مقالات

اعتقال جسر الجمهورية.

بيدر ميديا.."

علي حسين

لا يعرف أحد ماذا يحدث فوق جسر الجمهورية، غير أن الرواية التي تتناقلها الألسن تقول إن قيادة عمليات بغداد قررت أن تعتقل الجسر حتى إشعار آخر. عفواً ياعزيزي القارئ، أدرك أنه من ضروب الرفاهية التي يعيشها جنابي أن أرهقك بحكايات عن الجسر وأترك حكايات الناس التي لا تزال عالقة من أجل عيون البرلمان.

 

 

فقط أردت أن أقول لك إنهم يضعون بوابات على مدخل جسر الجمهورية لحماية المنطقة الخضراء من الفضوليين أمثالك وأمثالي، فقد فكرت قيادة عمليات بغداد وخططت ونفذت مشروع إبعاد جسر الجمهورية عن أقدام الفضوليين الذين يعتقدون أن جسر الجمهورية حق مشاع لجميع المواطنين، وهو الجسر الذي حمل ذكريات وأحلام وتطلعات الملايين لعراق مزدهر، وسفكت على إسفلته دماء عشرات الشباب ، كان ذنبهم الوحيد أنهم طالبوا بوطن يحترم أحلامهم.

لعلّ الجزء الأكبر من أخبار هذه البلاد مثير للأسى، رغم أن هناك أخبار كوميدية يطلقها علينا بعض نواب الصدفة ، وكان آخرها الهجوم الثوري الذي قامت به “المناضلة” عالية نصيف على نادي الصيادلة لأنه يقدم مشروبات كحولية، فنحن في بلد مؤمن يُسمح فيه للنائب والمسؤول أن يسرق ويقتل ويهجّر، لكن أن نقدم مشروبات “يا للهول” على حد تعبير المرحوم يوسف وهبي الذي تتقمص عالية نصيف شخصيته في كل ظهور لها على الفضائيات.

إذا كان لا يحقّ لأحد أن يُصادر حقَّ النواب في أن يعبروا عن قناعاتهم وأن يروا في أنفسهم ما يشاؤون، فإنّ من حقّنا أن نطالب المسؤولين عن الجريمة التي ارتكبها جسر الجمهورية في حق الشعب العراقي ليتم اعتقاله أن يقدموا لنا الدليل على أنّ جسر الجمهورية يُنفّذ أجندات خارجية! وأنه مشمول بالاجتثاث استناداً إلى قرار صادر عن هيئة المساءلة والعدالة، لأننا نريد أن نعرف كيف استطاع هذا الجسر الشرّير أن يخدعنا كلّ الوقت، ويُقنعنا بأنه مع العملية السياسية، فيما هو يريد أن يقف بوجه الإصلاح الذي تقوده عالية نصيف.

قد يتآمر البعض ويتوقف بالتفكير قليلاً في المقارنة بين حجم ودرجة اهتمام بعض الحكومات الغربية “الكافرة” حين يسقط لديها ضحية أو ضحيتان، وبين ردّ فعل ساستنا على عشرات الضحايا الذين سقطوا على جسر الجمهورية ، وهي مقارنة لا تجوز، لأسباب عدة ليس من بينها أن المسؤول الغربي لديه ضمير، فيما نحن نعيش في ظل ساسة ومسؤولين أُصيبوا بمرض مزمن في الضمير، بل لأن “الروزخون العراقي” تحول من حامي لمصالح الناس، إلى سمسار للمنافع والمناصب .

لست أفهم لماذا يخافون من جسر الجمهورية؟، يجب أن نخاف جميعاً ليس من الاحتجاجات، بل من نسبة الخراب الذي يزحف على مؤسسات الدولة، ومن غياب أية محاولة جدية لعمل سياسي حقيقي .

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com