منوعات

الحنين إلى الياسمين.

بيدر ميديا.."

الحنين إلى الياسمين

غادة السمان

 

يصلني باستمرار العديد من الرسائل التي تعتب عليّ لأنني أكتب حبي لفلسطين ولبنان وليس لدمشق وسوريا.
ولانني أعرف غزارة الكتب التي أصدرتها، لا يستطيع كثيرون الاطلاع عليها قبل إصدار أحكامهم، ولا أعتب عليهم، ولكنني أدلهم على منبع سوء تقديرهم. فقد كتبت عن دمشق في العديد من كتبي، بل وكرست كتاباً لا مقالة فقط، عن حبي لمسقط قلبي ومدينتي الأم دمشق، ومن هذه الكتب مثلاً كتابي «رسائل الحنين إلى الياسمين» كما يجدها العاتبون في رواياتي، كروايتي «فسيفاء دمشقية»، وكما في آخر رواية أصدرتها وعنوانها «يا دمشق وداعاً»، وهو وداع العشاق الذي يعودون عنه بعد ثوان. والرواية مترجمة إلى الإنكليزية فور صدورها عن منشورات «دارف» لندن. ولا تتسع هذه الصفحة لذكر ما كتبته عن دمشق واللاذقية أيضاً (مدينة أمي) والعتب عليّ أغفره، فقد أصدرت الآن خمسين كتاباً الكثير منها عن دمشق وبوحي منها، وليس بوسع من يكتب لي رسالة عتاب أن يطالعها كلها أولاً!
أن يكون المرء كاتباً يعني أن يتقبل الكثير من رسائل سوء التفاهم مع قراء لم يطالعوا كل ما أكتبه، وأؤكد لهم جميعاً أن مياه نهر بردى هي التي تسيل في شراييني، لا مياه نهر السين، على الرغم من إقامتي على ضفته منذ أعوام طويلة. العتاب مقبول مع لفت النظر إلى ضرورة قراءة كتبي قبل توجيه تهمة الخيانة العاطفية العظمى لي: نيسان دمشق في أبجديتي! فهي حاضرة علناً في معظم ما أخطه.

ألو… سنة 2023

هل نبدأ عاماً جديداً حقاً، أم أن أرقام السنوات تتبدل وكل شيء يبقى على حاله في عالمنا العربي؟
فلسطين ما زالت تعاني من الاحتلال الإسرائيلي المتوحش… ولبنان مازال لحظة كتابة هذه السطور يبحث عمن يرضى بحمل المسؤولية فتعيد البنوك للناس أموالهم التي أودعوها فيها وصاروا يطردون حين يذهبون إلى ذلك البنك طلباً لبعضها أو كلها، وهذا حقهم.
ولن أتحدث عن بقية مآسي عالمنا العربي، ولعنة الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول تطبيع حضوره حتى باحتلاله لفلسطين.. ألو سنة 2023. لا جديد في مخابرتنا هذه فلماذا تطول؟
ها أنا أغلق سماعة الهاتف، فكل ما أرغب في كونه يعرفه القراء.. ألو سنة 2023، تستطيعين تبديل رقمك الهاتفي.. كأن يصير (تلفون 2024). إننا نبحث عن تبديل آخر، فهل يحدث ذلك وتستحقين لقب سنة جديدة، أم أن مآسي عالمنا العربي ستتكرر؟

قاموس النكات

شعرت بالذنب وأنا أطالع ما كتبته ونحن نستقبل سنة جديدة.. وتكفيراً عن ذنب جرثومة الاكتئاب التي قد أصيب بها القارئ، اشتريت «قاموس النكات» في غارتي الأخيرة على المكتبات الفرنسية، وقلت لنفسي: سيبدأ القارئ معي سنة جديدة ضاحكاً مع قاموس النكات! وإليكم بعض ما ورد فيه، و»القاموس» صادر عن منشورات «بنغوين» البريطانية، وهو بالإنكليزية، ويقع في 230 صفحة. ولكن عالمنا المعاصر لم يعد يميز بين النكتة الجريئة والسخرية اللئيمة، ولأنني فاشلة في اختراع النكات أنقل اليكم بعض ما ورد في ذلك الكتاب الذي لا تخلو أقوال بعضهم فيه من اللؤم، كما أن بعض الأقوال منقولة عن لسان الكثير من أشهر الأدباء.

نسي عيد ميلادي!

النكات في الكتاب لا تخلو من بعض المرارة. منها قول أحدهم: أنا مكتئب لأنه حتى أخي التوأم نسي عيد ميلادي!
(نكتة) أخرى: يقول الزوج لزوجته: لقد نسيتِ هذه المرة عيد ميلادي. ترد عليه: وأنت أيضاً نسيت عيد ميلادي. يقول لها بلؤم: لأنك لا تبدين أكبر سناً! وذكرني ذلك بزوجة صحافي ما إن يقوم بزيارة مليونير من بلد عربي بيروت حتى تدعوه للعشاء بمناسبة عيد ميلادها وكي لا ينسى أن يحمل لها هدية حين يحضر للعشاء. وهكذا أقامت عيد ميلادها عدة مرات في سنة واحدة، كلما زار ثري عربي لبنان وزوجها، وادعت أمام كل منهم أن زيارته تصادفت مع عيد ميلادها؟

السخرية من أطباء الأسنان

قاموس النكات لا ينسى أطباء الأسنان، ونقرأ: يقول أحدهم: هل يؤلمك طبيب أسنانك. أجاب صديقه: قطعاً، إلا حين قرأت فاتورته! وقول أحدهم: الشيء الوحيد الممتع مع طبيب الأسنان هو أنه يزيد شهيتك للطعام بلا ألم. أما عن محاولات إنقاص الوزن فنقرأ قول إحداهن: الشيء الجيد في محاولات إنقاص الوزن أنه يساعدك على زيادة وزنك ولكن ببطء أكثر! وقول إحداهن: المأساة مع إنقاص الوزن هي أنك لا تأكل ما تشتهيه وتأكل ما تكرهه.

بين النكتة والسخرية

يحمل الكتاب عنوان «قاموس النكات» ووجته في حقيقته قاموس المرارة الضاحكة والسخرية من الذات، كقول أحدهم: لا تقلقي، فالكلب الذي يعوي لا يعض. وترد عليه: نعم، ولكن هل يعرف الكلب ذلك؟
أما عن التملق، فيقول الكاتب مارك توين: أستطيع أن أعيش شهرين على التملق الجيد لي. ويقول آخر: التملق هو أن تقول للآخرين ما يظنونه حول أنفسهم. ويقول برنارد شو: ما يمتع الرجل الذي تتملقه شعوره بأنك تجده يستحق التملق!
وعن الفنادق نقرأ سخرية أحدهم: في الفندق الرخيص كان بوسعي أن أرى ضوء القمر من الثقوب في سقف غرفتي!
وعن «الوحشة» تقرأ أن مريضاً يقول لطبيبه النفسي: أشعر بالوحشة لأنه لدي الانطباع بأن أحداً لا يراني. ويقول الطبيب للممرضة: احضري المريض، ألا ترين أنني وحدي؟
ويقول برناردشو: الحب مبالغة كبيرة حول الفارق بين شخص ما وآخر. الحب هو مجرد كلمة من أربعة حروف.
ويقول البريطاني صموئيل جونسون: الرجل عادة بعدما يجد طعاماً شهياً أعدته زوجته، يفضل ذلك على أن تتحدث باللغة اللاتينية!
وأختم بقول زوجة لزوجها: جارنا يقبل زوجته كل صباح قبل الذهاب إلى العمل، فلماذا لا تفعل ذلك؟
يرد عليها الزوج: لأنني لا أعرف الجارة!
يقول رجل لطبيبه النفسي: أشعر برغبة طاغية في الانتحار.
ويقول له الطبيب: أرجو أن تسدد الفاتورة قبل كل لقاء، لا بعده!
وأختم بنكتة لا تبدو لي كذلك، حيث يسأل العريس عروسه ليلة عرسها: هل أنا أول رجل في حياتك؟ وترد عليه: لماذا يسألني ذلك كل رجل عرفته قبلك؟

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com