مجتمع

طفل سوري يحاكي غوغل وسهرة مصرية من أجل فلسطين.

بيدر ميديا.."

طفل سوري يحاكي غوغل وسهرة مصرية من أجل فلسطين

مريم مشتاوي

 

مرت عشر سنوات عجاف على بداية الحرب في سوريا… عشر سنوات من الموت والدمار.
تسببت بتهجير ملايين السوريين… فقد نزح حوالي 5,7 مليون لاجئ إلى البلدان المحيطة، وأكثر من ستة ملايين سوري داخلياً ومثلهم هاجروا إلى مختلف دول حول العالم. وهي هجرة تعتبر من أكبر الهجرات في التاريخ المعاصر.
حرب قضت على سوريا بتاريخها العريق وتنوعها الثقافي الغني.
هكذا دمر النظام بلداً عرف أقدم الحضارات على وجه الأرض حيث كانت بداية الاستيطان البشري وتخطيط أولى المدن واكتشاف الزراعة وتدجين الحيوانات وانتشار المعرفة وابتكار الأبجدية.‏
لقد تسببت قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية له، في قتل آلاف المدنيين… وتفننت بوسائل القتل… إما تعذيباً داخل السجون أو عبر الصواريخ والقذائف والبراميل المتفجرة أو غرقاً في البحار.
لكن الضريبة الأكبر دفعها أطفال سوريا.
كيف ننسى آلان الكردي وأصدقاءه الذين لونت دماؤهم مياه المتوسط؟
هل يسقط من ذاكرتنا ذلك الصغير صاحب الشورت الأزرق والقميص الأحمر الذي لفظته أمواج البحر على الشاطئ التركي؟
هناك آلاف الأطفال في سوريا لم تقتلهم الحرب جسدياً بل قضت على مستقبلهم ودمرتهم معنوياً.
وانتشرت منذ أيام على القنوات الفضائية من بينها الجزيرة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي قصة مصطفى الطفل السوري البالغ من العمر 15 عاماً.
مصطفى من آخر ضحايا الحرب السورية وتحديداً التدخل الروسي لحماية النظام السوري وتأسيس قواعد عسكرية له في البلد المنهك سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
يقول بحرقة موجعة:
«تهجرت بسبب آخر حملة روسية، وأنا مقيم في ريف إدلب الشمالي.»
إنه ذلك الطفل الذي كان ينتظره مستقبل باهر لولا الحرب. فهو يمتلك خامة صوت نادرة تمكنه من التحدث على طريقة معلقي خرائط غوغل.
تلتقطه الكاميرا وهو يردد بصوته البديع:
«السلام عليكم كيف حالكم أصدقائي الكرام.
تجاهلوا ضعفكم ولا تخجلوا من أحزانكم… عيشوا حياتكم بتلقائية وعفوية… محاولين التأقلم على تجاهل ما يؤذيكم.»
وكأنه يحاول أن يدرّب نفسه على الصبر والتأقلم مع الوضع المزري الذي يعيشه.
تستحيل للحظات تلة الرمل الذي يجلس عليها إلى منبر في إحدى استوديوهات غوغل المعروفة. لكن صوته مهما ارتفع لا يخترق سوى أكوام الحديد المحيطة به حيث يعمل في مستودع لجمع الخردة شمالي إدلب.
مصطفى الذي هجّرته الحرب من كفر نبودة في ريف حماة أجبر على ترك دراسته والعمل ليل نهار كونه المعيل الوحيد لأسرته.
كم من طفل في سوريا يعيش نفس الظروف التي يعيشها مصطفى؟
من يمد يده ويسحب هؤلاء الأطفال إلى الضفة الأخرى من العالم حيث يستأنفون تعليمهم ويوظفون مواهبهم في المكان الصحيح؟
لقد حذرت اليونيسف منذ عدة شهور بأن «وضع العديد من الأطفال والعائلات مازال محفوفًا بالمخاطر، إذ أن حوالى 90 في المائة من الأطفال يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، بزيادة بلغت نسبتها 20 في المائة في العام الماضي وحده.»
كما ذكرت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور في آذار / مارس الماضي في تصريح لها بأن «الاحتياجات الإنسانية لا يمكن أن تنتظر. وينبغي على المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده لإحلال السلام في سوريا وحشد الدعم للأطفال».
لكن لم يتغير شيء من شهر آذار الماضي وحتى الساعة ولن يتغير… إن أطفالنا هم أطفال العالم الثالث… موتهم وعذاباتهم ومستقبلهم لا يؤثر على رعاة الحروب ولا يقلقهم في شيء.

مصريون ينتصرون لفلسطين

من سوريا إلى مصر فيديو آخر انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم.
فما القصة؟
منذ أيام اجتمع شبان وشابات مصريون في حفل موسيقي في مدينة دهب السياحية. فجأة انتبهوا لوجود إسرائيليين في المكان نفسه، فما كان منهم إلا أن حولوا الحفل إلى فرصة لمناصرة القضية الفلسطينية. بدأوا يهتفون بأعلى أصواتهم وهم يرقصون ويدبكون ويقفزون عاقدين أيديهم ببعضها البعض وكأنهم قوة واحدة بوجه الظلم مرددين على أنغام الأغنية الفلسطينية المعروفة:
«أنا دمي فلسطيني فلسطيني فلسطيني…»
لا يمكن أن تشاهد الفيديو من دون أن تهرب منك دمعتان:
دمعة فرح واعتزاز وفخر بشبان أحرار يقفون مع الحق دون تردد منتهزين أي فرصة للتعبير عن مواقفهم النبيلة.
ودمعة تحسر وقهر على قادة يعقدون اتفاقيات سلام مع العدو المجرم من دون أي روادع أخلاقية أو إنسانية.
مشهد الشبان يعيد لنا الأمل، ويذكرنا بأن فلسطين ستبقى للفلسطينيين مهما طال الزمن رغماً عن أنف اللصوص والمتآمرين والمطبعين.
وستبقى القدس عاصمة فلسطين التي تمتد من النهر إلى البحر.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com