تحقيقات

نيويورك تايمز: مؤتمر الحزب الجمهوري تجنب السياسة الخارجية لعدم تحقيق ترامب إنجازات كبيرة

شبكة بيدر/وكالات .

نيويورك تايمز: مؤتمر الحزب الجمهوري تجنب السياسة الخارجية لعدم تحقيق ترامب إنجازات كبيرة

 

 

لندن – “القدس العربي”:

لم تحضر قضايا السياسة الخارجية في مؤتمر الحزب الجمهوري الذي انتهى ليلة الخميس بخطاب ناري هاجم فيه الرئيس دونالد ترامب منافسه الديمقراطي جوزيف بايدن وحذر الأمريكيين من انتخابه لأنه سيدمر أمريكا.

والسبب وراء عدم ظهور القضايا الخارجية بشكل بارز أنه لا يوجد إلا أعمال غير منجزة وانتصارات قليلة. وفي التقرير الذي أعده مايكل كراولي في صحيفة “نيويورك تايمز” قال إن المؤتمر القومي للحزب الجمهوري صور الرئيس دونالد ترامب بالقائد الأعلى للقوات المسلحة القوي والذي هزم الأعداء وبحث عن حلفاء جدد. ولكن الكلام المتباهي غطى على الطموحات الكبرى في السياسة الخارجية التي لم يكن قادرا على الوفاء بها. فسياسته الخارجية الجريئة مع كوريا الشمالية لإقناعها وقف برامجها النووية انهارت فيما تحدت إيران سياسة أقصى ضغط ورفضت المساومة معه.

الكلام المتباهي غطى على الطموحات الكبرى في السياسة الخارجية التي لم يكن قادرا على الوفاء بها

ووصلت خطته للتسوية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين ميتة وبات الصفقة التجارية مع الصين حلما بعيدا. وفي الوقت نفسه لم يف بوعده سحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط، فالجيش الأمريكي لا يزال يقاتل رغم اتفاقية السلام التي وقعها مع طالبان. وفي سوريا تناوشت القوات الأمريكية التي تعهد ترامب بسحبها، هذا الأسبوع، مع قوات روسية، البلد الذي يواصل استفزازاته رغم محاولات التقارب مع الرئيس فلاديمير بوتين. وفي فنزويلا سخر الحاكم الاشتراكي نيكولاس مادورو من محاولات الولايات المتحدة الإطاحة به.

وقال إريك إلدرمان، مساعد وزير الخارجية في ظل إدارة جورج دبليو بوش: “هناك الكثير من الأعمال غير المنجزة ويمكن القول إنها لم تكتمل”. وعلق إلدرمان الذي يعتبر ناقدا شديدا لترامب ووقع في الفترة الماضية على رسالة مع 70 من الساسة المحترفين ومسؤولي الأمن القومي الجمهوريين شجبوا فيها الرئيس، أن الواقع أسوأ، حتى في القضايا التي دعم فيها إستراتيجية إدارة ترامب مثل التركيز على المنافسة مع الصين وروسيا، إلا أن ترامب لم يكن متساوقا بشكل تام مع السياسة الرسمية: “ليست لديه قضية، في الحقيقة”.

ولدى الديمقراطيين قائمة من الموضوعات غير المنجزة. فقد أصدرت لجنة العمل للأمن القومي، وهي مجموعة من مسؤولي السياسة الخارجية السابقين ممن عملوا في إدارة باراك أوباما، مذكرة بعنوان “أربعة أعوام من الصفقات الفاشلة” وانتقدوا فيها تحركات ترامب في الصين وإيران وكوريا الشمالية وأفغانستان. وجاء في المذكرة: “بدلا من أن يلوح بمؤهلاته كصانع سلام، كشف ترامب عن نفسه أنه ليس إلا مندوب مبيعات لزيت الثعابين” أي مهرج. وجاء فيها أيضا: “لم تتحقق صفقاته التي تبجح بها، وما قدمه بدا فارغا ولا يساوي شيئا أكثر من الحبر الذي كتب به”.

ويقول حلفاء الرئيس إن ترامب لم يتم الثناء عليه بما هو أهله من ناحية ما قام به من إنجازات. وأهم ذلك تمزيقه المعاهدة النووية التي وقعها سلفه مع إيران عام 2015. وبعدما وعد بأنه سيسحق تنظيم الدولة، أشرف على الحملة العسكرية التي أدت لهزيمته، حتى لو بدأ التخطيط والتنفيذ للحملة في عهد أوباما. وفي خطابه أمام المؤتمر يوم الثلاثاء أشار وزير الخارجية مايك بومبيو إلى هذه الإنجازات بالإضافة للقتل المستهدف “للقائد الشرير” أبو بكر البغدادي.

وفي كلمته من القدس التي قصد منها تذكير الناخبين الأمريكيين بنقل السفارة الأمريكية إليها، عدد بومبيو إنجازات ترامب ومدح حملة الضغط على إيران وقتل القيادي العسكري في الحرس الثوري قاسم سليماني في 3 كانون الثاني/يناير هذا العام. وتطرق عدد من المتحدثين وبشكل متكرر إلى محاولة ترامب إنهاء الحروب اللانهائية مما يجعله أول رئيس منذ جيمي كارتر لم يرسل القوات الأمريكية إلى مسرح حربي جديد. وأكدوا على شعاره “أمريكا أولا”.

الرئيس بدأ في الفترة الأخيرة بالحديث عن حاجته لأربع سنوات أخرى لإنجاز ما وعده

وقال سفيره السابق في ألمانيا ريتشارد غرينل: “في سنواته الأربع لم يبدأ حربا جديدة”. ولكن الرئيس بدأ في الفترة الأخيرة بالحديث عن حاجته لأربع سنوات أخرى لإنجاز ما وعده. وقال إن الكثير من أعداء أمريكا ينتظرون هزيمته في تشرين الثاني/نوفمبر وخسارة الديمقراطيين تجعلهم يستسلمون. وقال: “عندما نفوز سنعقد صفقة سريعة مع إيران وكوريا الشمالية”. وقال إن الصين تأمل بخسارته لكي تبدأ من جديد مع بايدن. وقال ريتشارد غولدبيرغ الذي عمل مساعدا للأمن القومي مع ترامب إن الرئيس أدار ملف السياسة الخارجية جيدا وإنها أول ولاية لرئيس عادة ما لا ينجز الكثير فيها.

ولكن ترامب يفضل المناسبات الإعلامية على الصفقات الملموسة. فبحسب مستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون فقد طلب من مسؤولي الأمن القومي إخباره عن إمكانية خروج القوات الأمريكية من أفغانستان قبل الانتخابات وفيما إن كانت مناسبة إعلامية. ووقع الرئيس اتفاقا مع طالبان لتخفيض عدد القوات الأمريكية إلى 4.000 جندي وسحبها بعد توصل الحركة لاتفاق مع الحكومة الأفغانية والتي بدأت الأسبوع الماضي. وحتى تحين الفرصة على الناخبين التعويل على كلام السناتور عن كينتاكي راند بول التي قال فيها إن الرئيس راغب بإنهاء الحرب في أفغانستان.

وتعرقلت خطط الرئيس لسحب مئات من الجنود الأمريكيين أكثر من مرة بعد تحذير العسكريين له والتأكيد على ضرورة بقائهم لمواجهة بقايا تنظيم الدولة ومنع التأثير الإيراني. ولم يذكر في مؤتمر الجمهوريين أي شيء عن آلاف الجنود الأمريكيين في السعودية. ولم يصل ترامب في القضايا الأخرى إلى تحقيق ما يريد، خاصة مع الصين التي زادت لهجته العدائية لها بعد فيروس كورونا وفرض القانون الأمني على هونغ كونغ. وبعد ثلاثة لقاءات سريالية مع كيم جونغ- أون الرئيس الكوري الشمالي لم يحقق منها أي نتيجة. ففي الوقت الذي أشار فيه بومبيو لتوقف كوريا الشمالية عن إنتاج وفحص الصواريخ طويلة المدى إلا أنه لم يشر لحقيقة استمرارها بإنتاج المواد النووية، الكافية لإنتاج 20 قنبلة نووية.

ورغم تعليق غولدبيرغ على نجاح سياسة ترامب تجاه إيران من ناحية خنق الاقتصاد الإيراني ومنع طهران من الحصول على المال لاستخدامه في عمليات التأثير على المنطقة إلا أن هدفه الإستراتيجي الحقيقي وهو إجبار إيران على توقيع معاهدة جديدة وبشروطه لم يتحقق بعد. ومع ذلك يشترك غولدبيرغ مع ترامب في تفاؤله وهو أن عقد اتفاقية ممكن حالة أعيد انتخابه. وعندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط أشار بومبيو إلى اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل التي قدمها كإنجاز. ورغم كونها كذلك إلا أنه إنجاز صغير مقارنة مع وعده بتحقيق “صفقة القرن” التي قدمها في وثيقة من 181 صفحة. وبدا تحقيق السلام فيها بعيدا.

وقالت كوري شاكا من معهد أمريكان إنتربرايز إن سياسات ترامب تنفر الحلفاء وتفشل بتحقيق نتائج. وتظل فضيحة وقف الدعم عن أوكرانيا التي كانت بحاجة للسلاح كي تدافع عنها إلا إذا وافقت على البحث عن أدلة ضد منافسه بايدن- كارثة في السياسة الخارجية قادت إلى محاكمته.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com