تحقيقات

شفيق الكمالي.. دبلوماسي زاده الخيال.

بيدر ميديا.."

شفيق الكمالي.. دبلوماسي زاده الخيال

شفيق الكمالي.. دبلوماسي زاده الخيال

صباح الراوي

ولد شفيق الكمالي في العام 1929، وتوفي سنة 1984، وطيلة 55 عاماً، هي سني عمره، عاش في عالم خاص به لا لا يفهمه إلا من كان حالماً فهو، بالفعل، زاده الخيال والسحر والعطر والجمال.. عاش حياته حالماً لتحقيق الوحدة متألماً من تباعد حزب الوحدة إلى يسار ويمين.

هو شفيق السيد عبدالجبار السيد قدوري الكمالي من مواليد بلدة البو كمال السورية ولكنه يعود، بالأصل، إلى السادة المشاهدة في قضاء عنه، أي من المشهد الذي تقع بقاياه إلى الغرب قليلاً من مدينة عنه وفيه مسجد تحمل جدرانه نقوشاً وكتابات إسلامية.

يروي المؤرخون أن هذا المسجد قد شيد في المنطقة التي عسكر فيها الإمام علي ابن أبي طالب (رض) وهو في طريقه لملاقاة جيش معاوية في صفين.

انتمى الكمالي إلى حزب البعث في أواخر الأربعينيات. تخرج في كلية الآداب بجامعة بغداد في العام 1955. حصل على ماجستير في الأدب العربي من القاهرة عن رسالته (الشعر عند البدو).. رشح خلال دراسته لرئاسة اتحاد الطلبة العراقيين في القاهرة فانتخب بالأكثرية.

أصبح في العام 1963مديراً عاماً للإعلام حينما كان علي صالح السعدي وزيراً للإرشاد، قبل أن يتغير اسم الوزارة إلى وزارة الإعلام. أستاذ في كلية الآداب بجامعة بغداد والمستنصرية. متزوج من ابنة عمه شقيقة الدكتور فخري قدوري، أحد أهم قيادات البعث الذي عقد في داره الاجتماع الأول لانتخاب أقدم قيادة قطرية في العام 1953وقد تضاربت الآراء حول هذا التاريخ فمنهم من يقول 1945وآخر يقول 1952.

صاغ الكمالي البيان الأول الذي تلاه البكر على الشعب من إذاعة بغداد صبيحة 17تموز 1968، كما كلف بحمل قرار تشكيلة الوزارة الأولى، بعد  30تموز 1968إلى دار الإذاعة لإعلانه حيث تسنم فيها هو حقيبة وزارة الشباب. عضو في مجلس قيادة الثورة تشرين الثاني 1968. أعفي من منصبه وعين سفيراً في إسبانيا للمدة ما بين 1970إلى 1971، ثم وزيراً للإعلام أواسط أيار 1972، وعضواً في المجلس التربوي التابع لمجلس قيادة الثورة، وأسس مجلة (آفاق عربية)، وأصبح رئيساً لتحريرها، ثم رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين والأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، وهو مؤسس دار ثقافة الأطفال التي أصدرت مجلة (مجلتي)، واقترح إنشاء دار الأزياء العراقية.

مخاضة الموت

ومن قصيدة له في وصف الحرب ضد إيران مطلعها:

إنها الحرب فأقرعي يا طبول

نحن نار الوغى ولحن الفتيل

كم عبرنا مخاضة الموت حتى

أيقن الموت أننا المستحيل

ويختمها بالبيت الآتي:

يا أخا هدلة وأنت الدليل

والمرجى والصارم المسلول.

ولم ينفع الإطراء الوارد في البيت الأخير لمسح تلك الحادثة عندما انتدب الكمالي مبعوثاً من الحزب لحضور المؤتمر القومي التاسع في بيروت العام 1968، قبيل ثورة تموز ولم ينقل إلى المؤتمر توصية مفادها ترويج انتخاب صدام حسين عضواً في القيادة القومية وذلك بتأثير من عبدالله سلوم السامرائي وهكذا تسنم الكمالي الموقع القيادي، بدلاً من صدام حسين.

 اعتقل ولده يعرب بسبب شريط مسجل له يسخر فيه من السلطة ورموزها، وبعد مضي قرابة شهر اعترف أن كل ما ورد في التسجيل كان مقتبساً من رأي والده، وهكذا تم إيداع الكمالي في السجن.من المفارقات التي يصعب على الإنسان استيعابها هي النشيد الوطني (وطن مد على الأفق جناحا) يذاع صباحاً ومساء وتردده حناجر الملايين كل يوم ومؤلفه يقبع في السجن!!!.  بعد إطلاق سراحه اضطر إلى المكوث في منزله لا يبارحه بعد أن منع من ممارسة نشاطه الإعلامي وشطبت عضويته من المجلس الوطني لغيابه ثلاثة اشهر من دون عذر مشروع.تعرض، بعد إطلاق سراحه، إلى وعكات صحية، بعد اكتشاف الأطباء إصابته بسرطان الدم وبسب ذلك انتقل إلى رحمة الله.رحمه الله ويرحمنا جميعاً.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com