مقالات

حذاري . . من النازية الجديدة أيها المهاجرين

ان الانتخابات النيابية الاخيرة في المانيا تكشفت عن نتائج مرعبة، حيث اطلت النازية الجديدة براسها عبر حزب المانيا البديلة، اي العودة الى استحضار روح هتلر من جديد، فكان ظهورا ملفتا، حيث حصد هذا الحزب ما نسبته 13.2% من اصوات الناخبين و يكون بذلك قد قفز بوثبة واحدة من ما دون الصفر الى هذه النسبة في اوساط المجتمع، ليتربع بناء على المحصلة النهائية هذه العشرات من مندوبيه على مقاعد في البرلمان الالماني في الوقت الذي تراجعت فيه الاحزاب الاخرى و خاصة الحزبين الكبيرين عن مكانتهما في انتخابات السابقة، فاذا ما اجرينا مقارنة سريعة مع نتائج انتخابات 2013 فاننا نلاحظ ما يلي:

ان المحافظين (الاتحاد المسيحي الديموقراطي وحليفه البافاري الاتحاد المسيحي الاجتماعي) ، حزب ميركل، قد حصلوا على 33% من الاصوات اي بتراجع 7,6%

 بينما الاشتراكيون الديمقرااطيون (الحزب الاشتراكي الديمقراطي):  20,5%، بتراجع 5,2%

اما حزب البديل من أجل ألمانيا فقد اكتسح بما نسبته 12,7% اي بزيادة  7,9%

 و كذلك فعل الليبراليون (الحزب الديموقراطي الحر): 10,7% بزيادة حوالي 5%

   اليسار الراديكالي (دي لينكه): 9,2% اي بزيادة 0,6%

 و حزب الخضر الخضر: 8,9

وسيضم المجلس المقبل عددا قياسيا من النواب يبلغ 709، بالمقارنة مع 630 في المجلس الحالي، وهي زيادة مردها  الى نظام الانتخابات النسبي المعقد في ألمانيا والذي يقود بانتظام إلى إعادة توزيع مقاعد إضافية على جميع الأحزاب الممثلة، و اذا تركنا ساحة النسب الى مجال اعضاء البرلمان فنجد ان حزب البديل من اجل المانيا قد قفز من صفر عضو في البرلمان 2013، لانه لم يتمكن من تجاوز عتبة الحسم، الى 96 عضو في البرلمان الجديد و كذلك الحزب الديمقراطي الحر من صفر الى 80 نائبا.

و بذلك يكون حزب البديل قد احتل المرتبة الثالثة بين الاحزاب الالمانية. و يلاحظ ايضا بانه قد ترافقت زيادة شعبية هذا الحزب العنصري مع ازدياد تدفق الهجرة من الشرق الاوسط و لا سيما من سوريا، فسياسة هذا الحزب تقوم على الكراهية للاجانب و لا سيما العرب و المسلمين عامة.

ان هذا يؤشر الى التنامي المتسارع في المجتمعات الاوربية نحو التشدد و العنصرية و التي تشاع فيها مفاهيم تشترط المواطنة فيها بنوع العرق المنحدر منه و بشكل فاقع بالتمييز، فقد تكرر في عام 2017 تطور ملحوظ في صعود شعبية احزاب، من اهم مواصفاتها هو نشر الكراهية على رؤوس الاشهاد للمهاجرين و لا سيما العرب و المسلمين منهم, فهذه الاحزاب على سبيل المثال، حزب البديل في المانيا و حزب التقدم النرويجي و حزب ديمقراطيي السويد قد احتلوا جميعا المرتبة الثالثة بين احزاب بلداهم، و ليس اقل خطرا من ذلك المنافسة التي انحصرت بين مارين لوبان اليمينية المتطرفة و ايمانويل ماكرون على الرئاسة الفرنسية في دورتها الثانية، فعلى الرغم من فوز ماكرون الا ان لوبان قد حصلت على ما نسبته 33,9% من اصوات الفرنسيين

و في السويد فان ازدياد شعبية حزب ديمقراطيي السويد ” سفاريا ديمقراتي ” حسب كل استطلاعات الراي الان الى 20% بعد ان وصل في انتخابات 2014 الى حوالي 12%  و ان هبطت الاستطلاعات مؤخرا الى حوالي 16% بناء على فضائح جنسية و عمليات ضرب اتهم بها اعضاء برلمان من كتلة هذا الحزب، و لا ادري ان كان هذا الحزب سيعود الى دورة التصاعد مجددا بعد ان تهدا عاصفة انتقاد سلوك اعضائه، ان كل هذا يتوقف بشكل رئيسي على دور المهاجرين و قدرتنا على عدم اعطاء العنصريين الجدد هؤلاء ذرائع للامعان في تعبئة المزيد من السويديين ضد المهاجرين .

و هذا الامر يتطلب مزيدا من الرقابة على سلوكنا و ضبط كل ممارساتنا الخارجة عن الالتزام بسيادة قانون البلاد و الاقلاع عن عادات الجشع التي يلجا اليها بعضنا و ساشير الى بعضها هنا دون الغوص بتفاصيلها الان الان، لانني افكر في طرح كل منها للمداولة فيما بيننا لتبيان مخاطرها، لعلنا نتجنبها او نقلع عنها كليا لان مايكسب البعض منها بضعة مئات من الكرونات لا تسمن و لا تغني من جوع راهنا فانها ستكون  وبالا علينا جميعا و خسارة صافية اذا ما اعملنا العقل فيها و رصدنا تاثيراتها السلبية .

مثلا : الزواج الاسود ” اي ما يسميه المدمنون عليه زواج سويدي للتمييز زورا و بهتانا بينه و بين الزواج الاسلامي، و مثلا اخر العمل الاسود للتهرب من الضرائب و تهرب ارباب العمل من ان يدفعوا للعامل كل حقه قبل ان يجف عرقه في عملية استغلال لحاجات العباد و استعباد لا مثيل لها، اصرار البعض على ممارسة البطالة في مقارنة جوفاء بما تحصله العائلة من مساعدات اجتماعية من مؤسسات المجتمع و بين الدخل من العمل، اتساع انتشار الجريمة و المخدرات اتجارا و استخداما بين الاجانب و لا سيما في المدن و الاحياء ذات الاغلبية من المهاجرين، تحويل بعض المراكز الى اوكار للتعبئة بعمل الارهاب و التجنيد له .

يظن البعض انه يمكن ادارة مثل هذه الاعمال المشينة، صغر شانها ام كبر، في الخفاء عن عيون مؤسسات المجتمع المدني و المؤسسات الامنية الرسمية، فكلها مرصودة، لا بل ان العنصريين ينفخوا فيها و يضخموها لتصبح سمة ملتصقة بكل الاجانب، هذا بالاضافة الى العزلة التي ناسر فيها انفسنا في مبالغة مقصودة لعدم اتباع برامج الاندماج لنكون جزءا من المجتمع الذي منحنا مواطنيته، و في المقدمة منها المشاركة بالعملية الديمقراطية عبر تنظيمها و التعبئة بها عبر الجمعيات و المراكز الثقافية و مؤسسات المجتمع المدني الاخرى و الصحافة و الاعلام التي بدات تتكاثر و تنتشر وسائله حتى باللغة العربية.

علينا تجنيد كل امكانياتنا التي تمنع العنصريين من توظيف ثغرات اعمال بعضنا، وما استمرار احجامنا عن الادلاء باصواتنا للاحزاب المدافعة عن قضايانا الحيوية الا اضعافا لدورنا في سبيل كبح جماح تمدد العنصريين في المجتمع.

بقلم الكاتب

محمد قدورة

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com