منوعات

تعالوا نقاطع هوليود انتصارا لغزة… وكمشة كاجو ولوز في قبضة مريم!

بيدر ميديا.."

تعالوا نقاطع هوليود انتصارا لغزة… وكمشة كاجو ولوز في قبضة مريم!

مريم مشتاوي

 

حضرت غزة حفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والتسعين، على مسرح دولبي في هوليوود، الأسبوع الماضي، رغماً عن إرادة المنظمين.
وكانت الصوت الأعلى في الحفل الأممي، حيث ارتدى عدد من النجوم، بينهم بيلي إيليش ومارك روفالو ورامي يوسف وسوان أرلو، دبابيس حمراء ترمز لدعم وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وكان الاحتفال بتوزيع جوائز الأوسكار اتخذ طابعاً أكثر جدية، عندما أدلى المخرج البريطاني اليهودي جوناثان غليزر، الفائز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عن فيلم «زون أوف إنترست»، الذي يتناول الهولوكوست، كلمة مقتضبة انتقد فيها بشدة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وقال «نحن نرفض السماح بإساءة استخدام يهوديتنا والمحرقة من أجل احتلال تسبب في الكثير من المعاناة للعديد من الأبرياء». واعتبر أن الإسرائيليين الذين قضوا في الهجوم، الذي أطلقته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، والفلسطينيين الذين سقط منهم حوالي 31 ألف قتيل، جراء الحرب، التي أعقبت الهجوم، «جميعهم ضحايا التجرد من الإنسانية»، وهو موضوع فيلمه كما ذكر تقرير لموقع «العربية نت».
لكن هذه المواقف المشرفة لأصحابها لم تمر بسلام، في ظل وجود لوبي هوليودي منظم يدعم جرائم الاحتلال الإسرائيلي. حيث انتقد عدد من المشاهير تصريح غليزر، بينهم ميغان ماكين، ابنة السيناتور الراحل جون ماكين، وآبي فوكسمان، الرئيس السابق لرابطة مكافحة التشهير، قائلين إنه «يدحض يهوديته».
وكتب فوكسمان على منصة أكس «أنا سعيد لأن (زون أوف إنترست) فاز بجائزة أفضل فيلم عالمي في حفل توزيع جوائز الأوسكار – ولكن باعتباري أحد الناجين من الهولوكوست، أشعر بالصدمة لأن المخرج صفع ذكرى أكثر من مليون يهودي ماتوا لأنهم يهود بإعلانه أنه يدحض يهوديته.. عار عليك».
بالطبع النفاق الهوليودي، ليس جديدا، وقد اعتدنا عليه من خلال الإنتاج المسيس لصناعة السينما هناك، حيث التأثير اللامحدود للوبي الصهيوني، الذي يسيس الصراع ويفرض روايته التي تفتقر للحد الأدنى من التاريخية والمصداقية.
وقد نشر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني مقالا للناقد السينمائي المصري جوزيف فهيم، انتقد فيه قرار شركات هوليود باستبعاد الممثلتين سوزان ساراندون وميليسا باريرا، لانتقادهما العدوان الإسرائيلي على غزة. مؤكداً أن للسينما الغربية وجهين، ففي حين أبدت غضباً «مبررا» بشأن ما تتعرض له أوكرانيا من غزو روسي، التزمت الصمت إزاء ما يحدث في الشرق الأوسط، مؤكدا أن صحيفة «فارايتي» نشرت تقريراً في 21 نوفمبر/تشرين الثاني يفيد بأن وكالة الفنانين المبدعين أقالت سايرا راو وريجينا جاكسون لتأليفهما كتابا يدعمان فيه الفلسطينيين.
وأكد السينمائي المصري أن جميع الفنانين المعاقبين كانوا قد وصفوا ما يحدث في غزة بأنه «إبادة جماعية»، وهي لفظة لطالما اعتُبرت من المحرمات في هوليود.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل يمكن للشعوب العربية وبعض الأنظمة «غير المطبعة» مقاطعة هوليود لانحيازها اللاأخلاقي؟ هل تجرؤ على ذلك؟ هنا تكون المقاطعة مجدية ومنتجة على كافة الصعد. هنا نستطيع أن نقول إن وعي الشعوب العربية بقضاياها بدا أكثر وضوحاً ونضوجاً. وبالطبع لن نسأل: لماذا ما تزال مواقف نجومنا العرب خجولة؟ الجواب ببساطة، لأن قسما منهم مجرد أبواق رخيصة لهذا الحاكم أو ذاك!

ابتسمت مريم!

هل تذكرون الصغيرة مريم عبد ربه، صاحبة الأعوام السبعة؟ هل تذكرون تلك الصغيرة، التي بكت حرقة واشتياقاً لرغيف خبز أبيض؟ تلك الصغيرة كانت جائعة ترتجف من حزنها وقهرها.. يومها سألها أحد المراسلين كيف يحضر لها والدها الطعام.. ردت عليه ببساطة جارحة: أبي في الجنة.. عبارة اشتهرت بين أطفال غزة.. يرددونها بتسليم مطلق وبساطة جارحة.. جملة تجعل العالم كله مجرد دمعة عابرة.. فالموت خبر عادي جداً في القطاع.. لقد أخبرتها أمها بأن والدها استشهد بالحرب.. وكان الجيران يؤكدون لها الخبر في كل مرة تعيد السؤال عنه.
لم تمر أيام قليلة حتى وصل صوت مريم وأمنيتها الوحيدة الصغيرة إلى قلوب العديد من الناس.. ولا نقصد طبعاً أرغفة السماء الأمريكية، التي هطلت على رؤوس الناس لتقتلهم أو لتهين إنسانيتهم، وهم يلتقطوها من بين الركام ومن بين الأشواك.. لقد انتشرت مقاطع فيديو كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي لأكياس من الطحين هبطت من الطائرات على الأرض وتبعثرت بين التراب، ورغم ذلك جمعها الأطفال، لشدة جوعهم، بأياديهم الصغيرة ووضعوها في جيوبهم أو في أكياس بلاستيكية.
أما مريم فقد وصلتها أرغفة كثيرة من المحبين لتعيد البهجة إلى وجهها: أتتها تلك الأرغفة، وهي تبتسم ابتسامة عريضة.. ولم تأت وحيدة، بل رافقتها كمشة كاجو وكمشة أخرى من اللوز.. تلك الهدايا فاقت أحلام مريم وأمانيها.. ولكنها لم تكن المفاجأة الكبرى.. كان هناك خبر غير متوقع.. خبر أعاد لمريم شيئاً من أمان كثير ضاع منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.. فبعد استلامها الهدية بساعات قليلة، اكتشفت الصغيرة بأن والدها لم يمت، بل هو جريح في المستشفى وجرحه طفيف جداً.. وقد أخبروها أنه عائد قريباً إليها.
هكذا أضاء وجهها في وسط العتمة الشديدة.. وجاءها العيد وهي تردد:
بابا جانا وفرحنا به، بعد غيابه وبقاله زمان غنوا وقولوا أهلا رمضان
بابا جانا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com