مقالات

( تيا . . يا أنت ) رواية جديدة للروائية و الأديبة السورية ” أماني عصام المانع “

أطلقت الروائية و الأديبة السورية الشابة ” أماني عصام المانع “ روايتها الجديدة ( تيا يا أنت ) و التي صدرت عن مؤسسة سوريانا للإنتاج الإعلامي و التي تحاكي معاناة و وعي و نضوج المرأة السورية تجاه مصيرها وقضاياها و دورها الايجابي في المجتمع خلال السلم و الحرب , معتمدة على دلائل و رموز استوحتها من خلال البيئة التي عاشت فيها و تأثرت بجمالها و بهائها  و طيبة أهلها .

و رغم ظروف الحرب التي دفعت بالروائية ” المانع “ إلى الهجران من ضفة الفرات مسقط  رأسها في مدينة دير الزور إلى ربوع و جبال حي” دمر ” في مدينة دمشق  , إلا أن نهر الفرات و ضفافه مازالوا متعشقبن بذاكرتها و قلبها , و أحرفها تنبض عشقاً لهم في روايتها . . و تنهداتها التي حملت في أعماقها كثيراً من القهر الذي خيم على طابع الرواية و في طيات صفحاتها .

الرواية ( تيا . . يا أنت )  ساخطة على الغربة التي سببتها الحرب و ناقمة على السفهاء  الذين كانوا سبباً في هذه الحرب الغاشمة على سوريا موطن الياسمين التي دنسها الارهاب .

و لن يغيب الحب عن صفحات الرواية كما عودتنا الأديبة ” المانع “ و كان يحاكي تربية عفيفة و ناضجة نظراً للأحداث التي يسقيها الضمير الذي تربى على المروءة و النخوة و  الشرف , فترفض المرأة أن تبيع أو تنسى أو تترك شريك حياتها رغم بعده و قسوته و جفاه . . متشبثة بالعهد الأول الذي شهدته احدى الصديقات و عرفت كثيراً من تداعياته .

أما ” تيا “ اسم البطلة الثانية للرواية و التي جاءت لتكون في ذروة الحدث رابطاً عاطفياً بين الحبيبين و رمز انتماء للتكافل الوطني و الاجتماعي الذي كان و يجب أن يبقى في منطقة الجزيرة الممتدة على ضفاف الفرات و قوامه العرب و الآشوريون و الأكراد و سواهم بلغاتهم و لهجاتهم و عاداتهم و تقاليدهم , دون أن تفرق بينهم  الحرب و أطرافها  . .  و هذا ما تجلى في نمط الحب عبر أحداث الرواية .

تتنامى العواطف في الرواية كأغصان شجرة إلى الأعلى نمت و كبرت أوراقها  , تزهر بهم الكاتبة لبقاء البطلة على عهدها رغم ذعرها من حبيبها ” زوجها ”  الذي ظل غائباً تاركاً حبيبته تقاسي ظلم البعد و الحرمان .

تبدو رواية ( تيا . . يا أنت ) بما فيها من عمق لغوي و جمال فني للوصف و التعبير  . . و لكن النزعة الذاتية كانت مغموسة بالوجع و تعبر عما تعاني و تقاسي الكاتبة  , جراء ويلات الحرب و تعكس آلام و أوجاع نساء كثيرات يعانين ظلم هذه الحرب الآثمة .

و قدم الرواية الروائي و الناقد” محمد الحفري “ حيث رأى أن رواية الأديبة ” أماني عصام المانع “ بنيت على الافتراض الذي أدخلتنا فيه منذ كلماتها الأولى في حالة إيهام مقنع  , و أن الروائية الفراتية ” المانع ” كانت جديرة و مازالت لكونها صوت أنثوي مبدع و مختلف و مميز عن الآخرين .

و تحتوي رواية ( تيا يا أنت ) على 141 صفحة من القطع الأوروبي و تصميم الغلاف للسيد هيثم ديواني .

و الجدير بالذكر أن للروائية و الأديبة ” أماني عصام المانع ” العديد من المجموعات القصصية و الروايات :

_ سيد الكلمات ( مجموعة قصصية )

_ كي لا يموت الحب ( رواية )

_ بين الغياب و الحضور ( محموعة قصصية )

_ الكحل الأبيض ( رواية )

_ تيا . . يا أنت  ( رواية )  آخر اصداراتها   . 

 

بقلم الكاتب :

ثائر العمر

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com