منوعات

«أسود الأطلس» جزائريون… وفتش عن «هيفاء وهبي» ضمن المحامين في المغرب!

بيدر ميديا.."

«أسود الأطلس» جزائريون… وفتش عن «هيفاء وهبي» ضمن المحامين في المغرب!

الطاهر الطويل

 

صار الكثيرون يتسابقون في البحث عن اسم المطربة اللبنانية هيفاء وهبي في الأخبار والمواقع الإلكترونية وفي أحاديث الصالونات الخاصة، ليس لاكتشاف قصصها العجيبة والمثيرة، وإنما تيمُّنا باسمها «المبارك»، وأملا في أن يعثروا عليه ضمن قائمة الناجحين في اختبار المحاماة في المغرب.
سبب ذلك أن وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي، حين سُئل عن سبب وجود أشخاص عديدين ضمن القائمة السعيدة، أرغى وأزبد وانتفض قائلا إن هناك العديد من العائلات تحمل ذلك اللقب، ولكنها لا تربطها به أيّ قرابة.
الممثل المغربي محمد الشوبي يخبرنا عبر صفحته الفيسبوكية (والعهدة عليه) أن «هيفاء وهبي تتخلى عن كُنيتها، وتسمّي نفسها هيفاء أخنوش في انتظار أن يقترف هو الآخر (شي مصيبة)» على حد تعبيره، في لمز خفيف لرئيس الحكومة.
يقول المثل المغربي «اللي حرثوا الجمل دكو» (بمعنى أن ما حرثه الجمل دكّه بأقدامه)، وهو ينطبق على ما حصل للحكومة المغربية أخيرا، فبعد الإنجاز الباهر لمنتخب «أسود الأطلس» في منافسات «مونديال» قطر، والذي كان من انعكاساته الإيجابية أن جعل المغرب وجهة مفضّلة أكثر لدى ملايين السياح الأجانب، جاءت تصريحات وزير العدل لتهدم الفرحة التي عمت أوساط الشعب، حتى جاوزت حدود البلاد.
الوزير «الأصيل» و»الحداثي» في الوقت نفسه، انطلاقا من اسم الحزب الذي يرأسه، يفتخر بكونه ثريّا وبكون نجله درس في كندا، وبذلك يحق له الفوز في امتحانات المحاماة، أما أبناء الأسر المنتمية للطبقة الفقيرة والمتوسطة، فليجربوا حظهم مع سمك القرش، مع الاعتذار للكاتب يوسف فاضل عن اقتباس عنوان إحدى مسرحياته.
مئات الراسبين ممّن لم يُتح لهم اجتياز الجسر نحو «الوزرة السوداء»، انتفضوا غاضبين من تصريحات الوزير نفسه، كما احتجوا على نتائج الامتحانات مطالبين بإعادتها، بذريعة أن خروقات شابتها.
ولم يقتصر الموضوع على المواقع الإلكترونية المحلية وشبكات التواصل الاجتماعي، كما لم تستطع أحاديث الوزير للقنوات الرسمية المغربية أن تمحو التداعيات المتواصلة لتلك التصريحات، فقد وصل دخان الحرائق إلى القنوات التلفزيونية العالمية، من «بي بي سي» و»الجزيرة» حتى «فرانس 24». وبذلك، تلطخت سمعة حكومة أخنوش، وما زاد الطين بلّة أن استطلاعا للرأي ظهرت نتائجه مطلع الأسبوع الجاري، منح الحكومة إياها تنقيطا ضعيفا جدا في مؤشر ثقة المواطنين المغاربة!
أما الوزير فراح يطوف عبر القنوات التلفزيونية لعله يصحح زلة اللسان التي صدرت منه في لحظة انفعال، ولكن «هل يصلح العطار ما أفسد الدهر»، على حد قول المثل؟

«أسود الأطلس» جزائريون؟!

وفي الجزائر شطح الخيال بعيدا بمتحدث في إحدى القنوات التلفزيونية الرياضية، إذ ربما لم يستسغ بعد الإنجازات التي حققها المنتخب المغربي في «مونديال» قطر، ومن ثم أصرّ على القول إن تسمية «أسود الأطلس» جزائرية، حجّته في ذلك أن بلاده تمتلك 70 في المئة من السلسلة الجبلية. وأعلن اعتراضه على حيوان «الفنك» الذي يتخذه منتخب «محاربي الصحراء» شعارا له، كما جُعل تميمة لكأس إفريقيا للاعبين المحليين التي تقام في الجزائر.
وغاب عن بال المعلق الجزائري أن ما يحقق الفوز ليس هو اللقب اللصيق بفريق ما، ولكن كفاءات اللاعبين والمدرب والظروف المناسبة لعملهم جميعا.
الظاهر أن المسألة تندرج في سياق ولع كثير من الأطراف الجزائرية، هذه الأيام، بنسبة أي شيء يتعلق بالمغرب لبلادها، إلى درجة «اقتناص» صور مدن وفضاءات مغربية معينة، وجعلها خلفية لتقارير إخبارية في وسائل الإعلام.
وإمعانا في إثارة الجراح وتوسيع الهوة بين البلدين الجارين، أصرّت سلطات «قصر المرادية» على استبعاد فرقة مسرحية جزائرية من المشاركة في الدورة الجديدة لمهرجان المسرح المغربي، لا لشيء سوى لكونها تقام حاليا في مدينة الدار البيضاء المغربية. وبذلك، حرمت المسرحيين الجزائريين من اللقاء والتواصل مع أشقائهم العرب، ومنعتهم من عرض تجربتهم المسرحية أمام باقي الفرق المشاركة، علما بأن للمسرح الجزائري مكانة في الساحة الفنية العربية.
وما دام الشيء بالشيء يُذكر، فالمؤسف أنه رغم احتضان المغرب لهذه التظاهرة المسرحية الكبرى، لكنها لم تحظ بالاهتمام الإعلامي الواسع المطلوب. شيء مخجل حقا أن الإذاعات والتلفزيونات التي تتزاحم بكاميراتها وميكروفوناتها كلما تعلق الأمر بمهرجان للغناء أو بمسابقة رياضية، يتخلف كثير منها عن مواكبة أكبر مهرجان مسرحي عربي يستقطب هذا العدد الضخم من الضيوف: أكثر من 400 مئة اسم!

«فضيحة بجلاجل»!

وفي مسابقة للشعر العربي ينقلها التلفزيون الإماراتي، وجد بعض أعضاء لجنة التحكيم أنفسهم في وضع مخجل لا يحسدون عليه، إذ تحولوا من مُحكِّمين إلى مُحكَّم عليهم. المفروض في اللجنة أن تكون على دراية جيدة بقواعد المجال المتنافس فيه، حتى تُعطى لتقييمها المصداقية المرجوة أمام الجمهور وأمام المتنافسين.
بيت القصيد أن بعض أعضاء اللجنة ارتكبوا أخطاء لغوية فظيعة وهم يتحدثون إلى الشعراء المتنافسين، بل وأخذتهم العزة بالإثم، فأصرّوا على أخطائهم التي نبّههم إليها متنافس متمكن من لغة الضاد، وانتقلت تلك الأخطاء من نطاق البرنامج التلفزيوني إلى التداول عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فصارت «فضيحة بجلاجل» مثلما سار بذلك المثل الشائع!

وداعا «عبد الرؤوف»!

انتقل «عبد الرؤوف» إلى رحمة الله ومغفرته، وذهبت مع هذا الفنان ذكريات بهيجة من الكوميديا الشعبية العفوية التي رافقت أجيالا من المغاربة عبر التلفاز والسهرات العمومية.
و»عبد الرؤوف» كان لقبا لصيقا بالممثل المغربي عبد الرحيم التونسي، صاحب المشاهد الكوميدية البسيطة والمعروف بشخصية الفتى أو الرجل الطيب المحتفظ بفطرته وصفائه.
ما يثير الانتباه على سبيل المفارقة أن الكثير من النقاد كانوا ينزلون بالأسواط على الفنان «عبد الرؤوف»، ويطلقون عليه أوصافا لاذعة، لكن ما إن أعلن عن وفاته حتى صار صديقهم الذي يكيلون له عبارات الرثاء والثناء.
والملاحظ أيضا أن هذا الفنان ـ شأن غيره من الفنانين المغاربة الرواد ـ كان يعيش نسيا منسيا خلال السنوات الأخيرة بعيدا عن الأضواء الإعلامية، حتى إذا أسلم الروح إلى خالقها، أصبح الكل يتحدث عنه وينشر صوره ويعدد فضائله!

 كاتب من المغرب

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com