تفصيلات صغيرة عن مجلة (قضايا الادب) الروسية
قال صاحبي , انك لم ترسم صورة تفصيلية ومتكاملة عن مجلة ( قضايا الادب) الروسية في مقالتك عن هذه المجلة المهمة ( انظر مقالتنا بعنوان – عن مجلة قضايا الادب الروسية) .
وان المعلومات التي جاءت في تلك المقالة كانت نظرية بحتة وتخطيطية فقط ان صح التعبير, وان هذه المعلومات غير كافية لتعريف القراء العرب تفصيليا وتطبيقيا بمجلة ادبية تمتلكاهميتها وتاريخها في مسيرة روسيا منذ ان كانت سوفيتية , ثم استمرّت (المجلة) بالصدور في ظل نظام روسيا الجديد ولازالت تصدر لحد الان . وأضاف صاحبي قائلا, ان تلك المقالة واقعيا – ( يتيمة!) بالعربية , اذ لا توجد مصادر عربية كثيرة وكافيةتتناول الصحافة الروسية و اصداراتها بشكل عام ولا تتناول ايضا تلك المجلة بشكل خاص , ولهذا فان تلك المقالة جاءت (مبتورة! كما قال صاحبي) وتحتاج الى اضافات تفصيلية و توسيع الجانب التطبيقي والعملي فيها . قلت له , ان المصادر العربية في كل المواضيع الروسية تقريبا غير كافية بشكل عام , وان هذه المهمة الواسعة الآفاق تقع على عاتق الجانبين الروسي والعربي في مجملها النهائي , وبالذات على التعاون بين الدولة الروسية والدول العربية في المجالات الرسمية والشعبية , وانها قضية كبيرة جدا لأنها تتطلب وضع الخطط المسبقة وتوزيع ادوار المساهمة من كل جانب ومسؤولياته المحددة , و لا يستطيع شخص واحد او حتى عدة اشخاص ان ينجزوا هذه المهمة مهما حاولوا ومهما كانت امكانياتهم وطاقاتهم . أتفق صاحبي معيفي هذا الرأي , لكنه أضاف , انه كان يمكن لي ان اورد – مع ذلك – امثلة محددة مما تنشره تلك المجلة من بحوث ومقالات وتعليقات وملاحظات …الخ كي تكون عند القارئ صورة محددة وامثلة ملموسة عن مضامين تلك المجلة . ضحكت أنا , وقلت له , انني أشرفت على اطروحتين في قسم اللغة الروسية بجامعة بغداد , واحدة عن الادب الروسي في مجلة الاقلام العراقية , والثانية عن الادب الروسي في مجلة الثقافة الاجنبية العراقية ( انظر مقالتنا بعنوان – اطاريح الماجستير التي أشرفت عليها ) , وكم كنت أتمنى – بعد الانتهاء من عملنا ذاك – ان يصدر في العراق فهرس متكامل ( فهرس ليس الا) يتضمن اشارة الى عناوين كل المقالات حول الادب الروسي في تلك المجلتين فقط , ومع ذلك لم نستطع تحقيق هذه (الامنية!) رغم انجازنا الاطروحتين بنجاح في حينها , فكيف تريد يا صاحبي العزيز ان أعطيك امثلة عن المقالات والبحوث وغيرها في مجلة (قضايا الادب) الروسية , والتي تصدر منذ اكثر من ستين سنة في روسيا دون انقطاع ؟ اقتنع صاحبي طبعا بما قلته بشكل عام , لكنه – مع ذلك – أخذ ( ينغبش) كما نقول بلهجتنا العراقية, و سألني , هل استخدمت مواد هذه المجلة في مقالاتك عن الادب الروسي مثلا؟ وكيف؟ واين؟ فقلت له نعم طبعا , لكني لا استطيع الان الاشارة الى التفاصيل بالضبط , وان ذلك يقتضي مراجعة شاملة ودقيقة لمقالاتي , رغم اني استطيع الان ان اضرب مثلا لاهمية المجلات الادبية الروسية بشكل عام, والمثل هو مقالة ليبعنوان – تولستوي والتولستويون , والتي اخذتها في حينها من مجلة ( نوفي مير) , واردت ان اترجمها كاملة من تلك المجلةلاهميتها واصالتها , اذ انها كانت تتناول مفهوم (التولستوية) في روسيا وانتشارها في بعض الدول الاخرى , اي المفهوم العالمي لنظرية تولستوي الفلسفية وكيف انعكست هذه النظرية في التطبيق العالمي , ولكن ظروفي آنذاك لم تسمح لي بذلك مع الاسف , ولهذا اضطررت ان اعطي خلاصة وافية لتلك المقالة ليس الا , ومع ذلك , فقد استقبلها القراء بايجابية , بل ان مجموعة من طلبتي ( الذين عشقوا اختصاصهم بعد تخرجهم !)لاموني , لان هذا الموضوع المهم لم يكن ضمن مفردات مادة تاريخ الادب الروسي في قسم اللغة الروسية بجامعة بغداد عندما كنت اقوم بتدريس تلك المادة في القسم المذكور آنذاك .
ختاما , ومن اجل الا (يزعل !) صاحبي وربما بعض القراء الاعزاء , قررت – مع ذلك – ان ارفق في نهاية هذه التفصيلات (الصغيرة!) عن تلك المجلة (الكبيرة!) نماذج لعناوين مقالاتمختارة ومنتقاة من العدد السادس لعام 2018 من عمرها ( المديد!) , نماذج لمقالات ارى انها ربما تستحق الترجمة الى العربية , او في الاقل , تستحق الاطلاع والتأمّل , او تستحق التفكير العميق حول مختلف جوانبها , او تستحق طبعا جمعها وترجمتها واصدارها بكتاب خاص يضم مقالات مختارة من مجلة ( قضايا الادب ) , و يضاف الى المكتبة العربية في الادب الروسي , ليكون واحدا من المصادر العربية المهمة للقراء العرب وللباحثين العرب ايضا في مجال الادب الروسي , وهذه العناوين هي –
1 – تورغينيف في مرآة علم الثقافة المعاصر
2- اصدارات ( قصائد في النثر) لتورغينيف في فرنسا اثناء حياته .
(كان عام 2018 سنة الاحتفال بالذكرى 200 لميلاد تورغينيف )
3 – ترجمة جديدة مع هوامش ل ( كلمة عن فوج ايغور) ( وهي ملحمة صادرة في القرن الثاني عشر باللغة الروسية القديمة , وتعدّ واحدة من بدايات الادب الروسي . ( وبالمناسبة فقد ترجمها الى العربية في حينها المترجم العراقي خميس حرج نشمي -انظر مقالتنا الرابعة بعنوان المترجمون العراقيون في الاتحاد السوفيتي)
4– اوسيب ماندلشتام بين كييف.. ولينينغراد.. ( 1927 – 1929) . المصادر الحقيقية لشعر ماندلشتام ونثره .
5 – بين كافيرين و بونين .
6 – الجسر كرمز..في رواية الجريمة والعقاب .
هل تريدون المزيد ؟