مقالات

قراءة في مذكرات برزان التكريتي

محمد السعدي

الأبرز في تلك الأوراق الازمة العائلية ( العشائرية ) بعد أن أقترن حسين كامل ببنت الرئيس صدام الكبيرة ( رغد ) وفيما بعد ارتباط أختها ( رنا ) بأخ حسين كامل صدام كامل , الذي جسد شخصية صدام ببطولة فيلم الايام الطويلة حول تاريخ صدام في تصديه لموكب الزعيم قاسم في رأس القرية بشارع الرشيد عام ١٩٥٩ وعلى أثرها جرح وذهب الى سوريا لاجئاً . تلك المرحلة ما زلنا بحاجة الى من يكشف أوراقه , والتي الى الأن لم تتساقط رغم صفارها . فيلم الايام الطويلة من أنتاج العراق وإخراج توفيق صالح وكتابة السيناريو صدام حسين وتوفيق صالح .. وجسد شخصية صدام صهره صدام كامل تحت أسم محمد.

برزان وأخوانه سبعاوي و وطبان . يعلنون مقاطعتهم لعائلة الرئيس بعد أن أقترنا الأخوين ببنات الرئيس باعتبارهما حسب رواية برزان في مذكراته ( نغليين ) أي السيد كامل والد حسين وصدام . كان على علاقة غير شرعية مع امرأة مشبوهة تعيش في سامراء أسمها ( حسنة ) هي والدة حسين كامل والتي اختفت في ظروف غير طبيعية .

مذكرات الراحل برزان رغم بساطتها لغةً وأسلوباً , لكن توحي للمطلع مصيبة العراق الكبرى في تولي قيادته ومصيره طيلة مسيرة من الاعوام في الحقد والصراع الداخلي والانتقام . على يد شلة من البشر مهوسون ومصابون بنفس ممزقة. يصف الراحل برزان عائلة صدام بدأ من زوجته ساجدة الى أولادها بكلمات غير لائقه وبذيئة ويحملها مسؤولية بما ألت اليه الاوضاع , رغم التشابك الأسري بينهما , حيث برزان وأخية وطبان مقترنين ببنات خالهم خيرالله طلفاح , أي خوات ساجدة مرة صدام , لكن برزان يصف زوجته أحلام ( بشجرة الدر ) . بما تتصف به من نبل وصدق حسب ادعائه.

ينقل برزان من خلال مذكراته معاناته الحقيقية في الصراع من ثمة مشاكل عائلية , كان بها المحور وحلال المشاكل في تهدئتها . بدأ من أبن الرئيس عدي ومشاكله مع والده، والتي استفحلت بعد زواج والده من السيدة سميرة الشاهبندر ومقتل ذواق طعام السيد الرئيس كامل حنا ججو , والذي بات حافظ أسرار الرئيس في علاقاته الخاصة .

العراقيون يعرفون جيداً دور برزان الدموي منذ أن كان عمره ١٢ عاماً في انقلابي ١٧ و٣٠ تموز ١٩٦٨ . والمسؤوليات التي ألقيت على عاتقه في مجالات الأمن والمخابرات ومسؤولية الحرس الخاص.                                             دوره المشهود في مجزرة قاعة الخلد تموز ١٩٧٩؟                                                                             ومحاولة انقلاب ناظم كزار ١٩٧٣؟                                                                                        اللتان مازالتا تحتفظ بجوانب مهمة مخفية عن الرأي العام , وهو الأدرى بتفاصيلها وفضحها أهم من سبر أغوار خلافات العائلة وزيجاتهم وحفلات المجون .

اعدام درويش البعث عبد الخالق السامرائي على هامش عرض مسرحية المؤامرة على قاعة الخلد ؟.

وظيفته الدبلوماسية في جنيف ممثل للعراق في الأمم المتحدة حسب روايته , كانت عقوبة له لإبعاده عن المشهد السياسي العراقي , الذي كرسها في مذكراته حول مرض زوجته ( شجرة الدر ) وتفاصيل دخولها للمستشفى وموتها . ومتابعة أولاده ومدارسهم، ولم يخبرنا بعدد محطات المخابرات ومهامهم في أوربا والعمليات التي نفذوها.

لم يتطرق قط الى نضال الشيوعيين وموقفهم من الوطن وأساليب اعتقالهم وتغيبهم في سراديب أجهزته وعدد الشهداء وأماكن قبورهم وشرعية المحاكم في أجهزته باعتباره كان رئيساً لتلك الأجهزة في تعقب الشيوعيين ؟.

كان الأدرى والأجدر به وهو العارف بقرب مصيره على يد المحتلين الامريكان أن ينطق للتاريخ في قول الحقيقة وكشف المستور.

المذكرات سيرة حقيقية كمرآة تعكس الواقع , الذي عاشه الانسان سواء كان مناضلاً أو مسؤولاً أو سياسياً أو مواطناً بسيطاً . وحتى تأخذ مدياتها الحقيقية في الحياة والمجتمع والصدى البعيد يجب أن يتحلى بها من يرويها بالصدق والشجاعة والأمانة ونكران الذات والوطنية غير ذلك تكون سحابة عابرة غير مؤثرة . مثلما ستكون مذكرات المرحوم برزان .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com