منوعات

رجل يطير خلف نافذتي!

بيدر ميديا.."

رجل يطير خلف نافذتي!

غادة السمان

 

قرأت في مجلة فرنسية (كلوسر 2ـ2ـ2022) أن السيدة ألين لوغولوش، تعلمت القراءة والكتابة في سن الخمسين من العمر، وتشجع على ذلك كل امرأة في كتابها «القراءة في الخمسين». وجدت ذلك جميلاً ويدعو للاحترام تماماً كتلك السيدة التركية المسنة التي حققت حلمها بنيل الشهادة الثانوية في سن 84 سنة!
الحرص على العلم والقراءة والكتابة أمر جميل حتى في الكبر. أكتب عن ذلك بكثير من الحماسة، لأن جدتي كانت أميّة ولكنها استفزت في أعماقي شهوة الكتابة الروائية، إذ كانت تخترع قصصاً ترويها لي، ولعل جدتي الأمية علمتني أن أصير روائية!

كورونا وضرب الزوجات!

في مرحلة «الحجر المنزلي» بسبب انتشار وباء كورونا، تسبب ذلك لدى البعض في أمر جميل، هو اكتشاف متعة الحياة مع الأسرة، وهو ما أعلنه كثير من الألمان، مثلاً الذين اكتشفوا «قوة العائلة». ولكنه أيضاً تسبب في أمر قبيح، وهو العنف المنزلي مع الزوجة، وربما الأولاد. والمأساة أن القليل من النساء العربيات اللواتي يتعرضن لممارسات (عنفية) في فترة الحجر المنزلي لا يبحن بذلك، فالمرأة العربية قلما تلجأ إلى الشرطة لتقديم الشكوى، بل قد تبوح بعنف زوجها لأمها! المراهق الذي يشاهد والده يضرب أمه، سيضرب زوجته على الأرجح حين يكبر.
وقرأت أن الاتحاد النسائي المغربي بلغته 230 امرأة حول التعرض لممارسات عنيفة من الزوج خلال الحجر المنزلي!

الفرنسي الطائر في العيد الوطني!

لن يدهشني بعد اليوم أن أرى رجلاً يطير خلف نافذتي في ناطحة السحاب الفرنسية التي أقيم فيها في باريس، فقد شاهدته على شاشة التلفزيون الفرنسي في العيد الوطني لفرنسا قبل أعوام يطير وفي يده بندقية. وتساءلت مثل كثيرين: هل ستتحول الحروب إلى رجال يطيرون، لمقاتلة العدو؟ اسم الرجل الطائر: فرانكي زاباتا. وقد لفت الأنظار باختراعه للوح طائر وتحليقه به (بدون طائرة!) وصار حلمه أن يطير فوق بحر المانش إلى بريطانيا.
فشل في محاولته الأولى للعبور من فرنسا، لكنه لم يشعر باليأس وكرر المحاولة.

أحب مصارعة اليأس والنجاح

لقد فشل الرجل الطائر فرانكي زاباتا، في محاولته الأولى، لكنه رفض اليأس وحاول ثانية بعد تصحيح الأخطاء التي سببت فشله، ونجح في محاولته الثانية. من طرفي، أحب من يقاوم اليأس ومن يفشل، ولكنه ينهض على قدميه (فوق لوح طائر!) ويجرب ثانية وينجح.
وهو ما فعله فرانكي زاباتا، في محاولته الثانية لاجتياز بحر المانش على لوحته الطائرة. ولكن أخباره اختفت هذه الأيام، ترى أين هو الآن؟ وماذا يُحضّر؟ المهم أنني تحضرت نفسياً لمشاهدة رجل يطير خلف نافذتي ولن أقلق، ولكنني لن أفتح النافذة!

الأستاذ أيمن الحكيم: عن بليغ

أرسل لي أخ صديق مقالاً إيجابياً جداً للأستاذ أيمن الحكيم للتعريف بي في مصر أشكره عليه، لكنني أحب تصويب أحد التواريخ فيه.
فقد ذكر المقال أن بليغ حمدي تزوج من وردة عام 1972 وأنه حين لم يعد لدي أمل للزواج من بليغ تزوجت! والحقيقة أنني تزوجت من الدكتور بشير الداعوق عام 1969 وأنجبت ابني الدكتور حازم أواخر عام 1970، وبالتالي لم أكن أنتظر أحداً! أي ذلك كله قبل زواج بليغ!
أحببت فقط في هذه الوقفة السريعة تصويب التاريخ.

اتق شر من أحسنت إليه؟

صحافية لبنانية اتصلت بي قبل أعوام قائلة إنها وأسرتها في حاجة إلى المال وتريد أن أساعدها على إيجاد عمل. واتصلت بصديق لي في جريدة عربية كانت تصدر في لندن وتعاقدوا معها. والمدهش أنها بدلاً من الشكر صارت تنتهز الفرصة لايذائي أدبياً.. وهو ما فعلته بخصوص حكايتي مع بليغ حمدي!
والسؤال هو: كردة فعل على إيذائها لي، هل سأكف عن مساعدة من تطلب ذلك مني انطلاقاً من القول «اتق شر من أحسنت إليه»؟ بالتأكيد لا. إنها الحياة، ولن أبدل سلوكي حين أقوم بالإحسان إلى كاتبة لإيجاد عمل وتكرس بعض كتاباتها لإيذائي.

أين «مجلة الجديد» ـ U.S.A ؟

«القلب العاري» عنوان كتاب لي أسعدني أن تنشر مجلة الجديد (الصادرة في U.S.A بالإنكليزية) ثلاث قصائد لي ترجمت من كتابي هذا. أحب ترجمة بعض أعمالي وسواي، وقد تمت ترجمة بعض كتبي إلى عشرين لغة، فأنا أجد أن الترجمة تجعلنا نعي كم نحن متشابهون في مشاعرنا أياً كانت جنسياتنا ولغاتنا.
ترى: هذه المجلات العربية/الغربية، أما زالت تصدر؟ وهل تحظى بمساعدات من وزارات الثقافة العربية لأنها تقدم خدمة كبيرة للغة العربية أولاً وللقراء؟
من المهم احتضان من تقوم بالترجمات إلى لغات أجنبية، وبالذات تلك التي تصدر في منابر غربية ويصدرها بعض العرب المغتربين من مالهم الخاص إكراماً للتواصل الأبجدي بين الشعوب.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com