مقالات

أسرار سقوط علاوي وصعود المالكي

أصدر بنجامين رودس كاتب خطابات باراك أوباما الرئيس الأمريكي السابق، كتابا جديدا يتحدث فيه عن عهد أوباما ويورد تفاصيل العلاقات السياسية وخفايا القرارات التي اتخذها أوباما خلال فترة حكمه.

الكتاب الذي صدر تحت عنوان “العالم كما هو” يأتي بشكل قصة مع الكثير من الواقعية والصراحة والوضوح، بعيدا عن أشكال السياسة الثقيلة، حيث هناك الكثير من الحكايات، التي تفسر الأحداث بدلا من أن تثير الفضائح. إنه قصة عن كيفية تقدم الكاتب (رودس) من عالم المثالية، إلى رؤية أكثر دقة.

ويقول رودس عن اوباما: ” انه كان يتجنب الغضب ، حتى في وجه اولئك المتعصبين ضده ، والمتآمرين المعارضين له حتى الأكثر تطرفًا منهم . وان طبيعة أوباما قادت في أكثر الأحيان، إلى الإجابات الصحيحة – أو على الأقل – إلى المواقف التي لم تجعل العالم المتفجر أكثر خطورة”.

يقول رودس إنه اجتمع سرا مع المسؤولين الإيرانيين اكثر من 20 مرة في العاصمة العمانية – مسقط.
يذكر رودس في كتابه أن الرئيس باراك أوباما يكره العرب بشكل غريب، وكان دائماً يردد أمام مستشاريه ان العرب ليس عندهم مبدأ أو حضارة، وأنهم متخلفون وبدو.
وفي المقابل كان يتحدث عن إيران بود ظاهر وبإعجاب شديد بحضارتها.
يؤكد “بن رودس” أن الرئيس أوباما بدأ يتواصل مع إيران منذ 2010 للتوصل إلى اتفاق بشأن طموحاتها النووية. فعرضت إيران على إدارة أوباما التوقف عن الأنشطة النووية لمدة 10 سنوات، مقابل رفع العقوبات عنها وإطلاق يدها في الشرق العربي كله… و هذا ما حصل في النهاية.
ويؤكد “بن رودس” أن إيران، ومنذ رفع العقوبات عنها، حصلت على مداخيل تزيد عن 400 مليار دولار، ذهب منها ما يزيد على 100 مليار دولار لدعم تمددها في سوريا والعراق واليمن و لبنان وأفريقيا ودول المغرب.
ومن اللافت جداً الفقرة التي تناول فيها “بن رودس” في هذا الكتاب انتخابات سنة 2013 في العراق. يشير رودس إلى أن أياد علاوي فاز في تلك الانتخابات. وهذا ما أزعج الإيرانيين كثيراً، لذلك هدد الإيرانيون بوقف المفاوضات السرية، إذا ما صار صار علاوي رئيساً للوزراء في العراق، وطلبت من أوباما بكل صراحة ووضوح أن يسهل ويدعم وصول المالكي إلى الحكم… وهذا ما كان.

المالكي هو من أطلق عناصر القاعدة من عملاء إيران، اللذين أسندت إليهم مهمة تأسيس داعش
يقول “بن رودس” إن المالكي هو من أعطى الأمر بفتح السجون لكي يهرب عملاء إيران من تنظيم “القاعدة”، الذين أسندت لهم مهمة تأسيس “داعش”. وأن المالكي هو من أمر الجيش بالهروب من الموصل عمداً وترك العتاد العسكري، الذي تزيد قيمته على 20 مليار دولار.
ويضيف في كتابه، ان المالكي الذي تقصّد إبقاء مبلغ 600 مليون دولار في فرع البنك المركزي في الموصل، وبهذا ساهم في إدخال 600 عنصر من داعش الى الموصل في عام 2014، وزودهم بما يلزمهم من أموال وعتاد، لكي يبدأ مسلسل داعش وإيران، وتتحرك الأمور وفق ما يشتهيه حكام طهران .
يؤكد “بن رودس” أن أوباما كان على علم بأن إيران هي من يحرك “داعش”، وكان يغض الطرف عن ذلك، لأنه كان يريد أن يختم عهده باتفاق يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. وفي سبيل هذا الهدف كان على استعداد لدفع أي ثمن… وهذا ما حصل في عام 2015.

أوباما استعمل “الخط الأحمر” ليس لكي يحمي السوريين من بطش النظام وحلفائه بل لكي تكون ورقة ضغط على إيران
ويتحدث “بن رودس” في كتابه عن الضربة الكيماوية للغوطة في 2013 ، مشيرا إلى أن أوباما استعمل “الخط الأحمر” ليس لكي يحمي السوريين من بطش النظام وحلفائه بل لكي تكون ورقة ضغط على إيران، يستخدمها عندما تهدد إيران بوقف المفاوضات السرية. وعندما حصل الهجوم الكيماوي على الغوطة في آب 2013، وهدد أوباما بضرب قوات النظام، أرسلت له إيران على الفور رسالة تهدد فيها بالانسحاب من المفاوضات.
يؤكد “بن رودس” أنه بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران، أوعز أوباما لمساعديه بأن لا يذكروا أمامه أي شيء عن الملف السوري، وقال بالحرف الواحد:  our mission accomplished! “تم إنجاز المهمة”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com