ثقافة

ديمتري بيكوف يكتب سيرة فولوديمير زيلينسكي: «بورتريه على خلفية أُمَّة»

بيدر ميديا.."

ديمتري بيكوف يكتب سيرة فولوديمير زيلينسكي: «بورتريه على خلفية أُمَّة»

جودت هوشيار

 

ديمتري بيكوف، المولود عام 1967 في موسكو، كاتب، شاعر، ناقد أدبي، صحافي، مقدم برامج تلفزيونية وإذاعية، مدرس، محاضر جماهيري- كل هذا هو، ديمتري بيكوف المتعدد الأوجه. هذه هي طبيعة موهبته ومزاجه الذي لا يمكن كبته. سعة اطلاعه تثير الاحترام، إن لم يكن الحسد. له قدرة مذهلة على العمل. فهو ينشر نصوصا جديدة كل يوم في أكثر من صحيفة ومنصة. إنتاجه الأدبي الغزير يلقى رواجا جماهيريا، لكنه لا يتسم بالعمق الفكري، أو التميز الجمالي. علاوة على ذلك، فهو شخصية سياسية أيضا، فقد كان عضوا بارزا في مجلس التنسيق للمعارضة. عند بدء الغزو الروسي لأوكرانيا كان في الولايات المتحدة الأمريكية لألقاء محاضرات في الأدب الروسي، لكنه قرر عدم العودة إلى روسيا حتى يتغير نظامها السياسي. وقال في عدد من المقابلات إنه لم يعد يخطط للكتابة باللغة الروسية وسيتحول إلى اللغة الإنكليزية. في 29 يوليو/تموز 2022، أدرجت وزارة العدل في الاتحاد الروسي ديمتري بيكوف في سجل وسائل الإعلام ضمن لائحة «العملاء الأجانب».
بيكوف هو مؤلف العديد من الروايات والقصص ومجموعات القصائد وغيرها من الأعمال الأدبية. حصل مرتين على الجائزة الأدبية الوطنية لأفضل الكتب مبيعا: في عام 2006 عن كتاب «بوريس باسترناك» وفي عام 2011 عن رواية «أوستروموف، أو تلميذ الساحر» بالإضافة إلى ذلك، حصل في عام 2006 على جائزة «الكتاب الكبير» عن كتاب بوريس باسترناك. كما فاز بالجائزة الصحافية «القلم الذهبي لروسيا» عام 2010، وجوائز أدبية أخرى.

كتاب مثير للجدل

في نهاية سبتمبر/أيلول من هذا العام، صدر عن دار نشر «فريدوم ليترز» كتاب ديمتري بيكوف الموسوم «ف ز: بورتريه على خلفية أمَّة « ويتناول سيرة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وشرح النجاح السياسي الهائل الذي حققه الممثل الكوميدي. يعد بيكوف هذا النجاح «السر الرئيسي للقرن الحادي والعشرين». وكيف أن زعيما شابا يفتقر إلى الخبرة السياسية، لم ينته به الأمر إلى رأس الدولة فحسب، بل قاوم أيضا الغزو العسكري الروسي بفعالية لمدة 18 شهرا. كما يناقش المؤلف مصير أوكرانيا السياسي. وخصائص الأوكرانيين والروس والاختلافات بينهما. يشير الحرفان (ف. ز) في العنوان إلى اسم ولقب فلاديمير زيلينسكي، وهما في الوقت نفسه رمزان للغزو الروسي ضمن الخطاب المناهض للحرب. كتاب ضخم يقع في أكثر من 600 صفحة، ويتألف من ثلاثة أجزاء – «الكوميديا» و«المأساة» و«اللغز». وهو على شكل سلسلة مقالات حول أوكرانيا قبل الحرب وأثنائها.
في «الكوميديا» يهتم بيكوف بشكل رئيسي بالمراحل الرئيسية من سيرة الزعيم الأوكراني، الذي ولد في 25 يناير/كانون الثاني 1978 في مدينة كريفوي روغ في منطقة دنيبروبيتروفسك، وقضى بضع سنوات في طفولته في منغوليا، حيث كان والده مشرفا على بناء مصنع تعدين في هذا البلد. تخرج في عام 2000 في جامعة كييف الاقتصادية الوطنية، وتخصص في القانون، لكنه لم يعمل في المجال القانوني، بل بدأ حياته المهنية في السينما والكوميديا الارتجالية، حيث كان بين عامي 1997-2003 ممثلا وكاتب سيناريو ومديرا فنيا لفريق نادي «كفارتال 95، ثمّ لعب الدور الرئيسي في المسلسل التلفزيوني الكوميدي «خادم الشعب» وهو من بطولته وإنتاجه، ويمثل فيه دور رئيس البلاد. بعد النجاح المدوي للمسلسل أصبح أكثر انخراطا في السياسة الفعلية لأوكرانيا؛ وفي 31 مارس/آذار 2018، أنشأ حزبا سياسيا يحمل اسم «خادم الشعب». وفي 21 أبريل/نيسان 2019، تم انتخابه رئيسا لأوكرانيا، حيث حصل على تأييد 73.22% من الناخبين. ويسرد بيكوف الأحداث التي وقعت أثناء تنصيب زيلينسكي رئيسا وحل البرلمان الأوكراني على خلفية الأزمة السياسية في أوكرانيا عام 2019، ومفاوضات مينسك الفاشلة مع روسيا وعلاقة زيلينسكي مع الأوليغارشية إيغور كولومويسكي. يقول بيكوف إنه غير مهتم بتقديم السيرة الفعلية لزيلينسكي، بل الأهم من ذلك هو وصف مصير الأمة الأوكرانية ممثلا بزيلينسكي.

وفي إطار هذا الوصف، يقوم بيكوف بإعداد نظريات ملتوية، الواحدة تلو الأخرى، وهنا يظهر العيب الرئيسي لهذا الكتاب وهو أن الفرضية فيه تأتي قبل الحقائق، ودراما الحرب أكثر أهمية من تفاصيل السيرة. ويصف الجزء الثاني، «المأساة» الحرب وكيف غيرت زيلينسكي وشعب أوكرانيا. ويقول بيكوف «إن المجتمع المدني النشيط حقا، الذي لا يتطلب الكثير من المسيرات، لكن العمل المنظم للإدارة، لم ينشأ نتيجة الثورة البرتقالية عام 2004، لكن نتيجة للحرب». الجزء الثالث من الكتاب، «اللغز» مخصص لأفكار بيكوف حول الأسباب التي أدت إلى الغزو العسكري الروسي، والعواقب المحتملة للمواجهة الروسية مع أوكرانيا، ومع العالم الغربي الحديث برمته. وينظر بيكوف إلى هذه المواجهة على أنها «معركة القديم والحديث» أو «التخلف والتقدم» ويزعم أن أوكرانيا تقف تحت قيادة زيلينسكي إلى جانب التحديث.
بيكوف وعد في البداية بالكشف عن «لغز زيلينسكي» لكنه في الواقع توقف فقط عند محطات رئيسية معروفة من سيرة الزعيم الأوكراني. ويمكن القول إن «ف. ز: بورتريه على خلفية أمّة» ليس كتابا عن زيلينسكي بقدر ما هو محاولة المؤلف شرح الحرب لنفسه.

ما الجديد في هذا الكتاب؟

من الصعب تحديد نوع هذا العمل، أو التعامل معه على أنه سجل تاريخي موثوق، لأن القسم الأكبر منه عبارة عن سرد تفصيلي للأحداث، تم تجميعه من مصادر ومراجع عديدة (وإن كانت بدرجات متفاوتة من الموثوقية) وبيانات رئاسية رسمية ومقابلات عديدة مع المقربين من زيلينسكي (التي نشرت سابقا أو تم إجراؤها خصيصا للكتاب). من بين الأجزاء الوثائقية للكتاب نصوص خطب بوتين وزيلينسكي عشية الحرب. على سبيل المثال، في 19 يناير 2022، حث زيلينسكي الأوكرانيين على «عدم القلق» وأكد أن «كل شيء تحت السيطرة ويسير وفقا للخطة». في ليلة 1 يناير 2023، كانت نبرة كلمته الموجهة للشعب مختلفة: «من المستحيل أن ننسى. ومن المستحيل أن نغفر. نحن نقاتل وسنواصل القتال. من أجل الكلمة الرئيسية: النصر. سيحدث ذلك بالتأكيد». يستخدم بيكوف أيضا مواد وثائقية أخرى في الكتاب. على سبيل المثال، المحادثة الهاتفية التي أجراها زيلينسكي مع دونالد ترامب، وجزء من مقابلة مع رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون للمجلة الأمريكية «تابلت» التي يكشف فيها تفاصيل المفاوضات بين كييف وموسكو: «ذهبت إلى أوكرانيا – في أبريل 2022، لأنه كانت هناك مثل هذه المحادثات… واحتمال إبرام صفقة بين أوكرانيا وروسيا مثل مينسك الجديدة، لكن لا توجد صفقة يمكن إبرامها مع بوتين، لكن هل تعتقد أنه مقابل ماريوبول سيوقف الحرب؟ ما يميز كتاب بيكوف عن السيرة الغيرية الكلاسيكية هو وفرة التلميحات إلى الأعمال الأدبية اليونانية القديمة والكتاب المقدس وآراء المؤلف ذات الطبيعة الفلسفية.
يشير الكاتب نفسه في مقابلة صحافية إلى أنه لا يؤمن في إمكانية كتابة سيرة موضوعية لسياسي حالي. ويصف عمله بأنه «محاولة لصورة أدبية مع بعض التقييمات التاريخية الحتمية – كيف وصلنا إلى هذه النقطة وكيف سنخرج منها.

الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي

ميزة أخرى لـ«بورتريه على خلفية أمة» هي وفرة التفاصيل الزائدة عن الحاجة. يقدم بيكوف العديد من التفاصيل الصغيرة عن حياة زيلينسكي: السنوات الأولى من حياته في منغوليا ومشروبه المفضل (النبيذ الأحمر الجاف) وماركات الملابس والتفضيلات الموسيقية لزوجته إيلينا زيلينسكايا. واعترف بيكوف في مقابلة صحافية بأنه أثناء عمله على الكتاب اعتمد في كثير من الأحيان على مصادر منشورة، لكنه أرسل النص إلى «بعض الزملاء» لتدقيق التفاصيل. ليس من الواضح دائما ما هي هذه المصادر، لكن يبدو أن أسلوب الصحف الشعبية قد انتقل إلى الكتاب. علاوة على ذلك، فإن بعض التفاصيل المفرطة تجعل النص يبدو وكأنه كتيب إعلاني. أقتبس: «تم تصوير مسلسل «خادم الشعب « بكاميرا حمراء تنتج ما يصل إلى 120 صورة في الثانية. يتيح لك ذلك الحصول رقميا على صورة سينمائية حقيقية وجيدة». وأخيرا، من وقت لآخر، تتم مقاطعة رواية المؤلف بشكل غير متوقع من خلال توضيحات المحرر، وتعليقاته (لم يتم الكشف عن اسمه) وكذلك يدخل في جدل مع صاحب دار نشر» فريدوم ليترز» جورجي أوروشادزه. على سبيل المثال، عندما يقارن المؤلف بين شخصيتي زيلينسكي وبوتين، ويكتب أنه في عام 1999، «تم وصف رئيس روسيا المستقبلي بأنه يؤدي دورا معينا، (وهو ما يجعل بوتين وزيلينسكي متشابهين، في رأي بيكوف) يلاحظ الناشر: «هذا هراء أولئك الذين لا يعرفون. لقد كان بوتين المسؤول الأول بالفعل في سانت بطرسبرغ». يجيب المؤلف ويواصل القصة: «أبيع بالثمن الذي دفعته عند الشراء (من المسؤولين في عهد يلتسين آنذاك).

تجاهلت وسائل الإعلام الأوكرانية كتاب بيكوف، ولم تنشر أي مراجعات له. كما رفض مكتب الرئيس الأوكراني الحديث عنه أو التعليق عليه. وقال أحد موظفي المكتب: «يتم نشر الكثير من الكتب عن زيلينسكي في العالم». وفي الوقت نفسه، يزعم زميل مقرب لفلاديمير زيلينسكي في مقابلة صحافية: «أن قيادة أوكرانيا على علم بنشر الكتاب. وأشار: «نحن نعرف الكتاب، لقد قرأناه» مضيفا أنه «لم يسمع من الرئيس أي تعلق حول ما نشر عن سيرته».

كتاب يفتقر إلى الموضوعية والدقة

ربما يكون من المنطقي اعتبار هذا الكتاب بمثابة عمل شبه وثائقي يحتوي على عناصر صحافية، حيث يتم سرد سيرة زيلينسكي بتصرف. بعض الحقائق الواردة فيه لا يمكن التحقق منها، وبعضها غير دقيق. على سبيل المثال، كتب بيكوف: «في عام 2014، كان فولوديمير زيلينسكي – بطل مسلسل «خادم الشعب»- يخطط بالفعل للمشاركة في السباق الرئاسي، لكنه غير رأيه، مدركا، على ما يبدو، أنه لن تكون لديه ببساطة سيناريوهات جيدة». وهذا ليس صحيحا، حيث يشير المقربون من رئيس أوكرانيا إلى أن الواقع كان مختلفا. لم يكن زيلينسكي، يفكر في مشاركته المحتملة في الانتخابات الرئاسية عام 2014. بيكوف لا يعتبر نفسه راويا موضوعيا، ويقول في الكتاب: «أذكّر القارئ بأن هذا الكتاب يدعي أنه كامل في معلوماته، لكنه ليس موضوعيا بأي حال من الأحوال. لقد رأيت الكثير من الأشياء في حياتي، لكنني لم أر الموضوعية قط».

زيلينسكي في نظر بيكوف

هذا الكتاب هو إعلان بيكوف عن حبه لأوكرانيا وزعيمها حيث يقول: «هناك أشخاص لا يتم تحديد شخصيتهم بطول القامة أو البنية أو الملامح: لقد دخل للتو، وكأن الريح هبت من بعد آخر. زيلينسكي نشيط، حيوي، سريع البديهة، يتواصل بسهولة حتى مع الجمهور الأصم». بيكوف يعد زيلينسكي «نوعا جديدا» من قادة الدولة، مثل دونالد ترامب. ويجادل بأن العالم سئم من السياسيين المحترفين، لذلك يصبح رجل الاستعراض رئيسا للدولة، والممثل هو الذي «يخلق الروايات». هذه هي الصفة، حسب بيكوف، التي توحد الرئيسين». ويضيف قائلا: «من المفارقات أن فوز ترامب في الولايات المتحدة أملاه السبب ذاته، واصفا إياه ليس فقط بأنه سياسي غير محترف، لكن أيضا غريب ورجل استعراض كان نشاطه الوحيد الناجح حقا هو البرامج التلفزيونية الرائدة. يطلق المؤلف على كلا الرئيسين «الملك الراوي» ويقصد به: «الحاكم الذي يترك للمهنيين التعامل مع الاقتصاد، أو الصناعة أو الشؤون العسكرية، في حين يرى أن مهمته هي إعطاء المجتمع حبكة الوجود (على حد تعبير المؤلف). الملك الراوي يحكم بلا شك، لكنه لا يتحكم في الأشياء المادية الجسيمة، بل في أمزجة رعاياه وآمالهم. يضعها في فضاء نص أدبي أو مسلسل أو برنامج تلفزيوني ولا يتظاهر بمعرفة أشياء مملة مثل الاقتصاد. يختلف الراوي اختلافا جوهريا عن الأيديولوجي. يخلق الأيديولوجي نظاما للسيطرة والمطالب – يحفز الراوي المواطنين بأشياء مثيرة للاهتمام وليست مفيدة أو أخلاقية». وفي الوقت نفسه، يشير بيكوف إلى أنه في هذه الحالة لا يقيّم حكم ترامب وزيلينسكي من وجهة نظر أخلاقية، أو سياسية. يتحدث بيكوف عن أوكرانيا بإعجاب. ويستشهد بخمس سمات لـ «أوكرانيا الجديدة» التي يجسدها زيلينسكي في رأيه: العناد والسخرية الذاتية والفنية والاستقلالية وسرعة البديهة.
ويزعم أن انتصار أوكرانيا في الحرب «مسألة وقت»: «الجميع ينتظر ذكر الحقيقة الواضحة. لقد انتصرت أوكرانيا بالفعل روحيا وفكريا وعسكريا، لأن الجيش المتفوق إلى حد كبير لا يستطيع سحقها، واضطر إلى التخلي عما تم كسبه بالفعل». وهذا بالطبع استنتاج خاطئ، بعد فشل الهجوم الأوكراني المضاد، ووقوع عدد كبير من المقاتلين الأوكران في الأسر.. يبرر المؤلف انحيازه إلى الجانب الأوكراني بحقيقة أنه «لا يمكن للمرء الآن التحدث إلا باستحسان أو تعاطف عن أوكرانيا (وبدرجة أقل عن زيلينسكي) لكن ليس بشكل نقدي». وبعكسه أنت تتضامن مع الجانب الآخر. ويرى: «أن الرئيس الروسي محاصر في زاوية، والقوة التي دفعته إلى هناك أكثر خطورة من حلف شمال الأطلسي، وهي الزمن. لذلك تتعين عليه «مواجهة الحداثة من أجل إيقاف المستقبل… ويمكنه تثبيت نفسه على العرش إلى الأبد بالطريقة الوحيدة – من خلال فرض الحرب على العالم وإلقاء المزيد من الأجيال في الأُتُونُ. يحدث هذا الصدام بين العتيق والجديد في جميع أنحاء العالم، لكن في أوكرانيا أدى ذلك إلى حرب ساخنة مفتوحة».

ردود الفعل على الكتاب في روسيا

أثار الكتاب ردود فعل سلبية في الإعلام الروسي. كان المعلقون المؤيدون للحكومة الروسية غاضبين بشكل خاص من اختيار عنوان الكتاب، الذي يشير إلى اسم فلاديمير زيلينسكي، الذي يقود الحرب مع روسيا، ودعا السياسي الروسي سيرغي ماركوف إلى إنهاء «الدعاية لزيلينسكي». واقترحت صحيفة «لايف» الشعبية إضافة بيكوف إلى قائمة المتطرفين، ما يعني فرض حظر على بيع جميع كتبه في البلاد. أما الكاتب المعروف بافل باسينسكي، فقد بدا أكثر تسامحا ونشر عمودا في صحيفة «روسيسكايا غازيتا، حول كتاب بيكوف اقترح فيه «تقدير المواهب الروسية» حتى أولئك الذين نختلف معهم أيديولوجيا، بما في ذلك مناقشة كتاب بيكوف علنا. كتب باسينسكي: «يقول أحدهم( يقصد ديمتري بيكوف) الذي يعيش في أمريكا، وهو كاتب جيد وشاعر وناقد، إنه لن يتحدث مع أصدقائه القدامى إلا بعد محكمة لاهاي». الآن قام بتأليف كتاب عن زيلينسكي الوهمي كما يتخيله، لذلك دعونا نقرأها، دعونا نتحدث عنها، ما الذي يجب أن نخاف منه إذا كانت الحقيقة وراءنا؟ وقالت يلينا يامبولسكايا، رئيسة لجنة مجلس الدوما (البرلمان) للثقافة ونائبة عن حزب روسيا الموحدة الحاكم، ردا على كلام باسينسكي، إنها لم تسمع أبدا أن أحدا يصف ديمتري بيكوف بموهبة روسية». وشددت على أن «الضجة ليست كافية لهذا الحدث». واختتمت قائلة: «هناك خط أحمر تجاوزه بيكوف، ولا يمكن التراجع عنه في إشارة إلى موقف بيكوف السياسي. وناشدت جمعية «قدامى المحاربين في روسيا» وزارة العدل ومكتب المدعي العام ولجنة التحقيق في الاتحاد الروسي، مقاضاة بيكوف، بتهمة دعم العدوان العسكري على سكان دونباس وانتهاك سلامة أراضي روسيا، وإضافة كتابه إلى قائمة المواد المتطرفة التي يعاقب عليها القانون الجنائي الروسي.

تجاهل أوكراني

تجاهلت وسائل الإعلام الأوكرانية كتاب بيكوف، ولم تنشر أي مراجعات له. كما رفض مكتب الرئيس الأوكراني الحديث عنه أو التعليق عليه. وقال أحد موظفي المكتب: «يتم نشر الكثير من الكتب عن زيلينسكي في العالم». وفي الوقت نفسه، يزعم زميل مقرب لفلاديمير زيلينسكي في مقابلة صحافية: «أن قيادة أوكرانيا على علم بنشر الكتاب. وأشار: «نحن نعرف الكتاب، لقد قرأناه» مضيفا أنه «لم يسمع من الرئيس أي تعلق حول ما نشر عن سيرته».
يقول بيكوف – الذي أشار مرارا في كتابه إلى محاور مجهول في مكتب الرئيس الأوكراني: «إنه لم يتلق أي رد فعل من زيلينسكي على الكتاب، أو من الشخصيات المذكورة فيه، ولم يطلع عليه سوى أليكسي أريستوفيتش (المستشار السابق في مكتب زيلينسكي) وأليكسي كيريوشينكو، مخرج مسلسل «خادم الشعب» لكن أيا منهما لم يبين رأيه في مضمون الكتاب».

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com