مقالات

أبو مازن ينافس إيرين باباس .

بيدر ميديا.."

علي حسين

عرفت السينما عبر تاريخها الذي تجاوز القرن بسنوات، الكثير من النجمات اللواتي ملأن الشاشة سحراً وأناقة وجمالاً وأفكاراً، من العبقرية أودري هيبورن إلى صوفيا لورين تقدم لنا دولسينا الفلاحة البسيطة ملهمة دون كيشوت الذي أبى إلا أن يرى في طواحين الهواء فرساناً ومردة، مروراً بإليزابيث تايلور وقطة السينما التي اختصرت اسمها (ب.ب)،

 

 

وأسماء كثيرة ملأت حياتنا بالبهجة، وكانت واحدة منهن إيرين باباس التي رحلت عن عالمنا قبل أيام لتقرر اليونان أنها ستقيم تكريماً وطنياً لنجمتها المحبوبة، والتي وصفت بأنها أيقونة وطنية.

سيقول البعض يالك من كاتب رعديد تنسى أننا في بلد تتحوّل محافظاته كل يوم بقدرة وكفاءة مسؤوليها إلى محافظات”فاشلة”، مسموح فيها سرقة المال العام، وتفشي الرشوة والمحسوبية ومعها المخدرات “الصديقة”، وممنوع فيها صوت الاحتجاج لأنه رجس من عمل الشيطان!. وأتمنى عليكم أن تعذروني فقد كنت أنوي الكتابة عن التضحية والإيثار الذين يقدمهما كل يوم “المناضل” احمد الجبوري “أبو مازن” وهو يتعرض إلى مؤامرة دولية تشكك بنزاهته وتتهمه بالتلاعب بالمال العام، ولا تدري هذه الإمبريالية اللعينة أن أبو مازن هو المال العام ، وهو ثروة وطنية، والسبب الرئيسي لوحدة العراق مثلما يصر بعض مناصريه وهم يرفعون لافتات كتب عليها لاعراق من دون أبو مازن.

ماذا حدث بعد تسعة عشر عاماً من ممارسة الديمقراطية في بلاد الرافدين؟ حدث أنّ العشائر قررت أن تفرض سلطتها بالقاذفات!.

لا أدري ألم تتعب أحزابنا “الموقّرة” من الشعارات والكلمات المتقاطعة مثل الإصلاح والتغيير؟ أيها السادة اسمحوا لي أن اقترح عليكم اقتراحاً ساذجاً لا تعقيد فيه ولا شعارات، لماذا لا تنسوا مصطلحات الشفافية والديمقراطية والاستحقاق الانتخابي؟.

ياسادة القضية لا تحتاج إلى بيانات وشعارات ومزايدات فقط لو تتركون إدارة البلاد لأناس أكفاء يستطيعون أن يرسموا البسمة والثقة على وجوه الناس. ولا إلى تهديد ووعيد. يحتاج فقط إلى صدق في مواجهة النفس وفي الاعتراف بالفشل.

لذلك، أنا حزين لغياب إيرين باباس أكثر من حزني على إصرار البعض على حرمان الشعب العراقي من عبقرية أحمد الجبوري “أبو مازن” لأنني في الحالة الأولى افتقدت نجمة أخاذة، كانت علامة من علامات بغداد، حين كنا نصطف لمشاهدة صورها معلقة على جدران إحدى سينمات بغداد وهي تتلصص بعينيها نحو نجمها المحبوب انطوني كوين، زوربا، كل العصور ، أما في الحالة الثانية فإن نموذج أبو مازن يثير الأسى والضحك .

عندما قررت إيرين باباس الاعتزال قالت إن التمثيل مثل الامتحان، ومن الصعب أن تعيش تلميذة طوال العمر، لذا قررت البحث عن الراحة و الهدوء. فيما لايزال أبو مازن ورفاقه يعتبرون الاعتزال رجساً من عمل الشيطان.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com