قصة

تَعَبُد… ولكن على الواحدة والنص.

بيدر ميديا.."

تَعَبُد… ولكن على الواحدة والنص

القاص والكاتب

عبد الجبار الحمدي 

لم يذق طعم النوم ليلتها بعدما طرقت باب شقته بالخطأ، السكر والإرهاق اللذان هي فيه جعلها تخطأ في رقم الشقة والدور…. لقد كانت على موعد مع احد زبائن الملهى الذي تعمل فيه كراقصة… فتح الباب فوجدها وقد برز نهداها اللذان كادا ان يخرجا من ذلك الثوب الضيق بالكاد يستر اي مساحة منهما ناهيك عن الافخاذ التي تلمع وتصرخ الى لعق لسان…. فما ان وقعت عيناه عليها حتى صاح لا حول الله ماذا تريدين يا إمرأة؟؟؟ اللعنة

كأنها صحت على هيئته وصوته أفزعها فقالت: عفوا سيدنا الشيخ يبدو اني اخطأت في الشقة، عدم المؤاخذة.. لحظات كانت كفيلة بأن تثير غريزته، خاصة انه يسكن لوحده في شقة طويلة عريضة… استغلها فرصة فرد عليها: لا بأس… عذرا لوقاحتي هل استطيع ان اقدم لك المساعدة؟  تفضلي لدقائق

هي: لا شكرا يا شيخ لدي موعد في الشقة التي تكون تحت هذا الدورك.. مع السلامة

كاد ان يمسك بها، يجبرها على الدخول لولا بعض من سكان العمارة الذين حضروا الى شققهم فعلق… عليك وعلى من جئتي له اللعنة… استغفر الله

ضحك من سمعه وهو يرى انتصاب عضوه من تحت ثوبه، لم يكن قادرا على اخفاءه وتغير لون وجهه…

أمضت ليلتها في شقة الزبون الدائم، فهي اعتادت ان تقضي كل خميس ليلتها للمبيت معه في حفل خاص..

شعرت بعد افاقت على نفسها وقد اخبرت صديقها بما حدث، أرادت منه ان يعتذر للشيخ نيابة عنها… ضحك كثيرا وقد قال لها:

إنه شيخ منافق والله وهذا قسم لو أتيحت له الفرصة لأمسك بك وأنفرد بلذاته معك، الكل يعرفه انه من اصحاب الرذيلة لكن له من يسند ظهره ونفاقه، لا يغرك شكله وتدينه ولسانه الاسلامي… ضحكت بشكل هستيري عندما سمعت ما اخبرها صديقها فارادت ان تجرب بنفسها..

مضت أيام على الحادثة… فعزمت ان تجرب بعد ان علمت من صاحبها مواعيد تواجده في الشقة… طرقت الباب بخفة… وهلة ثم فتح الباب وقد سال لعابه تغيرت ملامح وجهه ما أن رلآها فقالت له:

هي: تسمح لي أن أدخل، عندي مشكلة شرعية؟

الشيخ: على الرحب والسعة تفضلي، مد رأسه بخفة ليتطلع أن لا احد شاهدها تدخل فانسل مسرعا

هي: شكرا يا شيخ… أعذرني جئت إليك دون موعد لمسألة هامة، رمت بنفسها الى أريكة أمامها فكشفت عن مفاتنها وقد رأته يسيل لعابه وهو يُمَرِد لحيته

الشيخ:  أهلا وسهلا، أنت مرحب بك في اي وقت، وانا تحت أمرك تفضلي خذي راحتك… ما الذي تشربيه؟؟

هي: لا ابدا شكرا لا احب ان اتعب حضرتك

الشيخ: ابدا المكان مكانك وأنا في خدمتك

هي: بصيغة الأمر اجلس لو سمحت، عندي مشكلة ولا اعرف كيف يكون حلها؟ لكن يمكن ان يكون حلها على يديك وتجد لي مخرج شرعي فيها

الشيخ: خير ان شاء الله

هي: شيخنا انا شغلتي راقصة يعني هز الوسط، وهذه مهنة تعلمتها بعد أن اجبرتني الظروف عليها وحتى السهر في بيوت خاصة يطلبوني للرقص و…. وحضرتك عارف يمكن تكون هناك زيادة في العمل هههههههه

الشيخ: تفضلي اكملي

هي: عملي هذا هل هو حرام؟ كوني ارقص واتعرى امام الزبائن في الملهى، اثير غرائزهم الجنسية وبعض الاحيان يلمسوني طبعا وهم سكرانين، بالنسبة لي فانا عندي عائلة اصرف عليها ومع كل هذا اصلي هل تكون صلاتي مقبولة؟؟ ما هو رأيك؟؟؟

الشيخ: مشكلتك هذه مشكلة الكثير وهي ما دعت المشايخ الى الاختلاف في الرأي بين الكثير من اصحاب الرأي، لكن بالنسبة لي فقد قلتها وعلى الهواء من خلال برنامج ان الراقصة وهي في طريقها في الليل الى الملهى لترقص بأن عملها هذا هو تعبد لأنها تسعى الى رزقها على طريقتها، كما يعلم الجميع ان العمل عبادة… نعم إنها تتعبد على الوحدة ونص، فالظروف الاجتماعية اجبرتها ان تكون عبادتها بهذه الطريقة… وبما ان الراقصة مجبرة… وحضرتك مجبرة كما هو واضح من كلامك… أليس كذلك؟؟ ولا يوجد وسيلة اخرى لكسب رزقك غير هذه الوسيلة التي تعرفين فأنا يا ستِ أقول بل أفتي بأنه لا يوجد مبرر للخوف، انت ضمن الحدود الاسلامية والشرعية، فلا غبار على عملك ما دمت تفعلينه بما يرضي ضميرك ويرضي الزبون أما الحساب والعقاب مسألة إلهية هذا ما قلته، فكلنا عيوب واخطاء، نحن بشر والبشر بطبعه يخطأ ويصيب… كان يحدثها وهو يتصبب عرقا، بين جملة وأخرى يتحسس عضوه الذي يحاول طمسه بعد أن فضحه… تراه وتضحك، ثم تفتح رجليها لتريه ما كان يجعل لسانه يتدلى كالكلب لم يقاوم فقام وجلس الى قربها يشمشم رائحتها بغريزته

هي: سيدنا الشيخ ما الذي حدث؟ ! أرى أني اثرت غريزتك أنا فعلا اعتذر منك، هذا هو عملي أثير الغرائز وكما فهمت هذا ليس حرام كونه من صميم عملي… أنا فعلا أشكرك على نصيحتك، لقد كنت اخاف واشعر بأني أثير رغبات الرجال واحفزهم على الخطيئة وذاك يشعرني بتأنيب الضمير والذنب والخوف من عقاب الله

الشيخ: لا ابدا أنت ضمن عملك تؤدين خدمة ترفيهية للمجتمع وهذا ديدن قديم، حتى أصحاب الرأي والمشورة في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يتحدثوا عما قامت به بعض الحكومات الاسلامية الخليجية من فتح كل انواع الترفيه بدعوة السياحة والاستثمار بعد ان كانت قد منعت الاختلاط وفتح الملاهي والشواطئ وغيرها، إلا انها توصلت الى قناعة ان الكبت والانغلاق يؤدي الى فجور اكثر، هكذا العالم يتطور وكل له طريقه في العبادة وكما قلت لك نحن بشر…

هي: ربنا يفتح عليك يا شيخ وشكرا اخذت من وقتك

الشيخ: بالعكس انت شرفتي ويا ريت اشوفك الليلة للحديث معك اطول وقضاء الليلة عندي ضمن حدود.. ماهو رأيك؟؟

هي: مثلما ما تحب شرط ان يكون تصرفك معي ضمن ما يسمح به الشرع لا اكثر ولا اقل؟

الشيخ: كوني مطمئنة فالأسلام صاحب قيم ونحن من يحفظها، لقد بينت لك وللكثير ممن سالوني عن مثل عملك فقلت بان المرأة الراقصة تتعبد ولكن على طريقة الوحدة ونص.

 

القاص والكاتب

عبد الجبار الحمدي 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com