تحقيقات

محققة بريطانية تكشف الصدف المدبرة وراء إعلانات “فيس بوك” و تجسس المعلنين

أمر غريب يحدث مع معظم الأشخاص الذين يستخدمون مواقع التواصل الإجتماعي والواقع الإفتراضي عبر هواتفهم الذكية، وهو أن تصادف مشاهدة إعلان لخدمة ما أو منتج كنت تطالعه في الحياة الحقيقية أثناء التسوق مثلاً أو حتى تكون قد تحدثت به مع أحد الأشخاص وأنت بالقرب من هاتفك؛ أو حتى قد يكون ملبساً كنت ترتديه أثناء ما كنت تسخدم هاتفك، فتفاجأ بظهوره في أحد إعلانات موقع (فيس بوك) أو (تويتر) .. أمر مدهش ويثير التساؤل .. فهل ذلك محض صدفة أم أن هاتفك يتجسس عليك بالصوت والصورة ؟

هذا ما ستجيب عليه الصحافية “جوليا لورانس”، في تحقيقها المنشور عبر صحيفة (ديلي ميل) البريطانية، حول: (قوى الإعلانات الإليكترونية)، بعد صدمة ابنتها البالغة، “لويس”، بتعرضها لموقف يؤكد على تجسس الهواتف الذكية لابنتها، التي كانت ترتدي قميصاً، حيث فوجئت بظهور آخر مطابقاً له في أحد إعلانات موقع (فيس بوك)، بشكل جعلها تقول: “أمي .. المعلنون يتجسسون علينا .. أنا متأكدة .. هذا ليس صدفة على الإطلاق”.

كيف يتم توجيه الإعلانات لمشاهديها ؟ 

تقول الصحافية البريطانية في تحقيقها، أن طريقة “الإستهداف الإعلاني” كانت سائدة لبعض السنوات من خلال تطبيقات وسائل الإعلام الاجتماعية ومحركات البحث، وكان الـ(فيس بوك) أول موقع أدخله قبل أربع سنوات، وهذا ليس سراً كبيراً، إذ أنك إذا طالعت أحد إعلانات عن ملابس معينة أو فرناً ذكياً من الوارد جداً أن ترى أحد الإعلانات عن تلك المنتجات تطفو أمامك أثناء تصفح (فيس بوك).

ورغم أنه أمراً يشعرك بإنتهاك الخصوصية الشخصية أثناء تصفح تلك المواقع؛ إلا أن الفرد أصبح الآن معتاداً عليه، بل يفضله في بعض الأحيان إذ أنه يسهل مهمة البحث عن ميوله في الإقتناء والشراء.

تشير الصحافية المحققة إلى إنها ليست بعملية سهلة، “إذ أن نشاط الفرد منا على المواقع والتطبيقات يتم جمعه وحصره في معلومات ديموغرافية باستخدام تكنولوجيا متطورة على نحو متزايد؛ لتقديم إعلانات مشخصنة أو تستهدف أفراداً معينين”.

يتم تجميع العلامات الإلكترونية للأشخاص المعروفة باسم “ملفات تعريف الإرتباط”، أو سجل “الكوكيز” من مواقع الويب التي يزورونها ويتم نقلها إلى المعلنين؛ حتى يتمكنوا من إستهدافنا بالمنتجات ذات الصلة بأذواقنا ومصالحنا وتلك التي نحتمل أن نشتريها.

اصباغ المشروعية على تلك الممارسات ..

قد يعتقد البعض أن تلك العملية غير قانونية، إلا أنها ليست كذلك وعلى الرغم من أنه بموجب “قانون حماية البيانات” لعام 1998، يتعين على الشخص أن يوافق على جمع بياناته والغرض الذي يستخدم من أجله، إلا أن قلة من الناس يأخذون الوقت فعلاً  لقراءة الشروط والموافقة عليها أو فحص الشروط والأحكام وبيانات الخصوصية التي تسجلها عند شراء هاتف ذكي أو تنزيل أحد التطبيقات.

تؤكد المحققة على أن بعض الناس يعتقدون بأن الهواتف تتجسس عليهم من خلال الكاميرات، إذ أن موقع (تويتر) من أكبر المواقع التي تشهد الحالات التي تعرف باسم “المصادفة العمياء”.

وفي الشهر الماضي، إجتاحت إحدى حالات “المصادفة العمياء” موقع (فيس بوك) لامرأة أميركية تدعى “جين لويس”؛ عرض عليها إعلان منشور بموقع (فيس بوك)، عن حمالات صدر لامراة ترتدي بالضبط نفس الملابس التي كانت ترتديها “لويس” في تلك اللحظة، نفس القميص الوردي والبنطلون الجينز.

وفي حين أصر (فيس بوك) على أن الإعلان كان من قبيل المصادفة، فقد علق مئات من مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعية، حيث أشار الكثيرون إلى أن الإعلان كان يمكن إستهدافه بإستخدام برامج التعرف على الصور، وذلك باستخدام كاميرا كمبيوتر محمول أو كاميرا هاتف ذكي، كنافذة تجسس في حياة السيدة الأميركية، التي تعرضت لذلك وتعرض بعض مستخدمي مواقع (فيس بوك) لمواقف أخرى مشابهة، مثل ظهور إعلانات تنسيق حفلات الزفاف قبل أن يكتب المستخدم أي كلمة مفتاحية عن الموضوع في أي من محركات البحث، ومثل أيضاً ظهور إعلانات أغذية القطط عقب مناقشة أمر إقتناء قط من قبل شخص ما.

ويشير التحقيق إلى أن أحد مستخدمي موقع (فيس بوك) قرر إغلاق “الميكروفون” الخاص بهاتفه الذكي، ومنذ ذلك الحين يؤكد على أنه لم يتعرض لأي من المصادفات المذهلة لإعلانات (فيس بوك).

ويقول “توم كرو”، 28 عاماً، وهو مدير تسويق من “بورنموث” البريطانية، أنه كان يناقش مع أحد أصدقائه فكرة زراعة لحية الوجه، في آذار/مارس الماضي، عندما لاحظ بعدها إعلاناً على الـ(فيس بوك) لجراحة زرع اللحية، على الرغم من أن الأمر كان مجرد مزاحاً، ولم يتطرق له بالبحث حتى على محركات “غوغل”.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com