نخلة عراقية باسقة –
صادق الجمل
وانت تستمع للاستاذ الدكتور عبد الحسين شعبان تحتاج إلى ان تراجع ترجمات التاريخ (history ) والى تاريخ الحركات السياسية والاحداث التأريخية فالرجل يمتلك خزائن من المعلومات والتجارب وعلاقات كثيرة تمتد لسنوات قضاها يبحث عن اصدق مواردها ويبتعد كثيرا بل ويرفض ( العنعنة) يأخذ المعلومة من افواه صانعيها ، يغربلها (يفلترها) في مختبره الذي حاكه بشعيراته الفضية منذ وضع قدمه في مدارس النجف يستلهم من تاريخها ومفكريها الدروس والعبر . وحدثني كيف سافر وقطع الاف الاميال لسانتياغو والتي اثمرت زيارته تلك دراسة مهمة عن حياة وفكر سلفادور ليندي من خلال تسجيل ملاحظاته وهو يتجول في بيته وكتبه وسيرة حياته. ففي جولاته عرف عن قرب رجال سياسة وادب في شتى ارجاء المعمورة وخاض نضالا في سوح المعارك ( حركة الانصار ) مثالا وساهم في تاسيس لجان ومنتديات عالمية ويحار المتابع لمسيرة الدكتور شعبان كيف استطاع العمل في اكثر من عشرين نقابة واتحاد عربيا وعالميا ولم يكن مجرد رقم بل كان عضوا فاعلا ومنتجا ومؤسسا فقد اعاد بناء اللجنة الوطنية للسلم والتضامن في مطلع الثمانينيات وبذل جهدا استثنائيا من خلال جامعة الدول العربية والامم المتحدة لنشر ثقافة التسامح ونبذ العنف وله مبادرات كثيرة جدا في ذلك. تجاوزت مؤلفاته ال80 منجزا في شتى ميادين الفكر والثقافة والسياسة واعتمد بعضها في مناهج الكليات والمعاهد العالمية الرصينة.. ايها الممتلأ علما وفكرا كم عظيم بتلك الانحناءة وذلك التواضع الجم حينما تخطو وسط عواصف الترحيب والتصفيق…
مرحبا بالمفكر الدكتور عبد الحسين شعبان في ربوعنا وهو الذي قدم للوطن الكثير و من غير منة ونال محبة مثقفيه و ناسه وهذا مرتجاه لا اكثر.
