مقالات

موجة استقالات تعصف بمستقبل حزب قلب تونس بقلم : جيهان غديرة

موجة استقالات تعصف بمستقبل حزب قلب تونس

بقلم : جيهان غديرة

 

في خطوة تعيد إلى الأذهان سيناريو تفكك حزب نداء تونس.  بدا ” قلب تونس” في التقلص بعد أن أعلن 11 نائباً، مساء الثلاثاء، استقالتهم من الكتلة البرلمانية للحزب ، في خطوة مفاجئة تعكس تصاعد الخلافات والانقسامات داخل هذا الحزب، الذي يسير نحو فقدان موقعه في المشهد السياسي الحالي . وتشكل هذه الاستقالة الجماعية ضربة قاصمة لقلب تونس بزعامة قطب الأعمال والإعلام نبيل القروي والذي تم استبعاده من حكومة اليأس الفخفاخ إلى جانب كتلة الحزب الدستوري الحر بزعامة عبير موسي.

وشملت الاستقالة قيادات من الصف الأوّل للحزب، وهم رئيس الكتلة البرلمانية حاتم المليكي ونائب رئيس الحزب رضا شرف الدين، والنواب خالد قسومة ونعيمة المنصوري وأميرة شرف الدين وصفاء الغريبي وسهير العسكري ومريم اللغماني وسميرة بن سلامة وحسان بلحاج إبراهم وعماد أولاد جبريل.

وأرجع النواب المستقيلون قرارهم، إلى سوء التسيير والحوكمة داخل الحزب ووجود اختلافات حول آليات اتخاذ

القرار والمواقف السياسية من الحكومة ورئاسة الجمهورية ورفضهم لتوجهات الحزب الحالية.

يذكر أنه في الفترة الأخيرة، عرف حزب “قلب تونس” خلافات داخلية واهتزازات بشأن المشاركة في الحكومة أو البقاء في المعارضة، إضافة إلى رفضهم لمنهجية وشكل المعارضة التي يريدونها بناءة  لا هدامة حسب تعبيرهم. ورجّح المليكي أن يشكل النواب المستقيلين من حزب قلب تونس وكتلته بالبرلمان كلتة جديدة.

من جهته أكد  النائب و القيادي بقلب تونس رفيق عمارة في تصريح له لإحدى الصحف المحلية أكد أن ما قام به النواب المستقيلون خيانة للحزب و خيانة للقسم فقد أقسم كل نواب كتلة قلب تونس على عدم الاستقالة من الحزب و مواصلة المسيرة إلى أخرها رغم الخلافات أو غيرها من الأسباب مؤكدا أن أسباب الاستقالة تعود أولا إلى أسباب تنظيمية فمجموعة المستقيلين أرادت تغير هيكلة الحزب و إبعاد نبيل القروي عن الرئاسة و تغييره بأحد النواب و هو ما لم يحظى بموافقة الأغلبية بدليل أن المستقيلين 11 و كتلة الحزب تظم 38 نائبا أي أن الأغلبية لم تكن موافقة على هذا التمشي مضيفا أن الأقلية عندما فشلت في فرض رأيها على الأغلبية قررت الاستقالة حسب تعبيره.

وبعد استقالة النواب، سيتراجع عدد مقاعد حزب ” قلب تونس” في البرلمان، من 38 بعد انتخابات أكتوبر 2019 إلى 27 مقعدا، وسط توّقعات باستقالة عدد آخر من النواب خلال الأيام القادمة، وفيما يلي ترتيب الكتل البرلمانية إثر هذه الاستقالة:

  • كتلة النهضة- 54 نائبًا
  • الكتلة الديمقراطية – 41 نائبًا
  • كتلة “قلب تونس” – 27 نائبًا
  • كتلة ائتلاف الكرامة – 19 نائبًا
  • كتلة الدستوري الحر – 16 نائبًا
  • كتلة الإصلاح الوطني – 16 نائبًا
  • كتلة “تحيا تونس” – 14 نائبًا
  • كتلة المستقبل – 8 نوّاب
  • غير المنتمين إلى كتل – 22 نائبًا ( منهم النواب المستقلّين من “قلب تونس” )

 

وستُحدث الاستقالة في هذا الظرف السياسي التي يقاوم فيها حزب قلب تونس لفرض نفسه بعد أن تعرض قبل الانتخابات وبعدها لانتقادات شديدة، شروخا عميقة تعيد للأذهان ما حدث لحزب نداء تونس الذي أسسه الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي ودخل في تحالف مع حركة النهضة الإسلامية انتهى (التحالف) بتفككه.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com