أخبار

وداعاً سويد ما قبل …! “وداعاً للسويد التي نعرفها”.

بيدر ميديا.."السويد.

وداعاً سويد ما قبل …! “وداعاً للسويد التي نعرفها”

كانت  السويد، رمز السلام والتقدم والرقي البشري خلال الــ خمسين عام الأخيرة من القرن الماضي . كذلك كانت السويد حلم للجميع للهجرة والاستقرار والعمل ، وكانت قبلة للباحثين عن مجتمع ديمقراطي مسالم ، لا يوجد به عنف ولا جريمة ولا عنصرية ، ولكن السويد لم تعد كما كانت .. حيث تغيرت وتغيرت كثير ، وربما علينا ان نقول “وداعاً للسويد التي عرفناها” 

أهم ما في مجموعة السويد ودول اسكندنافيا الماسية كان الحياد الخارجي والازدهار الداخلي. وقد تمتعت السويد بذلك على الدوام فكانت نظام ديمقراطي محايد مزدهر ، ومن افضل دول الرأسمالية التي تمنح ضمان اجتماعي لشعبها    في العالم. وكانت خالية تقريباً من الرشوة والفساد والجريمة والعنف ، وكذلك لا عنصرية فالتسامح والسلام هو سمة المجتمع . وبسبب خلوها من المشاكل، حتى العاطفية منها، قيل إن معدلات الانتحار ارتفعت بين الشبان، من الملل. ولا سجون في السويد حيث اختفت الجريمة !
ثم حدث تغير كبير، في السويد منذ مطلع القرن الجديد ولكن التغيير أصبح صادم منذ عقد مضى وربما من بعد 2010  ، حيث بدأت الهجرات العشوائية للسويد ، وبدأت مشاكل السويد تتخذ أشكالاً جديدة ، ووجد اليمين المتطرف الفرصة التي لا تتكرر لكي ينهض ويخرج من تحت الجليد السويدي لبخ السموم في المجتمع السويدي .

بدأت المشاكل واشتدت الازمات من أزمة لجوء وأزمة سكن وأزمة بطالة وضعف العملة الكرون وقلة الأجور والرواتب ثم ظهرت الجريمة والحوادث التي لم تشهدها أو تعرفها السويد من قبل ، وكثرت الاضطهادات، واعتلت الأنظمة والمؤسسات السويدية وانتشر الاحتيال على نظام الضمان الاجتماعية ، فظهر الفقر والعنصرية والعزلة والجريمة في السويد .

 هجرة عشوائية + متطرفين من اليمين + سياسات غير حكيمة كانت سبب في تغيير السويد التي نعرفها ، فالهجرة العشوائية أدت لظهور لمجتمع موازي منعزل تكثر فيه المشاكل والجريمة ، والمتطرفين من اليمين السويدي نشروا الكراهية والعنصرية ورفض الأخر في مجتمع السويد المسالم . والسياسات الحكومية السويدية كان متناقضة  عقيمة .

لم يستطيع السياسيين في السويد فهم المشكلة فكانوا يدافعون عن سياسة الهجرة صباحاً ويلعنون المهاجرين مساءً  ، كانوا يتركون المجرمين في الشوارع ويتوعدون المهاجرين بالعقوبات إذا لم يندمجوا ،  و بدأ الشعب السويدي يرى ويسمع في شوارع مدنه الهادئة عن القتل والعنف ، وبدأ يخاف  من تأثير التغير السكاني على الحياة العامة، وطالب السويديين  بالحد من استقبال المهاجرين. 

الجميع ساهم في قتل السويد التي عرفناه ، قالوا أن اللاجئين المزيَّفين هم السبب  يأتون بحثاً عن المساعدات المالية ولا تتوافر فيهم شروط اللجوء لا يريدون العمل ولا الدراسة نشروا الاحتيال والجريمة والفوضى ، وقالوا ان اليمين المتطرف هو السبب في نشر الكراهية ورفض الأخر ، وقالوا أن الحكومات الفاشلة هي من أوصلت السويد للقاع فانهارت منظومة الرفاه السويدية .

في رسالة قبل أيام إلى «مجلة “سبكتاتور” البريطانية»  من مراسلتها في السويد، قالت أن الجريمة المنظمة التي يبسطها المهاجرون تغيِّر وجه البلاد. وأن مناطق بأكملها أصبح ممنوعاً على الشرطة السويدية  دخولها. وإن معدل الجريمة اليومي في السويد يعادل نسبة الجريمة سنوياً في لندن… الأمر سيء للغاية ..لم تعد السويد هي السويد التي نعرفها كــ أوروبيون من قبل ! 

ألبرت هولمغرين  كاتب وصحافيّ سويدي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com