أبحاث

من مسارات الحروف وكواليس الكتابة .الحلقة ١٤

بيدر ميديا.."

من مسارات الحروف وكواليس الكتابة .الحلقة ١٤

غـائب طعمة فـرمـان ” الشاهـد الغـائب ”

* تـدهـور الحـالة الإقتصادية في روسيـا ، وانعكـاسهـا على حالتـنا الطلابية . ح14
* لم تَـعُـد تطـاق الحالة المعاشية ، فالرواتب التي تُـدفع ” بالروبل ” لا تسد رمق العيش بالمطلق ، فالدولار الواحد = 30 روبل، ومـا عادت رواتب الأساتـذة في الجامعات والمعـاهـد الروسية، لا تتعـدّى 300 دولار، الأمر الذي حـدى بالتعليم إلى الإنحـدار، ولذلك أصبحت ” مسألة الإمتحـانات ” مسألة تُـشرى وتباع، وظهـر الفساد في الجامعات الروسية، وقتذاك ، عمومـاً، إضافة إلى صعود ظـاهرة ” المـافيات ” في موسكو وغيرهـا من المدن الروسية، وكانت ” الشرطة الروسية ” ضالعة في هـذه الظاهـرة، وتـدير دفّـة هذه العصابات، بشكلٍ أو بـآخر، كمـا رافقت هذه الظاهرة ، ظـاهرة أبشع واخس هي ” ظاهرة التميّيز العنصري” ضد كل مـاهو غير روسي، وقد تعرّض الكثير من زملائنـا الأفارقة إلى إعــتداءات عنصرية، وقُـتل البعض منهـم، وخصوصـاً في جامعة الصداقة بين الشعوب ،ممـا ألزم الجامعة بإيجـاد ” نقطة حراسة” من الشرطة في أروقة الجامعة، في مـداخل السكن الجـامعي، كمـا ظهرت ” نـزعـة السيطرة على القـاعات العامة ” والتي كانت عـائدة وملحقة في كل بنـاء سكني جامعي، فحولتـهـا إدارة الجامعة إلى ” مشروعـات تجـارية – مطاعم ” وزادت من أجـور الطـلاّب، كمـا رفعت أجور السكـن، على كافة الطلبة، بإستثـناء طلبة الدراسات العـليـا ، والتي منحتهـم وزارة التعليم العالي الدراسة بالمجـان، ومع ذلك، كـان مسؤولي السكـن، يضايقونـنا، بشكلٍ أو بـآخر، بأن يسكّـنوا معـنا ” طلبة آخرين ” متجاوزين العرف والقـانون الجامعي، فضاقت بنـا سُبل العيش، وبـدأ الكثير من الطلبة الأجانب بالعـزوف عـن الدراسة والبحث عـن عمـلٍ يقوّت بهِ نفسهِ، ومـا عـاد أحدٌ يشعر بالإطمئنـان في حياتـه.
* أقـلقني هذا الوضع الجديد، وبـدأت أُفكر بعـملٍ مهـني – يدوي ، فـبدأت أشتغل في التـأسيسات الكهربائة، وفي صبغ الدور، مع صديقة أوكرانية الأصل، حيث كُـنّـا نشتغل إسبوع وأسابيع من غير شغل، وليس هـناك مَـن يَـمُـد إليك يـد المساعـدة، وحتى بعض الأصدقاء من الإعـلاميين، والذين لـديهـم ” مكاتب صحفية” ويراسلون المجلات والصحف والفضائيات العربية، لم يستطيعـوا أن يجدو لك ” زاوية ” للعمل معهم، ولـو بالقطعـة ” فـذات مرّة ذهبت إلى ” مكتب جريدة الحياة ” وهـي بإدارة الصديق جـلال المـاشطة، لعله يستطيع ان يجد لـنـا مـدخلاً للكتابة في جـريدة الحياة، فـاعـتذر عـن ذلك، باعتبار أن ” جريدة الحياة ” غير معنية في قضايا التراث العربي – الإسلامي ” وهـذا عـذر لا يُصدّقه أحـد، حيث بعـد مُـدّةٍ بعثت لتلك الجريدة ” مـادة طويلة ” عـن الورّاقين في بغـداد في العصر العبّـاسي ” فنشروهـا مباشرة .
* بعـد مُـدّةٍ عرّفني الصديق د. سلام مسافر، على سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في موسكو، حيث كان لـديه إهـتمامات بالأدب الشعبي العراقي، وحريصٌ على جمعهِ، ويبحث عَـمّـن يُدوّنـه، فكنتُ أنـا الذي يبحث عـن هكذا شخصيّـات عربية ، تهتـم بمثلِ هـذا التراث، وصرنـا نلتقي كل إسبوعين تقريبـاً، ونـتداول في أمور التراث الشعبي العراقي والإماراتي، فـأطلعته على مـالدي من دراسات وأبحـاث ” وكشاكيل ” كنتُ أُدوّن فيهـا هذا التراث .
* ذات مرّة، ونحنُ سائرين ، أنـا ود. سلام مسافر، إلى منزل السيد سفير دولة الإمارات، في محل إقـامتهِ في موسكو، أخبرني د. سلام، بـأن الأستاذ جـلال الماشطة ، قد اعترض عليه، لأنّـه عرّفني على السيد السفير المذكور! ، فقلتُ في نفسي وبصوت عـالٍ : مـا بال هذه الناس تتـعامل بـأكثر من وجـه مع الآخرين، وتـدّعي الوطنية والحالة الثقافية، بـأنهم من حملتـهـا ! .
* ضمن نشاطاتـنا في المنتدى الثقافي العربي، إتفقـنـا أنـا ود. سلام مسافر لإقـامة ” أُمسية تـذكارية ” للـراحل الروائي العراقي غـائب طعمة فـرمـان ” بوصفهِ أحد أبرز الروائيين العراقيين، ومن الذين كانت لهـم موسكو ” محطـة ” في حياتهـم ، واتخذنـا ما يلزم لذلك، على أن تكون هذه الفعالية، أوّل نشاط ثقافي للمنتدى الثقافي العربي، بعـد إبتـداء العـام الدراسي الجديد 1996 / 1997 ، ويكون النشاط في بـداية شهـر أكتوبر من عام 1996 ، وأعـد د. سلام مسافر، فيلـمـاً وثائقيّـاً ، كان قد أجرى فيه لقاءات وحـوارات متعـددة، وفي أمـاكن متعددة من موسكو ، مع الراحل غائب طعمة فـرمـان، فيمـا كنتُ قـد أعـدّيت دراسة نقـدية عـن روايته التي كتبهـا في موسكو والمعروفة بإسم ” المـرتجى والمـؤجّـل ” وهي آخر رواية لـه كتبهـا قبل الرحيل . وفعلاً أقمنـا هذه الأمسية، كـأول نشاط ثقافي للمنتدى الثقافي العربي في جامعة الصداقة في موسكو ، لشهر أكتوبر 1996 .
* اغـاض هـذا النشاط ” جمعية المقيمين العراقيين ” في موسكو، وقرّروا أن يقيموا هُـم أيضاً ” ذكرى للراحل غـائب طعمة فرمـان، لا سيما وأن د. أحمد النعـمان، وهـو فنـان تشكيلي من أهـل الموصل، ومن الشيوعيين القـدمـاء الأوائل في موسكو، فهـو كان الصديق الحميم للراحل غـائب طعمة فرمـان، وبتلك الفترة، كان د. النعمان، رئيسـاً لجمعية المقيمين العراقيين، ومديراً للمدرسة العراقية، في موسكو والتابعـة إلى الحكومة العراقية !
فـأقاموا تلك الأمسية، وطلب مني الأستاذ عـادل العُـبيدي ، أن أحجز لهـم ” قـاعة الأنتركلوب ” لإقـامة هذه الأمسية، فـاعتذرت لـه لكوننـا في ” النـادي الثقافي العربي بجامعة الصداقة” قـد أقمـنا مثل هذا النشاط، والجـامعة لـديهـا علمٌ بـذلك، فـلا أستطيع أن اُقـدّم الطلب لحجز القـاعة بإسم ” النـادي الثقافي العربي ” وأشرت له، بـأن هـناك أكثر من شخص ” دكتوراه ” عراقي في جامعة الصداقة، يستطيع أن يحجز لكم القـاعة، فقـال : هـذا يكلّفـنا 300 دولار، لساعتين، قلت : هـذه المسألة تخصّكم، ولديكم ” رجـال أعمـال ” يـبذخـون في الأكل والشرب ، كل ليلة، أكثر من هذا المبلغ، ثم إعتذرت لـه .
* فسَّـرَ بعض الأشخاص في ” جمعية المقيمين العراقيين ” هذا الموقف منّـي، بـأنه ” ردّة فعل ” على موقفهـم منّي عندمـا فُصلت من الجـامعة في الأشهر الماضية، ورحتُ أستنجد بهـم فلم ينجـدوني، والبعض الآخر، من الشيوعيين القُـدمـاء، فسّـره ” موقفٌ من الحزب ” يتخذه أبو سعاد .
* المهـم أقاموا الأمسية، خـارج قاعة الأنتركلوب، حيث أقـاموهـا في مقهى أبو زيتـون ، واشترك فيهـا كل من ” جـلال الماشطة، والمترجم المصري أبو بكر يوسف، ود. أحمد النعمان، حيث تحدّث الجميع عـن ” ذكرياتهم معه، عندمـا كان يشتغل معهم في ” دار رادوﮔـا ” أو دار التقدم في موسكو، ولم يتحدّث أيٍّ منهم عـن ” رؤيـة نقدية ” لأعمـاله الروائية، التي كتبهـا في حياتـه .
* كنتُ ضمن جمهـور الحـاضرين لتلك الأمسية، ولم يـدعوني أو يدعـوا د. سلام مسافر، للحديث عـنه أو عـن أعمالهِ الروائية .
حين خـرجنـا، إقترح د. سلام مسافر، أن نُشكّـل ” جمعية ثقافية ” نطلق عليهـا ” أصدقاء غـائب طعمة فـرمـان ” ونحاول أن نـدرس كل حياته وأعمالهِ، وأعمال كل المثقفين العراقيين الذين كـانوا في موسكو أو بغيرهـا، فقلت لـه : دعني أُفكّـر في الأمر، وسنكون على تـواصل في هذه المسألة .
* في بدايات شهر أيلول من عام 1996 ، كـان أوّل إجتماع للـكافـدرا، لمعرفة عـدد الطلبة ، في مرحلتي الماجستير والدكـتوراه، فعُـرفت الأسماء، وعدد الطلبة، وتم تعيّين الأساتذة المشرفين لهـم، وقـد تقـرّر تعييّن” البروفيسور يـوري ميخـايلوفيـﭻ ﮔـابريلوف ” مشرفـاً علميّـاً لي، وسيكون العمل معه بشكلٍ متـواصل، على إعتبار أن ” الدراسة في مرحلة الدكـتوراه ” تكون بين الطالب والمشرف العلمي لـه ” روكـا فاديتيـل ” حتى وإن لم يحضر الطالب ” إجتماعات الكافدرا الأسبوعية ” أو الشهرية، إلاّ إذا تـم إستدعـاء ذلك الطالب، لأمرٍ يخصه شخصيـاً، للإستفسار عـنه وعـن مسار عملهِ في ” الأطروحة ” وبقية الوقت ، هـو حُـرٌّ فيه، فـأصبح لدي وقت كـافٍ للعمل والبحث، وكتـابة المقالات والدراسات، إضافة إلى تـدريسي للغة العربية للطلبة الروس، وهي 4 ساعات إسبوعيّـاً، ولذلك حصرتـهـا في يومٍ واحـدٍ هـو يوم الأربعـاء فقـط .
* يـبدو أن ” حـديثنـا ، أنـأ ود، سلام مسافر، لتـأسيس نـادي ثقـافي يحمل إسم ” أصدقاء غـائب طعمة فرمـان ” وصلت أصداءه إلى د. أحمد النعمـان وجـلال المـاشطة، فقـرّرا أن يحتـويـا المشروع ، بشكلٍ أو بـآخر، حيث قَـرّرا أن يصدرا كـتابـاً عـن غـائب طعمة فـرمـان، ولذلك دعـوا إلى ” إجتماعٍ لكافة أعضاء ” جمعية المقيمين العراقيين ” في موسكو، لغرض التـداول بـأمور الجمعية، وضرورة تنشيط فعـاليّـاتهـا الثقافية، وضرورة السعي الجـاد لتـدوين تـراث المبدعين العراقيين في موسكو، ومنهـم الروائي غـائب طعمة فـرمـان ” . فحضرنـا الإجتماع أنـا ود. سلام مسافر وآخرين ، فـاقترح د. أحمد النعمـان، أن تُـشكّل ” لجنـة ثقـافية ” لجمع تراث “أبي سمير ” ويقصد بـه ” غـائب طعمة فرمـان ، فسمير ، إبنـه الأكبر من زوجته الروسية، وتـم طرح أسمائنـا أنـا ، أنـا ود. سلام مسافر، للإنظمام إلى هـذه اللجنة الثقافية، إلاّ أنـه إعتذر عـن ذلك، لكثرة إنشغالاتـهِ في العمل الصحفي، إضافة إلى عمله الإعلامي في ” سفارة عُـمان ” في موسكو، ووقته لا يسمح مطلقـاً .
* المُـهم ، إستقرّت المـداولات في جمعية المقيمين العراقيين، بـأن نقوم أنـا ود. أحمد النعمـان – بالإشراف على إعـداد هذا الكتـاب، على أن يوفّـر د. النعمان، كل كُـتب وروايات غـائب طعمة فرمـان – 6 روايات ” وأقوم أنـا بدراستهـا بشكلٍ نقدي، واشترطتُ على د. أحمد النعمان، أن يكون إسمينـا على الكـتاب، وليس لواحدٍ منّـا، فوافق على ذلك. وصرنـا نجتمع شهـريّـاً حول الموضوع ، وحتى بـداية الأشهـر الأولى من عـام 1997 ، إقترح عليَّ د. أحمد النعمـان، أن أقـوم بزيارة شخصية للسيدة ” آنّـا بيتروفـنـا ” زوجة الراحل غائب طعمة فرمان الروسية، وهي تسكن بالقرب من محطّـة ” ميترو بليـاييّـفـا ” وسيقوم الأستاذ جـلال المـاشطة بتعريفي عليهـا، لأنهـا تسكن بنفس العمـارة التي يسكن فيهـا جلال الماشطة، وهي تعرفه جيداً، بحجّـة ” أنّـك طالب دكتوراه” قدمت إلى موسكو من أجل ” كتـابة أُطروحة أدبية عـن أعمال الروائي غـائب طعمـه فـرمـان، ومن الضروري الإطلاع على ” آرشيف الكتـابات التي كتبت عـنه، وهي كثيرة في مكتبتـهِ، كمـا قال د. أحمد النعمان، وفعـلاً إتّفقـت مع الأستاذ جـلال المـاشطة على زيارة السيدة آنّـا بيتروفـنـا، وذهـبنـا إلى شقّتهـم، وقد كان الأستاذ جـلال الماشطة، قـد إتّـفق معهـا على هذه الزيارة، حيث قال لهـا : هـناك طالب عراقي ، قدم إلى موسكو لتقديم إطروحة دكتوراه ، خصيصـاً في أدب غائب طعمة فرمـان، فرحّـبت المرأةُ بنـا، وأجريت معهـا حواراً مطوّلاً على ” شريط مسجل ” ثم طلبت منـهـا أن أطّـلع على ” آرشيف الراحل غـائب طعمة فرمـان ، فقـالت لي مباشرة : هل تعرف د. أحمد النعمـان! فغمزني جـلال الماشطة، بـإشارة النفي، فقلت أنـا جديد في موسكو ولا أعرف غير الأستاذ جـلال الماشطة، فـاستقرّت نفسيتـهـا شئٍ مـا ، ثم أخرجت لي ” آرشيفـاً كبيراً ” لمقالاتٍ صحفية ودراسات نقدية عـنه، وقالت : عُـذراً، سوف أصوّر لك هذا الآرشيف، وتـاتي بعد كم يوم، وتـأخذ الآرشيف المصوّر، فشكرتهـا على ذلك، واتفقنـا على زيارة في موعدٍ آخر .
حينـا خرجـنـا أنـا والأستاذ جـلال الماشطة، ثم دخلنـا إلى شقّـتهِ سـألته : مـا بال السيدة زوجة غـائب ، وسؤالهـا عـن د. أحمد النعمـان! قال : ” كـان أحمد النعمان وغائب طعمة فرمـان، صديقين قريبين جـداً، وكـان ” يشربـان الفودكـا وغيرهـا ” كل يوم تقريبـاً، ممّـا أضرَّ بصحة غـائب ، وأدّى إلى وفـاتهِ فيمـا بعـد، وزوجـة غائب، تعتبر أحمد النعمـان مسؤولاً عـن وفاتـهِ، لأنـه جعله ” يُـدمن ” على الشراب، ولذلك هي تتحفّـظ على كل شخص له عـلاقة بأحمد النعمـان، ولذلك سـألتـك هذا السؤال ” .
* اتّفقـت مع الأستاذ جلال الماشطة على حِـوار مطوّل حول حياة غائب طعمة فرمان، وأنجزنا هذا الحِـوار ، بعد ثلاثـة أيـام، في شُـقّـتهِ، وسميـنـاهُ ” شجرة غـائب طعمة فرمـان ” وقد سجّـلت الحوار على كاسيتـات ، أخذ جلال الماشطة نسخة منهـا ، وقد بلغ حـوالي 36 صفحة، وما زالت معي لحد الآن ، تلك الكاسيتـات .
بعـد 3 أيـام، إتصلت بالسيدة آنّـا بيتروفـنـا، زوجة غائب طعمة فرمـان، وقالت : تعـال خُـذ ما صورتَـهُ لك من ” آرشيف الأستاذ غائب طعمة فرمـان” فشكرتهـا وقلت لهـا : نصف ساعة وأكون عـندكم، لأن محل سكني في جامعة الصداقة، قريب جداً من شقّـتهـم، والمسافة بيننـا 3 مواقف للباص فقط .
* إستلمت الآرشيف المصوّر، وعُـدتُ بـهِ إلى غُـرفتي في السكن الطلاّبي، وسهرت معه تلك الليلة، وأفرزتـه على النحـو التـالي :
آ – المقـالات النقـدية حـول أعمـاله الأدبية .
ب – الرسـائل المتبـادلة بينه وبين الأصدقاء والأدباء .
ج – الحـوارات الصحفية .
د – مـواد متـفرّقــة .
* وقد كان الآرشيف الورقي المصوّر بحدود ( 360 صفحة ) ، فرزتهـا على شكل ” ملفات ” صغيرة، وكانت عـنوانينهـا على النحو التـالي :
1- إسم المؤلف : هـادي العلوي . مقال : قـلت لك لا تـمـوت .
2- هـادي العلوي : مقال : الغـائب الذي لا يغيب .
3- د. زهـير شـليبـة : مقال:حـول المؤثرات الأجنبية في أدب غائب طعمة فرمان .
4- نفســـــــــه : مقـال : آخر رسالة إلى زهير شليبة ، من غائب طعمة فرمـان .
5- نفــــــــسه : مقـال : النخلة والجيران،- بغـداد صايرة مراحيض مال إنـﮔـليز .
6- نفــــــــسه : مقـال : النخلة والجيران، بين العشق والمـرارة .
7- نفــــــــسه : مقـال : حوار مع الروائي العراقي غائب طعمة فرمـان .
8- نفــــــــسه : مقـال : غـائب طعمة فـرمـان : الشـاعر .
9- د. أحمد النعـمان : مقـال : رحلة المركــب الأخيـــــرة .
10- غـائب طعمة فـرمـان: مقال : عـن نفسي وأشياء أخرى .
11- نفــــــــسه : مقـال : الكـتابة في المنـفى .
12- نفــــــــسه : مقـال : البحـث عــن الحريّـة .
13- نفــــــــسه : مقـال : علي الشرقي ، شـاعر الطليعـة .
14- نفــــــــسه : مقـال : في معرض الفـنان العراقي فـؤاد الطـائي .
15- نفــــــــسه : مقـال : رسـالة إلى أنـور المعـدّاوي،
16- نفــــــــسه : مقـال : رسلتـان إلى أختي لـيـلى .
17- نفــــــــسه : مقـال : آخـر رسـالة لزهـير شليبة .
18- نفــــــــسه : مقـال :رسـائل بين غـائب طعمة فرمـان وهـادي العـلوي .
19- سـعيد حـوارنيّـة : مقـال : فـرمـان ، مؤسسة ثقـافية .
20- د. عبد الرحمن منيف : مقال : المنفى والمدينة الأولى وجواز السفر.
21- د. علي جـواد الطـاهر : مقال : مـن هُـم روّاد القصّة الأوائل في العراق .
22- د. أيمن أبو شـعر : مقال : يـاغائب أيهـا الحاضر أبـداً .
23- عبد الإلـه اليـاسري : قصيدة – أوراق السكّين .
24- نفــــــــسه : قصيدة أخرى : أيهـا الغـائب الحـاضر .
25- محمد دكــروب : مقـال : غائب طعمة فرمـان، رحلة شاقة وحياة مترعـة .
26- عبد الجبّـار عـبّـاس : مقال : الواقع الإجتماعي روائيّـاً .
27- باسم عبد الحميد حمّودي : مقال : تجربة غـائب طعمة فرمـان القصصيّـة،البيئـة ، الإنسان ، الحريّــــة .
28- سـعد الله ونـّـوس : مقال : الـوطن في المـنفى .
29- د. يُـمـنى العـيد : مقال : المركب، وحـوار الضفة الأخرى .
30- د. فيصل درّاج : مقال : صورة الواقـع وظلال الأشياء .
31- نفــــــــسه : مقـال : رواية عـن الأمس ، رواية عـن اليـوم .
32- نفــــــــسه : مقـال : قـلمٌ حـالم يسكـنـه العـراق .
33- ليـلى العـثمان : غائب طعمة فرمـان، الكـاتب الذي احتمل الغربة وعانى منهـا .
34- سـلام صادق : مقال : الرجل الكلمة، الكلمة الرجل .
35- كـاظم السماوي : مقال : وفي ليـالي المنـفى يرحـلون .
36- خـالد عـواد الأحـمد : مقال : غائب طعمة فرمـان ، الغائب الحاضر .
37- د. ضياء نـافع : مقال : سبعة أصوات حـول غائب طعمة فرمـان .
38- نفــــــــسه : مقـال : خمسة أصوات باللغة الروسية .
39- مـاهـر اليوسفي : مقال : غائب في مـأساته الصامتـة .
40- إبراهيم أحمد : مقال : وراء الـدخـان والغُـبار .
41- أحمد السيّد علي : مقال : ويظل غـائب، حديث “النخلة والجيران” .
42- عـلي أحمد : مقال : غـائب في نـدوة دمشق .
43- علي طالب ونـاهض السعدي : مقال مشترك : أزمـة الرواية العربية، صورة لأزمـة ثقافية شـاملة .
44- مـاجـد السـامرّائي : مقال : الطموح والتعطّش إلى الإمتـلاك، إحساس دائم ومتـأصّل في كل فـنـان .
45- نفــــــــسه : مقـال : في عالم غائب طعمة فرمـان الروائي، أُفـقٌ آخر للواقع.
46- أحمد فـرحـات : مقال : الإستطرادات، ورمٌ في العمل الروائي .
47- سـعـود النـاصري: مقال : كـنتُ في صيرورة ومـا أزال، والحريّة والواقع، هـما مجـال الكاتب الحيـوي .
48- جـورج الراسي: مقال : لسان حـال الأديب العربي: أللّهم لا تـدخلني في الحريّـة.
49- محمد العـراقي: مقال : من ليس له وجـدان فلسطيني، ليس له وجدان قومي .
50- سعـدي المـالح : مقال : غائب طعمة فرمـان، الذاكرة الخصبة في الغربة .
51- فـاطمـة المحسن : مقال : مُـرتجى غائب طعمة فرمان المـؤجّـل .
52- رحمن خضير عـباس : مقال: نـزيف الذاكرة في ” المُـرتجى والمـؤجّـل ” .
53- حميد الخـاقاني : مقال : تطوّر لغة القصّـة ورؤية الواقع .
54- محمود صبري : مقال : غـائب، سجـل الوطـن .
55- د. مجيد الراضي: مقال : غائب طعمة فرمـان، الإنسان والكـاتب .
56- خيري الذهبي : مقال : البحث عـن بغـداد في أحلام السندباد .
57- زهير الجـزائري : مقال : ذاكرة المكان عِـند غائب طعمة فـرمـان .
58- نفــــــــسه : حوار مطوّل : محطة في رحلة غائب طعمة فرمـان الطويلة .
59- نـاظم الـديراوي: مقال : الروائي الكبير غائب طعمة فرمـان وحوار” للأفـق”
60- إبراهيم الحريري: مقال : لقاء مع القاص والروائي غائب طعمة فرمـان.
61- إلـهـام عـون : مقال : الرواية الأولى من الأعمال الكاملة لغائب طعمة فرمـان ، “النخلة والجيران” درامـا السكون .
62- كـامل شيـاع : مقال : تـنبيهـات غائب في ” المُـرتجى والمؤجّـل” .
63- هيئة تحرير الفكر الجديد : غائب طعمة فرمـان وذكريات العمل الصحفي .
64- الثقافة الجديدة- أدب وفـن : مقال : وداعـاً غـائب .
65- رابطة المثقفين الديمقراطيين العراقيين : مقال : في وداع غائب طعمة فرمـان.
66- هيئة تحرير مجلة العلوم : مقال : وسام لغائب طعمة فرمـان .
67- هيئة تحرير مجلة الثقافة الجديدة : لقاء : البدايات ، التكوين، الغربة، لقاء مع الروائي غائب طعمة فرمـان .
68- هيئة تحرير المـنـار : حوار مع الأديب غائب طعمة فرمـان.
69- د. خـيرالله سعيد : دراسات نقدية : 1- أدب المنفى عند غـائب طعمة فرمـان، ” المرتجى والمؤجّـل ” نـموذجـاً .
70- نفــــــــسه : دراسات :2- إنعـكاس الحـارة البغـدادية في ” النخلة والجيران ” .
71- نفــــــــسه : دراسات : 3- الرؤية السياسية للـواقع العراقي في رواية ” المركب ” للروائي غائب طعمة فرمـان .
72- نفــــــــسه : دراسات : نِـداء الروح والوهـم المتخيّـل في رواية ” خمسة أصوات”
73- نفــــــــسه : دراسات : ظلال الموت والحياة في رواية ” القـربـان ” .
74- نفــــــــسه : حـوار مطوّل في ” 36 صفحة ” مع جلال الماشطة، بعـنوان ” شجرة غـائب طعمة فرمـان .
* لقـد أوحت ليَ السيدة آنّـا بيتروفـنـا ، زوجة غائب طعمة فرمـان،، محذّرة من أن د. أحمد النعمان، إذا علم بـأنّك ” أخذت الآرشيف ” الخاص بغـائب طعمة فرمـان، قـد يتحايل عليك ويـأخذهُ مـنك، فـاحذر أن تعطيه شيئـاً منه، ولذلك دوّنت كل هذه المعلومـات، واسماء الكتب والمقالات، واحتفظت بكل الآرشيف لدي ، وصوّرته أيضـاً ، وحين علم د. أحمد النعمـان بذلك الآرشيف، طلب مني المجئ إلى مكتبهِ، قلت لـه : لابُـدّ من حضور رئيس جمعية المقيمين العراقيين “السيد عبد الرضا سعد” من أهـل البصرة، وأعضاء الهيئة الإدارية، كي يكونوا على اطـلاع بالأمر، وشهوداً عليه، لأن هـذا الآرشيف يخص واحداً من أشهـر الكتّـاب العراقيين في فـن الرواية، فـوافق على ذلك، والتقيـنـا بعد 3 أيـام في مكتبهِ، وسلّمـتهُ كل الأوراق المذكورة آنفـاً، داخل الملفات التي عملتـهـا، وطلبت منه ” تصويرهـا ” بالكـامل، فـوافق على الفـور، وصوّرهـا سريعـاً في مكتبهِ الواقع بنفس دخلة السفارة العراقية بموسكو، واتّـفقنـا على مـايلي : 1- يُسمّى العمل ” غـائب طعمة فرمـان، أدب المنفى والحنين إلى الوطـن .
2- تـكون أسماءُنـا ” أنـا ود. أحمد النعمان، تحت مُسمّى ” الإدارة والتحرير والمقدمة” بإشراف د. أحمد النعمان ود. خيرالله سعيد . وذلك حفـاظـاً على جُهـد الآخرين ، والبالغ عـددهم حـوالي ” 50 كـاتـبـاً .
3- يجري العمل على جعـل الكتـاب بــ 3 أجزاء، نظراً لضخامـتهِ، ويُنسّـق وفق أصولٍ كـتابية ، فوافق على ذلك .
* بعـد حـوالي 6 أشهـر من العمل المتـواصل، واللقاءات الأسبوعية، جـائني د. أحمد النعمـان إلى مقر السكن في جامعة الصداقة، والتقينـا في مقهـى ومطعم الصديق عـامر ريشـة، اللبنـاني والمجاور للسكن ، الذي أعيشُ فيه، وتناولنـا الغـداء سويّـة هـناك، فقام ودفع المبلغ ، وعلى وقت تـناول الشاي، قال لي د. أحمد: عـزيزي أبو سـعاد، أنت تعلم بـأني أشتغل على هـذا الكتـاب ” يقصد تـأليف الكتـاب ” عن غائب طعمة فرمـان، منذ عِـدّة سنوات، وتحديداً منذ وفاتهِ في 17 / آب / 1991 ، يعني قبل مجيئك إلى موسكو، بسنواتٍ عـديدة، ومن غير المنطقي أن يحمل الكتـاب إسم مؤلّفٍ غيري، قلت : ومـا الذي عطّـلك عـنه طوال هذه الفترة من السنين ؟ فقـال : إن زوجـة غائب طعمة فرمـان، كانت ترفض أن تعطيني أيِّ ورقة من ” الآرشيف ” الخـاص بغائب، وقـد أمّـنتـهُ أنتَ الآن، وسـأقوم بتحمّل نفقات طباعـتهِ لوحدي . قلت : مـاذا تقصد بالتحديد ؟ قال : يكون إسمي لوحده على الكتـاب! قلت أنـا لا أُوافق على ذلك، لأن العمل ” جُـهـد جمـاعي لحـوالي 50 كاتبـاً، كيف تضع إسمك عليه لوحـدك ؟ وهذا يخالف شروط الأمـانة العلمية، أولاً ، وثانيـاً : كُـنّـا قـد اتفقـنـا مع رئيس جمعية المقيمين العراقيين وبعض أعضاء الهيئة الإدارية ، على شروطٍ سابقة! قال : أنـا كفيلٌ بالجمعية، قلت : أنـا أرفض ذلك بالمطلق، وعليك أن تعيد لي ” كل مقالاتي النقدية والحوار المطوّل مع جـلال الماشطة، وأن تُـرجع ” كل الآرشيف الخاص بغائب طعمة فرمـان ” وبعـدهـا ضع إسمك بما تشاء ، وأينمـا رغبت .
قال : سـافعل، ولكن الآرشيف الخاص بغائب طعمة فرمـان، ليس لك حـقٌّ فيه، بـل أنـه يخص كل العراقيين! قلت : لمـاذا لم تحصل عليه من زوجـة غائب طعمة فرمـان !؟ قال : إن زوجته ترفض حتى رؤيتي، وحاولنـا كثيراً معهـا عن طريق الآخرين، لكنهـا رفضت بالمطلق . قلت : هي نبّـهتني منـك، وحذّرتني من سلوكك المراوغ، وعلى كلّ، أعـد إليّ كل دراساتي النقدية وحواراتي مع جلال الماشطة، وأنـا سوف أتّـخذ ” إجراءات ثقافية ” وسـأكتب ” مقالاً مفصلاً ” عـن هذا السلوك المراوغ الذي قمت بـهِ . قال : عـزيزي أبو سـعاد : نحن نريد أن نُحيي ذكرى غـائب طعمة فرمـان ! قلت : ليس بهـذه الطريقة المخادعـة، لأن غـائب، وفق معرفتي بهِ ، كان أصدق الناس وأوضحهـم، ولا يقبل مثل هذا السلوك في الممارسة والأدب، ثم تـركتـهُ ومضيت .
* تـبيّن لي فيمـا بعـد، أن د. أحمد النعمان، كان يخدعني عندما بـدأنـا العمل سويّـة لإعـداد الكتـاب، وحين أصبحت كافة الوثائق والآرشيف لـديه ، تخلّى عـن كل التـزام أخلاقي أو ثقافي كان قـد التزم بـهِ أمـامي وأمـام الآخرين، فعرفتُ حقّ المعرفة، أن مِـن لا يكون صادقـاً بـأدبه وإبـداعه، لا يمكن أن يكون صادقـاً في حيـاتـه .
* بعـد هـذا اللّـقاء، إنتهت عـلاقتي بهِ، فراح يبعث بعض الأصدقاء وبرئيس الجمعية الأخ عبد الرضا يـاسين، لتلييّـن موقفي، بحجة أن الكـتاب سيكون لغـائب طعمة فرمـان، وبما أنّـنـا قـد عرفـناه وصاحبنـاه هُـنـا في موسكو، فمن حقّـهِ علينـا أن نتظافر جميعـاً لإكمال هذا الكِـتاب، ولا يصح أن يكون موقفك بهذا الشكل، فقلت للسيد عبد الرضا ياسين ، رئيس الجمعية : أنتَ كُـنتَ حاضراً لإجتماعـنا قبل 6 أشهـر، والشروط التي وضعـناهـا واتفـقـنـا عليهـا، فَـلِمَ تحـابونـه، وتجعلون اللّـوم علي ! هذا أولاً ، وثانيـاً ، أنـا لستُ ضد طباعة الكتـاب أو نشرهِ، بل اعتراضي هـو ، أن يكون إسم المؤلف لجماعة من الكتّـاب العراقيين وغيرهم، وليس بإسم أحمد النعمان، لأنه واحدٌ من 50 كاتبـاً، فكيف يغـمط حقّـهـم! وهـل أخذ موافقة الجميع حتى يضع إسمه عليه ؟ يعمي إفهـموا، هـذا عمل غير أخلاقي، ولا يصح القبول بـهِ ! .
وعندمـا رأوا صلابة موقفي من هذا الإشكال، أخرج السيد عبد الرضا ياسين ” رئيس الجمعية ” مظروفـاً كبيراً فيه كل مقالاتي النقدية، مع الحوار الذي أجريتُـه مع جـلال الماشطة، وصور الآرشيف، وقال : هـذه أوراقك وأنت حُـرٌّ فيهـا. تستطيع أن تـؤلّف كـتاباً عن غائب طعمة فرمـان، وتضع إسمك عليه لوحدك . ثم نهض وقال : في أمـان الله، وخرج هـو وشخصٍ كان معهُ .
* بعـد حـاولي سنة كاملة، صدر الكتـاب ، وهو يحمل عـنوان : غـائب طعمة فـرمـان – أدب المنفى والحنين إلى الوطـن ” تـأليف د. أحمد النعمـان . منشورات مؤسسة المدى – دمشق . وقد ظهـر فيه أنه نشر ” كل الآرشيف الذي قـدّمـتهُ لـه، وحتى الحـوار الذي أجريته مع جـلال الماشطة ، تلاعب بـهِ ، وحذف إسمي منه بوصفي محاوراً ، وترك بقية الكلام، بإسم ” جـلال الماشطة ” وجعله على صيغة مقـال ، وبعـنوان : ” النخلة المرتجـاة والمخاض المؤجّـل ” بعـد أن حذف كل الأسئلة التي كنت قـد طرحتهـا على جلال الماشطة، وهذه خيانـة أخرى قام بهـا بالإشتراك مع جـلال الماشطة، وعندما اتصلت بجـلال الماشطة، حول هذا الموضوع وتلك الخيانة الثقافية والأخلاقية، وهذا الفعل المشين، والغير مهـني. اجـابني الماشطة قائلاً : هذه كلّهـا معلومـاتي! قلت : ولماذا لم تكتبهـا بقلمك ولوحدك !؟ قال : المهـم سوينـاهـا بهذا الشكل، وشتريد سوّي سـوّي ! قلت شكراً لصحفيّنـا البارع ! وأغلقت التليفون .
* حين صدر الكتـاب، لم يرسلوا نسخة منه لي، وعلمت أن د. أحمد النعمان ، قـد أقنع رئيس الجمعية العراقية الجديد د. عـلاوي الحـدّاد، بـان يقوموا بتمويل الكـتاب، فتبرع لـه بـ ” 2000 دولار ” فذهب د. أحمد النعمان إلى دمشق، واتفق مع دار المدى، لصاحبهـا فخري كريم زنـﮔنـة ، بطباعة العمل بـ ” 500 نسخة ” مقابل 2000 دولار+ قيمة الشحن إلى موسكو، وبعث لهـم 200 نسخة فقط، وحين وصلت النسخ إلى موسكو ، أخذ أحمد النعمان 50 نسخة، وأعطى البقية إلى جمعية المقيمين العراقيين، التي حـارت بـأمر تـوزيعـه، وقـد كسَـدَ الكتـاب، ولم تتـناوله أقـلام النُـقّـاد بدراسات تحليلية، لا سيما بعـد أن تبيّـن أن ليس هـناك شئ من الإبـداع النقدي ، أو دراسة حياة أدب غـائب طعمة فرمـان. ومـا قام بـهِ د. أحمد النعمان ، هـو فقـط صورة لـه مع غائب، وبعض الذكريات معه، والتي جائت في ” المقدمـة ” ولم تتجاوز بمجملهـا عـن 10 صفحـات ، وبقية مـواد الكتاب، هي ” مقالات نقدية وحـوارات ودراسات وبيـانـات رثـاء ” قام بهـا الآخرون، والذين ذكرنـاهم في صفحاتٍ سابقة .
* لقـد عَـلّمتني هـذه التجربة، أن لا أثق بـايِّ مُـدّعٍ للكـتابة والإبـداع، وأن لا أشترك بعملٍ إبـداعي في الكتابة مع أيِّ كاتبٍ آخر، مهـمـا عـلا شـأنـه، وأن أعرف معـادن النـاس، وأدرس شخصيـاتهـم قبل الوثوق بهـم أولاً، وهذا ما قمتُ بـهِ حتى اليوم .
* منذ تلك اللحظة، قطعت كل علاقاتي بجمعية المقيمين العراقيين في موسكو، ولم اعـد أحضر إجتماعاتهـم، أو نشاطاتهم الأخرى، والتي هي بالأساس غير موجودة عـندهـم، على الصعيد الثقافي ، وبقيت أدير نشاطـاتي في ” النـادي الثقـافي العربي ” في جامعة الصداقة، بشكل أكثر رُقيٍّ ونوعية ، فصرنـا نطرح ” نـدواتٍ هـامـة للحـوار الثقافي” بين المترجمين العرب للّغة الروسية، ومع المترجمين الروس للغة العربية، وصرنـا نهـتم بأمور ” الفـولكلور العربي” ضمن فعاليات ” أسبوع الثقـافة العربية” في جامعة الصداقة، في بـدايات شهـر أيّـار، من كل عـام، وأشركـنا الروس معـنا، وقد إرتـاحت جامعة الصداقة لهذا الأمر،، وقد كـان من المقرّر أن يكون ” ضيفـنـا الثقافي المستشرق الروسي الكبير ” خـالدوف ، أنس باقيفـيـﭻ ” وهو مسلم تتـري، ورئيس معهـد الدراسات الإسلامية والمخطوطات العربية في جامعة سانت بطرس بورغ ” بعـد أن عرّفني عليه د. تـوفيق سلّوم .
* * * يتبع

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com