مقالات

خلخلة مسميات … النظام.. الأنظمة.. النظم

عبد الجبار الحمدي

التداخل في المسميات واشباهها تغير في الكثير من المعنى سواء كانت أسما أو فعلا او كلاهما إذا أدى العمل بفعل واحد وأسم متعدد، بعلم أنها تصب في مجرى واحد تطبيق بنودها او فقراتها خدمة لمنظم، قد تكون هناك عدم توافقية من حيث العمل المروم، لكنها بآخر الأمر تعطي ثمار فاسدة إذا ما كان هناك ضحايا، فمثلا أسم النظام، الأنظمة، والنظم…. مفردات أخرجت بعضها من بعض، كل تعمل بساحتها حسب مروجيها… فالنظام اسم يمكن ان واجهته جميلة لشخص ما يحمله يعكس من خلاله حالة ما، بنفس الوقت هناك الوجه الآخر القبيح الذي يمارسه في ذات الوقت لكن عكس الاتجاه، ذلك بالطبع يتبع الحالة النفسية والجسدية والعقلية الموروثة، التقلب المزاجي، البيئة، والمكتسب من المحيط الاجتماعي والثقافي والفكري بالتربية، فيما لو أخذنا المؤثرات النفسية التي ستصقل شخصية النظام وتقولبه ليكون واجهة ملمعة أو واجهة قبيحة… ذلك يكون في حالة تحول الأسم الى فعل يترجم بالتسلط والهيمنة، بعد ان يفقد آلية وسلوك المعنى، فالنظام الكوني بمعنى الانتظام المرتب في سير الكواكب بدقة وقدرة لا يمكن للتدخل العضلي او العقلي البشري ان تكون بيده، أي لابد من قوة خارقة او خارجة عن المألوف البشري هي من تسيطر عليها كي تجعلها تسير بنظام دقيق محكم كحركة الليل والنهار والحياة والموت والغيب والشهادة، المد والجزر، العدالة والحق الإلهية لا البشرية تلك التي لا يمكن للنظام البشري أن تكون له يد فيها ولا رأي.. أما حين يكون النظام البشري واقعا على الارض يكتسب أكثر من وجه منه السياق العام والسياق الخاص، فالعام منه هو محاولة وضع اساسيات بآليات تحفظ المسارات الحياتية برمتها المعيشية والاجتماعية السياسية التعليمية الثقافية الخدمية وما الى كل ذلك، تلك التي تكون تحت عنوان مستنبط منها مثل مفردة منظومة حياتية في حدود جغرافية… في الظاهر منها نجد الشكل العام يُطبق بتذمر من الإنسان كونه قابع بين فكي رحى مسامير لا يمكنه ان يحيد عن مساره عنها خوفا من نتيجة مخالفة نظم العقاب في المخالفة… والخاص من السياق حب التمرد الذي يقبع بداخل كل منا في محاولة التجربة بسؤال فيما إذا لو خرجت عن النظام ماذا سيحدث؟؟؟؟ لاشك سيكون هناك عقاب لجريرة تجاوز… بمعنى النظام كاسم يعكس جمالية ظاهرية اما المضمون لابد إعتماد العقاب القسري كي يسود من يرمل الكثير في ان يتسيد بقاءه، وهنا تأتي من يمتلك سبل و وسائل النظام؟ من يمتلك أدوات هيمنة السلطة للتلاعب  لبقاء النظام الحاكم؟ كي يكون الكلب المطواع لسيده مع وجود من تلبسوا وجه النظام بأقنعة قبيحة كي يكونوا اليد التي يبطش بها ليسود أطول فترة في البقاء كمخترع لعبارة البقاء حيا، عندما يتسيد النظام فعلا وعملا لابد له من وسائل تبرر بقاءه وتسيده تطيل في عمر وجوده فيلجأ هنا لإبتداع سياق نظم وجهها العام منمق باطنها يخفي فيه ضحايا الرفض لقد جُبل الإنسان كمخلوق على الرفض في عدم الإنصياع مالم يجرب العقاب، ذاك آدم وحواء، هابيل وقابيل، أبن نوح، قوم لوط، عاد وثمود، كل البشرية حتى في زمن الرسول الكريم… الرفض يعتبره البعض الخروج عن الطاعة، مع العلم إنها حالة تعبير عن الذات الطبيعية التي وضعت في داخل جينات البشرية ففي بعض الأحيان لو لم يكن هناك رفض لشيء ما في الحياة او الواقع الاجتماعي لما كان التغيير في النظم والنظام وحتى الأنظمة تلك التي يأتي مسماها دمجا لتجارب تعاقبية على مر العصور، فالأنظمة هي محصلة تجارب دكتاتوريات وسلطات وقليك من عدالة بائسة، خلافات عاهدت نفسها البقاء كالذات الإلهية وهذا هو الواقع في الكثير من الأنظمة العربية وغير العربية، فحين يمارس نظام ما عملية الحكم السلطوي يورثه، فيكون قد اتخذه وسيلة للبقاء كالذات الإلهية دون ان يعي او يعيل أهمية للضجر وعد الرضا من المقابل، متناسيا ان الفرق كبير وإن بدا الضجر والتململ من المخلوق عن طاعة الخالق، لذا تراه يثور يلعن ويلحد، يكفر ويبطش، يمارس ما يثير الخالق طلبا لعقاب المكون بأن ينال جريرة فعله… وهنا يتأتى الفرق، فالخالق الأعلى له من الإرادة والإمكانية التصرف في الغيب والماضي والحاضر والمستقبل والمعلومية في كل ما حدث وما سيحدث مع الصبر لإكتمال غاية لا يدركها إلا هو، بعبارة أخرى في قوله تعالى ( لله الأمر من قبل ومن بعد) أما الأنزياح الذي يمارسه المخلوق البشري كي يثير جلبه الخالق غير معول على ان للشأن الأعلى قدرات لا يمتلكها البشر ايا كان سلطته، لذا يحاول ان يتمثل بالرب من خلال صفات يتلبسها كوال او خليفة او رئيس ملك، سلطان، رجل دين، داعية، رب دنيوي يجمع القرابين خلال جهل المتعبدين فما اللات وهبل ومناص سوى صفات حجرية تجعل من هم دون منه لهم ربا وإلها… فبقاء الأنظمة الدكتاتورية بمعنى الوجودية والديمومة ان تكن تحمل مخالب الترهيب مع استخدام وسائل الثواب والعقاب ضمنيا في بعض الشؤون مع التأكيد على ان مبدأ العقاب هو السائد كي تكتمل وجودية الأنظمة ضمن المنظومة العامة للنظام، إن العالم الكوني يبقى حيا ما دام هناك نظام لا يتداخل فيه المخلوق البشري رغم عبثة في من خلال مسميات علمية فما اختراق الانسان للسماء و وصوله الى الاقمار والكواكب إلا مناطحة ومقارعة للذات الإلهية رغبة في النزعة المغروسة بعنوان هيمنة نظام معين ليتسيد الكون… وهذا وجه آخر يتفاعل فيه الكثير من البشر على أنه تطور علمي يمكن ان يقلع المخلوق من مكان تواجده الأرضي ليبحر فضاء الى العالم الكوني الآخر يمخره بحجة الاستكشاف والاكتشاف مع علمة أنه لم يفرغ بعد من اسكتشاف محيطه الأرضي بعد، بل وحتى النفسي الانساني الذي يعاني فيه من انفصام في الشخصية حيت لا زال يتوارث بموروث الجيني النزعة الى التفرقة والافضلية في اللون والعرق… فسن نظم حياته على هذه الأسس، متداخلا بشكل او بآخر بالمعتقدات والاديان حيث يبقي من يراها تنفعه في البقاء أمدا او قمع وإزالة من يراها تقوض بقاءه مدة اطول، الأنظمة التي ابيدت والمتعاقبة لو شرحناها لما وجدنا ان هناك نظام يسود حتى بالقانون الإلهي الذي أمكن المخلوق منه وجعله ربا دنيويا يخلفه في الأرض، فعند اعطائه هذا الحق المشروط لم يلغي عنصر التساؤل والافضلية لِمَ هو وليس أنا.. فالإختيار الإلهي جاء مبنيا على رؤية لا يمكن لليد البشرية ولا عقلها أن تعترض، فليس لها الحق وإن مارست اعتراضها بإذاقة صاحب الدعوة في التغيير والسعي لإرادة خالق عالم بأن مخلوقه يمتلك نزعة الأنا وحب السلطة وأعطائه إمكانية الجدل في كل شيء، فبقاء النظام وأعني ان يكون سياقا مرتبا بحقوق متساوية لكل المخلوقات البشرية تماما كعدالة السماء المناط تطبيقها عملية فعلية لابد لها من ميزان عدالة تحمله يد لا تغطي عينيها خوفا من ان النفس تحيد عن النظام المكتوب كدستور وتغرس نفسها بعنوان امارة بالسوء او الخوف أو الترهيب.. أن يكون للنظام رموز لا تخطيء في الحكم، فكل ما وضع من احكام هي وضعية اي بمعنى آلية عمل متغيرة في اي زمن يخالف الذي سبقه فما دام هناك همينة وعقول تبتدع معطيات جديدة مثل التطور العلمي والتكنلوجي والحياتي الاجتماعي هناك يد لأنظمة ما.. حملت الذات الإلهية الكاذبة بداخلها كي تسمو لأن تعبد فتمارس السطوة والمقارعة مع المعارض لها، غير أن على الإنسان الذي يستخدم عقله كي يتفاعل مع تلك المسميات ان يخوض تجربة الرأي والتفكر والاستنباط فقد خلق الله الإنسان بعقل لو استخدمه بحق في صياغة نظام يسير عليه لم حاد عنه، هذا بالطبع لو كان بعيدا عن المؤثرات الخارجية وهذا بالتأكيد من المستحيل لذا أجدني رغم ما يحيط بنا من مؤثرات اجتماعية وبيئية وسياسية اقتصادية بمتغيرات سريعة كارثية وغيرها من مكملات الحياة يرفضها الإنسان رفضا باتا لذا تراه عندما تتاح له الفرصة في لإبتعاد عن كل صخب الانظمة والنظام والنظم يلجأ الى العيش وحيدا بعيدا عن تلك الملهيات، يخلق ويوجد لنفسه نظم لحياته، يرتبها بسياق لا يجعله متعبا ابدا و وفق إمكانياته العقلية والعضلية وما يعتقده من قيم ومباديء موروثة جينية… وسؤال هل الحياة تكتمل نفسيا حين يعيش الإنسان منفردا؟؟ ام تتضائل بداخله حتى يكملها بالجنس الآخر فتكتمل حلقة التكامل الإنساني؟؟؟

فأيا كان النظام او الأنظمة أو النظم لابد لها دستور إلهي يلغي أغلب نظمة السلطوية عندما يمارس بشكل بشري لمخلوقات جميعها يجب ان تكون انبياء او اوصياء او صالحين… وحتى أن كانوا كذلك يلغي تتداخل النفس بسؤال لم أكون صالحا وليس وصيا؟ لم اكون وصيا وليس نبيا؟ ولم اكون نبيا وليس إلها؟؟؟

إن منظومة الحياة هي سلسلة دورة تماما كما دورة حياة النبات او الدودة او الشرنقة او الفُلك الدوارة تتبع نظام لا دخل لليد البشرية بتحويره وإن تدخلت فيولد الشاذ منها والشائك… إن العبث في المنظومة الإلهية في محاولة التمثل بالسلطة والهيمنة هي من تجلي محصلاتها الحروب والنكبات والكوارث… لابد للنظام من منظومة انظمة يقرها الجميع للتكافل الحياتي والبيئي كما الطبيعة والمخلوقات الاخرى بخرقها ناموس البقاء حيا بالتصرف الغريزي دون عقل فالتعايش على الآخر مكتسب غريزيا وهذا ما فعله الإنسان تسامت لدية الغريزة على العقل فبطش بتلك الوسائل كي يكون ممثلا بارعا في البقاء حيا، ضاربا بكل الأنظمة والنظام والنظم عرض الحائط ليتسيد الموقف.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com