مجتمع

منى عتيشا أول عراقية تكرم على المستوى الوطنى في الولايات المتحدة

بين 38 شخصية أمريكية تم تكريمها تصدرت الدكتورة منى المركز الرابع

في بادرة نادرة قامت مؤسسة كارنيكَي الامريكية بولاية نيويورك بنشر مقالة في جريدة “نيويورك تايمز” الشهيرة، تحت عنوان ” تحية اكبار وتقدير الى ٣٨ مهاجرا متميزين بعطائهم” واختير توقيت النشر في الذكرى الثانية والاربعين بعد المئتين للعيد الوطني الامريكي الذي يُحتفل به يوم ٤ تموز من كل عام، وقد ارجع بعض المراقبيين سبب نشر وتوقيته، إلى المواجهة التي ينتهجها البعض في مواجهة السياسة المتطرفة التي يمارسها الرئيس الأمريكي ترامب وخاصة ضد المهاجرين أو ذوي الأصول الآسيوية والافريقية أو من امريكا اللاتينية.

إلا أنه وبعيدا عن سبب النشر ومكانه وتوقيته، فإن اللافت أن اختيار 38 شخصية من سكان الولايات المتحدة، ويكون بينهم سيدة من أصول عربية وعراقية تحديدا، هو أمر مفرح.

وهنا نتحدث عن الدكتورة منى حنا عتيشا، الرئيسة السابقة  لقسم الاطفال في (مستشفى فلنت) والتابعة لولاية مشيغان الامريكية والاستاذة في الكلية الطبية لجامعة ـ مشيكَان ستيت ـ  والتي اشتهرت وعرفت بأنها هي التي كشفت اكبر فضيحة تتعلق بالتغطية على الفساد الاداري في ولاية مشيغان بشأن الماء الملوث بنسب عالية جدا بمادة الرصاص والتي  تترك آثارا صحية وخيمة نتيجة دخولها الجسم وتمركزها في الدماغ او حوله ، مما يعني نسبا عالية من الامراض والتشوهات الخلقية لدى الاطفال والكبار والنساء الحوامل اللواتي يستخدمن الماء الموّرد من قبل المؤسسات البلدية ، حيث جرى حينها (عام ٢٠١٥)  استبدال عقد توريد الماء الصالح للشرب الى سكان مدينة فلنت، من شركة الى اخرى بغية توفير بعض الاموال اثناء مرور الولاية بأزمة مالية، ضاربين عرض الحائط كل التحذيرات من ان البني التحتية للشركة الجديدة هذه ،  قديمة ومتآكلة وسوف تسبب كوارث صحية ، لكن ( الدكتورة مونا ) وايمانا منها برسالتها الانسانية كونها طبيبة ومثقفة ، وتنحدر من عائلة عراقية عرفت بمواقفها الوطنية في العراق وفي امريكا ، تحدّت هذا الواقع الفاسد وكشفتهم للرأي العام المحلي والوطني  وحتى العالمي ، حيث احتلت قضية (نسبة الرصاص في ماء مدينة فلنت) عناوين الكثير من الصحف ونالت اهتمام مؤسسات محلية وامريكية وعالمية لما له من اهمية على حياة الانسان وسلامته ، ونتيجة لهذا الدور الكبير الذي لعبته في اثارة هذا الموضوع مع كل المؤسسات الاعلامية المحلية والعامية فإنها حازت على شهرة واحترام وتقدير من لدن المسؤولين الحكوميين والمنظمات المحلية والعلمية وهكذا كان الامر مع  (مؤسسة كارنيكَي) .

اللافت في المقال الذي نشر أن اسم الدكتور منى حنا جاء ترتيبه الرابع وسط شخصيات أمريكية من مختلف الأصول إلا أنهم جميعا تميزوا بعطائهم ومواقفهم المشرفة والإنسانية، وكان وصف الدكتورة منى في القائمة “باعتبارها راعية للصحة العامة للمواطنين” وقد نشرت الدكتورة منى حنا -عتيشا قد نُشر لها كتاب من مدة قصيرة حمل عنوان:

الذي لا تراه العين، قصة محنة ومقاومة وأمل في مدينة أمريكية

“What the Eyes Don’t See: A Story of Crisis, Resistance and Hope in an American City.”

ضمنته تجربتها الشخصية، وعن عائلتها والعراق والهجرة والوصول لهذه البلاد، ثم الدراسة لحد إطلاق صافرة الانذار حول (ماء مدينة فلنت) وكل ما رافق تلك العملية ولليوم من اتعاب ومضايقات وحتى تهديدات من اجل اسكات صوتها الصادق في فضح الفاسدين والمتسببين في كوارث ضد الاطفال والنساء وابناء مدينة فلنت.

https://monahannaattisha.com/

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com