منوعات

يجمعهم محو إسرائيل: ياسر عرفات والسنوار دفعا الثمن.. ونصر الله في الانتظار.

بيدر ميديا."

يجمعهم محو إسرائيل: ياسر عرفات والسنوار دفعا الثمن.. ونصر الله في الانتظار

عندما يحين يوم السنوار – ويدور الحديث عن مسألة حتى تطاله يد إسرائيل – سيأخذ معه إلى قبره جواباً على السؤال الذي رافقنا منذ السبت الأسود: ما الذي مر على رأسه، بمعنى ما الذي أمل في تحقيقه، حين أمر رجاله بتنفيذ هجمة الإرهاب والقتل في 7 أكتوبر؟

هل فكر في أن تؤدي هذه الهجمة إلى انتفاضة جديدة في “يهودا والسامرة”، ينضم إليها عرب إسرائيل أيضاً، ثم يرتبط به “حزب الله” وإيران ويفتحا الحرب؟ ولعله فكر بأنه مثلما في جولات المواجهة السابقة، سترد إسرائيل رداً محدوداً وتمتنع عن الخروج إلى حرب شاملة، وبدلاً من هذا ستسعى للوصول معه إلى صفقة تبقيه هو ومنظمته يحكمان في غزة. الواضح أن السنوار فوجئ من الشدة والوحدة اللتين أبداهما المجتمع الإسرائيلي وأبداهما مقاتلو الجيش الإسرائيلي.

ومن المهم الاعتراف بأن المزاج والمنطق اللذين أسسا هجمة حماس، يتشارك فيهما قتلة مجانين مثل يحيى السنوار وأمثاله في قيادة حماس، بل أيضاً الزعامة الفلسطينية طوال سنين، من عهد ياسر عرفات. عملياً، هذا المنطق المشوه هو ما يوجه زعيم “حزب الله”، حسن نصر الله، في سلوكه تجاه إسرائيل.

حلمهم عنف وإرهاب يجعلان حياة الإسرائيليين لا تطاق، يكسران روحهم ويحركانهم للفرار بالنجاة بأرواحهم إلى خارج إسرائيل، وهكذا يتحقق هدفهم – تصفية دولة إسرائيل. تجدر الإشارة أنه يرون في كل أرض تتخلى عنها إسرائيل – سواء جنوب لبنان الذين انسحبت منه إسرائيل في أيار 2000 أم مناطق الضفة والقطاع التي سلمتها للفلسطينيين في إطار اتفاق أوسلو – كل أرض كهذه ترمي إلى أن تكون قاعدة لمواصلة أعمال الإرهاب ضد إسرائيل، وليس مجالاً يعملون فيه لضمان رفاه السكان الذين يسكنوه.

هذا ما قاله زعيم م.ت.ف ياسر عرفات، بعد أن وقع على اتفاق أوسلو في لقاء مغلق أجراه مع دبلوماسيين عرب في ستوكهولم في كانون الثاني 1996.

لقد شرح عرفات بأن جلب ملايين الفلسطينيين إلى الضفة والتكاثر الطبيعي المكثف سيجعلان حياة الإسرائيليين لا تطاق: “نحن في م.ت.ف سنعمل، من خلال الحرب النفسية، على انشقاق وتقسيم المجتمع الإسرائيلي… في غضون خمس سنوات 6 حتى 7 مليون عربي سيسكنون في الضفة الغربية والقدس. لن يرغب الإسرائيليون في العيش بين العرب، وعندها سنسيطر على كل شيء، بما في ذلك على القدس… وهم سيتنازلون عن بيوتهم ويهاجرون إلى الولايات المتحدة… لا أريد يهودا هنا”.

كان هذا هو المنطق الذي وجه عرفات في سنوات ما بعد أوسلو، في الوقت الذي تحدث فيه عن السلام مع إسرائيل، لكنه عملياً سمح بجعل مناطق الضفة وغزة فقاعة إرهاب، تفجرت في وجهنا مع نشوب الانتفاضة الثانية. كما أن هذا هو منطق حسن نصر الله الذي آمن بأن “خليطاً” مظفراً، من الحرب النفسية والإرهاب سيجعل إسرائيل تنزف حتى الموت. إذ “هي ليست سوى بيت عنكبوت يتطاير مع مهب الريح الأول”. كما أن هذا هو المنطق الذي وجه السنوار حين سعى لجعل غزة قاعدة لأعمال الإرهاب ضد إسرائيل، على أمل أن يجعل حياتنا في غلاف غزة وفي عمق إسرائيل أيضاً حياة لا تطاق. وهكذا يتحقق النصر المنشود.

ما فكر به عرفات إذن يطبقه السنوار عمليا – إرهابيان من مرجعيتين مختلفتين تربطهما رغبة في تصفية إسرائيل. ومثلهما أيضاً نصر الله، بتقنين ووتيرة خاصتين به. غير أن لعرفات في العام 2000، مثلما للسنوار ونصر الله، يتبين هذه الأيام أنهم أخطأوا، وأن الإسرائيليين ليسوا عصبة مهاجرين فزعة، عديمة الجذور.

مثلما هو الحال دوماً، سكان غزة هم الذين يدفعون ثمن الخطأ والمصيبة التي أوقعها هؤلاء على رؤوسهم، وفي المستقبل سيدفعه سكان لبنان أيضاً.

أيال زيسر

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com