صحف

روسيا تؤكد الإستعداد للتفاوض عقب الإعتراف بدونيتسك ولوغانسك.

بيدر ميديا.."الزمان.

أمريكا والغرب يتهمون موسكو بخلق ذريعة لإجتياح أوكرانيا

روسيا تؤكد الإستعداد للتفاوض عقب الإعتراف بدونيتسك ولوغانسك

موسكو – الزمان

نيويورك – مرسي ابو طوق

اثار توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مرسومين يقضيان باعتراف بلاده باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين عن أوكرانيا، على خلفية أزمة عسكرية سياسية مستمرة في منطقة دونباس منذ العام 2014? موجة تنديد طغت على تصريحات المسؤولين الغربيين في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، بعد أن غيرت موسكو المعادلة على أرض أوكرانيا،برغم تصريحاتها المتكررة باستعدادها مواصلة الحوار، حيث اعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ،أن بلاده ستفرض عقوبات محدودة ضد روسيا على خلفية ذلك الاعتراف. وأكّدت روسيا أنها لا تزال مستعدة لعقد مفاوضات مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي من المقرر أن يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف يوم غد الخميس.وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا (حتى في اللحظات الأكثر صعوبةً،نقول نحن مستعدّون لآلية مفاوضات، لذلك موقفنا بقي نفسه ولا نزال نؤيد سلوك المسار الدبلوماسي). واعترف بوتين باستقلال دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من طرف واحد في الشرق الأوكراني ،وأمر القوات الروسية بدخولهما، متحديًا (الدول الغربية التي تمرّ علاقاتها مع موسكو بأسوأ أزمة منذ الحرب الباردة بسبب الوضع في أوكرانيا). وقبل وقت قصير من إعلان بوتين قراره الذي ندّدت به كييف والغرب، أعلن لافروف أنه سيلتقي بلينكن غدا في جنيف لمحاولة نزع فتيل الأزمة بين روسيا والدول الغربية. بدوره ، اكد مندوب أوكرانيا لدى مجلس الأمن، إن حدود بلاده غير قابلة للتغيير،برغم من الإجراءات التي أعلنت عنها روسيا مؤخرا.وقال سيرغي كيسليتسيا خلال جلسة طارئة للمجلس ان (الحدود الأوكرانية المعترف بها دوليا كانت وستبقى غير قابلة للتغيير بصرف النظر عن أي بيانات أو أفعال من قبل روسيا الاتحادية). واشار السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا ، ان بلاده منفتحة على الدبلوماسية، لكنه شدّد على ضرورة الدفاع عن المناطق الانفصالية في وجه العدوان الأوكراني على حد وصفه.وقال خلال الاجتماع (نبقى منفتحين على الدبلوماسية ومن أجل التوصل إلى حل دبلوماسي)، مضيفاً (ومع ذلك فإن السماح بحمام دم جديد في الدونباس هو شيء لا ننوي فعله).  وانعقدت الجلسة الطارئة بعد إعطاء بوتين أوامر لوزارة الدفاع بنشر قوات حفظ سلام روسية في المنطقتين الانفصاليتين لوغانسك ودونيتسك، وهي خطوة شجبتها الولايات المتحدة وحلفاؤها بشدة خلال الجلسة. فيما اجلت الولايات المتحدة دبلوماسييها المتبقين في أوكرانيا إلى بولندا لدواع أمنية. وقال بلينكن في بيان انه (لأسباب أمنية، سيقضي موظفو وزارة الخارجية الموجودون حاليا بلفوف في بولندا).وتأتي هذه الخطوة بعد نحو أسبوع على نقل السفارة الأمريكية من كييف إلى مدينة لفوف، الواقعة في أقصى غرب أوكرانيا، جراء تصاعد التوتر بشكل متسارع بشرق البلاد. وتقع دونيتسك ولوغانسك، الجمهوريتان الانفصاليتان المواليتان لروسيا التي اعترفت باستقلالهما ن، في حوض دونباس الناطق بالروسية في شرق أوكرانيا، وقد أصبحتا منذ 2014 خارجتين عن سيطرة كييف.وأودى النزاع المستمر منذ 2014 بين الانفصاليين والقوات الحكومية الأوكرانية بحياة أكثر من 14 ألف شخص. دونيتسك (ستالينو سابقاً)، هي المدينة الرئيسة في حوض التعدين دونباس وأحد المراكز الرئيسة لإنتاج الصلب في أوكرانيا، يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة.ولوغانسك (فوروشيلوفغراد سابقا) هي مدينة صناعية يبلغ عدد سكانها 1,5 مليون نسمة.ويحتوي حوض دونباس المتاخم لروسيا على الشاطئ الشمالي للبحر الأسود، على احتياطات ضخمة من الفحم.ويعود وجود ناطقين بالروسية في تلك المنطقة بشكل أساسي إلى إرسال عمال روس إليها بعد الحرب العالمية الثانية خلال الحقبة السوفياتية.واندلع الصراع بين القوات الأوكرانية والانفصاليين في دونيتسك ولوغانسك قبل ثماني سنوات، عقب ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم.ولا يعترف المجتمع الدولي باستقلالهما الذي أُعلن بعد استفتاءات. وتتّهم كييف والغرب روسيا بدعم الانفصاليين الموالين لموسكو عسكريا وماليا. اما منطقة دونباس فأنها تقع في قلب معركة ثقافية بين كييف وموسكو التي تؤكد أن هذه المنطقة، على غرار جزء كبير من شرق أوكرانيا، يسكنها ناطقون بالروسية تنبغي حمايتهم من القومية الأوكرانية.

وندد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون باعتراف موسكو باستقلال المنطقتين الانفصاليتين ،معتبرا ذلك انتهاكا صارخا لسيادة أوكرانية ووحدة أراضيها وتنصّلاً روسياً من اتفاقات مينسك)، مؤكدا ان (بلاده ستفرض عقوبات اقتصادية على موسكو).وعلق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، على التطورات الأخيرة في أوكرانيا. وقال في تصريح امس إن (بلاده تدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس و تعتقد ضرورة تجنب أي عمل من شأنه تصعيد التوترات). وأخذت أسعار النفط ترتفع مع تزايد المخاوف من أن تؤثر الأزمة الأوكرانية الروسية في الإمدادات في جميع أنحاء العالم.ووصل سعر خام برنت، وهو معيار دولي إلى أعلى مستوى له في سبع سنوات عند 97.76  دولارا للبرميل.وأغلقت أسواق الأسهم الآسيوية على انخفاض، واستعدت أسواق الأسهم الأمريكية والأوربية لحدوث خسائر.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com