمستنقعات المـائية التي تحمـل عبق التـراث السـومري .
* الـدارسون للأدب الشعبي في العِـراق يعرفـون جيداً أن ليس هُـناك في ( الكـتابة الشعرية – العـاميّة ) من نمـطٍ واسعٍ يـوازي ( المـوّال العـراقي )، ولـذلك عَـبِرَ الحـدود، وتخطّـاها الى بقية البلـدان العربية، وفرض وجـوده، لكن أبناء العـراق والباحثين في هـذا الأدب الشعبي يعرفون جيداً بأن ( الأبـوذيّـة) هي وحـدها من يـوازي هـذا ( المـوّال ) في الحضور والثقافـة الشعبية، لأنـها تمتـلك تلك القـدرة على التعبير الموجـز عن مشاعر الناس، نظراً لسهولتها في النظم، وسرعة القـول فيها ارتجـالاً، والقبول السريع لها في ( مقامات الغـناء ) الأمر الذي يزيـد من مساحة انتشارها ( المحلّـي ) وهي عاشقة لبيئـتها في العراق، ولم تغـادرها الى أيِّ قطرٍ آخـر، وتلك احـدى ميزاتها الأصيلة، بعكس الموال والعتابا اللّـذانِ وصلا الى بقية دول الجـوار .
* إن خـاصية ( نظـم الأبـوذيّـة ) أخضعها الشعراء الشعبيون الى قريحتهـم المحلّية، فراحت تستجيب لهم بطواعية عجيبة، وتهضم حتى المفردات الفصيحة والمفردات الأجنبية من اللّغـات الأخرى، وتخضعها الى ميزانها الشعري والمعنوي، نتيجة الديناميكية العالية التي تعتمـدها في ( مفردات الجناس ) التي ترتكـز عليها في النظم .
* تُـنظم الأبـوذيّـة على ( بحر الـوافـر ) وتفعيلاتها تكون ( مفـاعيلن مفاعيلـن فعـولن ) . واغـلب شعراء الأبـوذية ومطربيها في العـراق لا يعرفـون ( هـذه المفاعيل ) ولا تلك الأوزان، نظراً لسيادة الأميّـة بين أوساطهم تاريخيّـاً ، سوى القليل منهم، لكنّـهم لا يخطئون في نظمها ووزنها العروضي، فـالسماع، هـو المقياس لديهم، ولو سـألتَ أيَّ شاعر من ( أبناء الأهـوار ) أو من سكنة الريف الزراعي في الجنوب العراقي عـن ( وزنهـا العروضي ) لاستهـزأ بكَ وقـال : نحـن نرتشفها مع حليب أمّـهاتنا، وفُطمنا عليها، ولا حاجة بنـا الى معرفة ( عروضها )، ويرتجـل لك ما تريـد من معنى، وبنيه الى ( الجناس التـام ) دون تردد أو تفكير، وهو لا يعرف معنى ( الجناس التام – نظريّـاً ) وتلك هي سجيّـتهم التي فطروا عليها في (نظم الأبـوذيّـة ) .
* لقـد فرضت الأبـوذيّـة نفسها على كل الغـناء العراقي، ودخلت بقـوة لتحتل عرشها في ( نغمات المقام العراقي ) وتكيّـفت لكل ( الأطـوار الغـنائية ) ، بل زحفـت على (مجالس الذكر والموالد النبوية والدينية) وليس هُـناك من مطربٍ يُعَـدُّ مطرباً إذ لم يكن يحسن أداء الأبـوذيّـة، فهي ( إحـدى اختبارات المطربين الكبار ) للمفاضلة والتميّـيز في مـيدان الغـناء .
* قراءتنا لـتاريخ الأبـوذيّـة، قـادنا الى انها من ( مولّـدات نهـايات العصر العبّـاسي )، أي بعـد سقوط بغـداد على يـد المغـول عام 656 هـ / 1258 م ، إذ سـاد الأدب العربي فترة ركودٍ ونكوص، مِمّـا حدى بأصحاب ( الإبـداع الشعبي ) في ( الفترة المظلمة ) لأن يظهـروا على الساحة الثقافية، بغيـة ملئ الفـراغ الحاصل بعـد سقوط الحضارة العبّـاسية . وتـلك رؤيتـنا ، ولعلّ من يعثـر على بعض المخطوطات، من تلك الفترة، يرفض هـذا الرأي أو يسـانـده، لأن هـناك الكثير من المخطوطات العربية لم ينفض عنها الغـبار بعـد، لا سيما فيما يخص ( الأدب الشعبي ) في العـراق .
* وعلى العُـموم، كان مشوارنا مع ( بحث الأبوذيّـة ) شيِّقـاً، تعرّفنا فيه على تاريخها، وبيئتها ومفرداتها ووزنها العروضي، وأطوارها الغنائية، واهـم شعرائها ومطربيها، وخصالها العراقية الأخرى.
وعلى هـذا الأساس من التصوّر ، قسّـمنا العمل في البحث على بابين رئيسيّـين هُـما :
* البـاب الأول : حمل عـنوان – الأبوذيــة وإشكالاتهـا في النظــم الشعري ، اشتمل على الفصول التالية:
الفصــل الأول: تمهـيد نظـري حـول أهمية الشعر والغناء والموسيقى في الحيــــاة العـراقيـــــة :
الفصل الثاني: الأبـوذيّـة، بين التسمية والوزن العروضي، وكيفيّـة النظم وقراءة الأبوذية.
الفصل الثالث: تـاريخ ظهـور الأبـوذيّـة .
الفصل الـرابع: أنـواع نـظم الأبـوذيّـة .
الفصل الخامس : الأبـوذيّـة والمنبر الحسيني في العـراق .
الفصل السـادس : حِـوارات في الأبـوذيّـة .
الفصل السـابع : الأبـوذيّـة العراقية واللّـغات الأجنبية .
الفصل الثامـن : أشـكال فـنيّـة في نظم الأبـوذيّـة .
الفصل التاسع : المسـاجلات الشعرية في الأبـوذيّـة العراقية .
الفصل العـاشر : فصل خـاص عـن الشاعر أبو معيشي .
الفصل الحادي عشر: نمـاذج مخـتارة من نظـم الأبـوذيّـة .
* البــاب الثـاني : حمل عـنوان – الأبوذيّـة وإشكالاتها في الغِـناء العراقي. واشتملت على الفصول التالية:
الفصـل الأول : الأطـوار في غـناء الأبوذيّـة .
الفصل الثاني : كيف تُـؤدّى الأبـوذيّة في أطـوار الغـناء العراقية .
الفصل الثالث : الأطوار التي اشتقّ اسمها من أسماء الأشخاص .
الفصل الـرابع : الأطوار التي اشتقّ اسمها من المقـامات العراقية .
الفصل الخامس: الأطوار التي اشتقّ اسمها من اسم القبيلة أو العشيرة .
الفصل السادس: الأطوار التي اشتقّ اسمها من المهـنة أو العـمل .
الفصل السابع: الأطوار التي حملت اسماء مبدعيـها .
الفصل الثامن : أعــلام مطربي الأبوذية العراقية .
* قائمة بأسماء المصادر والمراجع .

* وفي الختـام نقول : هـذا هـو مقـدار جهـدنا في هـذه الموسوعة، التي أخذت منّـا أزهى أيام العمر، إذ بذلنا فيها زمنـاً زاد على ( 35 سنة ) لعلّـنا نكون قـد أدّينا ما يمليه علينا الضمير المعرفي، والموقف الوطني من تراثـنا العراقي أولاً ، ومن تراثنا العربي – الإسلامي ثانياُ، وهـذا العمل يخصّني وحـدي، وعـنه أتحمّـل كامل المسؤولية في كل كلمة كُـتبت فيه، ولا أبرئ نفسي من الخطأ .
* * *
* أنـا ووزارة الثقافة العراقية وموسوعة بغـداد الثقافية في العصر العباسي :
* في الأشهـر الأولى من عام 2013 ، أعلنت ” منظمة اليونسكو ” أن بغـداد عاصمة الثقافة العربية – الإسلامية لعام 2013، وعلى ضوء ذلك، دعت وزارة الثقافة العراقية، كل الأدباء والمؤرّخين والعاملين في مجال الثقافة إلى ” تقـديم مؤلّـفاتهم ونتـاجاتهم الثقافية إلى الوزارة، بغية نشرهـا في هذا العام ” وكنتُ قـد نشرت ” مقالاً موجزاً ” عن هذه الموسوعة في أكثر من موقع وصحيفة عربية، خلقت صدىً إيجابيّـاً في أكثرِ من بلد، وعلى ضوءِ ذلك، إتّصل بي السيد سفير جمهـورية العراق في كـندا، د. عبد الرحمن حميد الهـاشمي ، من خلال الصديق الأستاذ محمد عيسى، والذي كان يشتغل بالسفارة ” مُـترجمـاً ” وقد التقـينـا في ” مكتبهِ في أوتـاوا ” ورحّب بنـا بشكلٍ ممتـاز، وقد طلب مني ” موسوعة بغـداد الثقافية في العصر العبّـاسي في 20 مجلد ” بغية إرسالهـا إلى وزارة الثقافة في بغـداد، لغرض نشرهـا ، كون بغـداد إختيرت ” عاصمة للثقافة العربية – الإسلامية ” في هـذا العام، فقـدّمت نسختين من ” الموسوعة مرقونـةً على سي دي ” مع السيرة الذاتية، ونسخة من ” موسوعة الوراقة والوراقين في الحضارة العربية الإسلامية” في 6 أجزاء، فـأرسلهـما السفير بكتـابٍ رسمي إلى وزارة الثقافة عـن طريق ” الحقيبة الدُبلماسية ” ضمن خطـابٍ موجّـه إلى السيد وزير الثقافة وقـتذاك ” فـرهـاد راونـدوزي ” وهـو من الأخـوة الأكراد، وقـد أُعلمت السفارة بوصول ” الموسوعة” وملـحـقـاتهـا إلى وزارة الثقافة، فـاعلمتني السفارة بذلك، وبقيتُ ، منذ ذلك الحين أنتظرُ صدور الموسوعة، والتي سرقت مني كـامل عُـمري الإبـداعي الأول، حيث شغلتني بحدود ( 36 سنة ) وأنفقتُ عليهـا ، من جيبي الخـاص، أكثر من ( 50 ألف دولار ) حتى اكتملت، واعـتقدتُ واهـمـاً، بـأن الوزارة سوف تـدعوني مباشرة إليهـا ، بغية الحـوار حولهـا ، والإشراف على طباعـتهـا، وبقيتُ في ” إنتـظـارﮔـودو ” حتى هذه اللّحظة .
* في عـام 2015 ، نشرت ” رسالة مـوجّـة إلى وزير الثقافة العراقية ” أستفسر بهـا عـن ” مـآل تلك الموسوعة ” ولكن ” لا حياةَ لمـن تـُنادي ” * وفي عام 2016 ، بعثتُ برسالة إلى السيدة د. راهبة أسود حسين ” المديرة العـام لدائرة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة، أستفسرُ فيهـا عـن ” مـآل تلك الموسوعة” ، فـأخبرتني بـأن ” طبع الموسوعة متوقف على ” تـوقيع وزير الثقـافة السيد فـرهـاد رازنـدوزي ” بغية صرف المبلغ المخصّص للطباعة، إلاّ أنّـه لم يوقّـع على الطلب والموافقة ! وبقيت الموسوعـة على رفوف وزارة الثقافة العراقية ، وقـد أثـار الصديق د. عبد الحسين شـعبان، والروائي العراقي المعروف الأستاذ جمعـة اللاّمي، أثارا، في زيارتهم إلى وزارة الثقافة العراقية ” موضوع طباعة الموسوعة ” نظراً لأهميتهـا بتاريخ الثقافة العراقية، فوعـدوهم خيراً، ولكل بشكلٍ مزوّر، وكذبوا عليهـم في تلك اللّـقاءات ! .
* وحين وصل د. حسـن ناظم ، إلى سدّة وزارة الثقافة، تفـائلنـا خيراً في ذلك، فـاتصل بي الصديق الأستاذ عـدنـان دخيل ، وهو كاتبٌ ومترجم معروف، وصديق لوزير الثقافة – إتصل بـه وطرح ” فكرة نشر الموسوعة ” فطلب منه الوزير أن ” أرسل لهـم المقدمة ” على الأقل ، بغية الإطلاع على مفاصلهـا، فـأرسلت ” تلك المقدمة ” المنشورة أعـلاه، مع ” البيبـلوغرافيـا ” المعتمدة في دراسة هذه الموسوعة .
* في منتصفِ عـام 2022 ، حضر إلى ” الصالون الثقافي العراقي في لوس أنجلس ” السيد الوزير المذكور، وطرحـنـا الأمر عليه مُـجدّداً ، فقال ” سنرى في الأمر ” ! وبعد مدة ، سـألت الزميل والصديق الأستاذ عـدنـان دخيل، والذي كان عضواً معـنا في ” إدارة الصالون الثقافي المذكور” ونحن نجتمع عبر ” منصّـة الزووم ” عـن رأي الوزير في ” مسألة طباعة الموسوعة “! فـأخبرني ” بـأن كلفة طباعة الموسوعة ” في وزارة الثقافة، تحتاج إلى ” 40 مليون دينـار عراقي ” أي مـا يعادل ” 30 ألف دولار ” وهذا المبلغ لا تستطيع وزارة الثقافة العراقية من تـأمينـهِ لنشر تلك الموسوعة ! في الوقت الذي ” وافق د. حسن ناظم – وزير الثقافة على صرفِ مبلغ ومقدارهُ ” 12 مـليار دينار عراقي ” من ميزانية الوزارة لتشيّيد نصب تـذكاري للسيد محمد صادق الصدر ” وفق الكتـاب الرسمي ، والذي ننقل ” نصّـه التالي : مع صورة فوتغرافية للكتاب / ونظراً لعدم إمكانية موقع الحوار المتمدن لنشر الصور الفوتغرافية في الموقع / لذلك نقلنـاه نصّـاً – دون أن نغيّر بصيغته ، اللغوية والطباعبة أيضاً / للعلم :
( بسم الله الرحمن الرحيم )
وزارة الثقافة – دائرة الشؤون الإدارية .
العـدد / 77312
التـاريخ 11 / 5 / 2022
” أمـر وزاري ”
( إجـابة لكتـاب ديوان الوقف الشيعي المرقـم ( 08934 ) في 11 / 5 / 2022 وكتاب الأمانة العامة لمجلس الوزراء المرقّم ( 8612 في10 / 5 / 2022 ) حول تشكيل لجنة فنيـة عليا من وزارتـنا لإقامة نصب تـذكاري للسيد الشهيد الصدر ” قدس الله سره ” نعلمكم أن وزارة الثقافة تتـبرع بالقيمة المالية للنصب التذكاري المشار لـه وفاءً لدماء السيد الشهـيد حيث خُصصت وزارتنا مبلغـاً قدره ( 12000000000 ) إثنا عشر مليار دينار عراقي لإقامة هذا النصب واختارت مجموعة من النماذج الفنية الجمالية من إبداعات أفضل الفنـانين النحاتين في العراق وسيتم صناعة هذا النصب في إيطاليا حسب أحسن المواصفات العالمية ) .

التـوقيــع
د. حسن نـــاظم
وزير الثقافة والسياحة والآثـــار
11 / 5 / 2022
………………………………………………………………

* إيّ مفارقة تلك التي يـؤمن بهـا وزير الثقافة العراقية، حين يُفضّـل ” تشييّد نصب تـذكاري ” لرجل دين شيعي ، يؤمن بالطائفية، بل هـو أحـد رموزهـا، على عمل تـاريخي – ثقافي، يعـزّز ويمجّـد حضارة العراق وثقافته، في أخصب فترة تـاريخية، مَـرّ بهـا العراق في العصر العباسي، تـُرى أهـكذا تُـدار وزارة الثقافة العراقية، بهذا الأسلوب وبهـذا الشكل !؟ .
* * *
نهاية القسم الثـاني ويليه القسم الثالث . يتبع

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com