مقالات

رد على لقاء مع لبيد عباوي

الجزء الثاني

أجرى الرفيق والصديق شمال عادل سليم لقاءاً قصيرا مع لبيد عباوي حول عمليات الانفال 1988ومن يتحمل المسؤولية في فقدان تلك العوائل ؟؟ ،،منشور على رابط في نهاية المقالة

وهذا الجزء الثاني من ردي على الحوار.

كفاح جمعة كنجي

لن اتحدث عن ما جرى من صعوبات وعذابات للعوائل خلال الانفال في هذا الجزء . إذ سبقني الكثيرون في الكتابة عن تلك المأساة بالتفصيل ، سأتحدث عن حقائق ما جرى وفقاً لمشاهداتي وما مر من احداث ووقائع لها علاقة بالانتكاسة التي لحقت بنا وضاعفتها تصرفات لبيد عباوي ودوره المباشر في هذه المأساة..
خرجنا مع العوائل ليلة 24 /8/1988 باتجاه كلي كافيا .. كان الطريق قد قطع علينا بإنزال للجحوش والجيش في نفس اليوم على جبل شيرين.. لهذا كان الخروج متأخراً جدا لأسباب كثيرة منها:


ـ ذريعة الخجل من تأمين خروج العوائل المبكر .. الخجل من جماهير القرى المحيطة بمراني . اذ يمكن ان يكون سحب العوائل قبل حدوث أي معركة او هجوم يسبب إحباط لساكني القرى ، بالتالي إساءة لموقف الحزب الشيوعي ..
ـ البيروقراطية في العلاقة بين الحلقات القيادية الحزبية والقاعدة
ـ التبديل السيء والمشكوك في امره لقيادات القواطع والمرافقة تماماً لعمليات الانفال، اذ حل محل قيادات القواطع الثلاث ذات الخبرة العميقة والمخضرمين في السليمانية ـ وكركوك ، واربيل ، و بهدينان ـ أي نينوى ودهوك ـ في العمل المسلح الانصاري أناس ليس لهم علاقة بالنضال المسلح ومنهم من لم يتسلق جبلا حتى لمرة واحدة في حياته كلبيد عباوي حين حل محل القائد الانصاري توما صادق توماس أبو جوزيف .
اني اضع هذا التغيير بالأفراد القياديين و استبدالهم بعديمي الكفاءة في المجال العسكري والانصاري في الحزب الشيوعي في خانة التحكم المخابراتي التي تحتاج لفك الغازها من قبل قيادة الحزب الشيوعي ومن له اطلاع بحكم وجوده في المواقع القيادية للحزب آنذاك.. واقصد بهذا التحكم عبر عناصر داخل قيادة الحزب ذات صلة بالمخابرات قصدت ارباك الاوضاع داخل الحزب بهذا القرار وايقاع اكبر عدد من الضحايا في صفوف القاعدة المخلصه لمباديء الحزب لايصالها للعجز ، وفي هذا المنعطف الدقيق ودليلي في ذلك ما وقع في أيدينا بعد الانتفاضة من وثائق وظهور حالات تؤكد ذلك من خلال تلك الوثائق التي حصلنا عليها من دوائر الأمن والمخابرات والملفات الخاصة بالحزب الشيوعي العراقي بعد سقوط النظام الدكتاتوري 2003.. حيث كشفت اختراقات أمنية بالغة الخطورة ما زال هناك من يتستر عليها ويمنع نشرها وتداولها للأسف الشديد ..
ـ الاعتماد على التنسيق الفاشل مع لجنة محليتي الشيخان وعقرة للحزب الديمقراطي الكوردستاني في مقر سيدرا.. والانتظار الغير المجدي على الاطلاق لتنظيم الانسحاب المنظم كما زعم حينها . اذ انسحبت قوات (حدك) دون تبليغ أو اشعار قيادة الفوج الأول للأنصار الشيوعيين في مراني بالانسحاب وتوقيته..
وخلال الانسحاب لاحقاً اعتمد الأنصار على العوائل في تأمين الاكل والشرب.. وكان ذلك خطئاً كبيراً وحملت العوائل من جراءه طاقات واحمال إضافية.. كان الاجدر بالمقاتلين انفسهم تحملها.
واتذكر حملت كيس رز على البغل العائد لنا.. ووقعت عينا لبيد عباوي عليه وقال لي بسخرية حينها :
كفاح اليس من الأفضل ان تحمل طفلا على الحيوان بدل الرز؟؟!..
اجبته وهل تؤمن لنا الطعام في الطريق ؟
اجابني : الصليب الأحمر الدولي وفر كل شيء على الحدود التركية!!
وكأن العالم كله كان ينتظرنا على الحدود، وتبين لاحقاً كذب ادعاءات لبيد عباوي بالكامل في هذا المجال.
ذهبت العوائل يوم 8 أيلول 1988 وسلمت ونقلت الى قلعة بروشكي في نزاكي / دهوك.
قررت حينها مرافقة عمي أبو عمشة لمساعدته بسبب وضعه الصحي الصعب لحين مغادرتنا كوردستان. وحين اجتمعنا لآخر مرة في جبل كارة لغرض توزيع من بقي في اماكن مختلفة لغرض تأمين الخروج عبر سوريا او تركيا او ايران .. طلب لبيد عباوي من أبو عمشة ان ارافقهم لمساعدتهم في تأمين الوثائق التي يمكن لهم بها تجاوز السيطرات بحكم اجادتي للخط وكذلك تعلقي بالرسم كهواية ومن هنا أتت قدرتي على نقش الاختام والوثائق وصعوبة تفريقها عن الاصلية..
رضخت لطلب أبو عمشة بمرارة . والتحقت بهم ونزلت مع اول مجموعة بتاريخ 11/ 12 أيلول 1988 الى دشت الموصل.. كانت تضم علي حاول وفيروز ابنة الفقيد الراحل علي خليل والدكتور حجي ـ جمال عبدالله سليمان ، وحملني لبيد عباوي وثائق وحزمة كبيرة ملفوفة بلاصق أسمر اللون علمت بعد اعادتها اليهم في الدشت انها مبالغ كبيرة من فئة الخمسة وعشرين دينار عراقي..
ومن جبل كارة غادر أبو عمشة مع مجموع من سرية العمادية باتجاه الحدود التركية .
في الدشت بعد انتشارنا في اكثر من موقع وبقاء ما يقارب 95 رفيقاً في جبل كارة ينتظرون قرارات ونتائج من هم في الدشت ـ سهل الموصل لتقرير مصيرهم .. وبحكم الحاجة لي لتنظيم الوثائق اضطروا ليبقوني معهم.. ومن خلالها اطلعت على مواقف تدين ادانة كبيرة لبيد عباوي وتؤكد عدم اهليته لقيادة حتى خلية حزبية.. فما بالك بقاطع كامل لدهوك و نينوى لانصار الحزب الشيوعي في مثل هكذا محنة.
أنجزت خمسة وخمسين وثيقة للرفاق الذين عبروا الى سوريا .. ولم تكشف على الاطلاق ونجى بها من استعملها دون أي شك من السيطرات التي كانوا يعبرونها في النهار.
كان لـ لبيد عباوي هوية نقابة المهندسين على ما اتذكر.. ولدي اطلاعي عليها اخبرته بصدق بإمكانية استخدامها وهي اصلية ولا حاجة له بأخرى من صنعنا. اصر والح ان انجز له هوية ثانية رغم الحاحي عليه بعدم احتياجه لأخرى.. وما بحوزته تفي بالغرض.. سيما انها اصلية وغير مزورة.. والوثيقة التي يريدها يمكن ان تفيد رفيق اخر ينجو بها. هيأت له هوية نقابة المهندسين الزراعيين على ما أتذكر.
اثناء تواجدنا في قمة خورزان وكرساف ..في الأيام الأولى لوصولنا.. احصينا عدد المتبقين في كارة وكانوا 95 رفيق ونصير وأمر لبيد عباوي.. وانا شاهد على ذلك أمر سربست ـ أبو تحرير ورفيقين اخرين بالعودة لكارة وهم يحملون قرار سَمعته منه باذني يخبر سربست به.. وبدوره ليخبر من بقي في جبل كاره ينص على ان يسلم (75) خمسة وسبعون منهم للنظام بِأمر وقرار من الحزب.. وقد هيأ قائمة بهم واعطاها لـ سربست وقال له: قل لهم قرار الحزب ان يسلموا للنظام وهو امر من الحزب.. لأننا لا نستطيع انقاذهم .
ولحسن حظ تلك المجموعة وحين وصول سربست ومجموعته لجبل كارة وهي تحمل أوامر التسليم ل 75 نصيرا ورفيقا لم يجدوها ، اذ ان مجموعة أبو عمشة التي تمكنت عبر رفاق السرية الخامسة في العمادية من الوصول الى الحدود التركية بنجاح وإعادة رفيقين كادلاء الى جبل كارة لنقل ماتبقى منهم من كارة الى الى الحدود التركية ومنهم من واصل الى ايران ومنهم من دخل تركيا قبل وصول أوامر لبيد عباوي لهم بالتسليم وبذلك نجوا من الوقوع بشرك لبيد عباوي والنظام على حد سواء ..
قطع لبيد عباوي كل الاتصالات اللاسلكية مع قيادة الانصار في مقر لولان نهائياً من الأيام الأولى بحجة إمكانية استهدافهم بالمدفعية ..
في اجتماع منفرد بتوفيق ـ ابو زكي قال لبيد عباوي له: اننا انا وانت مستهدفين ولدي معلومات اكيدة على ذلك وعلينا ان نخرج أولا انا وانت الى سوريا.. ثم نسحب الرفاق واترك الامر بيني وبينك.
توفيق قال لرفاقه بالكوردية: ( ابو سالار ـ لبيد عباوي) يريد ان ينهزم من الجبل.. واخبرهم بما دار بينه وبين لبيد عباوي .. مما أدى بالرفيق أبو داود / خديدة ختاري ليحدق به ويوجه له في اجتماع عاجل النقد الشديد وبكلمات قاسية ..قال له بالنص.. (عارٌ وجبن على أي قيادي يريد ان ينجي نفسه قبل ان ينجو او ينجي رفاقه)
طرح لبيد عباوي لبعض قياديي الفوج الأول / مراني بوجود من يريد ويحاول ان يُفشل مهمته في قيادة قاطع بهدينان.. واول من يسعى لذلك هو توما توماس!!!..
وحينما نزل من الجبل قرب خورزان وكرساف انبطح على الأرض وبصق باتجاه الجبل وقال بصوت عالي انا نذل إن عدت اليك ثانية.
وقال للرفيق توفيق لو وصلنا انا وانت للقامشلي أولا لبقينا فيها الى حين وصول كل الرفاق . وحين وصل اليها لم يبق الا ساعات وحجز بالطائرة وطار الى دمشق ليقيم عيد ميلاد ابنه في دمشق .ويذهب أولاد الخايبه على حد تعبير أهلنا في الجنوب الى الجحيم .
هذا هو لبيد عباوي وحقيقته لمن لايعرفه حتى اليوم .
الى الجزء القادم.


http://www.ahewar.org/DEBAT/show.art.asp?aid=638292

تقييم المستخدمون: 3.7 ( 1 أصوات)
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com