متفرقات

بصري بين الجبال ٢من١٢ .

هيئة التحرير .

عبد الحميد برتو

باحث

تساؤلات على قارعة الطريق
أتم الطالب محمد الحجاج دراسته العليا في 18/8/1980 بالإتحاد السوفياتي السابق. توجه على الفور الى العاصمة السورية ـ دمشق، من مدينة لینینغراد (بطرسبورغ). قضى في الشام ثلاثة أسابيع، ضمن مجموعة وصفها بالرائعة، وأيام دمشق بالتي لا تنس. غادروا جميعاً الى مدينة القامشلي. مسجلاً بعض المشاعر والإنطباعات والأجواء.

يصف الحالة في سوريا، بأنها تميزت بنشاط مقلق للإخوان المسلمين. وقعت بعض الإغتيالات. ومن جانب آخر، إعتقلت الشرطة السورية بعض الأنصار الجدد. ولاحقت مَنْ يغادر الحدود سراً. هذا على الرغم من الموقف الرسمي العام الذي يسهل مثل تلك المهمات. ولا يدعو الى عرقلتها.

جلس صاحبنا وبقية المتوجهين الى الوطن، خلال رحلة القطار الى القامشلي، في أماكن متفرقة. جاء ذلك كجزء من تدابير الصيانة. مهم جداً إبعاد الأنظار عنهم، وعدم لفت الإنتباه إليهم. النظر الى شخص يجلس وحده غير النظر الى مجموعة. يتذكر أفراد المجموعة حادثة إعتقال الشرطة السورية لأحد الأنصار المتوجهين الى الوطن. ومن الحوادث المتداولة بينهم وبين غيرهم قصة د. سلمان شمسة ـ أبو مكسيم الذي أُبعد من قبل الشرطة السورية الى داخل الحدود العراقية عنوة. نجا بمساعدة الرعاة في منطقة الحدود المشتركة. تمكن من العودة الى مجموعته، ليواصل رحلة الإلتحاق بالعمل الأنصاري.

تَنْفَتِحُ الخلوةُ في القطار على مساحاتٍ واسعة للتَذَكر والتأمل ومراجعة الذات. هذا الى جانب ممارسة الغناء الصامت أحياناً لتغطية ذلك النوع من الفجوات، التي تظهر بين إزدحام الأسئلة والصور والتساؤلات والهواجس. بديهي أن يوجد شيء من القلق المكبوت أو المقموع ذاتياً، أو من جانب المحيط حوله، في رحلة مجهولة عدا عنوانها الرئيس. إنها “رومانسية” رحلة العودة الى الوطن، بعد غياب مديد. تمتم الكاتب بعضَ الأغنيات العراقية للتخفيف من وحشة الطريق. يُضَيقُ حلولُ الظلالِ حول القطار مسافة الإبصار. وهنا تجود الذاكرة بعطاءاتها. تمر على المسافر في رحلته، التي وصفها بإنها من طراز خاص، أغان مثل (الریل وحمد) و (رایحین نشوف أھلنا شلونھم) وغیرھما. أرى أن كتلة المشاعر تزدحم وتتسع في مثل تلك الممارسة. تتوهج الذاكرة، ولكنها تبدو متعبة بعض الشيء. يطوف الإنسان حول نفسه وحول مَنْ حوله. ينشعل أحياناً بإعطاء تقديرات حتى حول المسافرين. يتصور أنهم في إجازات عمل أو عودة لعوائلهم. يشعر أن رحلة مجموعته مختلفة. هذه الحالة تفتح الباب أمام شبكة تقديرات متعددة ومختلفة.

إن رحلة أملتها ضرورات الواجب الحزبي، تفتح شريط الذاكرة المتعلق بذلك الشأن الحيوي، الذي رسم إسلوب حياته الشخصيةً ومساراته. تلمسه المسافر الى الوطن، ليصبح أحد مقاتلي الحزب. يَرْجَعُ خيطُ التذكر ليوم إنتسابه الى الحزب الشيوعي العراقي عام 1966. يتعقب أيام وسنوات وحوادث ومخاطر وأفراح تلك الرحلة. سنتناول أبرز محطاتها وتأثيراتها تباعاً.

تتنقل الذاكرة دون قانون محدد أو ترتيب مرسوم، بين العائلة والحياة الشخصية والحزبية والعامة. تذكر النصير الجديد والدته ووالده. ومن مرارات التذكر، أنهما رحلا عن هذه الدنيا، بعد سفره للدراسة في الإتحاد السوفياتي. دون أن تمنحه الحياة فرصة لقائهما. أكاد أجزم أن الوفاء للوالدين هو الإختبار الأول في الحياة، أي تقصير إتجاههما، حتى ولو غير مقصود، تبقى تردداته قوية ومدمعة ومؤلمة. وفي الذاكرة دائماً مساحات واسعة لتذكر الرفاق، خاصة الشهداء منهم.

تذكر حوادث مازالت طرية عن دراسته لنیل الماجستیر، ومن ثم الدكتوراه. كما داهمه القلق على وثیقة تخرجه. لأنه كان عجولاً للعودة والمساھمة مع الآخرین في العمل من أجل إسقاط الدكتاتوریة. لھذا لم يستكمل حتى معاملة إستلام وثیقة التخرج. ولم تمر العبارة دون تعبير عن الإستياء من المنظمة الحزبية، قال: “أوكلت الأمر للمنظمة في موسكو، ولكن مع الأسف الشدید كان قلقي في محله، إذ لم یسأل عنھا أحد حتى من المقربین لي. وعلمت ھذا حینما سافرت الى لینینغراد عام ۱۹۸۲ من أجل الحصول علیھا، اذ وجدتھا مركونة بدون متابعة منھم إلاّ من الجھات الرسمیة المعنیة في وزارة التعلیم العالي الروسیة حیث إستكملوا الإجراءآت اللازمة” (تجربتي ص 6).

ولم يقف الإستياء عند هذا الحد. بل تذكر كيف أن مسؤول المنظمة الحزبية في الإتحاد السوفياتي لم يحضر التوديع، بسبب إنشغاله بأمور شخصية. هذا يعني أنه لم يحصل على المخصصات الزهيدة التي خصصتها المنظمة لكل نصير يلتحق بالعمل الأنصاري لتغطية مصروفات الأيام الأولى في دمشق، والى الوصول الى القاعدة التي ينسب للعمل فيها. ويعلل نفسه بأنه لم يتذمر من شحة الأموال، لأنه تعود هذا الحال منذ خروجه للدراسة عام 1975. ولكن الإهمال ترك عنده بعض الألم. إعتبر من المفارقات في حياته الطلابية أن زميل له من السنغال طلب منه 500 دولار على سبيل الدين، وهو طالب لا يملك دولاراً واحداً. تلك الحالة ولدت لدى الكاتب شعوراً بالزهد. ولكن شفيعه أو رده على الفقر المالي المعلن، أنه أنجز دراسته العليا بهندسة الوراثة قبل ستة أشهر من موعدها المقرر. هنا حقق محمد الحجاج الشعار المركزي لجمعيات وروابط الطلبة العراقيين في الخارج ـ فروع إتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية: التفوق العلمي والعودة للوطن.

حط القطار رحاله بمدينة القامشلي السورية، لكل رحلة نهاية. تم إستلامه ورفاقه من قبل المعنيين في هذه المحطة. نقلوا الى بيت طيني لمواطن كردي. قدم صاحب الدار بكل كرم الخبز الحار الشهي واللبن والجبن. يشهد الجميع بأن كرم الضيافة من العادات المترسخة والملحوظة عند الشعب الكردي. وبحكم الإلتزام بالسرية ينبغي عدم مغادرة البيت. نهض صاحب الدار بكل المسؤوليات أخرى. كان يوفر لضيوفه كل إحتياجاتهم البسيطة بكل ود وطيبة وإخلاص.

لا تسير كل الأمور بنسق واحد. تزامن مع وجودهم الهادئ في القامشلي، وقوع إنقلاب عسكري يوم 12/أیلول/1980 في تركيا بقیادة كنعان إفرین. ومن أولى خطوات وإجراءآت الإنقلاب: تعليق الدستور، أعلان الأحكام العرفیة، ثم إغلاق الحدود التركية. ولكن بعد يومين جاء الشخص المكلف بتسفيرهم. أخبر الكاتب بإعتباره مسؤول المجموعة، بأن الحدود فتحت والتوجه الى الجانب التركي من مركز النصیبین. حدد مكان السكن في فندق بلفار حسب إتفاق المسبق. في اليوم التالي وصل الدليل، وهو شاب لم يتجاوز الخامسة عشرة. أَجَرَّ لهم سيارة حملت خمسة أشخاص، الى نقطة إلتقاء الحدود السورية التركية العراقية ـ المثلث الحدودي.

تتطلب المسيرة التخفيف من الأثقال. خاصة أن الدليل قال لهم: “احملوا حاجیاتكم وتوجھوا لتسلق ھذا الجبل، ولكن باقصى سرعة الى القمة، حتى لا تنكشفوا للجھات الأمنیة أو العسكر، وسیكون بانتظاركم رجل آخر ھناك لیتولى الأمر بعدي، وبسرعة أدار السائق المحرك. وعلمنا فیما بعد أنه من ناشطي حزب العمال الكردستاني”. (تجربتي ص 14).

بدأ أعضاء المجموعة بعد مسيرة نصف ساعة يدرسون أي الأغراض ينبغي التخلي عنها. إن للتعب الشديد منطقه الخاص. فالمجموعة لم تتعود على السير في المناطق الجبلية، والأحذية المستخدمة غير مناسبة. نعم لكل نشاط في الحياة خبرته الخاصة. ما هي إلاّ مسيرة ساعة ليتم اللقاء بالدليل الجديد. وصفه الكاتب بأنه رجل ذو هيئة مهيبة. يشبه في ملامحه الممثل انتوني كوین. في أول قرية وصلوا إليها ودعهم الدليل. تعلم المقاتل الجديد بأن نباح الكلاب يشي بالإقتراب من قرية ما. لاحظت المجموعة إنتشار الجنود الأتراك، وتشديد المراقبة على الحدود بسبب أجواء الإنقلاب.

جاء الدليل في الصباح. تحدث بلغة ذات نزعة آمرية. وسأل عمن يعرف إستخدام السلاح. إستلم إثنان من المجموعة السلاح. أكمل أوامره بحدة توجه نحو الكاتب، قائلاً: “خذ ھذه البندقیة وعتادھا، وحینما ترى أي عسكري قادم إتجاھكم لا تتاخر بإطلاق النار علیه، وتركنا بعد ما أكمل وصایاه”.(تجربتي ص 17). إنتشروا في الغابة دون طعام أو شراب حتى الغروب لينقلوا الى القرية الهدف.

تستثير الأوضاع الحساسة والخطيرة، وكل ما ينطوي على مجهول العديد من الأسئلة. تنهض الأسئلة عند أي حالة جديدة من أبسطها الى أعقدها. يراقب صاحبنا عملية تحميل الأمتعة على ظهر بغل. يتجاهل كل الذين حوله. يركز إهتمامه على ما يقضمه البغل من حشائش. يبدو أن صاحبنا المقاتل الجديد تحتشد في رأسه أسئلة عديدة شخصية وعامة وعن الجوار والعالم. ومن بين الأسئلة ما يغمز بها علاقة الدول الإشتراكية السابقة مع النظام العراقي من خلال سؤاله الواضح: “وما دور ھونیكر سكرتیر الحزب الاشتراكي في ألمانیا الدیمقراطیة بتدریب رجال الأمن من أجل التعذیب والقتل عندنا في العراق الذي ننوي (تحریره) من ظلمه؟”. (تجربتي ص 20).

تتدافع الأسئلة وهو على مشارف حدود الوطن. تتفجر الأسئلة لأنه مازال غريباً على أرض غريبة. ربما هو السبب الظاهر، ولكن في أعماق الذات هناك نوع من الدهشة التي تجابه كل إنسان في الأحوال والأوضاع الجديد أو غير المسبوقة. شعرت المجموعة من جانب آخر، بأنها أكثر راحة مما سبق، أقلة أنهم تحرروا من كل الأثقال، سواء تلك التي تُرِكَت على قارعة الطريق، أو تلك التي حُمِّلَت على البغل. يحاول الكاتب نقل بعض أحاديث أعضاء المجموعة. تلك الأحاديث هي في الواقع تصور الكاتب عن أحاسيس زملائه.

في حوارات الكاتب مع نفسه، أظهر المقاتل الجديد إعتزازاً بما لديه من وثائق عراقية. ربما لإشباع روح الإنتماء الى الوطن. ولكن عند قراءة حالات مناجاة الذات، فالحالة مختلفة نسبياً، أو تتسع لشؤون أخرى حسب العديد من التجارب. وهي حالة عامة لا تخص المقاتل الأنصاري الجديد. إنما تخص معظم الأنصار في تجربتنا الوطنية، أو في تجارب الآخرين. ومن تلك الشؤون أن الوثائق التي تمتلك نوعاً من الشرعية أو الإعتراف، قد تكون طوق النجاة عند تغيّر الأحوال لسبب ما. وهي عند الشهادة تُعَرِّفُ بهوية الشهيد. لَعَلَّ ذلك التَعَرف يصل صداه الى عائلته، أو ما تبقى منها.

تمر على الكاتب في شريط الذاكرة لمحات من حالات العوز المادي. وما أحاط به في موسكو ودمشق. وما يحيط بحاله اليوم في رحلة النضال. يسعفنا الكاتب بهذا الصدد وغيره بإستعارة من الكتاب الروسي الكبير فيودور دوستويفسكي من روايته الشهيرة الجريمة والعقاب، بأن (ثمة أشياء يخشى المرء أن يكشفها حتى لنفسه). وها هو النصير الجديد يبوح قسماً منها.

يواصل وصف المسيرة الى الوطن مع الدليل. وصف قبلها مشاهد البادية السورية خلال الرحلة الى القامشلي. تذكر لقاء زميل له بوالدة في السيدة زينب. وما يثيره هذا المشهد الإنساني. كيف فاقم مشهد لقاء الأم بإبنها حالة التذكر والرغبة بالتعرف على وضع عائلته في العراق. قادته تلك المشاعر الى حالة نوم مضطرب. ثم يعود الى وقائع مسيرته الفعلية. ليضيف: بعد مسيرة ساعتين إستقبل المجموعةَ رفيقان جاءا عن طريق التهريب، الذي وصفه بالأشد خطورة من رحلتهم. قبل اللقاء وبعده نال البغل إهتماماً يسحقه، بعد أن توقف عن المسير. وأصبح لزاماً عليهم حمل أمتعتهم. بعد جلسة للتسامر خرج بحصيلة أن البغل حيوان هادئ وصبور. وفھمت المجموعة: لماذا قَبَلَّ أحدُ رفاقهم البغلَ تكریماً لدوره الذي لا ینس.

وصلت المجموعة الى موقع عُرِّفَ بالنقطة الأولى على حافة أرض الوطن. وجد فيها نحو أربعين نصراً من بينهم أصدقاء ومعارف سابقين. جاؤوا من مختلف بقاع الشتات. “على أثر الھزیمة السیاسیة التي قادت الى ھذا الوضع” على حد قوله. لم يبخل الكاتب بقول كل ما هو جميل عن ذلك الجمع. إلاّ أنه ظل يعاني من شعور بحيف لحق به. يقول: “وأود أن أشیر في ھذا المقام بأنه كانت ان لدي فرصة للإستمرار في البحث العلمي لكوني من القلائل الذي یحظى بفرصة عمل في الكلیة التي تخرجت منھا، وقد صدر أمر التعیین فعلاً وبقیت أستلم راتبا كباحث علمي لمدة شھرین بعد التخرج وھي فرصة نادرة في الإتحاد السوفیتي سابقاً، وتمكنت به من سداد الدیون الصغیرة ومنھا تكلفة حفلة التخرج البسیطة. (تجربتي ص 23).

توجهت المسيرة ظهراً من موقع النقطة الأولى. وصف المسيرة بالمهيبة. مقاتلون يحملون السلاح برفقة الأدلاء والحماية. ينشدون: (یا الرایح للحزب خذني ….. ). عرض الكاتب تفاصيل الإنتقال من مكان الى آخر، ومن إستراحة الى أخرى، مشاهدة الربايا التي تطلق قنابل التنوير بين فترة وأخرى، المعسكرات الحدودية، الإضطرار الى الإلتفاف وتغيير الطرق للتخلص من خطر الربايا وحقول الألغام. لا تخلو تلك التنقلات من مزعجات. مثل: الإضطرار الى شرب ماء بركة آسنة، عدم الإرتياح عند إطلاق رصاصة كدليل على تجاوز الخطر، التشاجر بين الأدلاء. كما تم إبلاغهم في أحدى الوقفات بأن الطعام شحيح، وسيكون قليلاً من الخبز والماء والشاي. يروي حادثة عن تلك المزعجات، يقول: أحد المقاتلين، تحفظ على ذكر إسمه، أن التعب أقعده، وقررالبقاء لأنه لا يقوى على مواصلة السير. ولكن بعد جهد كبير وإشعاره بخطر البقاء، لأن المجموعة لن تتركه عاود المسير. في النهاية لم يتسم الوصول الى أرض الوطن بالفرح بعد غياب طويل.

وصلت المجموعة الى مقر قاطع بھدنان (گلي كوماته) في الیوم الثاني والعشرین من أیلول عام 1980، أي قبل عدة أیام من الإعلان الرسمي لبدء الحرب العراقیة ـ الإیرانیة. إستقبلت المجموعة بحفاوة بالغة. التقى الكاتب بأبي یوسف (سلیم اسماعیل) عضو اللجنة المركزیة للحزب والمسؤول السیاسي في القاطع آنذاك. والتقى أبا جمیل (توما توماس) المسؤول العسكري وعضو اللجنة المركزیة للحزب. أشار النصير الجديد الى علاقة سابقة تربطه بسلیم اسماعیل، عندما كان الأخير سكرتیراً للمنطقة الجنوبیة للحزب. بدأت تلك العلاقة بأول لقاء معه عام 1971 على ضفاف شط العرب في منطقة (الشرش)، حینما حضر مشرفاً على إجتماع للجنة الحزب في قضاء القرنة بمحافظة البصرة.

يبدو أن حالة الإعتراض كانت الصفة البارزة في عرض الصورة. فبعد الترحيب وإستعادة الذكريات مع أبي يوسف، بدأ بطرح القضايا الإشكالية على هيئة أسئلة. منها: لماذا لم یأخذ الحزب ومنظماته المختلفة الإحتیاطات اللازمة لتفادي مثل ھذه الخسائر الفادحة في التنظیم؟ أین التنظیمات الخلفیة أو الإحتیاط، كما كان الحزب یعمل به سابقاً؟ هذا إضافة الى سلسلة أخرى من الإنتقادات. تشمل قضايا تهم الداخل والخارج، وأحياناً مواقف بعض الرفاق. حكم الكاتب على أجوبة الرفيق سليم بأنها غامضة. إن الأحوال تغييرت بعد الجبهة الوطنية والقومية، وباتت التنظيمات مكشوفة.

يقول إنه نسب الى اللجنة الحزبية التي تقود القاطع. تمر من ذلك القاطع بشكل متواصل أعداد جديدة. إمتدح إختيار الموقع. أشار الى أن تركيبة أنصار الحزب تختلف عن الحزب الدیمقراطي الكردستاني وبقیة الحركات من حيث تنوعھا من العرب والتركمان والأزیدیة والكرد والأشوریین والكلدان وغیرھم، بالإضافة الى التنوع المناطقي، فهم من جمیع المحافظات العراق جنوبھا ووسطھا وشمالھا. أكد على ذلك بقوله:

“ولم الأحظ أو أسمع في یوم من الأیام أن یسأل نصیر أو نصیرة ما عن دینه أو عرقه، إزدانت التشكیلة الرائعة بوجود النصیرات البطلات، وھن یؤدین الواجب بكل أمانة، من الحراسات النھاریة أو اللیلیة وبقیة الواجبات الأخرى”. (تجربتي ص 31).
يتبع …

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com