منوعات

جدل شعبوي حول اللاجئين بين أصالة وإليسا … ومؤلف صغير يدخل موسوعة غينيس!

بيدر ميديا.."

جدل شعبوي حول اللاجئين بين أصالة وإليسا … ومؤلف صغير يدخل موسوعة غينيس!

مريم مشتاوي

 

بين الفينة والأخرى تثير الفنانة اللبنانية إليسا جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي لدعوتها اللاجئين في لبنان إلى العودة إلى بلدانهم. الأمر الذي رد عليه كثير من الناشطين بانتقادات لاذعة، اتهمت فيه المغنية بـ»الترويج لخطاب تحريضي ضد اللاجئين».
هكذا نشرت قناة «بي بي سي» العربية تقريراً مفصلاً على موقعها الإلكتروني، رصدت من خلاله الجدل الصاخب حول ظاهرة اللاجئين في لبنان. وقد أكدت أن الأرقام الأولية تشير إلى وجود نحو 200 ألف لاجئ فلسطيني وما يقارب 900 ألف لاجئ سوري، وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة.
اشتعل النقاش، بعد أن أعادت إليسا مشاركة مجموعة تغريدات تنتقد وجود اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في لبنان، وتعتبرهم «عبئاً يرهق كاهل الدولة اقتصادياً وسياسياً».
تأتي تلك التغريدات على خلفية تصعيد التوتر في المنطقة، خلال الأيام الماضية، إثر إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان، اتهمت إسرائيل مجموعات فلسطينية بالوقوف خلفها.
تقول إليسا «لا أعتقد أنني أهين أحداً، عندما أطالب بعودته لوطنه، لأنه وطن الإنسان كرامته. لأني بحبكم بتمنى ترجعوا كلكن لأوطانكن».
ورغم أن إليسا لم تحدد هوية من طالبتهم بمغادرة لبنان، إلا أن كثيرين اتهموها بتبني «خطابات شعبوية لا تليق بفنانة اعتادوا منها الحديث بلسان مناهض لكل أشكال العنف والتمييز»، وفقا لما جاء في تقرير التلفزيون البريطاني.
وقد بلغ الجدل أشده بعد أن انخرطت زميلتها الفنانة السورية أصالة نصري في الرد عليها. حيث دعت الفنانة المعروفة بمواقفها المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد، إلى مراعاة ظروف اللاجئين الصعبة. وقالت في تغريدة: «كلنا بالأرض لاجئين ولا أحد يملك أي مكان بأي أرض، كلّنا زوار مهما طالت زيارتنا. يجب أن نرحم بعض، الدنيا صعبة وظروف الناس صعبة، ولا أحد واضع فوق رأسه خيمة، وما هو متاح اليوم قد لا يكون متاحاً في الغد».
ورأى البعض أن تدوينات إليسا تتقاطع مع الخطابات السياسية والحملات الحزبية التي تحمل اللاجئ السوري مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية في لبنان. لذا يرى معلقون أن إليسا وقعت في فخ التحريض على اللاجئين. في حين رأى البعض أن أصالة غير واقعية، ولا تدرك صعوبات الحياة التي يمر بها اللبنانيون اليوم، بسبب أزمة اللاجئين.
مؤسف حقاً انسياق أهل الفن وراء الخطاب الشعبوي، لأنه يسيء لصورتهم بالدرجة الأولى. فالأزمة التي يعيشها لبنان اليوم هي أزمة سلطة ونظام سياسي، ولا علاقة لها مباشرة بمسألة اللاجئين وعددهم. بل على العكس تماماً، لقد ساعدت المعونات الإنسانية بضخ كمية كبيرة من العملات الأجنبية في اقتصاد لبنان.
وقد ساهمت وكالات الأمم المتحدة عبر نفقاتها بما يساوي 3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في لبنان. ومنذ 2011، تم إيجاد عدد متزايد لمناصب شغل لبنانية، بفضل برامج المساعدات، والتي لم تكن لتتوافر من دون وصول اللاجئين. ناهيك عن أن اللاجئين الفلسطينيين والسوريين عادة ما يشتغلون في وظائف يرفضها معظم اللبنانيين. وغالباً ما يكون التنافس بين اللاجئين، سواء كانوا سوريين أو فلسطينيين، وبين العمالة الأجنبية البنغلاديشية والإثيوبيية، على وظائف في حقول مختلفة مثل الزراعة أو البناء أو الصناعة أو الخدمات ذات الأجور المنخفضة.
المشكلة التي يعيشها لبنان اليوم، إضافة لنكبته السياسية والفساد المستشري هي غياب معطيات دقيقة عن اللاجئين في لبنان ومدى استفادة الاقتصاد اللبناني من وجودهم. لذلك تلك المسألة كانت وستبقى سجالاً للمزايدات بين الساسة اللبنانيين، ومادة خصبة يوظفها الإعلام اللبناني الحزبي، بما يخدم أجنداته السياسية.

المؤلف الصغير

ومن حروب الكبار إلى بهجة يمنحنا إياها الصغار، ربما ليحافظ العالم على شيء من توازنه. إنه الطفل الإماراتي سعيد المهبري، البالغ من العمر أربع سنوات، هو أصغر مؤلف لكتابه الأول «الفيل السعيد والدب». لقد كتبه بلغة بسيطة، ولكنها محملة بالقيم الإنسانية ليدخل به موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
تحكي القصة عن صداقة مميزة جاءت بشكل غير متوقع لتؤكد بأن اللطف أقوى من الغضب. لقد احتفل بنجاحه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وشاركوا صوره على صفحاتهم، برفقة الكتاب. إن ذلك الطفل الإماراتي ليس فخراً لبلده وحسب، ولكن للعالم العربي ككل. فعالمنا المتعب تنقصه قصص كثيرة مشابهة ليستعيد بعضاً من ضوئه ورونقه.
سعيد ليس الطفل الوحيد في أسرته، الذي دخل موسوعة غينيس. لقد سبقته إلى تلك الموسوعة أخته، ظبي المهري، باعتبارها أصغر ناشرة في عمر 7 سنوات، بعد نجاح كتابها الأول «كانت لدي فكرة»، وبيعت نسخ كبيرة منه.
إن تشجيع وتحفيز ودعم الأهل لأحلام أطفالهم، قد يوصلهم إلى مراكز عالية ويغذي تطلعاتهم للمستقبل. أما تبني الإعلام لمثل هذه الأخبار ونشرها فيمنح المشاهدين الأمل في مستقبل قد يكون أفضل حالاً من واقع مرير نعيشه. إن سعيد ورفاقه الصغار الموهوبين هم وحدهم منارة الغد في ظل الظلمة والواقع المهين، المخجل والظالم، الذي تعيشه معظم بلادنا العربية. واقع يعود الفضل في تفاصيله إلى حكامنا، الذين أطفأوا الأوطان وشردوا أهلها، ويعملون حثيثا على تجهيل شعوبهم.

كاتبة لبنانيّة

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com